بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 مارس 2010

في ذكرى الغدير لا بد من ثقافة الخليفة الالهي التجديدية


بسم الله الرحمن الرحيم وبه وحده نستعين


والصلاة والسلام على سيد الكونين محمد سيد العلا وآله الميامين المطهرين

القائل تعالى في التنزيل :

{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } : المطففين26...

قرأت مقالة سماحة الشيخ جواد الخفاجي بعد دعوتي للمشاركة في ذكرى الغدير ॥ بعنوان :

عيد الغدير ابتلاء على الأمة لا مفر منه "

وهي رائعة وثبوتية منهجية

وفي منتداكم السعيد في جامعة المستنصرية رغبنا في المشاركة بذات الرسالة لنشر الفائدة

وفي ردي السريع جدا أقول وبالله التوفيق :ختم المسك الالهي هو المدخل لوجهتي في هذا الفجر إليكم

الختام هو حسن الختم والختم في مصطلح القرآن هو الوسم على وجه الحالة الكلية بخطاب القرآن الجمعي .. وليس خطاب الحالة الفردية .. ختم النور الخاتم وهو في وجهتنا وتفسيرنا القرآني الدائم هو ختم النور بخليفة الله المهدي الخاتم وبختم المعجزة بالدابة الظاهرة في زماننا الوشيك .. حيث ظهور الدابة الوشيك في الحرم المكي ... وهي مشروع الاله الثورة .. والخاتمة المعجزة لامامنا الالهي والمهدي الخاتم عليه السلام .. تبيض وجوه الناس فتصبح كالكوكب الدري .. وهو ختم الايمان ..[ مؤمن] وتختم على جباههم بختم السواد الناقع [ كفر ] فتسود وجوههم النفاقية !!


وهذا الختم موجود سنده في القرآن والانجيل والتوراة ॥ ومهما تأولت التأويلات في الآية الكريمة بأنها أمير المؤمنين علي عليه السلام أو الدابة المعجزة الالهية فكلاهما له الدور الفارز ॥ وفي وجهتي القرآنية من عمق آل البيت عليهم السلام أرى الختم لأمير المؤمنين علي ولخليفة الله المهدي عليهما الصلاة والسلام أولا و معجزة الثورة الالهية الفريدة هو من الدابة المعجزة تختم وتلحق بكل المجرمين في هذا العالم تسود وجوههم أرضيا توطئة للفرز السماوي على الصراط الذي بثبوت الحديث النبوي المقدس هو ختم جواز السفر السماوي نحو وعد الآخرة المحتوم ، وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله : [ إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب ] وفي كلا الوجهتين الختم الالهي المحمدي هو ختم رأس المطهرين علي عليه السلام وسليله الخاتم مهدي العوالم الوشيك القادم ... وقد ورد هذا الحديث في كتب المناقب ॥ وهنا نؤكد على عمق المصطلح القرآني [ الختم ] لنراه هو العلامة الفارزة لمناط قبول الأعمال بكليتها ...والدابة الخارجة حتما فهي معجزته الأولى في قلب الحرم المكي تختم وشيكا على نواصي كل المجرمين ॥ {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ }الرحمن41...

تصديقا لعمق الحقيقة الالهية في زمن خليفة الله المهدي الالهي .. ولا تستطيع قوة علمية أن تنكر خروج الدابة في آخر الزمان .. وهي المناطة بالبلاغ بالقوة الالهية [ بلغ ما أنزل إليك من ربك ] ومهمة البلاغ الالهية مستمرة متواصلة في العترة عليهم السلام حتى يوم القيامة .. فمن لم يستمع إلا لنداء الهوى فزمن الدابة والمسخ الوشيك على أبواب الحرم المكي قادمة وشيكة !! وهم محاصرون بين تدافع الملائكة عليهم السلام وما بين سيف الخليفة الالهي السماوي .. وما بين المعجزات الالهية بالمسخ لوجوه المجرمين الكالحة في ثورة إلهية مستعلية وشيكة خاتمه .. وهنا المفاد من قوله تعالى ॥:

{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } : المطففين 26

وفي الآيات التالية تبيان لعمق الحقيقة وسوء المنقلب والخاتمة ॥ وليس أدل مما جاء في القرآن الكريم جليا في سورة المعارج من سوء العذاب وسرعة الختم لكلية المجاهرين بتكذيب القرآن والولاية المحمدية الممتدة ...


{ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }المعارج1 { لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ }

॥وفي سورة الطور : {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِن دَافِعٍ } الطور 7 ـ

و المحتوى القرآني شاهد على عمق القيمة والجزاء لمخالفي الأمر الالهي المحمدي والمجاهرين بالعداء لهذه الولاية المقدسة وسموا بالكفر الواضح{ لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ }المعارج2॥ وهنا كان الجزاء حسب مقاصد الولاية الالهية سواء على مستوى التصديق والتكذيب ॥ وفي الأمر الالهي ليس هناك وسطية ॥ أعجبتني المقالة للشيخ الخفاجي المنشورة على منتدى الحوزة بروحها النقدية الفاحصة وكان ردي التكاملي معها لأن المؤمنين أخوة ووحدة إلهية في العطاء المقدس

॥ على قاعدة المصطلحات القرآنية التالية الثقلين ـ الثقلان ـ الأمة ـ حزب الله ــ أهل البيت ـ الأمة المعدودة ـ أمة مسلمة ...وهما المصطلحات الالهية المحددة والفارز لقيمة حركة النور الوصالي والمحدد لحقيقة الهوية ॥ المحمدية والاستخفافية ॥ وحال المسلمين بكلية أسمائهم ومنذ قرون يعيشون بهيمان طائفي خارج سياق المصطلح القرآني وغاياته و نحو حالة الانجرار التي روج لها أعداء الولاية الالهية ॥ وهو الذي غطى على حالة الروح والروحانية في الانتماء والعطاء ॥ والولاية المحمدية هي الولاية العامة والخاصة في الأمة المعدودة ॥ وقد سمى الله تعالى شعب خليفة الله المهدي عليه السلام أمة معدودة [ ثقافة إلهية الأمة ] والتشيع للولاية المحمدية الكاملة في القرآن هو تشيع وموالاة للحقيقة المحمدية والعترة والآل امتدادها ... وهم [ الأمة ] [ ولتكن منكم أمة ] إنها الأمة المعدودة والصاعدة على قاعدتي :[ كتاب الله وسنتي ] [ كتاب الله وعترتي ] ووهما قاعدتي الثقلان والثقلين .. وعيد البلاغ والغدير هو التحقيق لعمق الذاكرة .. والتاريخ .. ومناسبة قدرية مسجلة لحالة المراجعة والنقد الذاتي والقبول بفرز التجربة وتجاوز تكريس الخطيئة الماحقة .. وما حادثة الحارث الفهري حين نزل على رأسه حجرا من السماء شطره نصفين إلا حجة بالغة ظاهرة وتوعد مقبل وخسف ومسخ تحذير يوشيك عام لكل منكري الحقيقة الالهية المحمدية .. وعنوان متجدد لمستقبل هذه الشرائح المتخلفة عن ركب التاريخ والويل لأعداء الولاية الالهية من سيف المهدي السماوي مما يصفون !! { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } : يس65.. ومناط البلاغ والولاية موجها من الله تعالى لكل الخلق ولكل المعتقدات : [ أنا وعلي حجة الله على عباده ] حديث صحيح .. وما حالة الانزواء والاختباء المذهبية والدفاعية السلبية سوى غطاء للدفاع عن الطوائف وليس على الحقيقة الالهية سوى نمطا معاكسا لأنموذج الحركة التاريخية أو معطلا لها ... فيكون اللبس مكرسا تماما بين خطايا ردات الفعل البشري الحادثة والمستعرة في مجانبة الناس عن قضية الولاية الالهية .. وليس هنا التوصيف سوى لتعميق هذا التوجه الروحاني السماوية وتأكيدا على رفض منهجية سياسات المؤامرة التاريخية ومحاولة تنبيهيه لوحدتنا نحن الأبدال الذين لم يبدلوا تبديلا .. والأبدال في الجوهر القرآني هم آل النبي محمد عليهم صلوات الله وسلامه .. ومحبيهم وعشاقهم الروحانيين .. ولا زلت متأملا عميقا على آيات الأنفال الكريمة وهي في قوله تعالى :{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّه ِوَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } : الأنفال47وهي تكشف سمات المتنازعين من قلب القرآن .. وفي الصفحة المقابلة في القرآن تمام تواصل الرد الالهي في قوله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } : الأنفال53 والنعمة وهم العترة المطهرين .. هي نقيض النقمة .. فإذا حولنا ثقافتهم النورانية إلى حالة قوة تنازع ظلامية سقطنا في إشكال خطير وأزمة عميقة .. في سياج الاكراهية العقيدية .. { وَلَو ْشَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } يونس99 ولنسدد خطواتنا الربانية نحو حركة الشاكرين القادمة وهنا نرى التغيير النفسي يكون تدريجيا وأحيانا استهوائيا نفسيا وهو تمام قوله تعالى في الآيات ونسقها المتوالي : {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُم ْوَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَار ٌلَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }: الأنفال48 ..ولنتسلح بروح الثورة الالهية في مواجهة المخططات الابليسية وكما في روايات أهل البيت الصادقة أن إبليس همه الأوحد للمتبعين ولاية العترة النبوية .. !! وإبليس اللعين الذي يعيش آلاف السنين على العقد النفسية ينتقم من أمير المؤمنين عليه السلام في متبعيه كونه أراد ذبحة وقتله لولا نهي النبي الأقدس صلى الله عليه وآله .. فمعركة آهل الولاية الحقيقيين هي مع إبليس أزلية بدأت برفضه السجود لآدم عليه السلام وهو حامل الجوهر النوراني المراد من وراء حركة الخلق .. إن حركة الولاية هي في حقيقتها ثورة دائمة في الذات الايمانية تستأصل كل محاولة وخطوات ملعونة للشيطان الرجيم ....{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْوَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } : الأنفال46 ..وهو منازعة الولاية بالتشادد في الدين وهنا نرى أن الثورة التجديدية في الخطاب المعاصر لحركة الولاية يجب أن تقفز على الطقوس العاطفية الشيعية في حياة الولاية الالهية لحساب التأصيل المنهجي القرآني المحمدي .. وهنا نذكر من جديد وفي كل مقالة ورسالة يجب أن نجدد في خطاباتنا نحو : ثقافة الخليفة القادم .. بعيدا عن الزيغ والشطط والانحراف الاستهوائي المغلف بالتسنن والتشيع وبريقه الخادع والتماس مع روح الولاية السماوية .. وأما ثقافة عنوانها : [ نحن الشيعة ] و [ أنتم السنة ] فهي ثقافة تضادية لن تفيد مشروع النهضة بالمطلق .. بالقدر التي تحط من استمراريتها !! وثنائية يكمن فيها سر الاختلاف الممزق لأشلاء الأمة ووحدتها وهذا ما يدفعني بالقول عبر كل رسائلي : " إننا يجب أن نعيد خطابنا التجديدي المدوي الرسالي بعيدا عن دمجه المكرس عبر السنين بالخطاب المذهبي ..؟ ولا نسقط أخطائنا وخطايانا على روح الولاية الالهية وأئمة الحق روادها ..إننا بكل أسف نكرس التاريخ المؤسف بحقائق التبرير والانكفاء .. أو التعامل بالحقائق الوصالية بروح وصولية أو ذاتية !! فتحبط أعمالنا من محيط القبول .. وهذا هو عين التعطيل لتأخير الفرج والنور علينا ...والوعد الالهي هو الوعد الالهي لا يتبدل ولا يخلف الله وعده .. ولكن علينا أن نغير منهجيتنا الطقوسية عميقا بالدخول في الروح السماوية لندرك ملامح السماويين المنتظرين لنا .. وما ذكره أمير المؤمنين علي عليه السلام واضحا جليا عن حقيقة المنهج العقلاني والروحي السماوي المنبثق من أرواح العترة : [ سلوني قبل أن تفقدوني .. لأنا أعلم بطرائق السموات من طرائق الأرض ..أعرفها شارعا شارعا وزقاقا زقاقا ] فبدل التفاعل من المسلمين مع الروح المتعالية في رأس العترة والوريث المحمدي المتواصل في ثورة البلاغ والتجديد !! قتلوه عليه السلام وأوغلوا بالنعم والاستجابة الشرطية لخطوات الشيطان .. والطاعة للشيطان ولإبليس واتخذوه في ظلال حالة التمزيق وكما في الأنفال جار لهم ..وهنا تحول الاستهواء العاطفي إلى معتقد بديل !! وفي معركة التجديد المقبلة في ثقافتنا نحوا لخليفة الالهي يجب كما ذكرت في سلسلة رسائلي المنشورة أن نستقبل الحجة الالهي بثقافة الوحدة لا بثقافة التباغض وثقافة التجزئة والثقافة الطائفية فنرهقه بدلا من أن نخدمه .. ونكون قد أسهمنا في حروبه المستعرة من أعماق جبهات الوجهات الطائفية ، ونجعل أعداء الأمة ومنافقيها يصوبون له عليه السلام سهام المذهبية .. والصراع كما نراه في ثقافتنا هنا ليس مع موحدي الأمة ... ولكن مع طغاة الأمة المفسدين وهم أهل العداوة في القرآن .. والتعميم في ثقافة العداوة يكرس انعزالية ثقافة الخليفة ويجعلها أسيرة تحت ضغوط الجهات المناوئة .. ويجعل رصيد العداوة مستعلية عند قدومه وثورته الالهية فيحارب تحت الشعارات ذاتها .. قال الأمير علي عليه السلام : [ ان الله قد وهب لي قلبا عقولا ] وهي ثورة العقل بالعرفان من قلب القرآن .. والركون على ادعاء الغيب بدون الوعي بالثقافة السماوية الاستعلائية هي ثقافةجنونية تضر بحالة الولاية الالهية أكثر من منفعتها .. وفي الاختصار في هذه المقالة مفيدا ولن نطيل ..هدفنا من الرد هو التكامل التوحيدي لرسم الغايات المرجوة .. .. وشباب الاسلام اليوم يحتاجون الى هذه الثورة الروحية السماوية .. العرفانية المتعقلة بالروح .. ويشتكون على الدوام من تغييب الروح بأزمة المذهب وتصديرها في روحية الكراهية للآخر .. أو تبرير العجز في اصلاحنا الداخلي بفتح معارك وهمية مع الوهابية وخلافها من الثقافات المعزولة .. ثورتنا القادمة هي بالتمام ثورةالخليفة الالهيالمهدي المفدى القادم .. فلندرك شروط نهضتنا ... ولنجعل على الله توكلنا .. ولندرك قضيتنا المحمدية بأنها محطة الابتلاء الالهي لأمر آل محمد عليهم السلام وهم الوارثين هو للغاية صعب مستصعب[ إن أمرنا صعب مستصعب ، لا يحمله إلا عبد مؤمن امتحنالله قلبه للإيمان ، ولا يعي حديثنا إلا صدور أمينة وأحلام رزينة أيهاالناس سلوني قبل أن تفقدوني ، فلانا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض ،قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في خطامها ، وتذهب بأحلام قومها ] [نهج البلاغة : الجزء : 2: ص 130 : تحقيق : شرح : الشيخ محمد عبده ]وطريق الولاية الالهية الحقيقية هي طريق البلايا وخط الولاية الأصيل هو الذي يفرزه المولى تعالى صورته نورا على هامات الأمم .. وبالمطلق لن يكون في تصديرثقافة الخليفة بعد نزوله في مكة وجهة طائفية ومذهبية وستقوم قيامة كل المذهبيين على خط الخليفة المهدي عليه السلام حين سيذهلون من ذكره ..وأطروحاته السماوية والاعجازية المذهلة لكل العقول والتي لا يمكن البتة أن يستوعبها العقل المذهبي !! والأمة كافة إلا من رحم الله وهم قليل .. والروح الطائفية ستضيق بأصحابها ذرعا حين تريده خليفة مزاجيا !! وهوالخليفة الالهي المسدد، وذلك بسبب إلغاءه المذاهب عليه السلام .. وبسبب قتله للفقهاء الخونة والرجعيين !! فأين يقف اليوم المنتظرين للخليفة الحجة عليه السلام والرضوان .. أهم مع الله تعالى والنبي والخليفةالخاتم ؟؟ أم يقفون مع النزعات المذهبية المتصارعة .. إننا في زمان مرتقب وشيك للظهور المدوي المقدس .. ونحن أهل الوصال الالهي السماوي في عصرنا وإن لم يحن الوقت لاجتماع الخليفة عليه السلام مع كل الصالحين والمنتظرين .. إلا أن أملنا لا زال في الفرج القريب وأن تأخر الفرج الرباني إنما هو بسبب النفاق الذي بين ظهرانينا ..{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاءأَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } : هود44إنها سفينة آل محمد عليهم السلام قد أوشكت على الاستعلاء ونوح عليه السلام في القرآن هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا زال ينوح ويبكي الدم على المسلمين يناجي ربه تعالى في علاه ، وينوح على أمته : إلهي أمتي أمتي ..لما يراه من إمكانية الهلاك النازل عليها !! .. قلبه صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة .. وقلب الأمة على الحجر ... !!والأمل يحذونا بقرب الفرج ، وما علينا سوى التأسيس لثقافة الخليفة بنشر قيم العدل الالهي في وجه الحالة النقيضة للثورةالروحية العالمية وأن تتبلور هذه الحقيقة وهذه الثقافة في فلسطين ولبنان تحديدا ..جوهر الصراع الأزلي الالهي في مواجهة الزيف والزبد المتهاوي وكلية المفسدين الأزلية .. { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَفَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَفَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ } الرعد17وهو تمام قول الحق تعالى :{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّالظَّالِمِينَ } : آل عمران140وان عيد البلاغ وثورةالغدير السماوية التي تمر اليوم ذكراها الأليمة بين أيدينا قد أعقبها الوعدالالهي المتجدد المتحقق بالحماية الالهية والعصمة للنبي والعترة عليهم الصلوات والتسليم وهو المتمثل في قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَمِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَالْكَافِرِينَ } : المائدة67وهي تنثر اليوم ورودها الحزينة مجللة بالأسى والمحن وتاريخ الدم والذكريات الأعرابية النفاقية المؤلمة عبر التاريخ ومن ثم هي ليست هي عيدا للطقوس الفارغة والمكرسة لغياب المنهج وعمق الحقائق .. تفتح ذاكرة الظلم مع المظلومين .. وكل يوم للمظلومين عنوانا وثورة ...ولا بد أن نكون صرحاء لتجاوز الأزمة بأن الثقافة الصفوية البغيضة وثقافةالحاكم بأمر الله الفاطمي المتوارثة في مصر بطقوسيتها قد جردت الاسلام الارتقائي من عمق الولاية الالهية إلى حالة من التجريدية الطقوسية الاستهوائية ، والتي لازالت إلى اليوم عبئا على مساحة الثقافة الالهية للمقسطين من آل البيت عليهم السلام وتشكل عامل عزلة ظاهرة مؤيدة بالثقافة التاريخية .. ولا زلنا للأسف حتى اليوم في كليتنا مشدودين تماما لهذه الثقافة الظاهرية بعيدا عن جوهر النور وثقافة التجديد المستمرة والتي أصبحت بكل أسف ثقافية دفاعية بدلا من أن تكون ثقافة القوة في المواجهة : {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً } : مريم12 .. والمقصود من يحيى عليه السلام في الآية هو الامام الحسين عليه السلام الذي أؤتي الحكم والامامة صبيا [ إمامين قاما أو قعدا ] .. أي ولدا في ظهور الساجدين الإلهيين أئمة وحاكمين بالحق ..وما أنموذج النبي يحيى بن زكريا سوى أنموذجا فذا وصلبا عنيفا يطرحه القرآن في تاريخية نضال الأنبياء عليهم السلام في تأكيد الولاية الالهية .. وتكريسها كتاريخ نحو الثورة الالهية الخاتمة وهي بالتمام ثورة المهدي العالمية والكونية ..وحين يطرح المثال القرآني وتاريخيته ، إنما يؤكد على إبراز الأنموذج المحمدي من خلال العترة المطهرين .. والإشارة لآل الأنبياء عليهم السلام وتجاربهم المقدسة ان هي سوى التعبير الجلي عن عمق الحالة المحمدية القادمة والخاتمة [ بنا بدئ الدين وبنا يختم ] والامام الحسين بن علي عليه السلام هو الخيار المحمدي والأنموذج الكامل [ حسين مني وأنا من حسين ] .. ولن توقف المؤامرة روح الثورة الالهية ومهما مكر الماكرون فالله خير الماكرين ॥ واليوم أزماتنا هي المتحددة في عقولنا المتخندقة في ثقافة الأزمة ... هذا وأن تسعير الأزمة الشيطانية لا تخدم سوى المنافقين في مساحة هذا العالم في مواجهة ثقافة النقد والبناء والاعتراض .. فشق الجيوب ولطم الخدود .. !!!!لا يبني مشروعا قرآنيا إلهيا وكذا منهج ثورة تليدة في قوتها ستكتسح هذا العالم بالعدل .. وهل الاسلام الثوري المسلح القادم الذي يقوده خليفة الله الالهي عليه السلام سيصّدر الثورة التوحيدية ويرد الناس والأمم نحو الألوهية التوحيدية .. ؟؟أم سيصدر خليفة الله المهدي عليه السلام ثقافة اللطميات والنزاع مع الخلق لعدم السجود على التربة الحسينية والمسبحة أوالسجود على الصلاية ذات الشروط الفقهية المعينة .. !! والاسلام اليوم والأمس وعبر القرون مهدد بالفناء التام .. !!وأي ثقافة في السياق نصدرها اليوم للعالم ونحن نقيم الأفراح وسير البهجة عبر المنتديات لفلان قد تشيع وعرف مذهب الحق .. وفلان قد تسنن لأنه ترك مذهب الكفر المقابل !! ولا نبالي مثلا بإسلام يهودي قبل أيام !! فيما نبينا الأقدس يشوه من جديد في الدانمرك في أفلام الدعارة اليهودية ... !! ونحن لا زلنا نترنح مكاننا في توصيف نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأوصاف يأباها الضمير والقرآن الصريح ..



{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً }

الدخول في ابتلاءات بيت النبوة هي من أخطر المهلكات والبلايا ॥ وهي الحلقة التي تباعد العباد عن رب العباد وعن نبيها صلى الله عليه وآله وسلم عن خليفته المهدي السماوي عليه السلام ان الأمة اليوم قد فقدت حتى أخص الخصائص الروحية التوحيدية وفقدت الغيرة على نبيها صلى الله عليه وآله وسلم ॥ اللهم سوى بعض المسحات الطقوسية

والنبي يطعن في قلب أفلام الكوبوي الهوليودية في بناته وأزواجه وحقا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[ بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ـ قيل من هم يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

فقال : صلى الله عليه وآله وسلم : [ الغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس ]

وثورة الغرباء هم القلة المتقية التي أشار إليها تعالى في القرآن وهم القلة المصطفون من رجال خليفة الله المهدي عليه وعليهم السلام سوى التدليل لاصطفائية حركة الولاية الالهية


। وتقديم الأنموذج أن حركة الولاية المحمدية الخاتمة إنما هي في القرآن هي حركة [ الشاكرين ]

الذين من المحتوم ظهورهم على الدين كله ولو كره الكافرون

{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ 13[

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ملك الأرض أربعة ، مؤمنان وكافران ، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمرود وبخت نصر ، ويملكها خامس من أهل بيتي

। أخرجه ابن الجوزي في " تاريخه " । وقال أيضا في ص 39 : وعن أبي معبد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاما شابا حدثا لم تلبسه الفتن ولم يلبسها । । ] [ كتب الفتن ، وكتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر ]

قرائتنا بالدعاء إلى الباري تعالى أن يلقى هذا الكتاب وهذه الكلمات النور

نسأل لها القبول في كل العقول

عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم الشيخ والمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

محمد نور الدين

فلسطين المقدسةغزة الهاشمية 17 ذو الحجة 1430 هجرية4

أكتوبر 2009 ميلادية فجرا الساعة الرابعة







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق