بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

قراءة في مصطلح " آيات الله " في القرآن ـ الحلقة الأولى ـ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي



قراءة في مصطلح " آيات الله " في القرآن
الشيخ والمفكر الاسلامي
محمد حسني البيومي الهاشمي

بسم الله الرحمن الرحيم
البحث والمصطلح

الحلقة الأولى

ــ الحواميم هم آيات الله : عليهم السلام

: انه من الأهمية واستكمالا لمبحثنا في مصطلح ــ الحواميم ــ أن نتناول مبحثا جديدا لاصطلاح جديد هو مصطلح ــ آيات الله ــ في القرآن ، ورأينا وفقا لمحتوى الآيات الدالة على المصطلح أن يكون تناول هذا المصطلح القرآني من خلال السور السبعة المباركة والتي ابتدأت بالحواميم في فواتحها ، وهي : سورة غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف । وذلك لارتباط مفردات المصطلحين عبر الآيات ببعضها بعضا ، وبتوفيق الله رأينا أن نبدأ بالتخصيص في قرائننا لهذا المصطلح المغيب عن واقعنا التفسيري بالعموم ،

لنقول بأن مصطلح " آيات الله" : هو
المعجزة المتواصلة من قلب القرآن ॥ والغوث الإلهي النوراني عبر آياته ومفرداته॥وفي قرائتنا لجوانب المصطلح سنرى انه يتجسد قرآنيا في حالة موحدة من الإعجاز تمثلت في الامتزاج العجيب بين المفردات والمصطلح .. وللأسف ذهب الاتجاه التفسيري العام لإطلاق المفردات القرآنية

التو صيفية علي ــ المصطلح ــ بعيدا عن مكنونه وغاياته.. وهوا لذي يكمن فيه جوهر المعاني القرآنية .. ولذا كان اختيارنا لكلمة المصطلح ، لخلق حالة من التمييز بين التوصيف والجوهر .. وفي اعتقادنا أن المصطلحات القرآنية هي التي يكمن فيها السر القرآني والعطاء الإلهي المختزن .. وهذا هو سر القرآن الكريم في بساطته وعمق مصلحاته التي أعجزت العقل العربي والفصاحة العربية.. ومفرد المصطلح هي في الأصل قرآنية العمق مصدرها : الصلاح .. ولهذا كان القرآن في حقيقته سرا في سر . ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم . و " الراسخون في العلم "كمصطلح قرآني هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والولي الإمام عليه السلام .. ولهذا سمي الإمام الولي عارفا بالله وكان آية في الإعجاز البلاغي ، وبحرا من العلم اللادني الموصول بالله .. ومن هنا سمي الأئمة عليهم السلام آيات ". وفي القرآن
" آيات الله " .. ولهذا كانت لقراءة المصطلح أهمية خاصة في قراءة الوعي القرآني ، أو قراءة حالة الغيب عبر الوصال والعرفان بالله تعالي ومعارج الوصول إلى سبيله .. ولهذا جعل الله تعالي طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام مع طاعته تعالى .. وهو المثبت في قوله تعالى : " وأطيعوا الله ورسوله و " أولي الأمر منكم " وأولي الأمر : هو مصطلح دال أيضا على إثبات حالة التلقي من الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو بالتخصيص من عالم الأمر الإلهي.. ولهذا تكون الطاعة للإمام عليه السلام هي من عالم الأمر وبدونها لا يكتمل مفهوم الطاعة من حيث الجوهر والمصطلح .. ولهذا كان الأئمة عليهم السلام آيات وقرآن في ذات الإنسان أو كما كان يرمز لأمير المؤمنين علي عليه السلام بأنه قرآن يمشي على الأرض..فهو والأئمة من ذريته المطهرة عليهم السلام معجزات مخصوصة من آيات الله تعالى فهم معصومون مطهرون بنص القرآن . وهذه الحالــــة المعجزة .. وهذه الروح هي التي تمثلت على مستوى القرآن والتاريخ في حالة فريدة وغير متكررة ، وهي حالة آل البيت النبوي عليهم السلام . النابعون من عمق الإرادة الإلهية .. بشهادة الحق وارادتة في قوله تعالى " :
{.. إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
: فهم المطهرون في القرآن المصطفون في الخلق و" القديســــين " في القرآن ، و " المختارين " بكلمات التوراة والإنجيل .هذا وتعتبر عملية تسليط الضوء لقراءة هذا المصطلح في السور السبعة ... والتي مبتدأها الحواميم له أهمية و مغزا خاصا لوضوح بيانه، وتحديد عمقه في القرآن باعتباره المدخل لقراءة هذه الحالة المحمدية النورانية وهم " آيات الله" العظام في الخلق ..
و هم في والتوراة " سفر التكوين :
" وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ। هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا। اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً। " سفر التكوين ص17 : 20 ــ 21

: الإثنى عشر إماما الخلفاء المختارين والمصطفين من بني هاشم عليهم السلام . أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من النسل الإسماعيلي . الحقيقة النبوية النورانية الممتدة حتى قيام الساعة ، وهم المتواصلون بهذا النور في أنسابهم و المميزون بعلمهم ونورهم وقوة حجتهم ، وهذا المدد والغوث الإلهي المتواصل لهم يجئ اصطفاء من الله لإظهارهم كقوة معجزة خارقة وكباب رباني مفتوح ، و هذه الحالة المقدسة لها مدلولاتها القيمة والثابتة على مستوى القرآن وحديث النبوة .
أبناء النبي صلى الله عليه وآله هم آيات الله :
ولتعريف جوهر الحالة..
قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :

" كل سبب ونسب مقطوع إلى يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، وكل ولد أم فإن عصبتهم لأبيهم ، ما خلا ولد فاطمة ، فإني أنا أبوهم وعصبتهم " (1)
وفي رواية :
" فأنا وليهم وعصبتهم " (2) وفي رواية :

" إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي ويل للمكذبين بفضلهم : ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله " (3)
" إن الله جعل كل ذرية نبي من صلبه ، وجعل ذريتي من صلب هذا " يعني عليا " (4) وقد خصص النبي الأكرم هذا النور المتواصل بعلي عليه السلام من السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فقال :
" إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب " (5)
وهذا التخصيص جعل العترة النبوية محددة في نورها ومركبها النبوي المقدس ، لا مشروعية لاعتداد نسبهم إلا بهم .
قال ابن حجر في الصواعق :

" عن بعضهم حمل حديث كل سبب ونسب على أن المراد أن أمته يوم القيامة ينسبون إليه بخلاف أمم الأنبياء لا ينسبون إليهم وهو بعيد " (6) أي محرم إثبات النسب لغيرهم ، فهم دائرة اختصاص رباني في الاصطفاء .

وذكر صلى الله عليه وآله وسلم : محددا هذا النسب و عصبتهما " (7)
وفي ذات جوهر السياق النوراني لنسب الساجدين :
" إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم .. الحديث " (8)
وقد حدد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الخصوصية بالأب والأم من علي وفاطمة عليهما السلام . روى الحاكم : بسنده.. عن جابر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لكل بني أم عصبة ينتمون إليهم إلا ابني فاطمة فأنا وليهما " خلقهم الله من نور جدهم وخلق جدهم صلى الله عليه وآله وسلم من نوره المعظم (9)

ولهذا الاصطفاء الخاص (10) جعلهم الله الآية المعظمة في القرآن فهم عليهم السلام نور من نور من نور ..

ــ آيات الله خلفاء الله وسلطانه :

: العنوان في وجهتنا يعبر عن اصطلاحين متوحدين في المعنى والغاية ॥ كما هم حالة التعبير عن مكنون الإعجاز والقوة الإلهية ، والنبي صلى الله عليه وآله كما شرحنا هو تمام اكتمال هذا التوحد المعبر عن القيم والقانون والسلطان الإلهي في الأرض.. استودع الله فيه حقيقة التعبير عن ذاته.. وكما جاء في معاني الحديث " كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق حتى أعرف.. " والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله هو النور المخلوق و هو حامل السر الإلهي في الخلق । وعليه فهو عنوان العرفان الإلهي المنشود . والأئمة عليهم السلام هم ورثاء النبي صلى الله عليه وآله وكذلك هم ورثاء الأنبياء عليهم السلام وحملة مكنون السر الإلهي والنبوي .. استوعبوا في إعجازية خلقهم علم الله الأزلي بكليته : وتمام العطاء الإلهي نستلهم مدادنا ووعينا من قوله تعالى :
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } يس12
ولهم صلوات الله عليهم وسلامه مكنون خلافة الله و إمامته على أرضة.. أي استخلفوا من خلال هذا العلم والإحصاء الإلهي في تكوينهم الاصطفائي الخاص وخلافة الله وإمامته هي سلطان الله العظيم ولا يستوعب سلطان الله وسره الأعظم إلا من اصطفاه الله وحباه من سماته وقدسه.. وهذا لا يكون بصفوته وخلاصته إلا عبر العترة النبوية امتداد النور الإلهي على الأرض . ولهم على المسلمين والمؤمنين حق الطاعة لهذا المقام الإلهي في الاصطفاء
وهم بتكوينهم بمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعده .. وتتجلى قيم هذا الاستخلاف في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
" أخلفوني في أهل بيتي " (11). وفيه التأكيد على ولايتهم :
" إن هؤلاء أولياء الخلافة بعدي " (12) وفي أمره الأمة بخلافتهم
قال صلى الله عليه وآله في الأحاديث :
" من أحب أن يبارك له في أجله وأن يمتعه الله بما خوله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة ... (13)
" ما ناصب علي الخلافة بعدي فهو كافر " (14)
" وهو خليفتي من بعدي " وخاطب النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام : " أنت تبين ما اختلفوا فيه من بعدي "
" وذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة :
إنه خليفتي في أمتي من بعدي " (15)
ويدعم هذا التوجه الإلهي النبوي كثير من أحاديث الثقلين والعترة وهي مسجلة بالعشرات في الموسوعات الحديثية المختلفة .. ومفاد هذه الأحاديث التدليل على النص الإلهي والنبوي لهذه الخلافة النورانية والتي ستختم في آخر الزمان بمهدي آل محمد عليه السلام .. والمهدي كما في شروحاتنا :
هو سلطان الله على الأرض بشهادة العديد من الآيات القرآنية الكريمة .. والجدال بين الحق والباطل هو في الأساس بين سلطان الحق الإلهي وجبهة الباطل الفاقدة أصلا للشرعية الإلهية..
[ يراجع موسوعتنا في المصطلح القرآني : مصطلح سلطان الحق الالهي ]
بل تجاوز هذا الفقدان بهجمته على سلطان الحق الممثل في " آيات الله " وقد يبدوا المصطلح غريبا على السمع !! وهذا مرده ضعف العلاقة بين العقل الاجتماعي وبين المصطلح القرآني وتقاطعاته من جهة وتزييف فقهاء حكومات الجور لحقيقة المركب الإلهي الروحي في الأئمة عليهم السلام ، وطغت على هذا الغياب صورة مزيفة غريبة تارة ॥ وصورة تقليديه مذهبيه وطائفية تارة أخرى..
كل الأحوال تم التغييب المنهجي المنظم لجهاد الأئمة ودورهم التاريخي والروحي في حركة بناء الأمة !!
وتم تصويرهم في تاريخنا بوجهة أقل ما يقال إنها غير لائقة !! وعليه نزع عنهم لباسهم الإلهي في التاريخ السوداوي بصفتهم حقا : آيات الله ومعجزاته وحججه في الأرض !! وبالنظر لمفردات المصطلح في القرآن نرى هذا الوضوح الجلي والعميق॥ والمتفحص لمصطلح ـ آيات الله ــ سيجده يحمل فكر الثورة والنقيض لكل المستكبرين والظالمين ॥ والقرآن الكريم هو الذي حمل الوجهة الدفاعية عن آيات الله تعالى في مواجهة المجادلين المكذبين ॥ قال تعالى :

{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35.
فالقرآن يجرد أعدائهم المتكبرين والجبابرة من غطاء السلطان الإلهي .. وتجاوز ذلك الى الإتهام لهم بالحقد والاستكبار ، والتجرد المطلق من الإيمان وصولا الى حالة الطبع القلبي بالسواد الناقع البغيض !! والمتجلي في قوله تعالى قوله تعالى :

" إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر56
.. فالاستعاذة قرين البراءة من الوجهاء المستكبرين .

وفي سياق الآية الكريمة يبدو المصطلح القرآني المراد " آيات الله " محاطا بالحصار من جهة المستكبرين والظلمة !!مما يجعل الحالة والمصطلح في بيان القرآن في سدة حركة المواجهة والحسد وهو الموصوف في البيان القرآني بحالة الجدل والتشكيك في سيادة الحالة " يجادلون " . وهذا في حقيقته نابعا من حالة الغيرة السياسية الوجهائية السائدة في التاريخ والمجتمع العربي . ومن أول وهلة يكون السياق القرآني قد وضع النبوة المعظمة في حالة من الاستعداد الشمولي بما منح الله عز وجل هذه الحالة المقدسة من النور النبوي الكريم ومن المدد والغوث الإلهي ، أوهو ما يعرفه القرآن في الآية : " بالسلطان " ونفي الحالة عن هؤلاء المستكبرين هو إثباتها لآياته وأنواره عليهم السلام . وهم النبي صلى الله عليه وآله وعترته المصطفين الأخيار ..
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن النبي صلى الله عيه وآله قال:
" قسم الله الأرض من نصفين، فجعلني في خيرهما، ثم قسم النصف على ثلاثة فكنت في خير ثلث فيها، ثم اختار العرب من الناس، ثم اختار قريشا من العرب، ثم اختار بني هاشم من قريش، ثم اختار عبد المطلب من بني هاشم، ثم اختارني من بني عبد المطلب" (16)
.. قال صلى الله عليه وآله : " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، وإصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، وإصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" (17)
وقد حدد السياق القرآني " المجادلون " كحالة نقيضه ومضادة لإصطفاء الأئمة الإلهي ، وزاد في التوصيف ليجعلهم في خندق المقت والغضب عند الله " كبر مقتا " وهو تعالى المحدد والراعي لما اصطفاه وخلقه من نوره تعالى " والذين آمنوا " معطوفة كحالة إتباع متوالية في الرفض لهؤلاء المجادلين ، وهي صفة تكوينية لهم ॥ ولهذا البيان كان الدمج بين ــ آيات الله ـ كحالة جمعية مطهرة واضحة جلية في الخطاب القرآني । فالآيات هم العترة المصطفاة بلا جدال

آياتنا: هم الأنبياء والأئمة عليهم السلام
1 ــ في قوله تعالى :{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }غافر23: هود :96
: المدلول البين للانحياز الرباني لخلفاء الله في الأرض :هم الأنبياء والأولياء ، فهم الممنوحون الوصال الإلهي وعلاقتهم مع عالم الغيب مفتوحة ، وإذا كشف باب الغيب كان السلطان الإلهي ممنوحا .. وهذا لا يكون إلا لنبي أو ولي .. و " "آياتنا " في الآية الكريمة تفيد الرسالة والرسول والبينة. وهي المعجزة الدالة على مصداقية الرسالة والرسول صلى الله عليه وآله .. والبينة الأولى ظاهرة في يده وجسده ليكون هو أولا الآية الخارقة ، وهذا من شأنه جذب الناس للحالة الرسالية لإثباتها .. ومن ثم تكون المعجزات والكرامات هي الدالة الثانية .. وفي وعينا له مدلوله في القرآن في قوله تعالى :
{ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }طه :22
وفي المصطلح القرآني هناك فارق بين مفرد الآية والمعجزة .. والثانية دالة على الأولى ، وقد ورد مصطلح الإعجاز في القرآن بمنطق التحدي .. وهو ــ سلطان الله ــ وغوثه لسلطانة وأنبياءه عليهم السلام . و أهم ما يجعل الآية معجزة هو الصلة من الرسول بالغيب.
وهو قوله تعالى :
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ،إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } الجن : 26 ،27 ..
والقرآن الكريم يربط بين المفهومين للدلالة والإثبات من خلال المفرد في المثال القرآني "
" موسى عليه السلام ــ آياتنا ــ سلطان مبين " فالتعظيم للنبوة والغوث بالمعجزة والسلطان هو المدد والغوث الإلهي هوالمنحة من الله تعالي لإثبات الحالة النبوية بالمعجزة، وهذا فيه الدلالة والفرق واضح بين المصطلحين : معجزاتنا ، وآياتنا ..لكن تلازم المصطلحين بين النبي أو الولي وبين المعجزة، هو الذي دفع كثير من المفسرين للخلط بين المفهومين !! وأغلب الدوافع وراء ذلك هو الأزمة التاريخية حول ولاية أمير المؤمنين عليه السلام كونه الوريث الحقيقي للنبوة ، وهو باب النبوة وبمقام " باب حطة " في بني إسرائيل ..
وقد أشرنا في تفسيراتنا للمصطلح " حطة " إنهم آل النبي محمد صلى الله عليه
وباب حطة : باب السلطان الإلهي (18)

وبتلازم السلطان مع المصطلحات القرآنية يكون المدلول الخاص لآياتنا
أو " آيات الله " هو الإمام وصاحب السلطان
وسنفصل ذلك بمشيئة الله في تناولنا لمصلح " سلطان الله "
وفيه الختم بالنبوة والولاية للنبي وآله المطهرين عليهم السلام

قال النبي صلى الله عليه وآله:
" أنا خاتم الأنبياء وأنت ياعلي خاتم الأولياء " (19)
وفي الحديث الصحيح المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله :
" يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي (20)
ويكون الولي عليه السلام " حجة الله على العباد كالنبي عليه السلام ، وفي هذا الدليل البين ..
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
" أنا وعلي بن أبي طالب حجة الله على عباده " (21)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
" أنا وهذا حجة الله على أمتي يوم القيامة " (22)
ومجموع الأحاديث تنص على ولاية أمير المؤمنين عليهم السلام : أي منحه " السلطان الإلهي " وهذا السلطان في الأصل ، تفويض من الله تعالى، وهو منة من الله للمصطفين من عباده .. وفيهم قوله تعالى في القرآن :
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }إبراهيم11.. وكفي بالقرآن دليلا وعظمة في مدلولاته لكل ذي بصيرة ولباب .
وقال تعالى في سياق التدليل :
{ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }المؤمنون45ـ
وموسى وهارون عليهما السلام هما في سياق القرآن المقصود بهما النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والولي علي عليه السلام هما أعظم آيات هذا الكون ولهما السلطان والختم والظهور على الدين كله ...
قال الفراء : السلطان عند العرب الحجة، يذكر ويؤنث، فمن ذكَّر السلطان ذهب به إِلى معنى الرجل، ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الحجة ، وفيه قوله تعالى:
{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين } : (هود:96)

َ والملاحظ في الآيتين جاءت الأولى لموسى عليه السلام وفي سورة المؤمنون جاءت لموسى وهارون سويا
وهذا له مدلول أن العطاء في السياق التفسيري المراد به أن الاصطفاء الأول كان للنبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم ثم كان دعواته لأمير المؤمنين علي عليه السلام لوراثته ..

ولهذا كان علي عليه السلام وليا بمقام النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين
" إلا انه لا نبي بعدي "
وفي الآيات إثبات أن السلطان والرسالة للنبي والولي أخيه عليهما صلوات الله وسلامه هما سياق توصيفي للإرادة الإلهية الموحدة في الرسالة الموحدة । وفي الحديث الصحيح :

" ولو كان لكنته "
أي لو لم تختم النبوة لكان علي عليه السلام نبيا كهارون عليه السلام والتدليل الحديثي في هذا الخصوص واضحا ..
وهما : " حُجَّة بَيِّنة؛ والسُّلطان: الحاكم ، إِنما سمي سُلْطانًا لأَنه حجةُ اللَّهِ في أَرضه ، أو هكذا ينبغي أن يكون وقوله تعالى: "هلك عني سلطانيه " (الحاقة:29) معناه : ذهبت عني حجتُي . وبهذا يتبين أن هذه المصطلحات تفيد معنى مشتركًا بينها، وهو إقامة الدليل والحجة، قصد إظهار الحق والحقيقة ؛ وقد فرق بعض أهل العلم بين هذه المصطلحات، فقالوا: اسم ( الدليل : يقع على كل ما يعرف به المدلول، واعتبروا أن ــ الدليل ــ ما كان مركبًا من الظنيات، والبرهان ــ ما كان مركبًا من القطعيات ، و ــ الحجة ــ مستعملة في جميع ما ذكر ." (23) والحديث القطعي الدلالة في الحجية قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
" أناو علي حجة الله على عباده "
كل سلطان في القرآن فهو حجة قلنا أن : وفي سياق عرضنا لظلال آل البيت في القرآن الكريم و وذكرنا أن من أسس التفسير القرآني النظر للقرآن على قراءتين ، وهي قراءة المثال و قراءة الأنموذج.. وأمامنا مثلا تجربة موسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وفيه قوله تعالى :
{ ثم أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا " وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } المؤمنون: 45
ـ فيكون المثال هو التجربة الموسوية .. والأنموذج المراد من التنزيل هو النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام
॥ وبدون قراءة التفسير على هذا الأساس يكون القرآن مصبوغا
في تأويله بطابع الجمود القصصي !!

لا على أساس سر التنزيل ووجوه التأويل الظاهرة والباطنة .
وبهذا نقف في توجهنا القرآني التفسيري وتحديدا في قراءة المصطلح علي الأرضية المرادة من التنزيل ، والمهد وف به النبي محمد صلى الله عليه وآله وعترته المطهرين وهم امتداد نوره ، فيكون هذا التفسير القطعي الموجه : لإثبات الحجة والمرجع للعترة النورانية المطهرة وهم المهدوفون أصلا من مراد الخلق.. فيكونوا هم الحجة والسلطان والآية المعجزة كما شرحنا في مبحثنا .. وحتى يكون السلطان مبينا : أي ظاهرا لزم أن يكون التفسير للمصطلح واقعيا ، ومستلزم لمقتضيات العصر والأصول القطعية في الدلالة والاستدلال .. وخاصة في ربط القرآن بالمشروع النوراني المحمدي " الإسلامي .. لا بالمشروع الموسوي " الإسرائيلي !!
ونرى أن القراءة المعاصرة للقرآن الكريم يجب أن تكون على وجهتين أيضا : الوجهة الأولى : وهي النبوة البداية । والوجهة الثانية : الولاية الخاتمة وهي : الحالة المهدوية
وكلاهما تؤكد الربط بين البدايات والنهايات
وفيه الدليل من الحديث النبوي :

" بنا بدء الدين وبمهدينا يختم "
ومصطلح الختم في القرآن والحديث النبوي كلها تصب في تأكيد هذه الوجهة .. والهدف هو وضع آيات الله في عمق الإعجازية القرآنية وتحقيق المسار التاريخي بصورة الوعي الإلهي وهو ما يحقق حالة النبوة الخالدة في العالمين . وبهذه القيمة نرى القرآن يغطي وعينا من خلال طرحه لجميع الآيات المستقبلية المتعلقة بالظهور لتخدم القضية الإلهية باستعلاء المشروع الإلهي الخاتم ..
وبهذا التبيان يكون السلطان المراد في زمننا هو خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام ، وهو الذي يصلي خلفه النبي المعجز والقديس " عيسى بن مريم عليهما السلام ..
وهنا نؤكد مقولتنا في دروسنا اليومية
" نحن نريد قراءة قرآننا وتفسيرنا وتاريخنا بوجهته المقدسة الحضارية المعاصرة..
ونرفض القراءة المقلوبة في تفسير القرآن ؟ وهو كما بين أيدينا عشرات التفاسير لا تخدم بغائيتها إلا فكر الحكومة في التاريخ .. ونؤكد ما نقوله في يومياتنا دون حساسية مفرطة .. إننا يلزمنا اليوم جيلا طليعيا لا يقف بالتضاد مع التاريخ والقرآن !! ففي زمن قلب الموازين يلزمنا أن نعيد قراءتنا لمصطلح القرآن من جديد..
وهذه أيها السادة بصراحة : أزمتنا التاريخية .. في حركة جمود التفسير .. والسبب هو حالة الانقطاع بين التفسير والتأويل ، وسلطان العترة النبوية ، وكانت هذه المؤامرة على الدين والعقيدة الإلهية.. حينما فصمت العلاقة بين القرآن والأئمة من آل محمد عليهم السلام ، والحق إن هذا الانفصام النكد .. هو الذي تسبب في وقف حركة الاجتهاد عبر القياسات التي ظهرت في أزمان الأزمة !! والمؤسف أن هذه القياسات قد سجلت و كرست بوجهة مقلوبة تماما ، وتقدم مجموع المفسرين في ظلال سيادة فكر حكومة المؤامرة والأزمة ليعطوا تفسير للقرآن بعيدا عن قراءة التفسير برؤية العترة النبوية !! ورغم أن العديد من المفسرين والمذاهب أخذوا علومهم عن الأئمة وبالتحديد الإمام جعفر الصادق عليه السلام إلا إنهم ذهبوا لتأكيد مذهبهم على مستوى الفقه والتفسير؟؟ وهكذا أصبح التفسير متعارضا لفكرة الثورة التوحيدية التى غرسها الأئمة والعترة عليهم رضوان الله تعالى । وخاضعا بصورة وأخرى للخطوط الحمراء الحكومية وقوى السلطان المتمردة ॥ و حق السلطان الإلهي الممثل في النبي والعترة المطهرة عليهم صلوات الله وسلامه । ولتكريس هذه الحالة كمنهج فقد أسهم الضغط السلطاني المزيف ومعه وعاظ السلاطين التاريخين في تأصيل فكر المؤامرة بغطاء مذهبي زائف وموهوم انتهى بفرض وصاية بوليسية على الفكر الثوري والتجديدي بكليته। أي بالتحديد أكثر : ملاحقة أئمة آل البيت وأنصارهم عليهم السلام بصفتهم عنوان الثورة الإلهية وطليعة القيادة الربانية في الأمة ॥ ولو تتبعنا مثلا بعض مفردات علم التعديل والتجريح لرأينا طغيان هذا التوجه عليها مثلا " تعقبه الذهبي ॥!! وأسقطه المحدث !! وكشف القناع عنه !! عنده تقية ولكنه صدوق !! أو حديث ساقط !! أو حديث فيه غلو !! أو راويه : شيعي صدوق فيه غلو !! وهكذا في رؤية تحليلية لقياس الوعي النفسي ॥ سيجد المحلل التجريدي أن هؤلاء المشتغلين بعلم الحديث والتفسير برغم بعض انجازاتهم كانوا يعيشون بروح البوليس الأموي والعباسي .. وهي كما اليوم تسيطر المصطلحات ذاتها على وعاظ السلاطين وهم أقبح ظاهرة عرفها التاريخ !! " المتطرفين .. الحركات الإرهابية .. القاعدة ..السلفية ..السلفية الجهادية .. الشيعة..الخارجين على القانون !! وعندما توضع هذه المصطلحات في الإعلام الزائف و في وعي الوعاظ المتسلقين زيفا على منابر الوجاهة.. ورجال الفتيا المرتزقة فلن يكون همهم سوى تكريس الزيف والتضليل بغطاء القرآن وتوظيفه لقتل المشروع المحمدي ،" ليسود السفياني على المحمدي.. وقد أنتج هذا الإنحراف في تكريس الأسس المنهجية لقراءة تفسير القرآن ، فأضحى القرآن الكريم أسيرا مكبلا .. بالتفسيرات المقلوبة الجامدة.. وهي التي أوصلت الأمة اليوم إلى منحنى الانكسار والهزيمة !! هكذا كانت المؤامرة تبدوا جلية في غياب أو تغييب آل البيت النبوي عليهم السلام ..


" الحق الإلهي في القيادة التفسيرية " ..

وفيه قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :
لأمير المؤمنين علي عليه السلام :

" إنك تقاتل على القرآن كما قاتلت على تنزيله " (24)

وفي نفس السياق يقول النبي الأعظم صلى الله علية وآله وسلم : " إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه هذا خاصف النعل وفي يد علي نعل يخصفها .
.وعن الأعمش عن رجاء عن أبي سعيد قال : وقال النبي صلى الله عليه وآله " إن منكم من سيضرب على تأويله كما ضربت على تنزيله قال فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا هو قال لا هو صاحب النعل " (25) وروى الزبيدي عن أبيه قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول كنا جلوسا ننتظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله سلم ) :
فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها عنده ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال لا ولكنه خاصف النعل قال فجئت أبشره "(26)
وقد كان النبي صلى الله عليه وآله صريحا في تحديد الوجهة المركزية للتلقي والتفسير القرآني وهو أساس حركة الأمة .. وكان ذلك محددا في أمير المؤمنين علي عليه السلام بأنة سيقاتلهم وسيضرب أعناقهم على التفسير والقرآن .
قال صلى الله عليه وآله :
" لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم وفي حديث به رقابكم وأنتم متجفلون عنه إجفال النعم فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا॥ قال له عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه خاصف النعل وفي كف على نعل يخصفها لرسول الله صلى الله عليه وآله (27) وقال " ليضربنكم
" وعن عبد الرحمن بن بشير قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ قال ليضربنكم رجل على تأويل القران كما ضربتكم على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن صاحب النعل قال فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله في حجرة عائشة فبشرناه " (28)
الأحاديث تؤكد الوجهة النبوية والأمر الإلهي في تحديد الولي المكلف بعد النبي صلى الله عليه وآله وهي السنة المتبعة في تاريخ الأنبياء والرسالات ، أي تحديد الولي الذي يناط بالمسؤولية والرسالة ... وقد حدده النبي صلى الله عليه وآله : " علي مني بمنزلة هارون من موسى "(29).. وذلك هو السلطان الإلهي بالتواصل والإستمرار حتى مجئ " علم الساعة " وهو خليفة الله المهدي عليه السلام (30)

ـ المجادلون لآيات الله عليهم السلام هم الظالمون :

ويصفهم القرآن بصفات الجدال والمراء والتكذيب .. ولهذه الطائفة سمات " التقلب ، والردة والنفاق والكفر كما صفات الطغيان
" كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ "..
وهم مطبوعون على بغض الذين آمنوا .. والذين آمنوا هم في التفسير : آل النبي صلوات الله عليهم أجمعين ، و أخرج الطبراني و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال :
" ما أنزل الله { يا أيها الذين آمنوا } إلا و علي أميرها و شريفها" (31)
و هم جماعة بشرية موصوفة ب " آيات الله" غافر : 4
وبعد تبيان حالة التكذيب والمجادلة معهم عليهم السلام وصفهم المعادين ل" آيات الله " بالكافرين " وهو قوله تعالى " إلا الذين كفروا " والسياق في توصيف المجادلين يؤكد على مهمتها الجدال والتشكيك والحرب على الله ورسوله.. ووجه تبارك وتعالى أمر رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله بالحذر منهم فقال :
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ }غافر4 ..
: وفي نفس السورة قوله تعالى : ــ
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ }غافر69
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35..
{ وكان الإنسان أكثر شيء جدلا }

..والجدل عند أهل التفسير : الخصومة .. [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل وقرأ { ما ضربوه لك إلا جدلا } : " تفسير الطبري ". وفي فتح القدير : " ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما (107(
قوله 107 - { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } أي : لا تحاجج عن الذين يخونون أنفسهم والمجادلة مأخوذة من الجدل وهو الفتل وقيل : مأخوذة من الجدالة وهي وجه الأرض لأن كل واحد من الخصمين يريد أن يلقي صاحبه عليها وسمي ذلك خيانة لأنفسهم لأن ضرر معصيتهم راجع إليهم والخوان : كثير الخيانة والأثيم : كثير الإثم وعدم المحبة كناية وهذا الطبع بسوء الخاتمة والمنقلب هو نهاية مؤكدة وحتمية لكل المكذبين لآيات الله المحاربون لسلطانه.. والمجادلة تستوعب كل أشكال الحرب والمواجهة والكيد والمؤامرة .. والجدال هو أصلا نابع من التكذيب والحسد .. و سياسات المقاطعة للأئمة عليهم السلام وهم آيات الله تعالى رغم البينة والبرهان الذي في أيديهم وهو الصدف .. و المحاربة والإعراض " انتهى ..
وهذا لم يوجد كحالة في عمق التاريخ إلا في المنافقين من أعوان يزيد بن معاوية وأعوانهم لعنهم الله فلهم الخزي في الدنيا.. وفي الآخرة هم أصحاب الجحيم !!
وفيهم قوله تعالى :
{أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157
: وفي نفس السورة يؤكد القرآن الكريم على وصفهم بسياسة المكابرة وحتمية السقوط والفناء لقوتهم وشيكة.. وفيه التحدي من الله المتجبر لكل الأشكال الطاغوتية والسياسية المعادية للأنبياء والأئمة أولياء الله تعالى ..
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر : 56
॥ ربط العلي القدير السلطان الإلهي بنبيه وخليفته وسلطانه وهم بالمطلق القرآني " آيات الله " ووعد خليفته عليه السلام بغطاء السلطان الإلهي في حال الطاعة لله والرسول॥وعليه سيكون سلطان الله الممنوح للنبي والولي هو قوة التحدي في مواجهة سياسات الاستكبار والعناد ॥والقرآن يعلن الحرب على الأفاكين ومثيري الحرب النفسية والمشككين انتصارا لآيات الله وأولياءه في الأرض। " وأمر بمجانبة المكذبين وأهل العداوة للنبي وآله

قال تعالى :
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ }البقرة99


فقد اتهم القرآن الكافرون بالله وآيات الله بالفسق وهو مصطلح شمولي يستوعب الحالة النفاقية بكليتها !! وفي الآية التالية أمر المؤمنين بمجانبة المستهزئين بحملة القرآن من العترة والأصحاب عليهم رضوان الله أجمعين ..وسماهم المنافقين والكافرين .. وهي صفات أبدية لمبغضي الأئمة وآل البيت وجماهيرهم عليهم السلام وجاء في الحديث الصحيح .. قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الطاهرين

" يا علي : إن الله قد عهد إلي فيك عهدا لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " وفي القرآن بيان الأمر قال تعالى :

{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء140
و تجربة سليمان النبي عليه السلام مع بلقيس .. "
.. وهو الممثل في قوله تعالى :
{وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }الدخان19..
: وفي تجربة موسى النبي عليه السلام مع فرعون .. وكما أشرنا له في سطورنا أن المعجزات كانت في يد آيات الله " ــ النبي موسى عليه السلام ـــ وهو الممثل في قوله تعالى :
{وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }طه22
والدليل الشمولي هو الجعل الإلهي التكويني في بيان إثبات المعجزة كسلطان الهي يتحدي الطغاة
الله تعالى في بيانه :

" {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }الذاريات38 ..
وفي سورة العنكبوت صورة لهذا التحدي الإلهي من خلال بيان السلطان في ــ آيات الله ــ قال تعالى :
{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ }العنكبوت39
وهي وجهة للصراع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعتاة قوى المستكبرين ، فكانت المعجزات الذاتية " واضمم يدك الى جناحك.. " والمعجزات الصارخة التى دفعت السحرة وهم أداة التحدي يسجدون لله تعالى موحدين.. ثم يأخذ بقيتهم الغضب الإلهي وهو قوله تعالى :
{فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت : 40
المعادون لآيات الله عليهم السلام

ثم ينتقل السياق القرآني بهدوء لينقل تجربة المواجهة بين موسى النبي عليه السلام والوثنيين اليهود... وهم الماشيحانيون من أمثال السامري الدجال وعبدة العجل الذهبي ... وهم الذين اتخذوا من دون الله أولياء وفيهم قوة التحدي القرآني .. قال تعالى :

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } العنكبوت41 ..

والعنكبوت في التفسير القرآني في وجهتنا مدلوله في المثال والأنموذج القرآني .. المقصود به القوة الواهية التي وقفت في مواجهة قوة التحدي المحمدي مع اليهود المفسدين ، وهم الذين تآمروا على النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام بوجه خاص بتحريض دنيء من عدو النبي الأول " أبو سفيان " وهو الصورة الموحدة والمتكررة .. مع ظاهرة الإفساد الإسرائيلي .. في مكة و حتى قيام الساعة .. واليوم يتجلى الصراع في أوجه في فلسطين والمحور الشامي .. والآية الكريمة هي تشخيص واضح لكفتي الصراع بين الخيار المحمدي المشرع سيفه في فلسطين ولبنان وإسرائيل الواهية وهي بالوضوح القرآني " أوهن من بيت العنكبوت " ويشاء العلي القدير أن يكون الصراع هو الدائر بين الإفساد الإسرائيلي والمحمديون في الشام .. والدليل الرمزي لكفة إسرائيل الوثنية هي " العنكبوت " وهي بيت الواهية في الصراع .. وفي التفسير العنكبوت : هي امرأة إسرائيلية خائنة وزوجها عابد .. روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال :
" الممسوخ من بني آدم ثلاثة عشر الى أن قال : " وأما العنكبوت فكانت امرأة سيئة الخلق عاصيه لزوجها مولية عنه فمسخها الله عنكبوتا "
وقال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله :
" العنكبوت شيطان مسخها الله ، فمن وجدها فليقتلها " (32)

وفي المثال القرآني الصراع بين اتجاهين : الاتجاه الأول : النبي صلوات الله وسلامه عليه والأحرار المؤمنين. وأبو سفيان واليهود الذين اتخذوا من دون الله أولياء وقد شبههم المولى سبحانه ببيت بالعنكبوت " اتخذت بيتا " ووصف بأنه أوهن البيوت!! .. وهاهم اليوم وهم أقوى ترسانة عسكرية يهزمون مرتين شر هزيمة أمام المحمديون في جنوب لبنان " المحور الشامي " وفي قوله تعالى : " لو كانوا يعلمون " فيها السر العميق : فأولوا العلم هم آل محمد عليهم السلام في القرآن .

وقوله تعالى أيضا " وما يعقلها إلا العالمون " ففيها أعمق السر عن حقيقة الصراع المحتوم بين " آيات الله العالمون ـ وقوى الإفساد الواهون .. قال القمي رحمه الله في التفسير : " لا يعقلها إلا العالمون " : يعني آل محمد عليهم السلام ..

وفي تفسير فرات الكوفي في الآية قال زيد بن علي :
" نحــن هم " .. وقال الطبرسي : في مجمع البيان .. عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام : هم الأئمة من آل محمد عليهم الصلاة والسلام. (33)
وعن أبي جعفر: محمد الباقر عليه السلام في قوله تعالى :
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43
قال : " نحــن هم " : (34) وهم آيات الله المصطفاة والذين جحدوا بهاهم بنو أمية .. كذبوا وكفروا وقتلوا آل البيت النبوي الطاهرين عليهم السلام !!
قال الطبري : في قوله تعالى :
" وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون (43 )
: إلا العالمون بالله و بآياته " وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى :
{ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون }
أي وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون منه
" حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة
{ وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون }
قال : إنما يكون الجحود بعد المعرفة " (35 )
وتجمع كتب التفسير أن الذين جحدوا الرسالة من بدايتها وبعد رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله هم اليهود وبنو أميه وأعوانهم ؟ وهم الذين تكالبوا على الرسالة وقتلوا أهل البيت والأئمة عليهم
والصراع المتواصل هو بين أمة وأمة !! الأمة المحمدية وهم العترة النبوية والأمة النقيضة " أهل العداوة بنو أميه " : يراجع مبحثنا الأمة في القرآن الكريم : موقع أمة الزهراء "

قال ابن كثير في التفسير : هذا جاء في الكتب المتقدمة في صفة هذه الأمة
{ أناجيلهم في صدورهم ) وقوله تعالى :
{ وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون }
أي ما يكذب بها ويبخس حقها ويردها { إلا الظالمون } أي المعتدون المكابرون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه كما قال تعالى :
{ إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم } (36)
وهكذا يجمع القرآن وصف المكذبين والمجادلين بكليتهم بالكافرين والظالمين والمبطلين .. والمستهدف بالتكذيب كما قلنا في مبحثنا ..هم أئمة آل النبي الطاهرين عليهم السلام فهم المستهدفين بالإبادة .. فهم حملة البينات وفي صدورهم القرآن وعلم الله المخزون . قال تعالى :
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ }العنكبوت49
وفي الآية بيان واضح لالتقاء المفرد القرآني : " آيات بينان ـ الذين أوتوا العلم ــ آياتنا " وهي وحدة متكاملة لبيان حالة " آيات الله " وظاهرة الجحود هي النقيض البارز لحالة " آيات الله : وهم المنسوبون في الآية إلى الله تعالى " آياتنا "

جاء في تفسير القمي : " لا يعقلها إلا العالمون " : يعني آل محمد عليهم السلام " (37)
وجاء في تفسير فرات الكوفي رحمه الله : عن الباقر عليه السلام :
" نزلت في آل محمد وإنهم هم الذين أوتوا العلم " (38)
.. وهكذا نرى التوالي في آراء الأئمة والعلماء أن الصراع هو على الولاية لآل محمد عليهم السلام ، وهم حملة العلم وهم في جميع الآيات موصوفون بأنهم :
ـ آيات الله ــ فهم بصدورهم المكنوز فيها علم الله يواجهون البغاة والمستكبرين ..
من اليهود والسفيانيين وهم عند الله والمؤمنين أهون من بيت العنكبوت .. فمهما بغوا وأفسدوا في الأرض ..
وامتدوا بشباك مخابراتهم العنكبوتية والماسونية المدمرة ، فأنهم عند مواجهة المحمديون الطاهرون معهم لا تنفعهم مكائدهم .. ولا شباكهم التي يصطادوا بها العملاء والمغفلين الذين يسقطوا في شباكهم اللامعة الخبيثة .. وفي المثال القرآني : يوصف الصراع بين الحشرة الممسوخة " العنكبوت " بسبب انحطاطها وخيانتها أمام حالة النبوة والصالحين في البيت الإسرائيلي في زمن موسى النبي عليهم السلام .
وفي المثال : فهم اليوم أمام تجربة موسوية محمدية وهارونية محمدية ..
وأمام هذا المشهد المقدس يتسلل الخونة من عناكب الظلام يلبسون ثوب الأسود والسادة الزائفين في الأمم ॥ وليبرز هؤلاء في ثياب الواعظين وحكماء الزيف !! وهذا هو العنكبوت وشبكته الماكرة وبكل لعنته يسقط كل المتهافتين وهم أهون من العنكبوت وأهون من مثال البعوضة يسقطون جمعا ليمتص الناهب دمهم .. وهذه آيات الله العظام ... اليوم كل الشاهدون يرقبون المشهد وكل المشهد...
" فمن منا من لم ير العنكبوت من قبل " الشيطان " !! من منا من لم ير الحشرات المخدوعات " يقلبها أولياء الشيطان " وقد تخايلت لها زينة بيت العنكبوت من بعيد " يقابلها ما يزينه الشيطان لأوليائه..ومن منا من لم يلمح الحشرة وهي تقترب مبصرة على غير بصيرة " وكانوا مستبصرين " إلى أن تقع في حبائل العنكبوت وزينته " حبائل الشيطان بالنسبة لإنسان " ؟؟.. ومن منا من لم يأت بيت العنكبوت بعد عدة أيام ليشاهد فيه آيات العذاب التي حلت بالمخدوعين !!" (39) .

و في وجهتنا نؤكد أن : الخطيئة كل الخطيئة لكل المعتقدين في زانية إسرائيل الممسوخة أن فيها خلاص الأمم .. والسياق القرآني يضع في المعادلة العنكبوت مقابله الشين وهي ــ بيت " بيت الشيطان .. والحشرة الخبيثة مقابلها ــ إسرائيل الزانية ــ كما وصف الأنبياء في كتاب العهد القديم .. ومبحثنا الخاص بالمصطلح القرآني ــ آيات الله ـ يستوعبه السياق القرآني .. لكن في اختصار المبحث قيمة ..
والسلطان بالإجمال هو قوة التحدي في وجه كيان الباطل الخالي من السلطان المعجز.. وهو ما يتجلى في العديد من الوصف القرآني :

{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى
الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى } : النجم23

.. والأسماء هي البدائل عن كلمات الله وآيات الله المعجزة ،
والملاحظ للآية التي تلي الآية 56 / غافر . تتحدث عن الدجال كما جاء في كتب التفسير ، ذكر السيوطي رحمه الله :
" وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه في قوله تعالى : " لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ " قال : هم اليهود نزلت فيهم ، فيما ينتظرون من أمر الدجال " وذكر البغوي رحمه الله : " خلق السموات والأرض } مع عظمهما { أكبر } أعظم في الصدور { من خلق الناس } أي : من إعادتهم بعد الموت
{ ولكن أكثر الناس } يعني الكفار { لا يعلمون } حيث لا يستدلون بذلك على توحيد خالقها وقال قوم : ( أكبر )
[ أي : أعظم ] من خلق الدجال
{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون }
يعني اليهود الذين يخاصمون في أمر الدجال وروي عن هشام بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من خلق الدجال.."
..وهو قوله تعالى :
{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }غافر57 (40)
: والأمر ليس صدفة في الاتساق القرآني ، بل نظم رباني دقيق الحساب والتوجيه ، وهذا النظم والتفسير يؤكد وجهتنا البحثية في المصطلح .. في أن العرض الزمني المراد في الآيات هو آخر الزمان .. ويثبت وجهتنا أن الخيار المحمدي وهو في المثال القرآني .. " السموات والأرض " يضرب مثال لعظمته صلى الله عليه وسلم في الخلق في مواجهة البديل القريظي والقينقاعي في اتخاذ الدجال إلها من دون الله.. وهم الظالمون لأنفسهم ووصفهم الله تبارك وتعالى : بالذين " لا يعلمون " وهذا التزامن يؤكد مرة أخرى أن " آيات الله " التي يجادلهم المكذبون المستكبرون هم : أبناء النبي محمد عليهم صلوات الله وسلامه .. وفي آخر الزمان هم : خليفة الله المهدي الموعود والأئمة عليهم السلام .. فهم الرد الإلهي على مرحلة الدجال اللعين ..
وسياق الآيات عموما في سورة غافر على التوالي في الآيات " 58 ، 59 " تتحدث عن قيام الساعة : وفي الآية الأولى في قوله تعالى :
{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ }غافر58
وتفسيرها يكشف عن اتجاهين هو الأعمى : وهو محدد سلفا باتجاه الأعور الدجال ، أعمى العين والقلب ، و ...والبصير وهو خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام النقيض الأزلي الموكل بمواجهة الدجال وكل الظلم والجور العالمي ، وفي زمنه وبأمره يلاحق السيد المسيح عليه السلام وجنود المهدي الإلهيون معه الدجال ويذبحه المسيح عليه السلام. والذين آمنوا.. في الآية هم آل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم و " عملوا الصالحات " هم أعوان خليفة الله المهدي عليه السلام وهم الصالحون الغرباء الذين بشربهم نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم في قوله :
إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا . فطوبى للغرباء(41)
وقال صلى الله عليه وآله : عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) قالوا : يا رسول الله وما الغرباء ؟ قال :
" الذين يصلحون عند فساد الناس" (42) والآية:
{إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ }غافر 59
وفيها ذكر الساعة بعد فتح موضوع الدجال والمعروف إن هذا هو وعد من الله تعالى بقدوم خليفته الموعود عليه السلام .. وفي التفسير : المهدي هو علم الساعة . (43) ، لاريب فيها : أي لاشك في قدومه المفاجئ ليبدأ التاريخ الرباني من جديد في مواجهة الظلم وإحلال العدل والقسط .. والملاحظ في دراسة مقارنة الآيات الواردة في قوله تعالى " ولكن أكثر الناس " .. جاءت في مواضعها بختم " لا يعلمون " باستثناء هذه الآية التي نحن بصددها .. جاءت بختم " لَا يُؤْمِنُونَ " وهذا له مغزا مهما وهو إثبات أن الآيات في القرآن التي تتحدث عن " أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ " جاءت في القرآن في مناسبتين فقط وهما خاصتين بولاية آل البيت عليه السلام : " في سورة هود /17 ، وفي سورة الرعد / 1 " .. بما يدل على أن أكثرية الأمة الإسلامية لا تؤمن بالمهدي عليه السلام في عهده ؟؟ وفي رصدنا في القرآن جاءت معظم الآيات التي فيها لفظ " أكثر الناس لا يعلمون " وهي في إثنى عشر موضعا فقط : " الأعراف /287 ، يوسف /21 ، يوسف /40 ، النحل/38 ، الروم /6 ، الروم /30 ، سبأ /28 ، 36 ، سبأ / 36 ، غافر /57 ، الجاثية /26 ، غافر /59 .. وفيه الدليل على أن أغلب الناس لايعلمون عن حق آل محمد عليهم السلام والمهدي عليه السلام هم قليل .. وفي هذا إثبات على ما جاء في الحديث عن قلة المؤمنين في آخر الزمان .. وذكر عن أصحاب المهدي عليه السلام بأنهم عدة أهل بدر رضي الله عنه .. (44)
والمستفاد من ذلك في الآية التي نحن بصددها هو القول بصحة موقفنا بأن الذين يحاربون آيات الله " وهم آل البيت عليهم السلام في آخر الزمان هم الكثرة !! وهكذا يجئ السياق القرآني في سورة غافر وهي أول الحواميم .. ليكشف عن قوة ترابط المصطلح القرآني المعبر عن الحقيقة النورانية في النبوة والعترة وهم " آيات الله المعجزة .. السفياني الأموي الملعون من الله ورسوله .. مرة أخرى هو عنوان التكذيب والجحود والجدال وهو ختم الإفساد الأموي .. من بني أمية !! وسماتهم في القرآن
المكذبون لآيات الله عليهم السلام هم أصحاب النار والجحيم :
وكما في السياق القرآني و السيرة النبوية وكتب الحديث موصوفون بأنهم : منافقون ..متقلبون.. مجادلون .. أفاكون.. وبأنهم سيبدلون بعد النبي صلى الله عيه وسلم وللموضوع شواهد متعددة (45)
وما يهم في السياق التوضيح بأن " آيات الله " هم حالة جمعية تقف على النبوة وسماتها موحدة في الإعجاز والعطاء النوراني وهذا لا يتحقق إلا في الأئمة المطهرين عليهم السلام فهم تاريخيا المغدورين والمحسودين من أعدائهم ॥ وقد وصفهم الله تعالي بأسماء ورموز كثيرة ومتعددة .. وأن الجهة المعادية لهم قد حددوا في السورة وعلى امتداد القرآن

بأنهم : " أصحاب النار" وهو مصطلح قرآني ملازم لأعداء النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين ॥ من " اليهود والسفيانيين " حتى يوم القيامة ॥ وفي استعراضنا لمصطلح " أصحاب النار " ، ومصطلح " أصحاب الجحيم " في مباحثنا سنرى خصوصيته بهم ؟؟
وقد أبرزهم معظم القرآن كاتجاه مضاد بأنهم : كافرون ، وكاذبون وأصحاب النار وهو قوله تعالى في الشواهد :
{وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة39.
. ومآلهم الخلود في النار.. وهو مصطلح يحمل سمات الدموية والإغتيال وهذا مؤكد في تجربة ابني آدم عليه السلام قال تعالى :
{إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ }المائدة29
وسمة القتل والدموية والغدر هي شيم السفيانيين أعوان إبليس والدجال الملعون .. فهم المهدوفون بمصطلح : " أصحاب النار و أصحاب الجحيم " * .. وهم الظالمين للنبي والأئمة المطهرين عليهم صلوات الله وسلامه بمعظم شواهد القرآن والسنة . وفي سورة المائدة وهي المخصوصة بالولاية جاء قول القرآن فيهم بينا في ذات الموضوع :
{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }المائدة 86
وقد تكررت الآية مرتين في السورة في الآية 10 ، 86 .. لإثبات الحالة المكذبة بالكفر والتكذيب و" أصحاب الجحيم "...وقد وصفهم القرآن الكريم بالقرابة للنبي صلى الله عليه وآله ونهاه صلى الله عليه وآله وسلم عن الاستغفار لهم !! فهم " أصحاب الجحيم " ولهذا قبلهم النبي صلى الله عليه وآله بعد فتح مكة كطلقاء وعفا عنهم ..لعلمه صلى الله عليه وآله أن قدر الله ماض في عقبهم حتى آخر الزمان وهو ماثل في قوله تعالى :
كما وصفوا بالسيئة وهو في قوله تعالى
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة113
.. وهم ماكرون في عداوتهم عاجزون في المواجهة فيهم قال المولى سبحانه وتعالى :
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }الحج51
ولهذا التعريف
الإلهي لعمق المصطلح نرى تبيان حركة التمايز بين الحقيقة النورانية "الله ــ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ العترة وهم النورانيين وأصحاب الاصطفاء الخاص عند الله تعالى ومعهم الصديقين من محبيهم وهم الشاهدون الشهداء الفائزون .. وبين الملعونون أصحاب الجحيم وهم المؤذون النبي وآله عليهم صلوات الله وسلامة ، وهذا التحديد له عظيم التجلي والبيان في قول المولى تعالى :
{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }الحديد19
: وفي الأحزاب ملعونون .. قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57

وفيهم وعداوتهم قال تعالى :
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }محمد23
وفي تبيان العداوة- إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم
: نعيم بن حماد في الفتن ك - عن أبي سعيد ) (46)
وفي سياق الحديث عن واقع وجوهر المكذبين بآيات الله في القرآن نرى برصدنا لحالة التكذيب وعلاقته بآيات الله تعالى سنجد : قوله تعالى : " كذبوا بآياتنا " وردت : 24 مرة في القرآن وهي أعلي رصد لهذا المصطلح .. وفيه الدليل لبين على أن آياتنا : هم أولياء آل البيت النبوي عليهم السلام امتداد النبوة والأنبياء عليهم السلام..وهم المنسوبون لله تعالى بمنسب الوصال والتشريف مثال قوله تعالى " " عبادنا " وقد وردت بعدد 12 مرة ..وهي سما ت موزعة للتعبير عن حالتي الأنبياء والأئمة الذين يهدون بأمر الله عليهم السلام ... فهم المهدوفون بالتكذيب : والملاحظ أيضا أن هذا المصطلح : " آياتنا " وردت في معظمها في سورة الأعراف وهم في التفسير آل النبي محمد عليهم السلام في الجنة ، وهي في السور التالية : " الأنعام /39 ، 150 ، 36 وفي سورة الأعراف /146 ، 147 ،176 ، 177 وفي سورة يونس /73 ، الأنبياء 77 ، الأنبياء / 77 ، الحج / 57 ، الفرقان /36 ، النمل / 83 ،الروم /16 ، الزمر / 59 ، الحديد ـ 19 ، التغابن / 10 ، النبأ : 28 .
وقد وردت في قوله تعالى : " أو كذب بآياته " : بعدد 4 مرات للتدليل على نفس الوجهة المهدوفة بالتكذيب وهم : الأنبياء عليهم السلام والنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم صلوات الله وسلامه : في سورة : الأنعام /21 ، الأعراف /37 ، يونس 17 ، الإسراء 59.. وبقراءة الآيات نجدها موجهة لحمله القرآن والمعجزات الدالة على صحة الرسالة .. وكذلك للتعبير عن تكذيب الحالة الرسالية بعمومها الخاص والعام .
كما ورد نفس المصطلح بقراءة : " أو كذب بآيات الله " بعدد 5 مرات .. وهي في : الأنعام /157 ،يونس/95 ، الروم /10 ، الجمعة /5
.. وكلها للتعبير عن حالة التكذيب الجمعي لآيات الكتاب وحملتها من الأنبياء والأولياء وكذلك تكذيب المعجزات وهذا واضح جلي في تجربة الني موسى عليه السلام وفي سورة الأعراف مثلا قوله تعالى :
{أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157
.. ففيها
الوضوح لمفهوم آيات الله : في مجموع المصطلحات الدالة : " الكتاب ــ آيات الله ــ آياتنا ـ " معبرة عن حالة موحدة إعجازية وهى حامل الرسالة النبي المعجز محمد صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده عليهم السلام..فهم يريدون النزول للكتاب كما كان اليهود والنصارى كتبا ليكونوا مثلهم !!وهو مفاد " الكتاب " في الآية . وللتعريف انه كتاب التنزيل هو قوله تعالى في السياق " جاءكم بينة من ربكم وهدى " وهو الكتاب الذي مع النبي صلى الله عليه وآله فيه التصديق والبيان.. وعندما جاء النبي صلى الله عليه وآله والذي كان عندهم صادقا أمينا كذبوا به وصدفوا عنه ، وتمنوا أن يكون القرآن على رجل من القريتين عظيم وهو قول الحق تعالى :
{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }الزخرف31
وقد ذكر الطبري رحمه الله في التفسير : عن ابن عباس قوله :
{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }
قال : يعني بالعظيم : الوليد بن المغيرة القرشي أو حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي وبالقريتين : مكة والطائف ।

وقال آخرون : بل عني به عتبة بن ربيعة من أهل مكة وابن عبد ياليل من أهل الطائف " ॥ وذكر : عن قتادة في قوله : { رجل من القريتين عظيم } قال : الرجل : لي ابن مسعود الثقفي والقريتان :
الطائف ومكة وابن مسعود الثقفي من الطائف اسمه عروة بن مسعود

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله :
{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }
والقريتان : مكة والطائف قال : قد قال ذلك مشركوا قريش قال : بلغنا أنه ليس فخذ من قريش الوليد بن المغيرة قال : لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي هذا أو علا قد ادعته وقالوا : هو منا فكنا نحدث أن الرجلين : الوليد بن المغيرة وعروة الثقفي ابن مسعود يقولان : هلا كان أنزل على أحد هذين الرجلين
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب : قال ابن زيد في قوله :
{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }
قال : كان أحد العظيمين عروة بن مسعود الثقفي كان عظيم أهل الطائف
وقال آخرون : بل عني به من أهل مكة : الوليد بن المغيرة ومن أهل الطائف : كنانة بن عبد بن عمرو ..
ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط عن السدي
{ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }
قال : الوليد بن المغيرة القرشي وكنانة بن عبد بن عمرو بن عمير عظيم أهل الطائف "
وذكر القرطبي رحمه الله في الجامع : " وقال السدي : كنانة بن عبد بن عمرو وروي أن الوليد بن المغيرة وكان يسمى ريحانة قريش كان يقول : لو كان ما يقوله محمد لنزل علي أو على أبي مسعود " وذكر السيوطي : " قال : خروج عيسى يمكث في الأرض أربعين سنة تكون تلك الأربعون أربع سنين يحج ويعتمر
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وإنه لعلم للساعة قال : آية للساعة خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة " (47)

والقرطبي : في الجامع : تفسير الآية والسيوطي : مثله وعليه باقي المفسرين ..
ومقصدنا من هذا البيان هوا ثبات صحة المصطلح القرآني الوارد في الآية .. وقد رد الله تعالى عليهم في الآية التي نحن بصددها فقال تعالى :
" .. فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157 ..
واتهموا النبي بالسحر وكذبوه وحاربوه فكانت عليهم اللعنة والجزاء لتكذيبهم بأنهم : " أصحاب النار " وهو قوله تعالى في الزخرف :
" ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون (30) وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (31) أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون (32)
وفي تفسير الثعالبي لآيات الزخرف : " وبخهم سبحانه بقوله أهم يقسمون رحمة ربك والرحمة اسم " أي يفصلون بين القرآن والنبي صلى الله عليه وآله وهما الرحمة المهداة للعالمين . وهي المهدوفة في القرآن بمصطلح " آيات الله " وفي ذات الوجهة التعريفية بالمصطلح : جاء قوله تعالى : " أو كذب بآيات الله " بعدد 5 مرات .. في سورة : الأنعام / 157 ، و يونس / 95 ، الروم / 10 ، الجمعة / 5 " .. وهكذا تجئ الآيات الواردة بمعاني مختلفة تصب في جوهر تكذيب النبوة : فمثلا جاء في سورة الزمر قوله تعالى :
{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }الزمر63
وقد وصف المكذبون بالأئمة : وهم من خلف موسى ومحمد عليهما الصلاة والتسليم .. فهم الخاسرين والكافرين والظالمين .. وقد وصفهم تعالى بأنهم كالحمير الذين لا يفقهون وعي أنبيائهم وما جاءوا به من القرآن والتوراة ..
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } الجمعة5....
{" إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون }الأحقاف26
فقد كذبوا بالأنبياء والكتاب والمعجزات وهي البينات سواء .. كانت : الأنبياء و الأئمة عليهم السلام .. أو المعجزات الخارقة ... قال تعالى :
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال52
وبإجمال القراءة الإحصائية نرى مجمل الآيات المحتوية على مصطلح : كذبوا بآياتنا " قد وردت بعدد : 24 مرة ــ وفيها تأكيد على تكذيب الأنبياء والأئمة بوجه خاص وهم الأخص في منسب التشريف والتقديس والاصطفاء إليه تعالى وهو الذي اصطفاهم في الأزل : بموازاة مصطلح " عبادنا " وهو ما سيفصله مبحثنا .. وقد وردت : " أو كذبوا بآياته " 4 مرات .. وأيضا : بصيغة " أو كذبوا بآيات الله 4 مرات .. وبصيغة : " أو كذب بآياتي " وردت مرة واحدة .. وقد وردت بصيغة : " كذبوا بآيات ربهم " مرة واحدة .. وبصيغة : " ولانكذب بآيات ربنا " مرة واحدة .. وبصيغة : " ولا نكذب بآياتنا ربنا " مرة واحدة.. في سورة الرحمن البيان فيها واضح .. وقد جاء قوله تعالى : " فبأي ألاء ربكما تكذبان " 30 مرة : وفي التفسير : الآلاء : النعمة والنعمة في القرآن لها معنا خاص وعام فالخاص هم آل محمد عليهم السلام والعام : النعم كلها : لهذا جاء التكرار.. لإثبات الدلالة لهم في القرآن وفي الآيات دلالة واضحة على ظهور المهدي عليه السلام وهو في قوله تعالى في الآيات 8 ، 9 ،33: وعموما جاء مفرد : " كذب " كمصطلح بعدد 220 مرة في القرآن في حين وردت مفرد " صدق " بعدد 79 مرة " بما يدل على أن حالة التكذيب تشكل بما يقارب ثلاث أضعاف حالة التصديق !!
{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ }الرحمن9
: " يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان (33)

ـ أنظر : مبحثنا : لمصطلح " السلطان " في القرآن ــ

http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/09/blog
http://manaberaliraq.net/vb/showthread.php?t=17432


مصطلح المحجة البيضاء في القرآن والسنة الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي



مصطلح المحجة البيضاء في القرآن والسنة
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي

________________________

في قراءتنا التفسيرية للمصطلح القرآني : { الحجة } ذكرنا أن الحجة هو مصدر الدين
وبوابة النبوة و محطة الاحتجاج ॥ بقوة الدليل ومصدرية التشريع الإلهي والنبوي
وحتى تكون الحجة بالغة في العطاء استلزم أن يكون الحجة ربانيا في مصدرية العطاء والتطير والإلهام
تأتيه جماهير المسلمين والأمم قاصديه لحل إشكالاتهم في دينهم ودنياهم ॥

وهذا غير ممكنا إلا في النبوة والولاية كونهم المطهرين في الخلق والذين لا يقاس عليهم أحدا كما جاء في المصادر الحديثية عند جميع المسلمين
وهذا التوصيف لا ينطبق سوى في الإمام علي عليه السلام ..

جاء في صحيح مسلم : فيما رواه زيد بن أرقم رضي الله عنه । قال :
” قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ ، وذكر ، ثم قال :

{ أما بعد : ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب , وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به }
فحث على كتاب الله ، ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي }. فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال ومن هم ؟ قال :هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس . قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم .. ( (1)
وفي الحديث تبيان الوصية بالثقلين والمحجة البيضاء التي فيها الهدى والنور ، وأحاديث العترة والثقلين هي واسعة في المصادر الحديثية عند جميع المسلمين وفيها بالمجمل التأكيد على مصدرية المرجعية والمحجة والاحتجاج و النبي والإمام المنصوص عليه ، هم فقط من يملكون شرعية المحجة البيضاء وحق التصريف في الأصول الشرعية ।

: المحجـة في اللغة :

( والمَحَجَّةُ الطريق وقيل جادَّةُ الطريق وقيل مَحَجَّة الطريق سَنَنُه والحَجَوَّجُ الطَّرِيقُ تستقيم مَرَّةً
وتَعْوَجُّ أُخْرى وأَنشد أَجَدُّ أَيامُك من حَجَوَّجِ إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ والحُجَّة البُرْهان وقيل الحُجَّة
ما دُوفِعَ به الخصم وقال الأَزهري الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة وهو رجل
مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ والتَّحاجُّ التَّخاصُم وجمع الحُجَّةِ حُجَجٌ وحِجاجٌ وحاجَّه مُحاجَّةً وحِجاجاً نازعه الحُجَّةَ
وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً غلبه على حُجَّتِه وفي الحديث فَحَجَّ آدمُ موسى أَي غَلَبَه بالحُجَّة ) : (२)
॥ وفي المصطلح الحديثي النبوي هي قرينة متوازية مع اصطلاح : ” الثقلين “ و” البيضاء”
هي التوصيف المجمل لمحتوي التطهير المطلق المستمر
وهو المتمثل في قول الحق تعالى :
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
و ” العترة النبوية هي المطهرة” وأهل البيت عليهم السلام هم المخصوصون ، وأحاديث : العترة والثقلين ॥هي التفصيل لمجمل معاني المصطلح : الوصية لوراثة النبوة ، وفي الحديث :

” تركتكم على المحجة البيضاء “
والوعي في اكتشاف عمق المصطلح هو اكتشاف لجوهر القرآن والنبوة ، وبالكلية هم النور الساطع في الأرض والحجة عقبا للنبوة : وبنزول قوله تعالى :
{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214
كانت التخصيص لمفهوم ” المحجة ” وهو وريث النبوة : أمير المؤمنين عليه السلام في القرآن .. قولة صلوات الله عليه وسلامه :
{ إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا } (३)
فأحجم القوم عنها جميعا ، فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام :
{ أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ صلى الله عليه وآله وسلم برقبته ثم قال:
{ إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا } (4(
وحجة الله في العباد ، قال صلى الله عليه وآله :
{ أنا وعلي حجة الله على عباده }(5)
وقال : { أنا وهذا حجة الله على عباده } (6)
وقال صلى الله عليه وآله :
{ أنا وأنت يا علي من شجرة واحدة } وفي رواية :
{ الناس من شجر شتى، وأنا وعلي من شجرة واحدة } (7)
وقال صلى الله عليه وآله :
{ أنا خاتم الأنبياء و أنت يا علي خاتم الأولياء } (8 )
وللتأكيد على صريح المصطلح في أمير المؤمنين على عليه السلام :
{ يا علي أنت بمنزلة الكعبة } وهي : { المحجة } وقال صلى الله عليه وآله :
{ مثل علي في هذه الأمة كمثل الكعبة المستورة ــ أو المشهورة }:
{ النظر إليها عبادة والحج إليها فريضة } (9 )

وعبارة { الحج إليها ) هي التحديد لمفهوم المحجة وقال :
” أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتى فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك ” يعني الخلافة ”
فأقبل منهم وان لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك”
باب المحجة هو الباب الوحيد للهداية ولم يوصف ويقترن بها سوى أمير المؤمنين علي عليه السلام ،
وهذا الحديث له عميق المدلول لمفهوم : المحجة
। وفي السياق تذكر جملة الروايات الحديثية والتاريخية الواردة : والمحجة ” عن حذيفة بن اليمان قال :
قالوا يارسول الله ألا تستخلف عليا ؟ قال :
” إن تولوها عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الصراط المستقيم ” (10)
وفي رواية أخرى :
{ إن تستخلفوا عليا ولا أراكم فاعلين ، تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء } (11 )_
أي جسر الهداية و بوابة النبوة. كما في المدخل هم الدائرة المقدسة للاحتجاج ..
وقول النبي صلى الله عليه وآله :
{ ولا أراكم فاعلين }
هو تحديد لبداية الابتعاد عن منبع خط المحجة البيضاء المطهرة ।

وهكذا نري كتب المفسرين تؤكد بجملها أن هذا المصطلح ذو العمق النبوي يمتد الى نهاية الزمان ووعد الآخرة
أي الربط بين أمير المؤمنين عليه السلام ॥ و
خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام من ولده ..

فقد بينتها الدراسة بما لا يدع مجالا للشك أنه أمير المؤمنـــين عليه السلام بوجــــه خاص
و أهل البيت عليهم السلام بشكل عام । وقد ذكر أبو نعيم رحمه الله في الحلية :

عن حذيــــفة قال :
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين
تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء )
رواه إبراهيم بن هراسة عن الثوري عن أبي إسحاق عن زيـد بن يثيع عــن علي رضي الله تعالى عنه ” (12)
ومعنى الحمل هو الدفع بالقوة العسكرية ॥

{ وهو مقاتل الناكثين والقاسطين بوصية النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم } ..
وقد وردت هذه الدلالات في المفردات الحديثية العديدة ॥ وفيه ॥ )
عن عبد الرحمن بن بشير قال كنا جلوسا عند رسول
( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
إذ قال ليضربنكم رجل على تأويل القران كما ضربتكم على تنزيله فقال :
أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر : أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن صاحب النعل
قال فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حجرة عائشة فبشرناه ” (13)

وفي رواية أخرى :
” إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه هذا خاصف النعل وفي يد علي نعل يخصفها “
وقد أشار صاحب كنز العمال للحديث النبوي :
” إن تستخلفـــوا أبا بكر تجدوه قويا في أمـــــر الله ضعيفا في بدنه وإن تستخلفوا عمر تجدوه قويا في أمر الله قويا في بدنه وإن تستخلفوا عليا ومـــا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء
وفي تاريخ دمشق برواية
{ عن حذيفة قال ذكرت الإمارة أو الخلافة عنده فقال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم وآله ) :
إن تؤمروا أبا بكر تجدوه ضعيفا في بدنه قويا في أمر الله وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا في بدنه قويا في أمر الله وإن تؤمروا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم } (14)

الحجة والمحجة هي المرجع في الهداية والرشاد والطهارة ،
فأمير المؤمنين هو إمام السنة و منبع أهل السنة الأوائل
॥ بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وهو المحجة البيضاء وبمقام الكعبة المستورة
التي تؤتى ولا تأتي كما في الحديث النبوي :
” يا علي أنت بمنزلة الكعبة ” وكل هذه السمات موجودة في أمـــــير المؤمنين عليه السلام وأنصاره॥

” ومن يملك العلم والدليل يكون واقفا مع الحق والنبوة ومن يرفضها يكون نقيضا للحق الإلهي
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

” علي مع الحق والحق لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ” (15)
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
” علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ”
ــ १६ ــ
وقد عرّف صاحب لسان العرب :
{ المحجة البيضاء”: بصاحب الدليل فقال: ” من عنده أَدلَّة هو جمع دَلِيل أَي بما قد علموا
عليه الناس يعني يخرجون من عنده فُقَهَاء فجعلهم أَنفسهم أَدلَّة مبالغة ودَلَلْت بهذا الطريق عرفته ودَلَلْتُ به
أَدُلُّ دَلالة وأَدْلَلت بالـطريق إِدْلالاً والدَّلِيلة المَحَجَّة البيضاء وهي الدلو وقوله تعالى ثم جَعَلْنا الشمس
عليه دَلِيلاً قيل معنــــــاه
تَنْقُصه قليلاً والدَّلاَّل الذي يجمع بين البَيِّعَيْن والاسم الدَّلالة والدِّلالة ما جعلته للدَّليل أَو الدَّلاَّل } (17)
وهكذا قدمنا موجزا مهما لمفهوم المصطلح القرآني الحديثي
॥ ويتكامل هذا المصطلح مع مجموع المصطلحات القرآنية الكريمة التي تؤكد على الحقيقة الإلهية في الولاية
ولله تعالى الحجة البالغة وهو خليفة الله في أرضه
قال تعالى :

{ قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }الأنعام149
وبالله التوفيق ..
وصلى الله على نبينا المصطفى محمد وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين
______________________________
المفكر الاسلامي التجديدي الشيخ
محمد حسني البيومي
الهاشمي
فلسطين المقدسة

______________________________
نشرت الدراسة قبيل سبعة سنوات في موقع أمة الزهراء عليها السلام
وتنشر مجددا في موقعنا
” الساجدون “
المراجـــــــــــع
(1) صحيح مسلم ج15/ ص 521 رقم 2408 ط دار المنار القاهرة ..
(2) لسان العرب : ج2/ 266 ، ج11/247 = مختار الصحاح ج1/167 = المصباح المنير ج1/121
(3) تاريخ دمشق : المصدر السابق ص 192 رقم 238
(4) تاريخ الطبري المجلد 1/ 542- 543 (مفصلا..) = كنز العمال ج13/ 114 رقم 36419
(5) ميزان الإعتدال : رقم 5649 ط عيسى الحلبي
(6) نفس المصدر رقم 8596
(7) السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 136 ط دار الكتب العلمية بيروت
(8) ميزان الإعتدال نفس المصدر رقم 8596
(9) ابن المغازلي : مناقب أ مير المؤمنين علي عليه السلام ص 133 رقم 149 = تاريخ دمشق
(10) تاريخ دمشق ج42 / 419 رقم 9012
(11) مسند أحمد بن حنبل ج1/108 رقم 859 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = المستدرك على شرط الصحيحين ج3/74/ رقم 4435 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = كنز العمال ج11 /915 رقم الحديث 32966 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت 1989
الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 = المعجم الأوسط ج2/341 الناشر : دار الحرمين – القاهرة ، 1415
(12) تاريخ دمشق ج42 /419 ،421 ،= ج11/ 48 رقم 9012 ، ، 9015 = تاريخ بغداد ج11/48 رقم 5728
(13) تاريخ دمشق ج42/455 رقم 0 904
(14) كنز العمال ج11 /951 رقم 33072 = تاريخ مدينة دمشق ج42/ 420 ، 421 رقم 9013 ، 9014 ، 9015 = مسند أحمد بن حنبل ج1/108 رقم 859 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = المستدرك على شرط الصحيحين ج3/74/ رقم 4435 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = كنز العمال ج11 /915 رقم الحديث 32966 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت 1989
الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 = المعجم الأوسط ج2/341 الناشر : دار الحرمين – القاهرة ، 1415
(15) (15) تاريخ مدينة دمشق ج 42 /449 رقم 9025 = تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ص322 رقم 7643 ترجمة : يوسف بن محمد المؤدب . ط دار الكتب العلمية بيروت ط : 1/ 1417ــ 1997
(16) تاريخ بغداد ج1/150 = مجمع الزوائد ج9/168 رقم 14972 = ينابيع المودة ج2/ 9 ــ ط طبعة الأعلمي بيروت ” = المستدرك :ج3/ 134 رقم 4628 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت
الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 = الطبراني : المعجم الأوسط ج5/135 رقم 4880الناشر : دار الحرمين – القاهرة ، 1415 = المعجم الصغير ج2/28 رقم 720 الناشر : المكتب الإسلامي , دار عمار – بيروت , عمان الطبعة الأولى ، 1405 – 1985 = (11) حلية الأولياء ج1/64 المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني
الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت
(17) ابن منظور : لسان العرب ــ دار صادر بيروت ج11/ 247 باب ” دلل ”
طبعة الأولى ، 1997 = السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 137

*****************
نشرت في موقعنا : المركزي موقع أمة الزهراء عليها السلام
نشرت بتاريخ : 10 مارس 2207
ثم نشرت الآن في موقعنا :
( الساجدون في فلسطين )
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11
http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/09/blog-post_4979.html

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

الحلقة الثالثة : قراءة في مصطلح علم الساعة في القرآن الكريم الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي



الحلقة الثالثة : قراءة في مصطلح علم الساعة في القرآن الكريم

الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/27

مصطلح الساعة ومصطلح يوم القيامة :

الملاحظ في قراءة مصطلح [ يوم القيامة ] يجده من الوضوح والبيان لوقوع خصوصيته بالقيامة وأحداثها ومحتوياتها والمختلفة تماما عن أحوال الساعة وأشراطها .. وقد تعدد مصطلح { يوم القيامة } بوصف يستوعب أحوال القيامة وهو ما سنفصله بمشيئة الله تعالى في قراءتنا للمصطلح في حينه .. ويشار إلى ملحوظة هامة جدا وهي أن جميع الآيات الوارد فيها مصطلح [ القيامة ] قد جاءت في القرآن بعدد [ 70 مرة ] .. وأن مصطلح [ يوم القيامة ] هو قد ورد أيضا بعدد [ 70 ] مرة .. وهذا التساوي له سر قرآني عجيب في صفائه وتكراره ونظم القرآن العجيب فيه بحيث حافظ السياق القرآني إلى الحدود الفاصلة بيت المرحلتين " الساعة والقيامة " وأن المصطلحين على امتداد القرآن وهي سبعون آية بالتمام حسب الراصد القرآني .. لم يأت في آية واحدة منها ذكر [ الساعة ] ولو لمرة واحدة وحتى عرضيا ؟؟ وفي الراصد القرآني لمصطلح الساعة يبدو الإعجاز الحق حيث بلغ عدده [ 35 ] مرة .. وهو النصف العددي لمصطلح [ يوم القيامة ] وهو العدد [ 70] وهو مدلول على خطورة أهوال الساعة بما لا يقاس مع أحوال الساعة ووجود علم الساعة وهو خليفة الله المهدي عليه السلام حيث يتغير دور النبوة والولاية من حالة الإبلاغ للرسالة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67

إلي حالة [ الشفاعة ] وهي محددة أيضا بمن اعتقدت بولاية الله والرسول وآل البيت عليهم السلام ..وهو قول الحق تعالى :

{يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } طه : 109

{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }سبأ23 : الزمر44

{قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } الزخرف86 ..

وهو قراءة فاصلة بين أيام الساعة وأهوال القيامة والتي تكون بكليتها حالة روحية سماوية يخرج الناس من الأجداث إلى النشور في محشر الأرض المقدسة .. وفيها تحديد حالة الفوز من الخسران المبين والعياذ بالله .. والساعة محدد فيها التوبة ، وتغلق بابها المحدد بعجزة خروج الشمس من المغرب .. وهي العلامة التي تسبق القيامة

وقلنا عنها في كتابنا المهدي عليه السلام : أنها " آية اغلاقية " ولهذا يعلمنا العلي القدير دعاء الجلال في قوله تعالى :

{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }آل عمران194

ويوم القيامة لا ينفع المكذبين بعلم الساعة الشفاعة والمبغضين وأهل العداوة للمطهرين من بيت العترة النبوية .. [ قال صلى الله عليه وآله الطاهرين : " من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا " قال جابر الأنصاري : فقلت يا رسول الله وان صام وصلى وزعم انه مسلم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم :

"وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم" (49)

(49) تاريخ دمشق ج42/276 رقم 8803

: " صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام : الناصب لأهل بيتي حر

،وقال صلى الله عليه وآله الطاهرين باوغال في الدين مارق منه ] (50)

(50) تاريخ دمشق ج42/ 284

وقال صلى الله عليه وآله الطاهرين :

" لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلا منافق شقي" (51)

(51) الصواعق المحرقة لابن حجر ص 173 باب 11 الفصل الأول

وروى المحب الطبري عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين :" إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم" قال المحب: أخرجه علي بن موسى الرضا.. وأخرج الحمويني عن الحافظ الزر ندي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين :

" رأيت ليلة الإسراء مكتوبا على باب النار: أذل الله من أهان الإسلام، أذل الله من أهان أهل بيت نبي الله، أذل الله من أعات الظالمين على المظلومين" (52)

(52) ينابيع المودة ج2/ 102 = نور الأبصار 180

وهو قوله تعالى :

{فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }المدثر48 ... ولهذا فإن البيان الإدراكي للمصطلح القرآني هو المحدد للقراءة الصحيحة لروح المصطلح وحدوده ومفهومه ..

قراءة في مصطلح علم الساعة :

.. . وفي سياق قراءتنا يمكننا محاولة تسجيل بعض المصطلحان الواعية والحضارية في ثقافة علم الساعة و محدداتها في الثقافة الصراعية ... وحتى يكون القرآن هو الملهم لتحولاتنا لابد أن يكون المصطلح القرآني واقفا شاخصا في مواجهة كل محطات الثقافة الصراعية والبديلة عن ثقافة الزيف الصهيو أمريكية .. أي ثقافة حزب الله في مواجهة ثقافة حزب الشيطان

ــ ساعة المواجهة الحاسمة في التاريخ

ــ ساعة اندلاع المد الإلهي في الثورة الروحية

ــ الثورة الروحية هي خيار الساعة في زمن الختم

علم الساعة وانكشاف المخططات التاريخية المعادية

زمن الساعة المحك لتحولاتنا في التاريخ

أمر الساعة خيارنا في زمن التحولات في الدولة الخاتمة

علم الساعة في دورة الصراع التاريخي العقائدي المقبل

علم الساعة وخلفيات الصراع المقبل

علم الساعة هو المدخل لقراءة ثورة الصراع

علم الساعة هو الحسم لإشكال الصراع

علم الساعة هو أمر الساعة الإلهي في التحولات المقبلة

مفهوم أمر الساعة لغة :

[الأَمْرُ معروف نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها وإِلا فليس لهنَّ أَمر وقوله عز وجل وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين العرب تقول أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل فمن قال أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف الباء ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ والمعنى أُمِرْنا للإِسلام وقوله عز وجل أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه قال الزجاج أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب والدليل على ذلك قوله تعالى حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور أَي جاء ما وعدناهم به وكذلك قوله تعالى أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً وذلك أَنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أَتى كما قال عز وجل اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر وكما قال تعالى وما أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ وأَمرتُه بكذا أَمراً والجمع الأَوامِرُ والأَمِيرُ ذو الأَمْر والأَميرُ الآمِر قال والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذا هُمُ خَطِئُوا الصوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ مُرْ وأَصله أُؤْمُرْ فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة وقد جاءَ على الأَصل وفي التنزيل العزيز وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة وفيه خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ والأَمْرُ واحدُ الأُمُور يقال أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ والأَمْرُ الحادثة والجمع أُمورٌ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك ]

(53)

(53) نفس المصدر السابق ج4/26 باب : أمر

خليفة الله المهدي هو الأمر الإلهي :

في سياق رؤيتنا القرآنية وجدنا أن مصطلح " أمر الله قد حدده الله تعالى كخاصية له تعالى لا شريك له في وحدانيته وقدرته .. وهو تعالى له الأمر كله وهو الذي يمنح من عالم أمره تعالى لإثبات عظمة إرادته تعالى في علاه وجمع الآيات الكريمة هو توكيد لحالة عالم الأمر الإلهي في الكون ..

{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }آل عمران128

{ َقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ } آل عمران154

{ َلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54

{ َ لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً }الرعد31

{يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }الانفطار19

{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82

الطاعة الإلهية والأمر الإلهي :

وهي المستخلصة من قوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

فالطاعة حسب السياق القرآني هي لقطاع رباني مقدس اصطلح عليه القرآن

ب [ الذين آمنوا ] والمصطلح كما شرحناه في تفسيراتنا بوجه الخاص في آل البيت عليهم السلام وقد جاء هذا التخصيص في آية الولاية الكاملة في سورة : المائدة /55 وبوجه العام لمحبيهم وأولياءهم وهي واضحة في آيات الطاعة السابقة .[ النساء59 ] .حيث حدد آل البيت عليهم السلام في المحدد القرآني [ أولي الأمر منكم ] ومنكم للتبعيض في الحالة والتخصيص المقدس في قلب الحالة العامة .. ومنكم تعني بني هاشم فهم المهدوفون بالاصطفاء والتخصيص الشرفي النبوي فمنهم النبوة وفيهم الولاية والأمر بوجوب الطاعة . وقد تحث القرآن الكريم عن الخاصية الهاشمية والتي طرحها القرآن الكريم في مصطلح [ أنفسكم ] وهو الواضح في قوله تعالى :

{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61

وهي محتوية كما في الواقع الحديثي على الخمسة المطهرين وهم أهل الكساء " الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين علي عليه السلام والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والإمام الحسن والحسين عليهما السلام .. وهم نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : [ علي مني كنفسي ]

(54)

(54) القندوزي الحنفي : ينابيع المودة ج1/ 53

- حدثنا إسماعيل بن موسى حدثنا شريك عن أبي إسحق عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ]

قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب 3719قال الشيخ الألباني : : حسن(55)

(55) صحيح الترمذي ج 5636 رقم 3719 ط دار إحياء التراث العربي بيروت = مسن أحمد بن حنبل ج 4/165 رقم 17547ط مؤسسة قرطبة ..= المعجم الكبير للطبراني ج 4/16 رقم 3511 ط مكتبة العلوم والحكم الموصل .

وبهذا نصل إلى تأكيد ذاتية الحالة المصطفاة إنها من نور ونفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وهذا ما يلتقي مع مفهوم جملة الأحاديث النبوية في التخصيص " علي مني "

" علي من كنفسي " وهي تتكامل مع المصطلح القرآني

[ أولي الأمر منكم ]

أي المصطفون منكم ، أي من قريش وهي صاحبة الوجاهة وبني هاشم المخصوصون هم أصحاب الولاية والدين ومنهم النبي صلى الله عليه وآله ॥ قادما من قلب الساجدين والأرحام المطهرة

.

(56)

(56) كتابنا : أباء وأجداد النبي الساجدون : باب الاصطفاء التوحيدي لأبوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم . " تحت الطبع "

وهكذا تنقل لنا الموسوعة الحديثية المشرفة أن آل البيت المطهرين هم أمان الأمة .

وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

[ عن الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا في الفلك ]

(56 مكرر

(56 مكرر ) تفسير القرطبي ج9/33 في قوله تعالى : " وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم (41)

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مروديه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا في السفن أن يقولوا : بسم الله وما قدروا الله حق قدره سورة الأنعام الآية 91 الآية بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم "

(57)

(57) السيوطي : الدر المنثور ج4/234 قوله تعالى : " إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير (4)

وفي رواية صححها الحاكم على شرط الشيخين النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس

وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا وفي رواية مسلم ومن تخلف عنها غرق"

(58)

(58)الصواعق المحرقة ج 2/444 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 "

والقرآن يحتضن هذا التصوير النبوي المعظم في قوله تعالى :

{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83

فهم [ أمر الله المقدر ] عليهم السلام في أصل الإصصفاء والخلق ..

وقد شرحنا في كتابنا : المهدي عليه السلام حقيقة الاصطفاء :

[.. وفي حديث سليمان رضي الله عنه قال: هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين فقال: إن ربك يقول:

إن كنت اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا, وما خلقت أكرم علي منك, ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي ولولاك ما خلقت الدنيا" (59)

(59) الأنوار المحمدية 11 = ينابيع المودة ج1/ 11

.. روى الآجري في كتاب الشريعة عن سعيد بن أبي راشد قال:

" سألت عطاء رحمه الله: هل كان النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين نبيا قبل أن يُخلق؟ قال: إي والله وقبل أن يخلق الدنيا بألفي عام". [ سبيل الهدى والرشاد مجلد1/ 79- 80 ]

." أخذ الله له الميثاق بالنبوة ولأهل بيته بالولاية " (60)

(60) الدر المنثور ج2/ 252 = مفصلا: سبيل الهدى والرشاد مجلد1/ 95 = إمتاع الأسماع 3/ 116

وفي الرصد القرآني لمصطلح [ أمر الله [ وجدنا الإعجاز في وحدانية الآي القرآني الخاص [ بكلية الأمر الإلهي ] وهو قد جاء في سورة واحدة وفي آية واحدة ولمرة واحدة في القرآن .. وفي هذا إعجاز لتأكيد وحدة حالة الأمر الرباني ..

وهو قوله تعالى :

{ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ } آل عمران154 وفي هذا إعجاز وتحدي توحيدي فيه إبراز قوة التقدير الإلهي ..

ووجدنا مصطلح المفرد القرآني [ أمر ] قد تكرر في القرآن بعدد [ 33] مرة

وفي مقابل [ كلية الولاية الإلهية ] والمشتملة على ولاية الله والرسول وأولي الأمر المنسوبون لله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم .. وهو بمقام [ عبادي ] و [ عبادنا ] في القرآن الكريم والتي جاءت لمرة واحدة في القرآن ..

في قوله تعالى :

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } المائدة55

.هذه الآية قد نزلت في حق ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام .. وهي المحددة لطائفة مخصوصة من المسلمين وهم الذين آمنوا وقد حدناهم في قراءتنا لمصطلح : [ الأمة في القرآن الكريم ] بأنهم الأمة المخصوصة والمعدودة .. (61)

(61) منشور على موقع : أمة الزهراء : شبكة الأ بدال العالمية ..

قال الطبري رحمه الله في التفسير :

" حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن المفضل قال حدثنا أسباط عن السدي قال : ثم أخبرهم بمن يتولاه فقال :

{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } هؤلاء جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه

حدثنا هناد بن السري قال حدثنا عبدة عن عبد الملك عن أبي جعفر قال : سألته عن هذه الآية :

{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } قلت : من الذين آمنوا ؟ قال : الذين آمنوا ! قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب ! قال : علي من الذين آمنوا

حدثنا ابن وكيع قال حدثنا المحاربي عن عبد الملك قال : سألت أبا جعفر عن قول الله :

{ إنما وليكم الله ورسوله } وذكر نحو حديث هناد عن عبدة

حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال حدثنا أيوب بن سويد قال حدثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } قال : علي بن أبي طالب

حدثني الحارث قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا غالب بن عبيد الله قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله : { إنما وليكم الله ورسوله } الآية قال : نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع " . (62)

(62) تفسير الطبري ج4/628 : في قوله تعالى : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55

وهم حسب الوصف القرآني [ حزب الله الغالبون [ بلا منازع لهم في الخلق وهو قوله تعالى : { يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ..} .

وقد ذكر ابن كثير جمع الروايات بالخصوص فقال رحمه الله :

[ عن ابن عباس في قوله { إنما وليكم الله ورسوله } نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم وقال ابن جرير : حدثنا هناد حدثنا عبدة عن عبد الملك عن أبي جعفر قال : سألته عن هذه الآية

{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون

وهم راكعون }

قلنا : من الذين آمنوا ؟ قال : الذين آمنوا قلنا بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب

قال : علي من الذين آمنوا وقال أسباط عن السدي : نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه

وقال علي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس : من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا رواه ابن جرير وقد تقدم في الأحاديث التي أوردناها أن هذه الآيات كلها نزلت في عبادة بن الصامت رضي الله عنه حين تبرأ من حلف اليهود ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين ولهذا قال تعالى بعد هذا كله { ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } كما قال تعالى :

{ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز }*

{ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون } .. فكل من رضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة ومنصور في الدنيا والآخرة ولهذا قال تعالى في هذه الآية الكريمة

{ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون" .. (63)

(63) تفسير ابن كثير ج2/97 في قوله تعالى : " ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 56

[وقال السدي : قوله : { والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } أراد به علي ابن أبي طالب رضي الله عنه مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه

وقال جويبر عن الضحاك في قوله : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } قال : هم المؤمنون بعضهم أولياء بعض وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } نزلت في المؤمنين فقيل له إن أناسا يقولون إنها نزلت في علي رضي الله عنه فقال : هو من المؤمنين ]

تفسير البغوي : معالم التنزيل ج1/ 72 قوله تعالى : "

إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا "

.. وفي تفسير أبوا لسعود نجد نفس التوجه والتحديد في تعريف ذاتية الذين أمنوا كأمة مستقلة ومخصوصة بالولاية الإلهية وأمر التولي لهم وهو جزء من صحة الإيمان لأنه لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق كما جاء في الحديث الصحيح في العهد الإلهي لرسول الله في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وبالتالي تكون الآية قد جعلت ولايتهم واجبة مع ولاية الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم ..

وهنا نكتشف سرا إلهيا آخر في تحديد طبيعة الولاية الإلهية الكاملة وغير المنقوصة وهي المحدد القرآني لمفهوم الأمرية الإلهية الكاملة .. وهو قوله تعالى :

{ وأولي الأمر منكم } والأمرية الإلهية توجب الطاعة المطلقة للأمر الإلهي وهو قوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

وأولي الأمر في السياق المركب والمتكامل في الآية الكريمة تجعل من الطاعة للعترة النبوية المطهرة أمرا إلهيا محضا .. وهم من يأتمرون حسب السياق القرآني بالأمر الإلهي ومتكونون إلهيا بروحهم حسب قانون الاصطفاء الإلهي النوراني وحق ما قاله النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيما [ روى جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه : [ الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ] ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم { وفي الأرض قطع متجاورات } حتى بلغ قوله : ( يسقى بماء واحد ) (64)

وقد ذكرنا في كتابنا : أهل البيت : الولاية التحدي المواجهة ...

(64) تفسير القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج9/233 قوله تعالى : " وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون "

= السيوطي : الدر المنثور : ج4/605 الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 - 1990 تفسير نفس الآية = الكتاب : المستدرك على الصحيحين : محمد بن عبدا لله أبو عبدا لله الحاكم النيسابوري

الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 ج2/263 رقم 2949 = المعجم الأوسط للطبراني ج4/236 دار الحرمين - القاهرة ، 1415

وفي رواية أخرى [ خلقت أنا وعلي من نور واحد ] ..

الأ لوسي : روح المعاني ج6/168في قوله تعالى : " ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ( 65

[عن أبي هارون ألعبدي ، قال : سألت أبا سعيد الخدري عن علي بن أبي طالب خاصة فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول :

" خلق الناس من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها ، فطوبى لمن استمسك بأصلها وأكل من فروعها " وبنفس التوجه النوراني …" خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعلياً من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها ، وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوى، ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ، ثم ألف عام ثم لم يدرك محبتنا إلا أكبه الله على منخريه في النار " ثم تلا قوله تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ] (65)

(65) ابن عساكر : تاريخ دمشق ج42 ص 66 رقم 8412 ( روي عن : أبي إمامة الباهلي )

[وعن سلمان قال : سمعت حبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعاً يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي ] .. (66)

(66) نفس المصدر السابق ج42 / 67 رقم (8415)

وقد ورد الدليل القرآني مرة أخرى في تحديد طبيعة المرجعية الربانية في الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعترته المطهرين بعده وهو ما جاء في قوله تعالى أيضا ..

{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } النساء83

الولاية والاصطفاء المخصوص :

وفيه ما جاء في الحديث القسي من إعلان المحبة الإلهية للأنبيا ء والمرسلين والأولياء من نسلهم المبارك ..

[ كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ يقول تعالى : من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن دعاني لأجيبنه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه ] فمعنى الحديث أن العبد إذا أخلص الطاعة صارت أفعاله كلها لله عز وجل فلا يسمع إلا لله ولا يبصر إلا لله أي ما شرعه الله له ولا يبطش ولا يمشي إلا في طاعة الله عز وجل مستعينا بالله في ذلك كله ولهذا جاء في بعض رواية الحديث في غير الصحيح بعد قوله ورجله التي يمشي بها [ فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ] ولهذا قال تعالى : { وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون } كقوله تعالى في الآية الأخرى : { قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون * ]

(67)

(67) ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ج 2/ 764 في قوله تعالى :

" ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير (77) والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون (78) ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ( 79)

= القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج6/ 128 في قوله تعالى : " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين ( = الأ لوسي : روح المعاني ج 3/ 143

في قوله تعالى : " فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (37)

والحديث القدسي المبارك فيه إبراز وتخصيص للجانب الروحاني في الولاية المخصوصة وهذا لا يمكن استيعابه من غير حالة المطهرين في القرآن وهم الأئمة المقدسين أولهم أمير المؤمنين علي عليه السلام وآخرهم خليفة الله المهدي عليه السلام . وهم من خصهم القرآن بجانب الأمرية الإلهية الواجبة الطاعة وهؤلاء الربانيون الأخيار هم أصلا مصطفون أخيار اجتباهم العلي القدير ليكون بهم حالة الثقلين النورانية الممتدة بدون انفصال في مركبها حث حوض النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وهو قوله صلى الله عليه وآله :

[ وإنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ]

وقد وصفهم القرآن كما شرحناه في مصطلح الخلافة والخليفة في القرآن بأنهم

{ الذين آمنوا } وهو ما جاء في آية الولاية الإلهية الكاملة واضحا في قوله تعالى :

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ } المائدة55

وقد نزلت الآية الكريمة في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ..

يجئ لمرة واحدة في القرآن وهو توجه توحيدي لصورة الأمر الإلهي ومحدداتها وهي من عالم الأمر الذي جعل الله تعالى له الصفة التكوينية النورانية

[ وحدة الطاعة الإلهية ]

وهو ما جاء في قوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

أي جعل تعالى أمره في الذين أمنوا هو المرجعية الإلهية في النزاع والتخاصم وهو ما يعطي صفة الحاكمية وهذا توكيد لحالة خليفة الله تعالى الكامل بأنه من عالم الأمر الإلهي وهذا ما يؤكد توجهنا بسماوية خليفة الله تعالى باعتبار النص وأن كل شيء يؤول إلى جهته وصاحبه والأولي أن يعود النور المخلوق إلى مصدر النور الرباني .

وبهذا المشترك التوحيدي في آية

[ الولاية الإلهية ] وآية التحديد ل [ أولي الأمر منكم ]

وكلاهما كما ذكرنا جاءت لمرة واحدة في القرآن

محتوية على القاعدة الكاملة في الولاية والأمر الإلهي ॥

وهو ما اصطلحنا علية

[ الولاية الإلهية الكاملة ]

॥ ولهذا جعل العلي القدير القرآن متكاملا مع النص النبوي الحديثي ॥ حيث جعلهم الراسخون في العلم وباب مدينه العلم والوارثين وهو قوله تعالى :

{ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ } النساء83

ولهذا استوعب مصطلح أمر الساعة كل المكونات التكوينية في الولاية والحكم والسلطان المبين وجعل العلي القدير الإمام وخليفة الأمة مستوعبا لكل الخصائص الربانية التكوينية وهو ما جاء في تفسيرنا لمصطلح : [ الإمام المبين ] وهو المنطلق تفسيره وروحه من قوله تعالى في سورة ياسين المحمدية :

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12

انه خليفة الله الكامل والمستودع فيه السر الرباني والمؤهل لأعباء الثورة الإلهية وقدرات الذاتية الروحانية القادرة على التعامل مع الملائكة الكرام بصورهم ومزاجيتهم الخلقية ومع عوالم الخلق من الجن وغيرهم ॥

وهذا غير متحقق بالمطلق في شخصية أرضية غير سماوية .. وفي ختم

قراءتنا الموجزة لمصطلح [ أمر الساعة ] يتحدد فيه كليتين كاملتين عليهما يكون أساس حركة التاريخ وتأسيس الملك الإلهي

من جديد وهذا هو المغزى من قوله صلوات الله وسلامه عليه :

" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه وقال بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم "

(68)

(68) الداني : السنن الواردة في الفتن ج5/1043،1406، 1504 ط1/1416 دار العاصمة الرياض = وفي المصدر :" قوله (ص) " لملك فيها رجل من أهل بيتي " ج5/1055 = المعجم الكبيرج10/33 رقم10216 = مثله : سننه الصواعق المحرقة ج2/477 ط مؤسسة الرسالة 1997

وفي كتابنا المهدي عليه السلام أجملنا موضوع الختم الإلهي بالقول :

[ يقول صلى الله عليه وآله وسلم :" والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه" وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم" (69)

(69) السنن الواردة في الفتن ج5/ 1043 رقم 558 = فرات الكوفي ص367=

وقال النبي صلى الله عليه وآله سلم :

المهدي منا، يختم بنا الدين كما فتح " (70)

(70) مجمع الزوائد 9/ 163 = الحاوي للفتاوى ج2/ 61 = ينابيع المودة ج 2/ 6، 133 = الصواعق المحرقة ص 163، 237 = السخاوي : ارتقاء الغرف ج2/ 225 رقم 263 ( خالد بابطين = رواه : الطبراني في الأوسط ج1/56/ رقم 157

" المهدي منا يختم الدين به كما فتح" (71)

(71) كشف الخفاء للعجلوني ج2/ 1658 = السخاوي ج2/225 رقم (263)

" عن أبي معبد قال : قلت له سمعت إبن عباس يذكر في المهدي شيئا، قال : نعم سمعته يقول :" والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه وقال : بنا بدئ الدين وبنا فتح هذا الأمر وبنا يختم " وذكر أيضا قال

(صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إني لأرجو ألا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا لأهل البيت غلاما شابا حدثا لم تلبسه الفتن ولم يلبسها . يقيم أمر هذه الأمة، كما فتح الله بنا فأرجو أن يختمه الله بنا " (72)

(72) السنن الواردة في الفتن ج5/1043 رقم ( 559)

قال العباس عليه السلام : يا رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين : ما لنا في هذا الأمر يا رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين

قال(ص) : - يعني آل البيت – " لي النبوة ولكم الخلافة ، بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم "

وعن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة (73)

(73) تاريخ بغداد ج4/118 رقم 1768 ،1769 = ج3/349 = كنز العمال رقم 33438

،37312 = تاريخ دمشق ج7 /247 = كنز العمال رقم 33438 ،37312

أمر القيامة :

[ والمُرادُ : آخرُ الزَّمانِ واقْتِرابُ الساعةِ لأنَّ الشيءَ إذا قَلَّ تَقاصَرَتْ أطْرافُهُ أو المرادُ : اسْتِواءُ اللَّيْلِ والنهارِ ويَزْعُمُ العابِرُونَ أنَّ أصْدَقَ الأَزْمانِ لِوقوعِ العِبارةِ وقْتُ انْفِتاقِ الأَنْوارِ ووقْتُ إدْراكِ الثّمارِ وحينئذٍ يَسْتَوِي الليلُ والنَّهارُ أو المرادُ زَمَنُ خُروجِ المَهْدِيّ حينَ تكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ والشَّهرُ كالجُمُعةِ والجُمُعَةُ كاليَوْمِ يُسْتَقْصَرُ لاسْتِلْذاذِه . ] (74)

(74) الفيروز آبادي: القاموس المحيط ج1/159 باب : القاف

وعندما نردد المصطلح : أمر الساعة يتداعى لفهمنا عالم الأمر الإلهي وعالم الإرادة الإلهية والتقدير الإلهي وهو نفاذ المقدر من لطف الله وما هو مسجل في اللوح المحفوظ

وفيها ساعة نفاذ الأمر والأمور المحيطة به والتواريخ والشخوص وما يلحقه من تقديرات الله تعالى في الأنفس ..

وفي هذا الجانب من المقارنة بين المصطلحات المحيطة بمصطلح :

[ علم الساعة ] ..

يأتي مصطلح [ أمر الساعة ] ليحدد للقائم والحامل لعلم الساعة أمره تعالى .. وأمر الساعة أي الذي يقوم بمهمات حالة الساعة ومجريات أمورها وقيمة الرشاد والوعي بها وبأشراطها ومراعاة أمر العباد في هذه المرحلة الحرجة الخاتمة والتي يكون الحكم العادل هو أساس دار الخلافة والملك المهدوي .. وفي الراصد القرآني وجدنا العدد لمصطلح [ أمر الساعة ] .. وفي الرصد القرآني وجدنا عدده رقم [ 13] وهو تعبير عن الأمر الإلهي لخليفته في الأرض خلال عملية المواجهة مع دوائر الكفر وحزب الشيطان وهوفي قوله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً } النساء47

والآية الكريمة كما في التفسير خاصة بموضوع الخسف بجيش السفياني وفيها التدخل والعناية الإلهية للقيادة الإلهية [يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها } أي : نمحو ما فيها من عين وفم وأنف ومارن وحاجب فنجعلها كخف البعير أو كحافز الدابة { فنردها على أدبارها } نحولها قبل ظهورهم { أو نلعنهم } أو نجعلهم قردة وخنازير كما فعلنا بأوائلهم { وكان أمر الله مفعولا } لا راد لحكمه ولا ناقض لأمره ] .. (75)

(75) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المؤلف : علي بن أحمد الو احدي أبو الحسن ج1/267

[من قبل أن نطمس وجوها متعلق بالأمر مفيد للمسارعة إلى الأمتثال به والجد في الانتهاء عن مخالفته بما فيه من الوعيد الشديد الوارد على أبلغ وجه وأكده حيث لم يعلق وقوع المتوعد به بالمخالفة ولم يصرح بوقوعه عندها تنبيها على أن ذلك أمر محقق غني عن الإخبار به وانه على شرف الوقوع متوجه نحو المخاطبين وفي تنكير الوجوه المفيد للتكثير تهويل للخطب وفي إبهامها لطف بالمخاطبين وحسن استدعاء لهم إلى الإيمان وأصل الطمس محو الآثار وإزالة الأعلام أي آمنوا من قبل أن نمحو تخطيط صورها ونزيل آثارها قال ابن عباس رضي الله عنهما نجعلها كخف البعير أو كحافر الدابة وقال قتادة والضحاك نعميها كقوله تعالى فطمسنا أعينهم وقيل نجعلها منابت الشعر كوجوه القردة

فنردها على أدبارها فنجعلها على هيئة أدبارها وأقفائها مطموسة مثلها فالفاء للتسبيب أو ننكسها بعد الطمس فنردها إلى موضع ] (76)

(76) تفسير أبي السعود ج2/185

وفي السياق والرايات التفسيرية للآية يبدو تحديد مكان الخسف في الشام وهو مع جيش السفياني القادم من قلب الشام إلى مكة لمواجهة ثورة المهدي عليه السلام حين اندلاعها وظهورها ..والخطاب التفسيري فيه التهديد والوعيد لليهود والمشركين المعاندين للنبوة والولاية .. [وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله من قبل أن نطمس وجوها يقول : عن صراط الحق فنردها على أدبارها قال : في الضلالة

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : الطمس : أن يرتدوا كفارا فلا يهتدوا أبدا أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت أن نجعلهم قردة وخنازير

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد فنردها على أدبارها قال : كان أبي يقول إلى الشام أي رجعت إلى الشام من حيث جاءت ردوا إليه

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال : نطمسها عن الحق فنردها على أدبارها على ضلالتها أو نلعنهم يقول سبحانه وتعالى : أو نجعلهم قردة] (77)

(77) الدر المنثور للسيوطي ج2/ 556

[قوله تعالى يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا قوما من أحبار اليهود منهم عبد الله بن صوريا وكعب ابن أسد إلى الإسلام وقال لهم إنكم لتعلمون أن الذي جئت به حق فقالوا ما نعرف ذلك فنزلت هذه الآية هذا قول ابن عباس

وفي الذين أوتوا الكتاب قولان

أحدهما أنه اليهود قاله الجمهور والثاني اليهود والنصارى ذكره الماوردي وعلى الأول يكون الكتاب التوراة وعلى الثاني التوراة والإنجيل والمراد بما نزلنا القرآن وقد سبق في البقرة بيان تصديقه لما معهم

قوله تعالى من قبل أن نطمس وجوها في طمس الوجوه ثلاثة أقوال

أحدها أنه إعماء العيون قاله ابن عباس وقتادة والضحاك

والثاني أنه طمس ما فيها من عين وأنف وحاجب وهذا المعنى مروي عن ابن عباس واختيار ابن قتيبة ] . (78)

(78) زاد المسير في علم التفسير: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي

الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثالثة ، 1404ج2/101

وهذه الآية تفيد [ الأمر الإلهي ] المستقبلي باليهود وأعوانهم والملاحظ في التفسير أن جيش الخسف معظمه من الغرباء والأجانب الذين يشرفون على هندسة الإجرام بجيش السفياني الأموي . ويلاحظ قوله تعالى :

{وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47

أي أمرا وقضاء متحققا لا محالة وهو وعد الهي محتوم التحقيق وهو مثال قوله تعالى :

{قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً }مريم21

وفي قوله تعالى : {فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً }الإسراء5

وفي قوله تعالى : " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون (53)

}إن كانت إلا صيحة واحدة }

يعني إن بعثهم وإحياءهم كان بصيحة واحدة وهي قول إسرافيل : أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة والشعور المتمزقة ! إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء وهذا معنى قوله الحق :

{ يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج } [ ق : 42 ]

وقال : { مهطعين إلى الداع } [ القمر : 8 ]

ما يأتي وفي قراءة ابن مسعود إن صح عنه " إن كانت إلا زقية واحدة " والزقية الصيحة وقد تقدم هذا { فإذا هم جميع لدينا محضرون } < فإذا هم > مبتدأ وخبره < جميع > نكرة و < محضرون > من صفته ومعنى < محضرون > مجموعون أحضروا موقف الحساب وهو كقوله : { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر } [ النحل : 77 ] ... (79)

(79) تفسير القرطبي ج15/40

ذكر السيوطي رحمه الله في بيان أمر الساعة فذكر أشراطها فقال :

[وأخرج ابن ماجه عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " بادروا بالأعمال ستطلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض والدجال وخويصة أحدكم وأمر العامة "

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" العظائم سبع مضت واحدة وهي الطوفان وبقيت فيكم ست

" طلوع من مغربها والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج والصور"

وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" لا تقوم الساعة حتى يلتقي الشيخان الكبيران فيقول أحدهما لصاحبه : متى ولدت ؟ فيقول : زمن طلعت الشمس من مغربها "

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال : كنا نحدث أن الآيات يتتابعن تتابع النظام في الخيط عاما فعاما

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال : الآيات خرزات منظومات في سلك انقطع السلك فتبع بعضهن بعضا ] .. (80)

(80) الدر المنثور ج3/394 في قوله تعالى : " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (44)

أشراط الساعة :

وقد فصلناها في كتابنا : المهدي عليه السلام : ونختصرها في مبحثنا :

1 ــ الهرج :

والهرج لغة :

[ الهَرْجُ الاختلاط هَرَجَ الناس يَهْرِجُون بالكسر هَرْجاً من الاختلاط أَي اختلطوا وأَصل الهَرْج الكثرة في المشي والاتساعُ والهَرْجُ الفتنة في آخر الزمان والهَرْجُ شدَّة القتل وكثرته وفي الحديث بين يدي الساعة هَرْج أَي قتال واختلاط وروي عن عبد الله بن قيس الأَشعري أَنه قال لعبدا لله بن مسعود أَتعلم الايام التي ذَكَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيها الهَرْجَ ؟ قال نعم تكون بين يدي الساعة يرفع العلم وينزل الجهل ويكون الهَرْجُ قال أَبو موسى الهَرْجُ بلسان الحبشة القتل وفي حديث أَشراط الساعة يكون كذا وكذا ويكثُر الهَرْجُ قيل وما الهَرْجُ يا رسول الله ؟ قال القتل وقال ابنُ قَيْس الرُّقَيَّاتِ أَيامَ فتنة ابن الزبير ليتَ شِعْري أَأَوّلُ الهَرْجِ هذا أَم زمانٌ من فتنةٍ غيرِ هَرْجِ ؟ يعني أَأَوّل الهرج المذكور في الحديث هذا أَم زمان من فتنة سوى ذلك الهرج ؟ الليث الهَرْج القتال والاختلاط وأَصلُ الهَرْج الكثرةُ في الشيء ومنه قولهم في الجماع بات يَهْرِجُها ليلتَه جَمْعاء والهَرْجُ كثرة النكاح وقد هَرَجَها يَهْرُجُها ويَهْرِجها هَرْجاً إِذا نكحها وفي حديث صفة أَهل الجنة إِنما هم هَرْجاً مَرْجاً الهَرْجُ كثرة النكاح ومنه حديث أَبي الدرداء يَتهارَجُون تهارُجَ البهائم أَي يتسافدون قال ابن الأَثير هكذا خَرَّجه أَبو موسى وشَرَحَه وأَخرجه الزمخشري عن ابن مسعود وقال أَي يَتَساوَرُونَ والتَّهارُج التناكح والتسافُدُ والهَرْجُ كثرة الكذب وكثرة النوم وهَرَج القومُ يَهْرِجُون في الحديث إِذا أَفْضَوا به فأَكثروا وهَرَج النومَ يَهْرِجُه أَكثره قال وحَوْقَلٍ سِرْنا به وناما فما دَرى إِذ يَهْرِجُ الأحلام أَيَمَناً سِرْنا به ام شَاما ؟ والهَرْج شيء تراه في النوم وليس بصادق وهَرَجَ يَهْرِجُ هَرْجاً لم يوقن بالأَمر وهَرِجَ الرجلُ أَخذه البُهْرُ من حَرٍّ أَو مَشْي وهَرِجَ البعير بالكسر يَهْرَجُ هَرَجاً سَدِرَ من شدّة الحر وكثرة الطلاءِ بالقَطِرانِ وثِقَلِ الحِمْل قال العجاج يصف الحمار والأَتان ورَهِبَا من حَنْذِه أَن يَهْرَجا وفي حديث ابن عمر لأَكونَنَّ فيها مثلَ الجَمَل الرَّداح يُحْمَلُ عليه الحِمْلُ الثقيلُ فَيَهْرَجُ فَيَبْرُك ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنْحَر أَي يتحير ويَسْدَرُ وقد أَهْرَجَ بعيرُه إِذا وصل الحرّ إِلى جوفه ورجل مُهْرِجٌ إِذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ فطليت بالقطران فوصل الحرُّ إِلى جوفها وأَنشد على نار جِنٍّ يَصْطَلُونَ كأَنها

طلاها ... بالغيبة مُهْرِج ] (81)

(81) لسان العرب : ج2/389 باب : هرج ُ

ويقال في الهرج أيضا :

" هَرَجَ النّاسُ يَهْرِجونَ " من حَدِّ ضَرَبَ هَرْجاً إِذا " وَقَعوا في فِتْنةٍ واخْتلاطٍ وقَتْلٍ " . وأَصلُ الهَرْجِ الكَثْرةُ في الشَّيْءِ والاتِّساعُ والهَرْجُ : الفِتْنَةُ في آخرِ الزَّمان . والهَرْجُ : شِدّةُ القَتْلِ وكَثْرَتُه . وفي الحديث : " بين يَدَيِ السَّاعةِ هَرْجٌ " : أَي قِتَالٌ واخْتلاطٌ . وقال أَبو موسى : الهَرْجُ بلسان الحَبشة : القَتْلُ . وقال ابنُ قَيسِ الرُّقَيّاتِ أَيّامَ فِتنةِ ابن الزُّبَيْر :

لَيتَ شِعْرِ أَأَوّلُ الهَرْجِ هذا ... أَمْ زَمانٌ من فِتْنَةٍ غَيْرِ هَرْجِ " وهَرِجَ البَعيرُ كفَرِحَ " يَهْرَجُ هَرَجاً : " سَدِرَ " أَي تَحيَّرَ " من شِدّةِ الحَرِّ وكَثْرةِ الطَّلاءِ بالقَطِرانِ " وثِقَلِ الحِمْل . وفي حديث ابن عُمَرَ : " لأَكونَنَّ فيها مِثْلَ الجَمَلِ الرَّدَاجِ يُحْمَل عليه الحِمْلُ الثَّقِيل فيَهْرَجُ ويَبْرُكُ ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنْحَرَ " : أَي يتحَيَّر ويَسْدَر . وقال الأَزهريّ : ورأَيتُ بَعيراً أَجربَ هُنِئَ بالخَضْخاضِ فَهَرَجَ فماتَ . " والهِرْجُ بالكسر : الأَحمقُ والضَّعِيف من كلِّ شيْءٍ " قال أَبو وَجْزةَ : والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُودُ له ... زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ واعْتَرَفَا الهِرْجةُ " بهاءٍ : القَوْسُ اللَّيِّنةُ " وهي المُسمَّاة بكِبادَه . " والتَّهرِيجُ في البَعيرِ : حَمْلُه على السَّيْر " في الهاجِرةِ " حتى يَسْدَرَ " أَي يَتَحَيَّر ؛ قاله الأَصمعيّ " كَالإِهْراجِ " . يقال : أَهْرَجَ بَعيره إِذا وَصَلَ الحَرُّ إِلى جَوْفِه . التهريجُ : " زَجْرُ السَّبُعِ والصِّياحُ به " . يقال : هَرَّجَ بالسَّبع : إِذا صاحَ به وزَجَرَه . قال رُؤبةُ

" هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ

" في غائِلاتِ الحَائِرِ المُتَهْتِهِ التَّهْرِيجُ " في النَّبيذِ : أَن يَبْلُغَ مِن شَارِبِهِ " يقال : هَرَّجَ النَّبيذُ فلاناً : إِذا بَلَغَ منه فانْهَرَجَ وأُنهِكَ । وقال خالدُ بن جَنْبةَ : بابٌ مَهْروجٌ وهو الّذي لا يُسَدُّ يَدْخُلُه الخَلْقُ . قد " هَرَجَ البابَ يَهْرِجُه " بالكسر : أَي " تَرَكَه مَفتوحاً و " هَرَجَ " في الحَدِيث " : إِذا " أَفاضَ فأَكْثَرَ " هذا هو الأَكثرُ " أَو " هَرَجَ في الحديث : إِذا " خَلَّطَ فيه . و " الهَرْجُ : كثرُة النَّكاحِ . وقد هَرَجَ " جارِيتَه " : إِذا " جامَعَها يَهْرُجُ " بالضَّمّ " ويَهْرِج " بالكسر . هَرَجَ " الفَرَسُ " يَهْرِجُ هَرْجاً : " جَرَى " . " وإِنه لمِهْرَجٌ وهَرّاجٌ كمِنْبَر وشَدّادٍ " إِذا كان كثيرَ الجَرْيِ . وفرَسٌ مِهْرَاجٌ إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه . " والهَرّاجَةُ : الجَمَاعةُ يَهْرِجُون في الحديث " . ومما يستدرك عليه : في حديث أَبي الدَّرْدَاءِ : " يَتهارَجُون تَهارُجَ البَهائمِ " أَي يَتسافَدُون . والتَّهارُجُ : التَّناكُحُ والتَّسافُدُ . والهَرْجُ : كثرَة الكَذِبِ وكَثْرَةُ النَّوْمِ . والهَرْجُ : شيْءٌ تَراه في النَّوْم وليس بصادِق . وهَرَجَ يَهْرِج هَرْجاً : لم يُوقِن بالأَمْرِ كذا في اللسان وسيأْتي في هلج . وهَرِجَ الرَّجلُ : أَخذَه البُهْرُ من حَرٍّ أَو مَشْيٍ . ورجلٌ مُهْرِج : إِذا أَصاب إِبلَه الجَرَبُ فطُلِيَتْ بالقَطِرانِ فوصَلَ الحَرُّ إِلى جَوْفها . وفي حديث ابن عُمَر : " فذلك حين اسْتَهْرَجَ له الرَّأْيُ " : أَي قَوِيَ واتَّسعَ ]

(82)

(82) تاج العروس ج1/ 1537

ويقال أيضا في الهرج :

[الهَرْجُ الفتنة والاختلاط وبابه ضرب وفسَّره النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة بالقتل ] (83)

(83) مختار الصحاح ج1 /705

2 ــ نزول السيد المسيح بن مريم عليهما السلام :

وفيه يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الطاهرين وآله أيضا:" لا تقوم لساعة حتى ينزل عيسى بن مريم عبد الله ورسوله حاجا أو معتمرا أو ليجمعن الله ذلك له" وكان رجل يقرأ التوراة والإنجيل وأسلم فسمع هذا الحديث فقال: ألا أبشركم في هذا الحديث ؟ فقالوا: بلى، فقال: إني أشهد أنه لمكتوب في التوراة التي نزلها الله على موسى عليه السلام وأنه مكتوب في الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى بن مريم عليه السلام وأنه يمر بالروحاء حاجا أو معتمرا فيجعل الله حواري أصحاب الكهف فيمرون حجاجا فإنهم لم يحجوا ولم يموتوا" (84)

(84) القرطبي: التذكرة ص 174، 773

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول (ص) :

" إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الإثنا عشر أولهم وآخرهم المهدي فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلف المهدي وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب " (85)

(85) القندوزي الحنفي : ينا بيع المودة ج3/ 108 " الباب 78 "

3 ــ طلوع الشمس من مغربها :

روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وآله الطاهرين :" بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة"

يقول قتادة:" أي أمر الساعة " (86)

(86) أخرجه مسلم ج1 / " كتاب الإيمان" باب الزمان الذيل يقبل الإيمان به

4 ــ معجزة وآية الدخان في مواجهة الأعور الدجال :

{فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا هو عذاب أليم}

سورة الدخان : الآية : 10 ــ 11

وري عن النبي صلى الله عليه وآله : وما الدخان فتلا الرسول صلى الله عليه وآله الطاهرين وقال:"دخان يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة، أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة، وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره" (87)

(87) الفخر الرازي : تهذيب التفسير الكبير ج6/ 290 ــ 291 = تفسير البيضاوي ج2/ 381 = القاضي بن عطية الأندلسي : المحرر الوجيز ج5/ 69 = القنوجي : الإذاعة ص 214

= التو يجري : إتحاف الجماعة ج3/190 = سنن أ[] داوود ج4/ 327 ــ 328 رقم 4329 " الدخان "

5 ــ ثم تأخذه ظلمة لا يبصر أحدهم كفه، فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيجسر عن أبصارهم وبين أظهرهم رجل عليه لامة . فيقولون : من أنت؟ فيقول:أنا عبد الله وكلمته عيسى " (88)

(88) السيوطي : الدر المنثور ج2/738 ط دار الفكر بيروت 1993 = الألباني : قصة المسيخ الدجال ج1/92،91 ط المكتبة الإسلامية عمان الأردن = كتاب الفتن لإبن حماد ج2 / 738 ط مكتبة التوحيد ط1/ 1412 = تاريخ دمشق ج2 / 228

(89) رواه: الحاكم في مستدركه

وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:" لم تمض آية الدخان بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وينفخ الكافر حتى ينفذ" رواه: ابن أبي حاتم.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:" يبيت الناس يسيرون إلى جمع وتبيت دابة الأرض، تسري إليهم، فيصحون وقد جعلتهم بين رأسها وذنبها، فما مؤمن إلا تمسحه ولا منافق ولا كافر إلا تخطمه، وإن التوبة لمفتوحة، ثم يخرج الدخان، فيأخذ المؤمن منه كهيئة الزكمة ، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالشيء الحينذ وأن التوبة مفتوحة حتى تطلع الشمس من مغربها " .. (89)

(89) رواه: الحاكم في مستدركه : المستدرك على الصحيحين ج4/ 531 رقم الحديث 8492 ط1/ 1411 ــ 1990 – نفس الطبعة ..

6 ــ نطق الحجر والشجر للمؤمنين :

" لا تقوم الساعة حتى تقاتل اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي :يا مسلم ورائي يهودي فاقتله " (90)

(90) ابن حجر العسقلاني : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج 6 / 444 = الدر المنثور ج5 /674 ط سورة البقرة : 253" ط دار الفكر بيروت 1993 = الداني : السنن الواردة في الفتن ج4 / 870 = تاريخ دمشق ج47 /504 = صحيح مسلم ج4/ 3239 رقم 82 ــ 2922 ط دار إحياء التراث العربي = مسند أحمد بن حنبل ج1/ 375 رقم 3556 = كنز ج14 / 236 رقم 38

.." لا تقوم الساعة حتى تقاتل اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم ورائي يهودي فاقتله " (90مكرر)

(90مكرر) نفس المصدر السابق ..

7 ــ يقول الرسول الأكرم في الحديث الشريف الذي أخرجه ابن مروديه عن ابن عباس رضي الله عنه : " أصحاب الكهف أعوان المهدي" عليه السلام

8 ــ {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك. يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون} : سورة الأنعام : آية 158

قال تعالى :{ هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة او يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، قل انتظروا إنا منتظرون} .. (91)

(91) تفسير القشيري : لطائف الإشارات ج2/ 308 ط1. دارالكتب العلمية 2000

(92) الذهبي : سير أعلام النبلاء ج5/ 282

بيروت 1993م

عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن مسعود:{يوم يأتي بعض آيات ربك}-الأنعام /158- قال: طلوع الشمس من مغربها .. (92)

ابن أبي شيبة الكوفي : ( المصنف ) : الجزء : 8 ، ص 67 ، الوفاة : 235 ، تحقيق : تحقيق وتعليق : سعيد اللحام ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : جماد الآخرة 1409 - 1989 م ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان

وأخرج ابن مروديه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وآله :

" إن بين يدي الساعة : الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج والدخان وطلوع الشمس من مغربها" (93)

(93) التو يجري : إتحاف الجماعة ج3 = السيوطي: الدر المنثور ج6/ 380 ط. دار الفكر بيروت 1993م

قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين : " لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب " (94)

(94) الذهبي: سير أعلام النبلاء ج15/ 8

وهكذا تجتمع علامات الساعة لتضع فلسفة الساعة ودورها الرباني المحتوم وتضع الخلائق أمام قدرها المحتوم في الإبتلاء وهو قو الفصل في الكتاب :

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2

خليفة الله أمر الساعة وإعلان الثورة الإلهية :

وقراءة أشراط الساعة كلها تتقدم ساعة الصفر المقدسة في أمر الإعلان الإلهي عن ظهور خليفة الله المهدي عليه السلام وهي ساعة الظهور المقدسة والمفاجأة المدوية

لظهوره مع أصحابه الإلهيون من قلب الحرم المكي يصنعون مجدا للعلى يتقدمهم خليفتهم المقدس عليه السلام ... وهو يتلوا بيان الثورة وإعلان الجهاد على الظالمين .. وفيه كما شرحناه مفصلا في كتابنا المهدي عليه السلام يجتمع أصحابه وجماهيره وخواصه بواسطة ملكوتية يقهرون بساعتهم النورانية ساعات القهر التاريخي السفياني .. ويسقطون معادلة الغرب وإسرائيل الغاصبة وكل المتكبرين ... هذا أيها السادة مشروعنا الإلهي المقدس ... وهذه هي لغة مصطلحاتنا المقدسة نخطو بها بوعي تقدمي أفضل ... نحو روح الله... وروح إمامنا المقدس ..بروح ووحي قرآني متجدد نجد روحنا تصعد .... وفي زمن العالمية نجد ذاتنا .. في واقع يحرك دمنا وروحنا .. أنه روح الله المهدي عليه السلام وأمرا لله المعظم الخاتم وهو خليفة الله المقدس .. نحمل دمنا وعظمنا ولحمنا وذريتنا فداء للمقدس الإلهي ... وهو ما جاء في السياق القرآني يدفعنا بتناغم عظيم .. وبوحي رائع في قول المتعالي العظيم

{حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }هود40

وفي وجهة قراءتنا للمصطلح : الثورة نجد أن ساعة مجئ الأمر في القرآن قد تحولت نحو النور .. وقد اشتعلت بنور الأمر النوراني ساعة الثورة وما اشتعال [ التنور ] سوى كلمة السر الإلهية للظهور نحو العالمية وعبر السفينة المختارة في عباب البحر المتوسطي الهادر يسحقون تحت أقدامهم ما تبقى من جند الدجال في الجزيرة المظلمة .. إنها سفينة آل محمد الطاهرين مشعل الطهر والقداسة والثورة

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال : إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل ] .. (95)

(95) الشوكاني : فتح القدير ج1/141 فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (59) = الصواعق المحرقة لإبن حجر الهيثمي ــ الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت ، الطبعة الأولى ، 1997 ج2/438

[ عن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل بيتي فيكم كسفينة نوح عليه السلام في قومه من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك لم يرو هذا الحديث ] (96)

(96) المعجم الأوسط المؤلف : أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني

الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415 ج5/306 رقم 5390

وهم القلة المؤمنة التي تخرج بالثورة المقدسة عدتهم أهل بدر عددهم 413 محمديا يجوب بهم إمامهم الأرض .. بوهج التنور والنبع النوراني المحمدي نصعد نحو النور الآخر .. والأصل هو دوما الأمل المرتقب من وجه الملكوت الأعلى بالنصر المحتوم .. انه مصطلح السر وكلمة السر المحمدية .. إنها الحقيقة المحمدية من قلب النور والمصطلح والتنور أيضا .. اللهم إنها محاولة للغوص في قلب الوهج فتقبل ...

وصلى الله على نبينا محمد وآله المطهرين المصطفين

وصحبه المنتجبين ..

مراجع مصطلح علم الساعة :

(1) لسان العرب المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري

الناشر : دار صادر – بيروت الطبعة الأولى ج1/ 347

(2) تاج العروس ج1/5328

(3) تفسير الطبري ج6/135 قوله تعالى : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي "

نفس المصدر السابق ج12/ 441}(4)

(5) تفسير القمي ج 1 ص 249 تفسير الآية

(6) تفسير القرطبي ج 7/294 تفسير نفس الآية ..

(7) الشوكاني : فتح القدير ج2/401 قوله تعالى : " ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون ( 192)

(8) تفسير أبو السعود ج9،105 قوله تعالى : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها "

(9) الشوكاني : فتح القدير ج1/ 141 قوله تعالى : " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (59)

= الدر المنثور ج/ 174 الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993

(10) روح المعاني ج1/255 قوله تعالى : "وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج .. "

(11) الطبراني : ج5/306 رقم 5390 المعجم الأوسط

الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415

(12) الأ لوسي : روح المعاني ج16/262 قوله تعالى : " يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا (103) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما (104) ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا (105)

(13) صحيح مسلم باب فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام .

= تفسير البغوي " ج1/190 قوله تعالى : " ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ( 23)

= صحيح ابن خزيمة الناشر : المكتب الإسلامي - بيروت ، 1390 - 1970

المؤلف : محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر السلمي النيسابوري

الناشر : المكتب الإسلامي - بيروت ، 1390 - 1970

(14) نفس المصدر السابق ج1/447 قوله تعالى : " سنفرغ لكم أيها الثقلان ( 31

(15) مسند الإمام أحمد بن حنبل الناشر : مؤسسة قرطبة - القاهرة ج3/14 رقم 11119

(16) تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح بشواهده دون قوله " وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض

نفس المصدر السابق ج3/17 رقم 11147

(17) المهدي المنتظر ضرورة وجودية لا يمكن تصوّر عدمها الباب الثالث هوية المهدي من القرآن الكريم : http:// mum.net/almehdi/babthalth.htm

(18) صحيح البخاري : ج3/1395 رقم 3503 الناشر : 1407 ــ 1987 = نف المصدر ج4/1602 رقم 4154 ط دار ابن كثير اليمامة بيروت

(19) سورة طه / الآية 31 = راجع ابن عساكر : تاريخ دمشق ج42/52

(.2) . ا بن عساكر : المصدر السابق ج 42/48،49 رقم الحديث 8381

(21) فصلنا الموضوع في كتابنا : أهل البيت : الولاية التحدي المواجهة باب : " المؤاخاة." التوحُد النوراني " . تحت الطبع

(22) كتابنا: آل البيت في ظلال القرآن الكريم : سورة الشعراء : منشور أجزاء منه على موقع أمة الزهراء : شبكة الأ بدال العالمية ..

(23) يراجع في الموضوع : كتابنا : المهدي عليه السلام : النزول الخروج تحرير القدس : باب السفياني

(24) تاريخ بغداد المؤلف : أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ج14/320 رقم 7643 = تاريخ دمشق ج42/449 ط دار الفكر بيروت = الهيثمي : مجمع الزوائد ج 7/467 رقم 12031 = فيض القدير بشرح الجامع الصغير المكتبة التجارية الكبرى بمصر ط1/1356 ج6/365 رقم 9640 ..

(25) القرطبي : تفسير القرآن ج9/17 تفسير قوله تعالى : " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه "

(26) الشوكاني : فتح القدير ج2/705

(27) البغوي : معالم التنزيل ج 1/ 166 تفسير الآية .

(28) الأ لوسي : روح المعاني ج1/166 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ـ تفسير قوله تعالى : " أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " (16 = كنز العمال للمقتدى الهندي ج2/545 رقم 4439 ورقم 4440 ورقم 4441 ــ مؤسسة الرسالة - بيروت 1989 م ..

(29) تفسير الصافي ج2/437 تفسير سورة هود

(30) نفس المصدر السابق ص 438

(31) تفسير القمي ج1/ 324 تفسير الآية

(32) تفسير القمي ج2/ 344 تفسير سوره هود

(33) عقد الدرر في أخبار المنتظر للمقدسي ص 102، ص 33

(34) سورة الحجر : آية / 75، 76 : الإرشاد ج2/ 286 (انترنت) : موقع السراج

(35) = صحيح الترمذي ج 5/ 643 رقم 3736 ط . دار إحياء التراث العربي بيروت = سنن النسائي ج8/115 رقم 5018 مكتب المطبوعات الإسلامية حلب 1406 ــ 1986 = الطبراني في الأوسط ج2/337 ط دار الحرمين القاهرة 1415

(36) تفسير الطبري ج10/ 226

(37) الصواعق المحرقة : ص 162= نور الأبصار

= الصواعق المحرقة الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 ج2/469

(38) تفسير الطبري ج11/ 204 تفسير الآية

(39) ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ج3/265

نفس المصدر السابق : ج4/167 في قوله تعالى " لما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون (57)

(40) إنجيل متى : الإصحاح 24/ 15 ــ 28

(41) كتابنا :المهدي عليه السلام : النزول الخروج تحرير القدس " باب : المهدي النزول السماوي

(42) تفسير أبي السعود ج8/57 قوله تعالى " وعنده علم الساعة وإليه ترجعون "

(43) تفسير القرطبي ج19/182 في قوله تعالى : " إلى ربك منتهاها (44

(44) تفسير الطبري ج121/218 سورة الزخرف : 85

(45) تفسير ابن كثير ج2/395 قوله تعالى : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها "

(46) البغوي : معالم التنزيل ج1/150

" وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون (85) ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون (86) ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون (87) وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون (88) فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ( 89)

محمد بن محمد العمادي أبو السعود الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ج/ 57

(47) الكتاب : إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم

محمد بن محمد العمادي أبو السعود الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ج/ 57

(48) مسند أحمد بن حنبل ط . ج1/438 رقم 4167 مؤسسه قرطبة القاهرة = مختار الصحاح : نفس المصدر السابق ج2/536 باب : فتح

(49) تاريخ دمشق ج42/276 رقم 8803

(50) تاريخ دمشق ج42/ 284

(51) الصواعق المحرقة لابن حجر ص 173 باب 11 الفصل الأول

(52) ينابيع المودة ج2/ 102 = نور الأبصار 180

(53) نفس المصدر السابق ج4/26 باب : أمر

(54) القندوزي الحنفي : ينابيع المودة ج1/ 53

(55) صحيح الترمذي ج 5636 رقم 3719 ط دار إحياء التراث العربي بيروت = مسن أحمد بن حنبل ج 4/165 رقم 17547ط مؤسسة قرطبة ..= المعجم الكبير للطبراني ج 4/16 رقم 3511 ط مكتبة العلوم والحكم الموصل .

(56) كتابنا : أباء وأجداد النبي الساجدون : باب الاصطفاء التوحيدي لأبوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم . " تحت الطبع "

(56 مكرر ) تفسير القرطبي ج9/33 في قوله تعالى : " وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم (41)

(57) السيوطي : الدر المنثور ج4/234 قوله تعالى : " إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير (4)

(58)الصواعق المحرقة ج 2/444 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 "

(59) الأنوار المحمدية 11 = ينابيع المودة ج1/ 11

(60) الدر المنثور ج2/ 252 = مفصلا: سبيل الهدى والرشاد مجلد1/ 95 = إمتاع الأسماع 3/ 116

(61) منشور على موقع : أمة الزهراء : شبكة الأ بدال العالمية ..

(62) تفسير الطبري ج4/628 : في قوله تعالى : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55

(63) تفسير ابن كثير ج2/97 في قوله تعالى : " ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 56

(64) تفسير القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج9/233 قوله تعالى : " وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون "

= السيوطي : الدر المنثور : ج4/605 الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 - 1990 تفسير نفس الآية = الكتاب : المستدرك على الصحيحين : محمد بن عبدا لله أبو عبدا لله الحاكم النيسابوري

الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 ج2/263 رقم 2949 = المعجم الأوسط للطبراني ج4/236 دار الحرمين - القاهرة ، 1415

وفي رواية أخرى [ خلقت أنا وعلي من نور واحد ] ..

الأ لوسي : روح المعاني ج6/168في قوله تعالى :

" ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ( 65

وقد ذكرنا في كتابنا : أهل البيت : الولاية التحدي المواجهة ...

(65) ابن عساكر : تاريخ دمشق ج42 ص 66 رقم 8412 ( روي عن : أبي إمامة الباهلي )

(66) نفس المصدر السابق ج42 / 67 رقم (8415)

(67) ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ج 2/ 764 في قوله تعالى :

" ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير (77) والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون (78) ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ( 79)

= القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج6/ 128 في قوله تعالى : " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين ( = الأ لوسي : روح المعاني ج 3/ 143

في قوله تعالى : " فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (37)

(68) الداني : السنن الواردة في الفتن ج5/1043،1406، 1504 ط1/1416 دار العاصمة الرياض = وفي المصدر :" قوله (ص) " لملك فيها رجل من أهل بيتي " ج5/1055 = المعجم الكبيرج10/33 رقم10216 = مثله : سننه الصواعق المحرقة ج2/477 ط مؤسسة الرسالة 1997

(69) السنن الواردة في الفتن ج5/ 1043 رقم 558 = فرات الكوفي ص367=

(70) مجمع الزوائد 9/ 163 = الحاوي للفتاوى ج2/ 61 = ينابيع المودة ج 2/ 6، 133 = الصواعق المحرقة ص 163، 237 = السخاوي : ارتقاء الغرف ج2/ 225 رقم 263 ( خالد بابطين = رواه : الطبراني في الأوسط ج1/56/ رقم 157

(71) كشف الخفاء للعجلوني ج2/ 1658 = السخاوي ج2/225 رقم (263)

(72) السنن الواردة في الفتن ج5/1043 رقم ( 559)

(73) تاريخ بغداد ج4/118 رقم 1768 ،1769 = ج3/349 = كنز العمال رقم 33438

،37312 = تاريخ دمشق ج7 /247 = كنز العمال رقم 33438 ،37312

(74) الفيروز آبادي: القاموس المحيط ج1/159 باب : القاف

(75) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المؤلف : علي بن أحمد الو احدي أبو الحسن ج1/267

(76) تفسير أبي السعود ج2/185

(77) الدر المنثور للسيوطي ج2/ 556

(78) زاد المسير في علم التفسير: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي

الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثالثة ، 1404ج2/101

(79) تفسير القرطبي ج15/40

(80) الدر المنثور ج3/394 في قوله تعالى : " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (44)

(81) لسان العرب : ج2/389 باب : هرج ُ

(82) تاج العروس ج1/ 1537

(83) مختار الصحاح ج1 /705

(84) القرطبي: التذكرة ص 174، 773

(85) القندوزي الحنفي : ينا بيع المودة ج3/ 108 " الباب 78 "

(86) أخرجه مسلم ج1 / " كتاب الإيمان" باب الزمان الذيل يقبل الإيمان به

(87) الفخر الرازي : تهذيب التفسير الكبير ج6/ 290 ــ 291 = تفسير البيضاوي ج2/ 381 = القاضي بن عطية الأندلسي : المحرر الوجيز ج5/ 69 = القنوجي : الإذاعة ص 214

= التو يجري : إتحاف الجماعة ج3/190 = سنن أ[] داوود ج4/ 327 ــ 328 رقم 4329 " الدخان "

(88) السيوطي : الدر المنثور ج2/738 ط دار الفكر بيروت 1993 = الألباني : قصة المسيخ الدجال ج1/92،91 ط المكتبة الإسلامية عمان الأردن = كتاب الفتن لإبن حماد ج2 / 738 ط مكتبة التوحيد ط1/ 1412 = تاريخ دمشق ج2 / 228

(89) رواه: الحاكم في مستدركه

المستدرك على الصحيحين ج4/ 531 رقم الحديث 8492 ط1/ 1411 ــ 1990 – نفس الطبعة ..

(90) ابن حجر العسقلاني : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج 6 / 444 = الدر المنثور ج5 /674 ط سورة البقرة : 253" ط دار الفكر بيروت 1993 = الداني : السنن الواردة في الفتن ج4 / 870 = تاريخ دمشق ج47 /504 = صحيح مسلم ج4/ 3239 رقم 82 ــ 2922 ط دار إحياء التراث العربي = مسند أحمد بن حنبل ج1/ 375 رقم 3556 = كنز ج14 / 236 رقم 38

(90مكرر) نفس المصدر السابق ..

(91) تفسير القشيري : لطائف الإشارات ج2/ 308 ط1. دارالكتب العلمية 2000

(92) الذهبي : سير أعلام النبلاء ج5/ 282

بيروت 1993م

(93) التو يجري : إتحاف الجماعة ج3 = السيوطي: الدر المنثور ج6/ 380 ط. دار الفكر بيروت 1993م

(94) الذهبي: سير أعلام النبلاء ج15/ 8

(95) الشوكاني : فتح القدير ج1/141 فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (59)

= الصواعق المحرقة لإبن حجر الهيثمي ــ الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 ج2/438

(96) المعجم الأوسط المؤلف : أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني

الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415 ج5/306 رقم 5390

تم البحث بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

نشرت الحلقات الثلاثة من هذه الدراسة الهامة على موقعنا المركزي :

مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/27

http://omat-alzahraa.blogspot.com

http://omat-alzahraa.blogspot.com/2010/09

نشر البحث على العديد من

مواقع مراكز الأبحاث والدراسات