بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

الحلقة الثالثة من الصلاة المحمدية الكاملة هي ثورة العرفان والوصال الالهي ( أزواج النبي )ـ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة الثالثة من الصلاة المحمدية الكاملة هي ثورة العرفان والوصال الالهي

( أزواج النبي )

الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

أزواج النبي هن من آل البيت المطهرين عليهم الصلاة والسلام :

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/11/19

وللمجادلين في هذا التفصيل نحتج عليهم بنور القرآن الناصع في

قوله تعالى :

{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً } : الأحزاب6

وفي قوله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }: النساء1

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } : الأعراف189

{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّاهُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }: الزمر6

والآية الكريمة تحدد بوضوح أن نساء النبي وأزواجه هم أمهات المؤمنين ، وهن من نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وفي رسالتنا الهامة والحاسمة لإشكالات المسلمين أكدنا أن الثورة النفسية النبوية المحمدية المحددة في ثقافةالأمة هو صلوات الله عليه وذريته من علي وفاطمة عليهما السلام .. وهذا ليس عليه إشكال سوى عند العميان الجاهلون في الأمة .. ولكن التفصيل الحديثي كان يستهدف بيان استمرار النور المحمدي في الذرية المطهرة

.. [ أنا أبوهم وعصبتهم ]

علما ونورا وقضاء وحكما وسيفا مقاتلا .. ووراثة الدين حتى آخر الزمان بولده المهدي عليه السلام وهو سليله الخاتم في عالم النبوة والولايةالالهية ..

ولكن في سياق التفصيل كان القرآن وسياق الأدب القرآني المنزل يقدم الأزواج في آيات التطهير في مدخل الآية الكريمة ..
وهو سبيل الهي في الأدب القرآني والتوقير لحالة الأبوة الالهية المفترضة .. في النبي وأزواجه رضي الله وهواستيعاب الكمال التطهيري الشمولي .. وفي الآيات الثلاث المهمة واضحة في تحديد العلاقة بين دائرتي أمهات الأمة بالشمولية ..

ولكنه التخصيص التطهيري الالهي المقدس يحدد أمهات النسل المحمدي في الأزواج مثل أحاديته الأولى بالسيدة خديجة عليها السلام جدة وأم آل البيت عليهم السلام والتخصيص الخاص من نورالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ينبثق من ابنتها جليلة الثقلين وسيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حيث اشتراك النسل في الذرية المحمدية المخصوصة في النواة العلوية الفاطمية ..
وما كان النصين الحديثيين في الأبوة المحمدية إلا لتكريس الاستمرار في التواصل النوراني في حفظ النسب النبوي المار عبر السيدة الزهراء عليها السلام وأمير المؤمنين علي عليه السلام وهم أسياد الأمة على مستوى النفس والذريات .. في الاصطفاء الهاشمي .. والمحمدي وهو تواصل اصطفائي

محمدي والهي مختار منذ الأزل .. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السياق التعريفي عن آل البيت عليهم السلام من الذريات المطهرين :

[ أنا أبوهم وعصبتهم ]

[ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل ولد فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فاني أنا أبوهم وعصبتهم ]

وفي هذا النص الحديثي الصحيح ما يبين بانحياز وبامتياز أن قراءة الحالة الالهية للحالة المحمدية التطهيرية والكسائية هي قراءة لنمط أحادي فريد واصطفائي منتجب .. وحالة نوراينية لها كيانيتها الاعتبارية الالهية من قلب الحالة الهاشمية ، وهو الممثل في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

[ واصطفاني من بني هاشم ]

انظر كتابنا : آباء وأجداد النبي الساجدون : باب : ( الاصطفاء الالهي " تحت الطبع ..


وأن الكمال التطهيري القرآني كحالة شمولية في بيت النبوة هو الذي جعل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمهات الأمة كما شرحناه ، والمحلل الفاحص للآيات الكريمة يجد فيها النور الالهي في علاقة هذا النور الأول بخلق النفس وإنشاء النفس الأولى وهي نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلاريتوش ونقاش هم الذرية الخصوصية وكذلك الأزواج

في المعية التطهيرية الجوهرية

يخرج القرآن عن حدوده في رسم الصورة ويذهب بصاحبة نحو بوابة الإثم والخروج من الدين بإثم التأويل المنحاز للبيت العلوي بنبذ الأزواج المطهرات عليهن رضي الله والسلام الى يوم الدين..

وفي عمق هذا الوعي نري الآيات الثلاث فيها لون عظيم من الاعجازية التأكيدية في رسم الخصوصية في أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وتتجاوز بأزمات التاريخ والاختلاف والابتلاء بكليته أمام ضرورة الانصياع للأمر والخيار الالهي في تحديد هذه الأبوة الزوجية والنسبية ..

وأن النقاش والتشادد الموقفي والاسلامي حول قضية الابتلاء المحمدي كما ذكرت في كل رسائلي لن يدخل الأمة سوى في عالم التيه والكفر ومخالفة النبوة وجرحها في أخص خصوصياتها ..
وسيراني القارئ أنني لم أحابي سوى قلب النبوة في تمامية وعيي القرآني وإلهامي الرباني بما ذكرته صراحة وهو المنشور على منتدى التقوى :

بأن لعن آل البيت أوالصحابة أوأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم خصوصية المعية المحمدية يقف بفاعله ولاعنه على بوابة الكفر وأنا أعوذ بالله من الأنا أتحمل مسئولية تأكيدي أمام رب الأكوان وإنها من الثقافة العادلة لرسم حالة العدل الالهي في مشروعنا الرباني القادم ..
وقد استخرت واستنرت الساعة في القرآن على هذه المنهاجية التوحيدية الدافئة لبيت النبوة والتي غطاها النظم القرآني في تحديد الألفة بالأزواج هو من صميم النور الالهي والواقف خارجه يقف على مساحة واسعة من الشذوذ السلوكي ..

فجائني في استخارتي في القرآن بعد الدعاء قوله تعالى :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَاعَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فصلت39 ــ40

وقد أولت الآيات الكريمة بأنه تتويج لرؤيتي الربانية البحثية ، والتي لم أقطع فيها فقرة بدون استخارة بالدعاء ومن القرآن لحساسية الموضوع المحمدي وأن الخوض فيه هو مسألة ايمان وكفر ..

وأن الأرض والخشوع في الآية هو حالة التوافق السماوي على كمال البيت المحمدي .. وأن الابتلاء الرباني للبيت المحمدي هو نور لهم وسربال مقام في الدنيا والآخرة

{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } : النور11

وأن العبث في هذا الابتلاء واخضاعه لفلسفة الهوى ليس سوى انتحار فلسفي يتجه بصاحبه والعياذ بالله نحو الردى ..

وفي المقطع الثاني من الآية هو تحذير للمخالفين الذين يقطعون الأزواج عنبيت النبوة المطهرين ..

وهوأقرب لسياسة الصلاة المقطوعة البتراء !!!!

وأن خليفة الله المهدي عليه السلام هوالمتحقق للعترة وطهارتها .. فلا يشكن أحدا في أن العدل المهدوي هو جوهر العدل الالهي لأنه في الميراث الالهي هوخليفة الله تعالى لتمام القسط .. وهو حامل سر العلم الالهي والمحمدي وسرالابتلاء في العترة المحمدية ...

والابتلاء في البيت النبوي ليس عار بل هو تقدير رباني مقدر رد القرآن فيه على حكمته وخيريته في قوله تعالى :

{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاًلَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَمِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌعَظِيمٌ } : النور11

وفي قلب معركة الجمل نادى الصحابي العبقري الفذ عمار بن ياسر والمقتول من الفئة الباغية بصوته في الصحابة بتجاوز الفتنة والدم والحذر من الكفروالموت معا حين قال :

[ أيها الناس ان الله ابتلاكم في زوجة نبيكم ]

[ عن محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا وائل قال : لما بعث عليعمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفراهم فخطب عمار فقال انى لأعلم إنها زوجتهفي الدنيا والآخرة ولكن الله عز وجل ابتلاكم لتتبعوه أو إياها ..] تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين


البخاري : (صحيح البخاري ) : ج 4/ 220 ،الوفاة : 256 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه،سنة الطبع : 1401 - 1981 م،بابمناقب المهاجرين ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع = نفسالمرجع : ج3 / 1375 ، رقم 3561 ، الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت، الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987 = أبو عبدالله الشيباني ، أحمد بن حنبل : ( مسند الإمام أحمد بن حنبل ) ، ج 4/ 265 ، 18357 ، الناشر : مؤسسة قرطبةالقاهرة

ونحن لا نغطي أزمات التاريخ ، ولا نعطي في رسالتنا تبريرا تاريخيا اضافيا فما لحق بآل البيت عليهم السلام من عظيم الابتلاء .. لكن الاشكال هنا هوالقرآن والصدام مع القرآن هو كفر في قانون الله الالهي .. والذي ابتلى آل البيت عليهم السلام هو الله تعالى ليجعلهم هم العلامة الفارزة في عالمية القبول والفرز الايماني والقدوة ..

قال تعالى :

{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْوَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} : الأنفال46

فالطاعة لله ورسوله تتجلى بعدم الانجرار في التنازع والفتن والبلايا ، والتي فيها إساءة مباشرة للقرآن والنبوة ...

وهي الخيار في القبول الالهي ، ولا تليق بسماحة النور الالهي المكنون في بيت النبوة .. والصمت في أحداث تمس بيت النبوة هي الخيرية والتأدب التي تحمل لصاحبها مكنون التطهير الالهي للمنتسب الى جوهر الولاية لهذا البيت الاصطفائي المقدس ، وكذلك الناهل من حياض طهرهم والداعي بحقهم في الدعوات عليه لزوم التوقير لهم وخصوصيتهم قبيل رفع الدعوات الى عالم الجلال الالهي والقدس المحمدي ..

والقرآن جعل كل نساء النبي رضي الله عنهن أمهاتنا بلا خلاف ..

كماجعل النبؤة النبوية بالخيرية والوعد لهن بالجنة ثابتا عند التخصيص في التطهير على الذرية وهو جوهر الاصطفاء الالهي المحمدي المستمر

{ ليطهركم تطهيرا }

أي للحالة الجماعية في البيت النبوي ليكون للاستمرار والتوكيد .. وفي دعاء الكساء:

[ قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة فأدخلت رأسي البيت فقلت يا رسول الله وأنا معكم قال أنت على خير مرتين ]


الطبراني : ( المعجم الكبير ) ، الجزء : 3 ، ص 54 ، رقم 2666 ، الوفاة : 360 ،المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : تحقيق وتخريج : حمدي عبد المجيد السلفي ، الطبعة : الثانية ، مزيدةومنقحة ، سنة الطبع : 1404 - 1984 م ، الناشر : دار إحياء التراث العربي


وقد تكررت هذه الحادثة بشد الثوب والكساء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم منأزواجه ثلاث مرات : مع السيدة عائشة وأم سلمة ، وهذه الروايات وردت بصحتهاأكثر عن السيدة عائشة والسيدة أم سلمة " وترددت عبارة [ فشده مني ] للتدليل على تأكيد خاصية الكساء بأولوية التطهير ]
وآية التطهير بالإجماع عند كل المسلمين نزولها بحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ]

مع حفظ شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأزواجه بالخيرية ،
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم المشهور :

[ أنت معي في الجنة ] [ أنتن معي في الجنة ]

هو بحكم المشهور الثابت عند المسلمين . ولتأكيد هذه الوجهة فقد

ذكر المباركفوري : في تحفة الأحوذي :

[ قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله ) بتقدير حرف الاستفهام أنت على مكانك وأنت على خير يحتمل أن يكون معناه أنت خير وعلى مكانك من كونك من أهل بيتي ولا حاجة لك في الدخول تحت الكساء كأنه منعها عن ذلك لمكان علي وأن يكون المعنى أنت على خير وإن لم تكوني من أهل بيتي كذا في اللمعات ]

المباركفوري : (تحفة الأحوذي) ، الجزء : 9 ، ص 48 ، الوفاة : 1282 ، المجموعة : مصادرالحديث السنية ـ قسم الفقه ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1410 - 1990 م، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان= الشيخ الحويزي : ( تفسيرنور الثقلين ) ، الجزء : 4 ، ص 276 ، رقم 104 ، 105 ، الطبعة : الرابعة ، سنة الطبع : 1412 - 1370 ش ، الناشر : مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع – قم

ومع ذلك نحن نعتقد قرآنيا وبدون تأويلات تعصبية وطائفية أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم هن من نفس رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم والدليل هوقوله تعالى واضحا :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُواإِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم21

حيث اعتبر القرآن زوجة الرجل هي من نفسه ، وهذه مسألة خلقية أزلية من ميلاد نبي الله آدم عليه السلام .. وفي شريعتنا الالهية أن الزوجة لتبقى من نفس الرجل وكذا من نفس النبوة المحمدية حتى يتم طلاقهن ، والحمد لله رب العالمين أن شرفنا ربنا القدوس الذي اصطفى نبينا وآله وأمته : أننا لسنا أبناء مطلقات أو نزل فيهن وحي يصف امهاتنا وهن أزواج النبي صلى الله عليه وآله بأنهن كافرات أو مطلقات أوخائنات ..

وما جاء في القرآن بخصوص السيدة عائشة وحفصة رضي الله عنهما من حديث عن البوح بسر النبوة لم يدفع الله النبوة للطلاق ، وقد حسم هذا الأمر ـــ وهو أحد ابتلاءات بيت النبوة ، وبقي النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله عليهن حتى وفاته وكن عنده خلال النزع والوفاة .. وهذه المسائل لا تستدعي التنكر للأمومة المحمدية الثابته والتي لا ينازع فيه سوى جاهل ومتمرد على الله والرسول والقرآن !!

وأما السؤال الجدلي المثار بجهل مكرس أو تعمد أعمى : لماذا استثنى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أزواجه وقدم ابنته وزوجها وابنيهما عليهما الصلاة والسلام ، فهذا حسمه النبي صلى الله عليه وآله : أن هذا هو أمرا الهيا كان على مقامه الشاهد المقدس في عالم الملكوت السيد جبرائيل الذي دخل تحت الكساء وحسم لآل محمد عليهم السلام .. وفي عدة أحاديث أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن هذا أمرا الهيا سماويا وهو انتجاء اصطفائي رباني لبيان جوهر العترة بالنسب وهم الأئمة والأسباط ، والأسباط ليس في عهودالأنبيياء فيهم نساء .. !! وللمجادلين في القضية هل يريدوا من النساء أن يدخلن في القضاياها المصيرية في الأمة وأن يكن رضي الله عنهن قوامات على الرجال..

وهذا منطق اعمى لا داعي للجدل فيه .. لأن الله حسمه ، والرسول صلى الله عليه وآله قال عن امير المؤمنين علي عليه السلام :

[ ما انتجيته ولكن الله انتجاه ]

ابن أبي الحديد : ( شرح نهج البلاغة ) ، الجزء : 7 ، ص 24 ، الوفاة : 656 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : محمد أبو الفضلإبراهيم ، الناشر : دار إحياء الكتب العربية - عيسى البابي الحلبي وشركاه = الترمذي : ( سنن الترمذي ) ، الجزء : 5 ، 303 ، رقم الحديث 3810 ،الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1403 - 1983 م ، الناشر : دار الفكرللطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان = نفس المصدر السابق : الهندي : ( كنز العمال ) ج 11/ 625 ، رقم الحديث 33049 ، " والحديث منشور في عشرات المصادر الحديثية والتفسيرية "

[ عن أبي الزبير عن جابر قال لما كان يوم غزوة الطائف قام النبي صلى الله عليه وسلم مع علي رضي الله عنه مليا من النهار فقال له أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله لقد طالت مناجاتك عليا منذ اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماأنا انتجيته ولكن الله انتجاه ]

الطبراني : ( المعجم الكبير) : الجزء : 2 ، ص 186 ، الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : تحقيق وتخريج : حمدي عبدالمجيد السلفي ، الطبعة : الثانية ، مزيدة ومنقحة ، الناشر : دار إحياءالتراث العربي

والمسألة الختامية لمن يجادلون في تنازع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع آل البيت عليهم السلام ، وهي ارادة أموية معادية لآل البيت النبوي وللأزواج الكريمات .. واذا كان هناك تأخير لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لماذ لا يسأل هؤلاء المجادلون ذواتهم : لماذا أخر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعمامه وأبناء عمومته وبني هاشم وهم في القرآن الساجدون والمصطفون الأخيار الكرماء عند الله تعالى !!

وأما التنازع اللغوي بين نفس النبوة في علي وفاطمة عليهما الصلاة والسلام فهي الأصل النسبي والنفسي الموحد والأبدي .. وخلال حديث الكساء انتجى الله تعالى خير النفوس من آل محمد صلى الله عليه وآله وهم وارثيه من عترته وذريته وعقبه المطهرين والذي تم عليهم الاشهاد
وأما التنازع التاريخي المشين والمخالف الصريح لمجموعة الأحاديث النبوية الصحيحة ، والتي عليها اجماع أهل الحديث والتفسير عند جموع المسلمين ومذاهبهم حتى الشاذ منهم لا ينكر حديث الكساء لأنه من القرآن ..!! وأما ما سجله بعض المفسرين الطائفيين والمذهبين أن أهل البيت عليهم السلام هي السيدة عائشة وحفصة بنت عمر رضي الله عنهما فهو مخالف للغة والنص القرآني والنص الحديثي المتكرر المتسع ، وكذلك اجماع علماء الأمة على هذه الحادثة الالهية المقدسة ..

وأماعزل العترة فهذه أيضا منهجية أموية حقيرة وبغيضة ونفس لا زال ممولا من الدنانيرالعراقية الملعونة ، ولا نراها خارج هذا السياق لما فيها من نفس البغض لمحمد نبي الله الأقدس وآله المطهرين عليه السلام والصلوات وآله وسلم بنص القرآن ..

وأزواجه هن مقدسات وأمهات لجموع الأمة ..

ولكن الشريعة الالهية هي التي وضعت العموم والخواص في المقامات والأحكام والقرآن وكذلك تفاوت مقامات الأنبياء عليهم السلام .. ؟؟؟

فهناك الأمومة والأبوة الكلية وهي لنبينا محمد وأزواجه عليهم السلام ..
والأبوة الخاصة للنبي محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام وهو آباء آل البيت والعترة المطهرين ، وكذلك الأمومة الخاصة والمثالية في الأرض وهي نفس النبي صلى الله عليه وآله وبضعته النورانية سيدة نساء العالمين بالانتجاء الالهي وهي صفوة نساء العوالم وهي أم آل البيت عليهم السلام بلا منازع وهي السيدة الزهراء [ أم أبيها ] باتفاق جميع المسلمين ..

وعندما اختارها النبي من النساء وذكر القرآن

{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْوَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } : آل عمران61

فأختارالله تعالى له من النفوس الزكية المنتجاة عنوانها من بني هاشم وهو أميرالمؤنمنين علي عليه السلام وهو أب للمؤمنين وآل البيت عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..

ومن النساء انتجى الله تعالى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عنوانا للمطهرات ، وكذا عنوانا للنساء والنفوس من النساء ومن الأبناء أبنيهما وهما أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمر الله تعالى ..

وهما المشكاة الالهية النورانية المنبثقة من جوهرة النور المحمدي ..

تمام التجلي بنور القرآن في قوله الحق تعالى :

{ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ } : النور35

وفي مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي رحمه الله :

[ ذكر في في قوله تعالى : " كمشكاة فيها مصباح " قال : أخبرنا أحمد بن عبدالوهاب ، عن عمر بن عبد الله بن شوذب ، عن محمد بن الحسن بن زياد ، عن أحمد بن الخليل ، عن محمد بن أبي محمود ، عن يحيى بن أبي معروف عن محمد بن سهل البغدادي ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر قال : سألت أبا الحسنعليه السلام عن قول الله عز وجل " كمشكاة فيها مصباح " قال : المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين

{ الزجاجة كأنها كوكب دري }

قال : كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين " يوقد من شجرة مباركة " الشجرة المباركة إبراهيم " لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكادزيتها يضيء "

قال : يكاد العلم ينطق منها " ولو لم تمسسه نار نور على نور "

قال : إمام بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " قال :

يهدي الله عز وجل لولايتنا من يشاء ]

ابن المغازلي الشافعي : أبي اللحسن علي بن محمد : ( مناقب الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ) ، ص 263 ،273 ، رقم 361 ، طبعة دار الأضواء لبنان ، 1412هـ ــ 1992م

وقال ابن طاووس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف :

[ ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي بإسناده قال : سألت أبا الحسن(عليه السلام ) عن قوله عز وجل " كمشكاة فيها مصباح " الآية قال " المشكاة " فاطمة ( عليها السلام ) والمصباح الحسن والحسين والزجاجة كأنها كوكب دريقال كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين " يوقد من شجرة مباركة " الشجرة المباركة إبراهيم " لا شرقية ولا غربية "

لايهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " قال فيها إمام بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء "
قال :

[ يهدي الله لولايتنا من يشاء ]

ابن طاووس ، السيد : ( الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ) ، ص 135 ، رقم 214 ،الوفاة : 664 ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1399 ، المطبعة : الخيام – قم = نفس المصدر السابق : المجلسي ، العلامة : ( بحار الأنوار ) ، الجزء : 36 ، ص 363 ، الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان

وفي ذات السياق : [ حدثنا جرير بن عبد الحميد عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

( كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة ، فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم ) .

وأخبرناه علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبدالله الدقاق ، حدثنا جعفر بن محمد الزعفراني ، حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا محمد بن عمرو الرازي عن حسين الأشقر عن جرير بن عبد الحميد الضبي عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( كل بني أم ينتمون إلى عصبة غير ولد فاطمة فأنا أبوهم ، وأنا عصبتهم) .. وأما حديث الثوري فلا أعلم رواه عن جرير غير عثمان . ]

الخطيب البغدادي : ( تاريخ بغداد ) ، المؤلف : ، الجزء : 11 ، ص 284 ،الوفاة : 463 ، المجموعة : أهم مصادر رجال الحديث عند السنة ، تحقيق : دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، لطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1417 - 1997 م ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان = العجلوني: كشفالخفاء ، الجزء : 2 ، ص 120 ، رقم 1968 ، الوفاة : 1162 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، الطبعة : الثالثة ، سنة الطبع : 1408 - 1988 م ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت

والحديث الصحيح والمشهور في قوله صلى الله عليه وآله :

[ عن المستظل بن حصين أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم ، فاعتل بصغرها ، فقال : إني لم أرد الباءة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

[ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل ولد فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فاني أنا أبوهم وعصبتهم ]

( أبو نعيم في المعرفة (

نفس المصدر السابق : كنز العمال : ( المتقي الهندي) : الجزء : 13، ص 624 ،رقم 37586 ، الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت – لبنان = نفس المصدر السابق : الشامي ، الصالحي : ( سبل الهدى والرشاد) ، الجزء : 10، 458 ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان= المزي : ( تهذيب الكمال ) ، الجزء : 19 ، ص 484 ، الوفاة : 742،المجموعة : أهم مصادر رجال الحديث عند السنة ، تحقيق : تحقيق وضبط وتعليق : الدكتور بشار عواد معروف ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1413 - 1992 م، الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت – لبنان = نفس المصدر السابق : المجلسي، العلامة :ار الأنوار ) ، ج 43/ ص 228 = نفس المصدر السابق : المرعشي ،السيد : ( شرح إحقاق الحق ) ، ج9 / 649 ، ج 43 / 538 ، الناشر : منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم – ايران

[ هذا المصدر توسع باستفاضة في شرح الحديث ومصادره ]

[ روى الحاكم عن جابر - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ لكل نبيي أم عصبة ، الا بني فاطمة أنا وليهما وعصبتهما .]

الثامن عشر : كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة الا نسبه صلى الله عليه وسلم وسببه . روي عن عبد الله ابن الإمام أحمد بسند قال الذهبي صالح عن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري ) .

روى الحاكم والبيهقي عن عمربن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - أنه خطب إلى علي أم كلثوم فتزوجها فأتى عمر المهاجرين فقال : ألا تهنئوني بأم كلثوم ابنة فاطمة . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

[ كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا ما كان من سببي ونسبي ]

فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب . وروى الإمام أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - وابن حبان عن ابنه عبد الله والطبراني وأبونعيم عن ابن عباس ]


نفس المصدر السابق : الشامي ، الصالحي : ( سبل الهدى والرشاد) ، الجزء : 10، 458 ، 459 ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان= نفس المصدرالسابق : ينابيع المودة : نفس المصدر ج2 / 202 ، رقم 582 ، الوفاة : 1294، المجموعة : مصادر سيرة النبي والائمة ، تحقيق : سيد علي جمال أشرفالحسيني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1416 ، المطبعة : أسوه ، الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر= القرطبي : ( الجامع لأحكام القرآن : ج4/112 " رواه الطبراني في الأوسط " = رواه الطبراني في الكبير : ( 3/ 44، رقم 2632 ، 22/423 ، ( 1042 ) = السيوطي : ( مسند فاطمة الزهراء ( رضي اللهعنها ) ـ وعليها صلاة الله وسلامه ــ ص 146 ، رقم 132، 130 ، طبعة بيروت 1/ 1414هـ ــ 1994م ، ص 80 ،ـ 120 ، هامشه : رواه الحاكم في المستدركج3/164، وصححه وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه " = الصواعق المحرقة، ص 156 = نفس المصدر السابق : ابن عساكر : ( تاريخ دمشق ) : ج/ 42 2590

وفي السياق التطهيري أورد العلامة المجلسي رواية شملت تحديد النفوس والأزواج في القبول الالهي :

[ فقل تعالوا ندع أبناء نا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) فيما رواه الامام الحسن والحسينعليهما الصلاة والسلام :

" فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من الأنفس معه أبي ، ومن البنين أنا وأخي ، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعا فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ونحن منه وهو منا " ...

وقد قال الله تعالى :

) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهر كم تطهيرا )

فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا وأخي وأمي وأبي فجللنا ونفسه في كساء لام سلمة خيبري ، وذلك في حجرتها وفي يومها فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وهؤلاء أهلي وعترتي فاذهب عنهم الرجسوطهرهم تطهيرا ، فقالت أم سلمة رضي الله عنها :
أدخل معهم يا رسول الله ؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : [ يرحمك الله أنت على خير وإلى خير أرضاني عنك !

ولكنها خاصة لي ولهم ]

العلامةالمجلسي : ( بحار الأنوار ) : الجزء : 10 ، ص 141 ، الوفاة : 1111 ،المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : يحيى العابديالزنجاني ، عبد الرحيم الرباني الشيرازي ، الطبعة : الثانية المصححة ، سنةالطبع : 1403 - 1983 م ، الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان

كما جعل الأبوة في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام ناقشناه من زاوية موضوعنا وليس من زاوية تاريخية وإشكاليات التناقض التاريخي ..

وفي تعرضنا لأزواج النبي صلى الله عليه وآله تحدثنا عن مقام الوحدة النفسية في الوجهتين بلا افراط أو تفريط وليس في الوجهتين خلاف أن نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم ذريته وأزواجه بلا فصام بين كلية المصطلح القرآني والحديثي .. وهو ما ذكرناه في هذه الصفحات ..
حيث ورد قوله تعالى :

{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ }

[ سورة النساء : الآية : 1 ، الأعراف : 189 ، الزمر : الآية 6]

جاءت بعدد فردي توحيدي ثلاث مرات لبيان قدسية الطهر الالهي في
النفس الأولى كما بيناه في رسالتنا وهي النفس الأولى المخلوقة وفي رسالتنا البيان الجلي لهذا المكنون ..

ولبيان خصائص الثورة النفسية المحمدية وعدم التماس منها سوى من بوابة التقديس والتطهير لا من بوابة محاكمة أزواج سيد الخلق

صلى الله عليه وآله وسلم .. !!!

وفتح ملفات لهن لمحاكمة بيت النبوة بغطاء الدفاع عنهم عليهم السلام..

وهذا التماس السوداوي بغلاف الدفاع عن بيت النبوة لا يزج بصاحبه سوى بالمخالفة للنبي والقرآن . .

وفي القرآن البيان لنور الحالة :

قال تعالى :

{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُممِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِنَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَتَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } الأعراف73

{ وَيَاقَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيأَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} : هود64

{ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } الشعراء156

وبالمقارنة في آيات

{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }

والتي وردت ثلاث مرات .. كذلك عدم المساس

{ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ }

وردت ثلاث مرات فردية لتحصين الحالة النورانية ..

وهكذا عندما مس الامام علي عليه السلام وابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الامام الحسين عليه السلام بسوء لم تر الأمة الخير بعدها ولا زالت تتمرغ في الدم والسوء ..

وكذلك تسلط ووطأة المجرمين والظالمين ..

والناقة الرمزية هي خصوصية بيت النبيين .. والقرآن نازل

في بيوت النبوة ويقرأ مساحة خصائصها ؟؟

والصلاةالمحمدية الكاملة تدفع بقلوبنا نحو التطهير ومناط القبول لا بد من مساسها بروح التطهير المحمدي الكاملة ، وأن مساس حالة الطهر المحمدية بالسوء لايفتح عند الله سوى باب النقمة والبلاء ليتحول
الابتلاء من حالة [ خير لكم ] الى حالة [ شر لكم ]

{ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } : النور11

فإذاكان هذا الحال في الأزواج ووصفهن قرآنيا بالأمهات وهن رضي الله عنهن لسن كلهن من الذرية والنسل الهاشمي أوالمحمدي الأدنون والأقربين ..

فكيف الحال بذات النبوة والعترة في عالم الكمال النوراني والأبوي ..

وهذا دليل ناصع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أبو المؤمنين .. والأئمة عليهم السلام وهم عمق الآل المصلى عليهم في كل صلاة هم الآباء الحقيقيين لجموع الأمة المحمدية المرحومة .. وهذا ما شرحناه مفصلا وكاملا في دراستنا المنشورة :

[ قراءة في مصطلح الأمة في القرآن الكريم : نشر في موقع أمة الزهراء : على شبكة الانترنت سابقا ـ وسننشره بمشيئة الله تعالى قريبا ]

فإذا ثبت مقام الأبوة جوار النبوة والولاية مع تمام المحبة وجب الجلال والشكر في الأمر القرآني للوالدين الأعظمين محمد وعلي عليهما السلام والصلوات [ أبوا هذه الأمة ] ..

ولايجوز في شريعتنا الغراء تقديم الآباء من النسب المباشر في مقام الأولويةعلى النبوة والعترة وإلا فسدت روحية وفلسفة الصلاة الكاملة

قال النبي صلى الله عليه وآله سلم :

[ لو أن عبدا عبد الله سبحانه بين الركن والمقام ألف عام ثم ألف عام ، ولميقل بحب أهل البيت أكبه الله على منخريه في النار ، لا يؤمن أحد حتى أكونأحب إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحب إليه من عترته ، ويكون أهل بيتي أحب إليه من أهل بيته ، ويكون ذاتي أحب إليه من ذاته . ]

[ المر عشي ، السيد : ( شرح إحقاق الحق) ، الجزء : 24 ، ص 253 ، الوفاة : 1411 ، تحقيق : اهتمام : السيد محمود المرعشي ، الطبعة : الأولى ، سنةالطبع : 1411، المطبعة : مطبعة الخيام – قم = روته كتب الحديث الأخرىالمعتبرة وآخرون قالوا بضعف الحديث كإسناد رواية وليس طعنا في المتن ]

[ عن زهرة بن معبد عن جده قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال :

والله لأنت يا رسول الله أحب إلى من كل شئ إلا نفسي فقال النبي صلى اللهعليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون عنده أحب إليه من نفسه فقال عمر فلانتالآن والله أحب إلى من نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن ياعمر]

ابن حنبل ، الإمام احمد : ( مسند احمد ) ، الجزء : 4، ص 233 ، الوفاة : 241 ، الناشر : دار صادر – بيروت – لبنان

[ لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته وذاتي أحب إليه من ذاته . رواه الطبراني في الأوسط والكبير ] .. [ لا يؤمن الرجل حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين .

رواه الطبراني في الأوسط

الهيثمي : ( مجمع الزوائد ) ، الجزء : 1 ، ص 88 ، الوفاة : 807 ، سنة الطبع : 1408 - 1988 م ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان = الطبراني: ( المعجم الأوسط ) ، الجزء : 6 ، ص 95 ، الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادرالحديث السنية ـ القسم العام

تحقيق : قسم التحقيق بدار الحرمين ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م ، الناشر : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع = والرواية موجودة بالنص في كتاب : بحارالأنوار ، العلامة المجلسي ، الجزء : 67 ، ص 25 ، الوفاة : 1111 ، المجموعة : مصادرالحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : السيد إبراهيم الميانجي ، محمدالباقر البهبودي ، الطبعة : الثالثة المصححة سنة الطبع : 1403 - 1983 م ،الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان

[ والذي نفسي بيده لا يؤمنن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وأبويه ،وأهله ، وولده ، والناس أجمعين وقيل : إن أصحاب رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم قالوا : ما ينبغي لنا أن نفارقك ، فإنا لا نراك إلا في الدنيا ، وأما في الآخرة ، فإنك ترفع فوقنا بفضلك ، فلا نراك ! فنزلت الآية ، عنقتادة ، ومسروق بن الأجدع . المعنى : ثم بين سبحانه حال المطيعين فقال : ( ومن يطع الله ) بالانقياد لأمره ونهيه ، ( والرسول ) باتباع شريعته والرضابحكمه ،

( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم )

في الجنة . ثم بين المنعم عليهم فقال : ( من النبيين والصديقين ) يريد أنه يستمتع برؤية النبيين والصديقين ]

الطبرسي، الشيخ علي : ( تفسير مجمع البيان) ، الجزء : 3، ص 126 ، الوفاة : 548 ،تحقيق : تحقيق وتعليق : لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م ، الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - لبنان

وفي هذا المنحى الهام قد فصلناه في كتابنا الهام : أهل البيت : الولاية ، التحدي ، المواجهة ، تحت الطبع ..

ونضيف على كلام الشيخ الطبرسي رحمه الله بالقول :

بل معهم وكان في درجتهم تحت القبة الخضراء تحت عرش الرحمن ..

فمن " أحب قوم حشر معهم "

وهنانرغب في الولوج الوصالي إلى الفصل بالقول الفصل أن الصلاة الكاملة عبرالصلوات المفروضة إنما هي بوابة العرفان والعشق الالهي الالهي ، ونوال قممالمحبة الالهية عبر بوابة الحب المحمدي ..

وهو ما فصلته قرائتنا ..

وفي هذا السياق الجلالي التعظيمي وهو أصل الشريعة الغراء تنقل حركة الشكرالالهي للخلق على آل النبي محمد عليهم الصلاة والتسليم .. و .. صلاة الله على نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - فسِّرت بثنائه عليه عندالملائكة، وصلاة الملائكة عليه فسِّرت بدعائهم له، فسَّرها بذلك أبوالعالية، كما ذكره عنه البخاري في صحيحه، في مطلع باب :

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } .

وقال البخاري في تفسير صلاة الملائكة عليه بعد ذكر تفسير أبي العالية، قال ابنعباس : يصلون : يُبرِّكون ، أي يدعون له بالبركة .

الكتاب : فضل الصلاة على النبي وبيان معناها وكيفيتها وشيء مما ألف فيها : عبد المحسن بن حمد العباد البدر : ج1/ 4 ـ11 ] = ابن حجر : ( فتح الباري) ، الجزء : 8

،ص 409 ، الوفاة : 852 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه ،المطبعة : دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت – لبنان ، الناشر : دارالمعرفة للطباعة والنشر بيروت = المباركفوري : ( تحفة الأحوذي ) ، الجزء : 2 ، ص 498 ، الوفاة : 1282 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1410 - 1990 م

الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان ]

فلا يضيع منا نوال البقاء في حالة الشاكرين والسكن حول قبة النبوة تحت العرش المقدس ..

بإيثارالجدل البغيض ونضيع القصور المعدة لتارك الجدل الذي يورث الشك والبغضاءويبقي عنصر المؤامرة الحقير في وسط بيت النبوة !! فاستيقظي يا أمة محمدعليه الصلاة في الثقلين وأكثروا

من الصلاة والسلام على نبيكم وعترته بلا تفريط سوء فتأخذكم الحسرة ..

[ وقال الحافظ : ( وقال الحليمي في الشعب : معنى الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – تعظيمه ، فمعنى قولنا :

اللهم صل على محمد: عظم محمداً، والمراد: تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره،وإظهار دينه، وإبقاء شريعته ، وفي الآخرة بإجزال مثوبته، وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود ، وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى:

{ صَلُّوا عَلَيْهِ }

: ادعوا ربكم بالصلاة عليه) انتهى.

ونضيف تكرما على الشيخ الحليمي رحمه الله اذا كانت الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم تعظيما وإجلالا ..

فبماذا يفهم في كل صلواتنا على محمد وآل محمد عليهم السلام ...

أليس لهم تعظيما مع نبيهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ..والسؤال التالي أوتوماتيكيا كيف تقولون يا فقهاء عصركم بجواز الصلاة على آل محمد في العمر مرة واحدة !!

وملايين المسلمين يصلوا على آل محمد في كل صلاة لهم ..

فترفع أعمالهم بالقبول وبحق النبي وآله تزكى وتختم ..

وأما نحن ذراري النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم المدخرين في آخر الزمان نريد أن نجعلها عروتنا وطعامنا وكساؤنا وخبزنا اليوم تعظيما وجلالا لإلهنا القدوس وجلالا لنبينا المقدس صلى الله عليه وآله وسلم وعترته المطهرين من الذنوب ووجاء الطهر القلوب .. نريد من الآخر ...

أن نعشق الجدة خديجة وأمنا الحقيقية فاطمة الزهراء وزينب والأميرعلي والسبطين ..

وكذانريد أن نعشق عائشة وحفصة وأم سلمة وحبيبة الزهراء عليها السلام أسماء بنت عميس عليها السلام عاشقة آل محمد المطهرين .. ومن لا يريد أن يعشق معنا هذا الكوكتيل الاصطفائي المطهر الخالص فهذا أمره معلق به و بالشفاعة .. واليوم خمروغدا أمر .. وحب نساء النبي واجب مقدس بقداسة نبينا ...

وإني وعزة الهي الأعظم لم أنطق حرفا إلا وجدي الأقدس يختم عليه فويل للمكذبين بفضلنا آل محمدعليهم السلام ..

وويل للمكذبين حديثنا ونحن المحدثون الحقيقيون في الأمة ..

فإن سطرتم هذه الشهادة الالهية في منتدياتكم وقوارع قلوبكم عقيدة فزتم وان كذبتم .. وحذفتم شهادتنا فأني الشاهد من نبيى وروحي حتى النخاع وأبي النبي في كل ذرة من مكوناتي ..

وغدا سأشهد جوار العرش المقدس وأضع إصبعي الشاهد

في حلق كل مكذب ..

اللهم خلف رسولي وحبي الأقدس أكرر دعواتي :

اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد

[ روى ابن كثير وكذا عشرات المراجع الحديثية قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

[ أنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ]

نفس المصدر السابق : ابن حجر : ( فتح الباري) ، الجزء : 11 ، ص 131 ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت - لبنان

ثم أليس الصلاة الكاملة التي لا انفصام لها هي مقام التشريف الالهي لهم علىامتداد الخليقة وهل كانت الصلوات قبل نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدون ذكرهم اللهم في علمنا لا !! وان كان الجواب جدلا : بلا كما وعاظ السلاطين فنقول :

كيف دعا أبونا آدم عليه السلام ربه المتعالي بالغفران بحق محمد وآل محمد عليهم السلام .. وكيف دعا بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه ]

السيوطي : ( الدر المنثور ) ج1/146 ،147 ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت – لبنان = المستدرك على الصحيحين : ج 2/ 672 ، رقم 4228، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 = مثله في : سبيلالهدى والرشاد : المجلد 1/86

[ وفي الحديث إن ابن عباس قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه قال سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلاتبت علي فتاب عليه ]

الشوكاني : ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) ، ج 1/ 394 ، الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1407= القندوزي : ( ينابيعالمودة لذوي القربى ) :

الجزء : 1، ص 288 ، رقم 4 ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1416 ، المطبعة : أسوه ، الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر = العلامة الحلي : ( نهج الحقوكشف الصدق ) : ص 179 ، الوفاة : 726 ، تحقيق : تقديم : السيد رضا الصدر / تعليق : الشيخ عين الله الحسني الأرموي ، سنة الطبع : ذي الحجة 1421 ،المطبعة : ستارة – قم الناشر : مؤسسة الطباعة والنشر دار الهجرة – قم = توسعت في هذا الموضوع في كتابي المنشور بعنوان : ( خلق الله آدم عليهالسلام من أجل محمد وآله عليهم السلام والصلوات ) ، نشر سابقا على موقعأمة الزهراء وسينشر قريبا بمشيئة الله تعالى ..

وقال العلامة ابن القيم في كتابه :

( جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ) في معرض الكلام علىصلاة الله وملائكته على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأمر عباده المؤمنين بأن يصلوا عليه بعد أن رد أن يكون المعنى: الرحمة والاستغفار قال: ( بلالصلاة المأمور بها فيها ـ يعني آية الأحزاب ـ هي الطلب من الله ما أخبربه عن صلاته، وصلاة ملائكته، وهي: ثناء عليه، وإظهار لفضله وشرفه، وإرادةتكريمه وتقريبه؛ فهي تتضمن الخبر والطلب، وسمى هذا السؤال والدعاء منا نحنصلاة عليه لوجهين :

أحدهما : أنه يتضمن ثناء المصلي عليه ، والإشادة بذكر شرفه وفضله، والإرادة والمحبة لذلك من الله، فقد تضمنت الخبر والطلب ] .

المقريزي : ( إمتاع الأسماع ) ، الجزء : 11 ، ص 165 ، الوفاة : 845 ، تحقيق : تحقيقوتعليق : محمد عبد الحميد النميسي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1420 - 1999 م ، الناشر : منشورات محمد علي بيضون ، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان

والوجه الثاني : أن ذلك سمي صلاة منا لسؤالنا من الله أن يصلي عليه، فصلاة الله عليه : ثناؤه لرفع ذكره وتقريبه ، وصلاتنا نحن عليه : سؤالنا الله تعالى أن يفعل ذلك به )) انتهى .] ..

وهكذا انبرت حركة التأويل المزعومة للتعظيم لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وترك التعظيم والصلاة لأهل بيته عليهم السلام .. ؟؟

وخذلوا المسلمين بتأويلاتهم الفاسدة .. حينما قالوا المراد بالتطهير في سورة الأحزاب المقصود به أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا سواهما وهذا لعمري تأويل مغرض ومخالف للقرآن والتفسيرواللغة والنص كما أشرت مسبقا في رسالتي .. وكأن حديث الكساء الذي يملأ ألوف الكتب والمصادر نسوه أنسى الله ذكرهم في العالمين .. !!

فلا أحد ينكر فضل نساء النبي سوى أعمى ومبغض للثقلين ..

والأحاديث في الحشرواضحة أن أزواجه معه عليه وعليهن الصلاة والتسليم وعظمهن الله بتعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم ..

[ أنتن على خير ] [ أنتي معي في الجنة ]

وهل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النار لعمري هذا التأويل الذي زحف عليه الباغضون لمحمد وآل محمدلا سواهم !!

هو الذي أثار البغضاء على نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..

حين استخدم البغاة العبث في القرآن والتأويل ذريعة لتحريف القرآن من خلال تأويله الباطل .. !!

وهنا لا نغفل بالمطلق وكما كل أهل العلم أن أئمة آل البيت عليهم السلام لمينكروا فضل الأزواج رضي الله عنهن .. والإشكال ليس في الابتلاء الحادث في قلب بيت النبوة فهذا عهد عهدناه عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ولكن الاشكال في تأويلات ابتلاءات بيت النبوة وفق رؤية استهوائية شيطانية :

"إن أهل بيتي سيلقون بعدي تشريدا وتطريدا وتقتيلا " ..

فهم أشد أهل الأرض ابتلاء وتشريدا وتطريدا وتقتيلا وملاحقة وتنكرا لفضلهم .. ولكن أيضا الاشكال في الأقلام المسمومة عبر القرون وهي تتلقى العلوم عن المستشرقين والباغضين والمفسدين التاريخيين من الكتاب غير الأعلام وهم أسوأ من أن يذكروا مع الأعلام .. ؟؟

وهل بقى أمام الأمة ومؤرخيها مساحة وفسحة لأن يطهروا كتبهم من هذا الافساد المكرس على بيت النبوة .. أم ينتظرون أوان خليفة الله تعالى الذي قد اقترب .. واني والله أبشرهم بعذاب حين نزول خليفة الله المهدي عليه السلام !!.

لم يشهد التاريخ ولا مثله أبد وأنا عبد الله المكذب حتما سأكون عليهم يوم المحاكمة من الشاهدين !!

وفتحت قرآن ربي الساعة لأرى التوافق على هذه العبارة فجائني الخبر كما حسن ظني الدائم بالله تعالى :

[ سورة لقمان : الآيات : 20 ــ 24 ]

وفي شروح هذه الآيات والله العبرة والعبرة

وفي كل ساعة في دروسي المتنقلة أؤكد ما علمنيه جدي المقدس محمد صلى الله عليه وآله وسلم : بالصبر وأقول مكررا ما قلته

في رسالتي المنشورة على شبكة الانترنت بعنوان :

" يوم الغدير وثقافة الخليفة الالهي القادم "

أن آل النبي صلوات الله عليهم هم أهل البلايا فلا تقحموا ذواتكم في بلواهم ولن تقدروا على شيء ولا تحملوا ذواتكم محملهم فتفتنوا في دينكم .. دعوا حفصة ودعوا عائشة أمرهما مع ربهما ورسولهما ..

والله لا أرى فيمن يقحم ذاته وبرأسه في قلب بيت النبوة إلا أحمق غادرا لبيت النبوة .. وشامتا ..؟؟

وطريق جهنم مملؤة بالنوايا الحسنة ... !!

ومرة أخرى فمن يكذبني فليشهد على ذاته أن عائشة رضي الله عنها ليست أمه وغدا يقف بين يدي الرحمن يجادل عن نفسه في غياب الشفاعة!!

أو كما يصنع بعض الجهلة المتألهين في كتبهم في محاكمة زوجة وأزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !!

فكفانا جدلا من عمق التاريخ ولنغرق سويا في باب التوبة ننهل من طهرهم وقدسيتهم آبائنا وأجدادنا وعشاقنا بعشقنا لإلهنا القدوس ونحن لن ولن نحابي أحدا ..

جاء في التوراة الموسوية :

[ ان الله لا يحابي أحدا ... ]

وبارك الله في الشيخ التسخيري من علماء الأمة الذي قال على الملأ :

[ إن عائشة هي أمنا ] ...

فلتغطيك الشفاعة يا شيخ تسخيري ان كنت حقا ما قلت من الآباء والأجداد والأمهات .. فقد فزت إنشاء الله فوزا عظيما "

وعزة الله الأعلى العظيم ما طيب قلبي على السيدة عائشة رضي الله عنها .. بعد كل مطالعاتي التاريخية .. سوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهويحثني في زياراته ألا أحمل على أزواجه شيئا ..

وبعدها استيقظت ولم أجد في السيدةعائشة رضي الله عنها ..

سوى الحب الذي أوجبه علي ربي ورسولي وقرآن ربي ....

وإلا فأين أضع وجهي حين أخفي قلمي وهو سر الله تعالى في قلبي من بركات دعوات نبيي صلى الله عليه وآله وسلم ..

ولو تحدثت عميقا لكل ما سمعت لقال بعض السامعون مجنون وازدجر !!

وها أنا أتواصل رغم علمي الأكيد بالسخرية والتكذيب من الكثير ..

وظني أنه قد اقترب الوعد الحق وموعدنا يوم الزينة ..

{ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } طه59

وأن أوان صعود السفينة المهدوية العتروية قد أوشكت ..

فليجهز كل الصادقون والصديقون ذواتهم للصعود ..

وفي الأمرالمرتقب فكرة الخلاص وصعود سفينة النجاة ......

{ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْمِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } : هود38

ومتواصل في رسالتي رغم القسوة رأفة في الأمة المحمدية في تبيان حقائق كمال التطهير والصلوات انه شامل كامل ..

والذي يحضر مقام نزول الرحمة .. لا يسعه سوى أن يكون رحيما بأمة جده صلى الله عليه وآله وسلم ..

فلتتسع أحبابي الرحمة الالهية قلوبكم وعشقكم على بيوت النبي وشفيعكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..

ولتسارعوا بالتوبة ليستغفر لكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند سريع الرضا الرحمن الذي على العرش استوي ..

[ هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ]

فكيف بأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهن بنص القرآن أمهاتنا وأمهات المؤمنين .. فلا يزج أحدا ذاته في الخلاف والابتلاء لنسف القرآن فتكب الأمة جموعا جموعا في النار وبئس القرار !!

فإذا أقر المسلمون أنهن رضي الله عنهن أمهات المؤمنين وجب التقدير والاجلال لهن كرامة

للتقدير الالهي في الخلق والاصطفاء والابتلاء..

وأن أي إيذاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن يوجب بجلاء اللعنة الأبدية ..

{ إِنَّالَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِيالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } الأحزاب57

اللهم إني قد بلغت ما سمعت وما وعيت .. اللهم فأشهد وغدا واقف جوار جدي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم يوم المحشر العظيم لأشهد بالحق إني قد بلغت الأمانة .. ولاأريد في رسالتي المخصوصة في موضوعها .. الدخول في مزيد من الجدل الغريق !! وأنا ادعوا بدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء عليهم السلام :

اللهم امنحني السكينة كما منحتني الصبر واجعلني نعم العبد انه أواب

{ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ

إِنَّهُ أَوَّابٌ}ص44

فلنشتغل بوقتنا في الصلاة على نبينا ولتسكنا روحه وروحانيته قبل أن تذهب الفتنة أعمالنا علينا حسرات !!

والاختلاف إخوتي يزهق الروح ويؤجج في القلب نفث الشيطان وتضيع الروح فيضيع منا الوصال والله تعالى هو الملك الحق المبين يقول :

{ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَيُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَعَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } فاطر8

فكيف نغضب النبي ونجرح قلبه الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث في أزواجه .. ثم نلهث خداعا لذواتنا نطلب من الامام الحجة سليل النبي القرب والتوسل وقضاء الحوائج .

وأي إمام عادل سيقبل حزن جده !!.

وعزة الله الأعظم ستتذكرون حديثي غدا أو بعد في موقف الامام الحجة القاسي منلاعني نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولن يتفاجأ أحد بالغيب فيخسرالدنيا والآخرة ..

فإني عبد لله يا قومي .. فإني عبد لله يا قومي . .. أكررها بلا كلل...

إني أرى مالا ترون ولا أزكي نفسي فالنفس أمارة بالسوء ..

فلا يستهوينكم الشيطان بالسوء وكونوا إلا ما رحم ربي ..

{ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّمَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } : يوسف53

إن المنتديات والمواقع والحروب المذهبية ستزول والمواقع والدفاتر والبحوث الصفراء الغلول تزول .. ولا يبقى لنا سوى الله تعالى ورسوله الشفيع الأقدس ... !!

كفوا عن بيوت النبي فلا تضمروا فيها الافك و لا تغالوا فيهم ..

ولا تغتالوا فيها الحق والحقيقة ولا تفتروا على الله الكذب !!

وكونوا مع الله وأمة الوسط ....

وأقول لأصحاب السطوة على المواقع والمنتديات الذين يجيدوا حذف الرسائل احذروا

النار النار النار .. يا عباد الله !!!

هذا وبالله تعالى التوفيق والسداد ..

{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ

بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } : غافر44

*****************************

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى الله عليه وعلى آله الطاهرين المنتجبين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلمي أخوكـــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي

محمد حسني البيومي

الهاشمـي

( محمد نور الدين )

**************

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بتاريخ : 11 ذي القعدة 1431هجرية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصلاة المحمدية الكاملة هي ثورة العرفان والوصال الالهي

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/08

الحلقات الثلاثة من الصلاة المحمدية الكاملة منشورة على موقعنا

( الساجدون في فلسطين )

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/08

مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/11/19