بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

الأبدال آل البيت عليهم السلام .. قادتنا ووجهتنا

الأبدال آل البيت عليهم السلام

قادتنا ووجهتنا


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ محمد حسني البيومــي الهاشمي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا : الأبدال وجهتنا وخيارنا:




..أيها السادة الموقرين: المرابطين .. ياقدرالله العظيم في الشام والمحور المقدس .. في تحيتنا ورسالتنا : نؤكد على وجهتنا ومنهجنا، بداية ونهاية هدفا وتوجها وهو : تشكيل حالة إيمانية قادرة على تثبيت قاعدة " الأبدال " كقوة إيمانية قيادة وقاعدة أمة متقدمة، تكون الأرض المقدسة قاعدتها و العالم وجهتها وامتدادها، مرتكزون بحول الله و قوته على قوله تعالى في علاه

: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (1) مستلهمون في وجهتنا وجهة القرآن والنبوة والعترة شكرنا لله في خيارنا وهدفنا:

.. والقرآن يؤكد على خيار القلة المصطفاة .. المرشحة لقيادة الأمة نحو التحرير المقدس وهم: الأبدال الربانيون ...وجملة الأحاديث المباركة تحدد هذا التواجد الإلهي المعظم في قلب فلسطين والمحور الشامي المقدس.. أرض الأبدال ومحور القداسة والتعظيم، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم

"لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله"(2)

جاء في الصحيحين [ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ] وفي صحيح البخاري : حددنا النبي : [ وهم بالشام ] (3) " وإني لأرجو أن تكونوا هم يا أهل الشام " (4) "وإني أراكموهم يا أهل الشام" (5)

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

: " الآن جاء القتال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يزيغ الله تعالى قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين بالشام والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " وهكذا رواه النسائي من طريقين عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل السكوني (6)

...عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : لما فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح قالوا يا رسول الله سيبت الخيل ووضعت السلاح ووضعت الحرب أوزارها قالوا لا قتال قال : "كذبوا الآن جاء القتال ولا يزال الله تعالى يرفع قلوب قوم يقاتلونهم فيرزقهم منهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وعقر دار المسلمين بالشام ] (7)

قال : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال "(8)

وهذا هو مكمن الاختيار الإلهي لفلسطين وشعبها والأرض المقدسة .

فأهلها المرابطون هم كما وصية النبي الأعظم: " أشد أهل الأرض إيمانا " قالوا أين هم يا رسول الله قال

: " في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس " (9) فنحن الأبدال ونحن أصلاب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووقـــود مشروعهم العادل وثورتهم الإنسانية المقدسة، لا ينازعنا إلا عدو وصاحب خذلان ومؤامرة ولا ينصرنا ويؤكد على هويتنا إلا كل تقي وبر في هذا العالم .. والله عصمتنا وحمايتنا .. فنحن لله.. ومن الله .. ومددنا بركات ربنا ودعوات جدنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وكل غايتنا ومسيرنا وصية ربنا لرسولنا الأعظم وأبانا الأكرم : محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. و قوله في علاه :

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } (11)

.. فمن أرادنا وخيارنا، فسِرُّنا عند بارئنا، وخيارنا صدر جدنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. ومن هذا النبع نجئ اليوم كما الأمس لا نتبدل !! وقدرنا أن نكون مرابطين نحمل هم الوطن وكل آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... وليدرك أبناء هذا الوطن المسلوب أنهم موكلون بخلاصة الرسالة وخاتم النبوة.. وهو خليفة الله المهدي الموعــود والمنتظر في هذا العالم وأن " مهاجره بيت المقدس " كما في الأحاديث النبوية (12) وللمرابطين من أهل فلسطين خاصة والشام عامة مقاما معظما في ثورته المقدسة . فأي خيار لشعب فلسطين أقدس من مهتهم !؟ حباهم الله المتعالي وكتب لهم القداسة وأن يكونوا أخوانا للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهم الطائفة المرجوة " التي لا يضيرها من خالفها " أمل كل الأمم والشاهدين على كل التحولات ويوم المحشر ؟ في " أرض المحشر والمنشر "(13)

... وهذا خطاب النبي الشاهد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه وكل الأمم .. " أيها الناس من أعجب الخلق إيمانا ؟ قالوا : الملائكة، قال: وكيف لا يؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر؟ قالوا: فالنبيون يا رسول الله قال: صلى الله عليه وآله وسلم " وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم..قالوا : فأصحابك يا رسول الله، قال : " وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون ، ولكن أعجب الخلق إيمانا قوم يجيئون بعدي يؤمنون بي و لم يروني ، ويصدقوني أولئك إخواني " (14)

أيها السادة المرابطون ويا أنصار العترة ويا شبكة الأبدال النورانيين وحمله هم الثقلين : كونوا نصر الله القادم.. وأنصار العلي الأعظم:

" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَـــارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } (15)

.. تنطلقون اليوم بقدر الله المعظم لتنصرون خليفة الله الموعود الوشيك قدومه.. هو قدركم فلا تتخلفوا عن صعود سفينة النبي وآل محمد عليه السلام فتكفرون بعد أن كنتم بنعمة الله إخوانا " يجئ المهدي الموعود وتجيئون أنتم أمته وشعبه : {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى}(16) .. والمهدي خليفة الله عليه السلام في القرآن .. القدر والخاتمة وانتم قدره فتقدموا والفوز حليفكم... فالمهدي خليفة الرب العظيم الأعظم .. والنبي الأكرم شاهدا على صعودكم ..

و نحن التمثيل الإلهي الحق وحملة الحق "علي مع الحق والحق مع علي لا يفترقان " (17)

.. وسفينة جدنا وعترته هي خلاصنا ..هذه رسالتنا وفي فلسطين مهماتنا.

يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :

" مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها فقد نجا ومن تركها فقد غرق" (18)..

وفي رواية : " فقد سلم " .

والحق تعالى يقول: "

{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ}(19) .. فالظالمين لآل محمد الطاهرين والرافضين سفينتهم هم المغرقون. وعليه تكون وجهتنا سلامة الأمة من الطوفان القادم.. والمخرج لن يكون إلا بسفينة آل محمد المقدسين المختارين عليه السلام والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " فإني أبوهم وعصبتهم " (20) واختيار العلي القدير لنا في الأرض المقدسة هو التأكيد الحق الخالد .. والتحقيق الواضح للمراد الإلهي لآل محمد عليه السلام الطاهرين .. الذين مهاجرهم الشام والأرض المقدسة " ورباطنا وعقيدتنا الثورية الخالدة هي الختم الإلهي لثورتنا القائمة على " القسط والعدل " نحن مرة أخرى ذروة التمثيل المقدس لقوة المهدي الموعود سر هذا الوطن .. المخبوء في قلب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحسبنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله قد تكفل لي بالشام " ونحن في كفالة النبي الأعظم، وله ولآل بيته

خلقنا منذ الأزل..

يقول النبي الأعظم : " المهدي مهاجره بيت المقدس " (21) وهذا سرنا ووجهتنا.. ومرادنا نحـو اكتمال الدائرة الإلهية والنور..

ثانيا : الأبدال محور الحق وجنود المهدي الموعود :

.. وهم باختصار قاعدة التحول الإلهي واكتمال البدر و محور النور في مواجهة محور الإفساد والشر الأبـدي . لا يصيبنا غم ولا هم..

.. مرعيون بالله ثم بدعوات جدنا وأجدادنا العظام .. والله تعالى عصمتنا من الزلل. مرة أخرى وجهتنا: وصيـة الرب المتعالي لنبيه المعظم صلى الله عليه وآله وسلم

: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يعصكم مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْــــدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين }(22)

... وقوله تعالى:

{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحـــــْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى }(23)

... خطواتنا مؤكدة برعاية نبيا قولا وعملا .. خيار إثبات الشهـادة على النـاس هو مرادنا.. وهدفنا تأصيل المنهج وتحديد عمق هويتنا القرآنية .. وفيه نؤكد أن تفاصيل المنهج لا يمكن أن تتأتى بكمالها الرباني إلا من خلال سفينة النبي و آل البيت الطاهرين عليه السلام فهــم وجهتنا نحو تحقيق الأمل المقبل وتأصيل الذات و " المغرقون " هم أهل عداوتنا !!.. قاعدتنا هي قاعدة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والـولـي الأعظــم أمير المؤمنين عليه السلام وهو ما رواه.. عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه مذهوب به إلى الشام وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام"(24)

.. " ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام " (25) ...وأخرج ابن عساكر والطبراني عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ستفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا فإذا فتحها فاحتلها فأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط "(26)

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وصححه وابن ماجه وابن عساكر عن قرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

" إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة "..وقد ذكره البخاري: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون " (27)

... عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها تقاتل أعداء الله كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين حتى تأتيهم الساعة " (28)

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أيوب الأنصاري قال: ليهاجرن الرعد والبرق والبركات إلى الشام" (29) والرعد: المواجهة والثورة .. والبرق النور والبنادق .. والبركات رباطنا المقدس ..

"وبقية المؤمنين يومئذ بالشام ".. فالشام قاعدتنا والأبدال الموالون للعترة هم وقودنا وزادنا.

.. يقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : " يكون في آخر الزمان فتنة تحصل، كما يحصل الذهب فلا تسبوا أهل الشام.. ولكن ســـبوا شرارهم، فإن فيهم الأبدال، يوشك أن يرسل عليهم سيب مغرق جماعتهم، حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم ، فعــــند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول: خمسة عشر ألفا، والمقل يقول: هــــم اثنـــــــا عشـر إمارتهم " أمت ..أمت " ــ يعني الشهادة ــ يلقون سبع رايات كل راية منها يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ويرد المسلمين إلى ألفتهم ونعمتهم و قاصيهم ودانيهم " (30) وكمال الحديث النبوي .. " ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اثني عشر ألفا إن قلوا وخمسة عشر إن كثروا إمارتهم أو علامتهم أمت أمت " (31) يعني شعارهم الشهادة ،" عليكم بالشام فإنها صفوة الله تبارك وتعالى يسكنها خيرة عباده " (32)

... وخطاب النبوة فيه التخصيص واثبات الخصوصية لمقام فلسطين في جيش الغضب الإلهي كما سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي الموضوع أحاديث متعددة يــقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " حتى إذا سمع العائذ الذي بمكة الخسف خرج مع اثني عشر ألفا فيهم الأبدال.. حتى ينزلوا بإيليــــاء " (33): يعني القدس المقدسة وفي الحديث : " ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس " (34)

... فالفلسطينيين والشاميين الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكل الأنبياء عليه السلام هم المرشحون للقيادة والمنفذون لنصره وهم حزب آل محمــــــد الطاهـرون، ولا مقام لأعداء حزب الله الغالبون في قرآنه... فهذه أيها الأحرار القادمون وجهتكم وهدفكم وثورتكم ..

.. وروى أمير المؤمنين علي عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وسبوا ظلمتهم ".. " جما غفيرا " (35) فهم جماهير الأمة " فإن بها الأبدال ، فإن بها الأبدال ، فإن بها الأبدال " (36)

" أيها السادة في زمن العلو والسيادة: " فنحن النور ونحن الوسادة التي تحت رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم " ..

أيها السادة يا أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. و يا تلاميذ الأحرار والسادة: أدركوا الهوية فنحن.. والله اكتمال البدر وشقائق النعمــة وجهتنا يا أشراف العرب واضحة ..نحن أعوان البقية .. وكل البقية .. وجهتنا أيها الأحرار هو التأكيد علي جيش الغضب الإلهي في القدس والشام .. فجيشكم المقدس هم أعوان المهدي المقدس .. وقوة الأبدال الشاميون عمود نصره القادم .. ورسالتهم تأكيد مقام الشام وانحيازها لآل محمد الطاهرين ، فهم سربالنا المطهر في ثورتا وزينة سلاحنا، ونحن القادمون من شوارع القدس إلى مكة : خيار الرب المعظم لنا رفع الحصار وغــوث ثورة خليفة الله المهدي الموعود القادمة ، وهذا هو السر وكلمة السر في رباطنا ؟ فيا أهل الشام اجعلوا ثورتكم وصلواتكم ودمكم وأعمالكم لنبيكم وأبناء نبيكم .. تؤمنون يوم الفزع الأكبر .. وتنالون شفاعة النبي والجنة .قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :

" أهل بيتي أمان لأمتي "(37) وقد حدد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن زينة الشام في الأبدال المتقون .

وفي الحديث يا ابن حوالة :" إني أختار لك الشام ، فإنه صفوة الله تعالى من بلاده وإليه يجتبي صفوته من عباده ، يا أهل اليمن عليكم بالشام، فإن صفوة الله من أرضه الشام.." "إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله ".. "عليكم بالشام "(38)

عن ابن عباس: جاء رجل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم : إني أريد الغزو في سبيل الله فقال عليك بالشام ثم الزم من الشام عسقلان .فإنها إذا دارت الرحى في أمتي كان أهلها في رخاء وعافية"(39)

ونقبل يد مهدينا القادم ونرفع سيف ذو الفقار في وجه أعوان الخصومة وكتاب الحقد !! نحن النقيض المشرع القادم في وجه سفياني اللعنة .. نكتحل ببركات الرب المتعالي ونكتمل ببدر الأنوار وكل القادمين من خراسان المقدسة .. أيها التلاميذ القادمين وجهتنا تأكيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القدس وغزة وكل الوطن.. وتأكيد التاريخ وكل الأصول فاصعدوا سفينة النجاة والشفاعة " ولا تبدلوا تبديلا .. نحن الحصار لكل إشكال الحصار والزيف وأشكال المؤامرة .. نقولها بوضوح وصراحة بعد استخارة ربنا .. ليأتي النداء من قلب القرآن المعظم كما وصية الرب العظيم لجدنا :

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }(40)

.. ونحن نعلنها صراحة أن وجهتنا خلاصنا .. ودعمنا هو رصيدنا في الملكوت الأعلى وتوكلنا على الله الزاد الثورة.. مقامنا الشامي هي إرادة الله لكل الأحرار والساجدين..خصت الشام بالبركة وخصت الشام بالتقديس "...عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة"(41).. وعلية فإن الاختيار الإلهي والنبوي للأرض المقدسة مقاما للمصطفين الأخيار هو أمرا ربانيا وواجبا معظما نستلهم به وجهتنا نحو الكمال للمشروع الإلهي المقدس . .. وهذا التتويج الرباني المبارك في وجهتنا أكد مقامه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا لعظمتهم ودورهم الرباني المقبل " الأبدال يكونون بالشام"(42)" فيهم الأبدال وبهم ترزقون وبهم تنصرون" (43)

والأرض المقدسة هي قلب الشام ومحور كل الأصول... في هذا التقديم والمدخل نؤكد على دورنا المركزي في دعوتنا وكل خياراتنا بأننا المنحازون في فلسطين والمحور الشامي لآل النبي عليهم السلام ولمشروع المهدي عليه السلام قوة وإعدادا.. وأي جهاد ورباط خارج هذا السياق فهو منقطع ويقف على النقيض مع القرآن والسنة.

ثالثــا : أهل البيت عليهم السلام هم أهل السنة :

وجهتنا منذ البداية واضحة في رؤيتنا وكتاباتنا لا تستعصي على الاستيعاب وحركة الوعي... وتشكيل حالة الأبدال الإلهية ليست حزبا أو تنظيما ولكنها وجهة متكاملة لتأسيس حالة الأصول وفق الأصول الشرعية ، وهي منذ البدايـــة مرتكزة علي قاعد ة واضحة .. في منهج النبوة الخالد " كتاب الله وسنتي " و " كتاب الله وعترتي " فهما أساس النبع النبوي والمراد الإلهي وهذه الوجهة مباركة بوصية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي" وأن هذا الكتاب والسنة المعظمة لا يمكن تأكيدها إلا بالوصية الثانية

وهي قوله صلى الله عليه وآله وسلم " تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فاخلفوني فيهما " وفي رواية " وإنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " وهو التأكيد على وجهتنا ونهجنا في تأكيد خصوصية " أهل البيت عليه السلام كقاعدة لرؤيتنا ومشروعنا الإلهي وخلاصته هم " حالة الأبدال الشاميون " الأرض المقدسة.. خلاصة أهل الإيمان في العالم

وهم بالمهدي الموعود القادم خلاصة هذا الحق وهم أهل السنة المباركة.. وعلى هذا الوعي نؤكد هويتنا المقدسة ، بأننا " أهل السنة الحقيقيون ..

.. ونحن: خلاصة عشاق أهل البيت في هذا العالم.. نؤكد أننا الأمناء على السنة والخادمون بسيفنا كما قلمنا للعترة النبوية.. اعتقادا منا أن " أهل البيت عليه السلام هم أهل السنة الحقيقيون" وأنصارهم حملة الحق وخلاصة النبوة وبوابة النور والعلم والحكمة هم آل البيت عليه السلام وهو القول الفصل في وصية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : " أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد الدين فعليه بالباب " وهو ترجمان قول الحق في علاه :

{... َلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }(45)

:وبعد أن نزلت الآية الكريمة أشار النبي ألأعظم لتفسيرها مشيرا إلى بيت أمير المؤمنين علي عليه السلام في خطابه :

وقال : "كذب من زعم أنه يدخل البيت من غير بابه "(46)

... وعليه بات واضحا أن باب آل النبي محمد عليه السلام هم بوابة الدين والعلم والشرف المقدس. وهم خلفاء النبوة الراشدين المرشودين الذين قال فيهم نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ "(47)

.. ولا يحق لمدعي وزاعم أن يدخل الأمة من غير باب نبيها !! والصحابة الأجلاء هم عنوان الإتباع وها هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الله عنه يؤكد عشرات المرات في اعترافه أمام الصحابة أجمعين بالقول في حرم الله وأمام الكعبة المقدسة : " أعوذ بالله أن أعيش في زمن ليس فيه أبا الحسن " علي بن أبي طالب " عليه السلام وهو الذي تفرد برواية الحديث الذي لم يأخذ شهرة عند المسلمين " قال : " والله إني لأشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " لو وضع إيمان أهل السموات السبع في كفة ، و أهل الأراضين السبع في كفة وإيمان علي بن أبي طالب عليه السلام في كفة لرجح إيمان علي "(48)

وبهذا الاختصار نؤكد على وجهتنا الاعتقادية في حمل الإسلام العظيم .. على أرضية السنة والعترة .. لا على خطى أعدائهم وقاتليهم وليس أمامنا خيار : إما الانحياز لمشروع النبوة الممثل في أهل البيت المطهرين عليه السلام و ختامها خليفة الله المهدي الموعود " عليه السلام ومتبعيهم من المؤمنين والصحابة الأجلاء، وأما حمل العداوة للنبي وأهل بيته المطهرين عليه السلام وهو بوابة الكفر !! هذه وجهتنا الثابتة والمنحازة سلفا إلى الخندق النبوي وخنادق آل بيته المطهرين ...

رابعا : وحدة الأمـــة خيارنا : من خصائص وجهتنا هو توجهنا التوحيدي ونبذ كل ما يفرق صف المسلمين، وعلى هذه الوجهه ندعوا أنصار آل محمد عليه السلام في الأرض المقدسة وفي المحور الشامي المقدس إلى نبذ كل أشكال الفرقة.. وكما تعرف شوارع الوطن وجهتنا في الانتفاضة الأولى وعلى امتداد الساحة قدمنا أنموذج الوحدة في بياناتنا وكتبنا، ونحن وأنصارنا ندرك حجم المؤامرة على هذا الخط الإلهي المقدس وليس أدل على ذلك مما يفعله الخونة في مواجهة حزب الله وقيادته المنصورة.. وعلى أنصار آل البيت عليه السلام أن يكونوا أنموذج الطهر كسادتهم في هذا العالم.. وقد طهر العلي القدير النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن وحين وضعهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجبرائيل عليه السلام في كساء التقديس لينزل عز وجل قدره في قولة العلي : "

{.. إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيراً} (49) – دعوتنا وحدة للتكاتف والطهر ونبذ كل خيارات الشيطان وأشكال التزييف والدجل وكل أشكال المقامرة بالدين والشهداء .. إن أمة يشهد لها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله يقتضي بناؤها أن يكون منحازا للنبي صلى الله عليه وآله المطهرين عليهم السلام، والوحدة هي أرقي أشكال الثورة وفكر المواجهة وهي ضمانة السلاح من فكر الفتن.. وهديها من نور ربها . قال تعالى: "

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }(50)

والاعتصام بالقرآن والسنة عبر بوابة العترة هي الضمانة الأكيدة لوحدة الأمة المؤمنة . وقد أوصى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم " عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني أوشك أن أدعي فأجيب وأني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما "(51) قال المفسرون : " حبل الله هم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم . .

وذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ترجمان الآيات قوله: " إني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم " (52).. والملاحظ التطابق بين مفهوم الاعتصام وهو دعوة محقة ظاهرة للقرآن والعترة " الثقلين " وهو ما استهدف إيجاد بناء نسيجي قرآني للوحدة الإسلامية بين المؤمنين . يكون أهل البيت هم أصل النهضة والثورة ." فاخلفوني فيهما " الحديث

.. عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض " (53)

" عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من حجة الوداع و نزل غدير خم أمر بدوحات فقمن فقال : كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ثم قال : إن الله عز و جل مولاي و أنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و ذكر الحديث بطوله "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه بطولها " (54)

... قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (55)

.. وقال صلى الله عليه وآله وسلم :" أخلفوني في أهل بيتي " (56)

خامســا : موقفنا من الصحابة المكرمين :

موقفنا واضحا جليا من الصحابة الأبرار وهو الترضي عنهم .. وعدم الدخول في المسائل القدرية لهم مثل الجنة والنار، ونرى ذلك يدخل من يتناوله في باب المحظور أو التأله ، وأن ننتهج الأمر الإلهي بالدعاء للمؤمنين كافة والاستغفار لهم والتمني لهم بالفوز والرحمة وهو ما يتجلى في قوله تعالى :

{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }(57)

وقد تميز أئمة آل البيت عليهم السلام وبالخصوص ما وصلنا من الإمام زين العابدين عليهم السلام في دعواته وسجداته بالدعاء لأتباع الرسل: " اللهم وإتباع الرسل ومصدقوهم من أهل الأرض بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب والاشتياق إلى المرسلين بحقائق الإيمان في كل دهر وزمان .. " وكان يدعو : " اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحابة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره ، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته ، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل فقرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم... اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان " (58) والدعاء المطول يكشف عن روح الرقة والمودة الشعورية وحسن رد الجميل.. وهو الأنموذج النبوي الأصيل في الرأفة .. وما دون ذلك من أشكال اللعن والسباب.. فهو من أبواب الفسق والفواحش المحرمة والذنوب الدنيئة الموجبة من الإمام العقوبة ، فضلا عن أنها تجاوز حقوق العباد وفيه المحظور القرآني والنبوي وفيه قول الحق تبارك وتعالى :

{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }(59)

وقال تعالى في السياق :

{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } (60)

والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يؤكـد على البعد الأخلاقي في عدم مشروعية اللعن والسباب للمسلمين عامة ويقول في السياق: "أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " ومن المشين الخلط الدائر باسم الدين والتشويه الجائر الذي يقوم به بعض الجهال كرد فعل على مظلومية آل البيت الطاهرين عليهم السلام وفيه الإساءة البالغة والمخالفة الصريحة لكل الأصول والثوابت !! وعليه نؤكد لكل أنصار آل البيت عليهم السلام في قلب الأرض المقدسة بإغلاق باب الفتنة وإثارة البغضاء المسيئة لروح الدين ورسالة التسامح

التي حملها أئمة آل البيت الطاهرين عليهم السلام ، حتى مع خصومهم . وهذا لا يعني إغفال حالة النفاق والعداوة النفاقية لبني أمية وهم قتلة الأئمة المطهرين ومن لحقهم من بني العباس، ونري أن الأهم لرسالتنا هو التهيئة والتوطئة لمقدم خليفة العدل الإلهي الذي سيقتل كل رموز الإفساد في الأرض وهذه هي المهمة الحقة لمسيرتنا .

إن النظر للتاريخ بكليته بمنطق التضاد والعداوة والسوداوية يجعل من العقل الإسلامي محكوم عليه بالإغلاق والتفسيرات المقلوبة، وهو نفس الأنموذج المعادي للحق ، والذي مارسه الطغاة بضراوة ضد المتقين الأطهار فالسب واللعن على المنابر هو خاصية أموية جعلتهم خارج سياق الحق وضمن أنموذج البغاة . والإمام علي عليهم السلام نهى صراحة عن اللعن والسباب.. ومن هنا نؤكد أن التشريف بآل النبي محمد عليهم السلام يكمن بأتباعهم والتطهر بتطهيرهم.. هذا هو موقفنا من مسألة الصحابة .. ونحن بذلك لا نسطح التاريخ ولا ننظر له بالقدسية الكلية ولكن حفظا على اتساق سمة التوازن الأخلاقي.. والأفضل عدم الانجرار للوقوع في المحظور درء لباب الفتنة والشك والتوجه الإنساني هو الأساس في قبول مشروع آل البيت عليهم السلام .. وزرع العداوة يعزل المسلمين عنهم وبالتالي بغطاء آل البيت عليهم السلام يمارس الكذب وسياسات التلاعن و ما أفسح المجال لخصوم آل البيت عليهم السلام من تكريس حملة الحقد وفتاوى القتال والاغتيال؟

وبدلا من إعادة الأمة إلى الدين والتطهير وهي عمق آل البيت عليهم السلام تبدأ محاولات التحطيم الداخلي للأمة.. ويبـــدأ التكفير للموحدين واستباحة دمهم من جديد!! وبهذا ينجح مشروع الحقد في مواجهة مشروع التطهير.. ويكون مشروع الحقد والعداوة المكرس عميقا في التاريخ هو ذاته حركة الإعاقــة لمشروع خليفة الله المهدي الموعود القادم..

أيها الإخوة والأخوات المرابطون .. إننا في هذه الرسالة نؤكد على ثوابتنا ورؤيتنا.. فمشروع النبوة الخاتم.. يؤكده قول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بنا بدئ الدين وبنا يختم .. فكفا بكف .. وطهر بطهر لتتوحد مسيرتنا نحو علونا القادم..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

______________________

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين

_____________________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________



المراجع :

(1) سورة الأحزاب23

(2) الطبراني : المعجم الكبير ج12 / 87

(3) تفسير الطبري ج5/217 : تفسير قوله تعالى " قل هو القادر أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من أرجلكم أ,يلبسكم شيعا.."

(4) مسند أحمد ج4/269 رقم19309.= الدر المنثور ج1/767 = ابن كثير ج1/252، ج2/358

(5) مسند الطيالسي ج1/ 94 رقم 689

(6) رواه :أحمد بن حنبل ج4/104 رقم 17006 = تفسير ابن كثير ج4/ 363

(7) تاريخ دمشق ج1/ 116

(8) المستدرك ج4/ 497 رقم 8391

(9) : الطبراني : المعجم الكبير : ج18/116 رقم 7643

(11) سورة المائدة :67

(12) السيوطي : الحاوي للفتاوي ج2/73 = كتاب الفتن لإبن حماد ص 266 = عقد الدرر ص 30

(13) الدر المنثور ج3/529

(14) الطبراني: المعجم الكبير ج12/ 87 رقم 12560

(15) سورة الصف : 14

(16) سورة طه :55

(17) تاريخ بغداد ج14/ 322 رقم 7643

(18) المستدرك على الصحيحين ج2/ 373 رقم 3312 = تاريخ بغداد ج12/ 90 رقم 6507 = مجمع الزوائد ج9/ 168

(19) سورة هود : 37

(20)الصواعق المحرقة ص 156

(21) السيوطي : الحاوي للفتاوي ج2/73

(22) سورة المائدة : 67

(23) سورة طه: 77

(24) الدر المنثور ج3/ 529

(25)ابن عساكر ج1/ 283

(26) المصدر السابق

(27) صحيح البخاري ج6/ 266 رقم 6881 = صحيح مسلم ج1/ 137 رقم 2484

(28) مسند الشاميين ج2/ 394 رقم 1563 = مسند أحمد ج2/ 321 رقم 8257

(29) الدر المنثور ج3/ 529

(30) كنز العمال ج14/ 678 رقم 39661

(31) المستدرك ج4/ 596 رقم 8658

(32) تاريخ دمشق ج1/ 68، 72، 74

(33) الحاوي للفتاوي ج2/ 72

(34) الحاوي للفتاوي ج2/ 73 = ابن حجر: علامات ظهور المهدي ص 39

(35) تاريخ دمشق ج1/ 337

(36) تاريخ دمشق ج1/ 338

(37) ينابيع المودة ج2/ 134 = المستدرك ج3/ 162 رقم 4715

(38) تاريخ دمشق ج1/ 60، 61

(39) تاريخ دمشق ج1/ 145= الطبراني: المعجم الأوسط ج6/ 382

(40) سورة المائدة : 67

(41) الدر المنثور ج3/ 529 = تاريخ دمشق ج1/ 154

(42) تاريخ دمشق ج1/ 299

(43) الحاوي للفتاوي ج1/ 246، 247

(44).............................

(45) سورة البقرة : 189

(46) ينابيع المودة ج1/ 71

(47) سنن أبي داود ج2/ 610 رقم 4607 = سنن الترمذي ج5/ 44 رقم 2676= مسند أحمد ج4/ 126 رقم 17184 = المستدرك ج1/ 174 رقم 329

(48) تاريخ دمشق ج 42/ 341

(49) سورة الأحزاب: 33

(50) سورة آل عمران: 103

(51) صحيح مسلم ج15/ 522 رقم 2408 = مسند أحمد ج3/ 14 رقم 11119

(52) المستدرك ج1/ 171 رقم 318 = سنن البيهقي ج10/ 141 رقم 20132

(53) مسند احمد ج3/ 14 رقم 11119، ج3/ 17 رقم 11147

(54)المستدرك ج3/ 118 رقم 4576

(55) سنن الترمذي ج5/ 479 رقم 3788

(56) مجمع الزوائد ج9/ 257 رقم 14461

(57) سورة الحشر: 10

(58) الصحيفة السجادية ص 25، 26 " دعاؤه لأتباع الرسل ومصدقيهم"

(59) سورة الأنعام : 108

(60) سورة الأحزاب : 58

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق