أبوا النبي صلى الله عليه وآله هم الناجون الفائزون
حلقات من كتابنا " آباء وأجداد النبي الساجدون
********************************************
منشورة على موقعنا المؤقت
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/09
أبوا النبي صلى الله عليه وآله هم الناجون الفائزون
الباب الأول
المدخل النوراني
:
إن هذا العنوان .. هو القاعدة التاريخية والأزلية . والحقيقة الكونية لحالة المصطفين وهم المستثنون في القراءة الإلهية لحركة التاريخ وقوانينها .. فالمصطفون في معيار الاختيار الرباني هم بمقام الميزان الكوني والذي في ضوءه تتحدد الخيارات الخلقية الأخرى وبمعيار القبول واللاقبول .. وفي القراءة القرآنية لمصطلح [ الرواسي ] في القرآن نجد أن قيمة المصطلح تتواءم في غاياتها وأغراضها بالقيمة الخلقية المرادة... وهو قراءة قدرية للكون وثوابته ونهاياته ورط جدلي رباني بالبدايات مع النهايات ليتكامل العامل الغيبي مع المساحة الواقعية لنصل في هذا الوعي الغيبي الى مستوى العبودية والارتقاء بالسبل في ضوء المحددات الربانية والثوابت ... وهو العبودية وتحققها في هذا الكون المشدود بطبيعته إلى الخالق البارئ المصور سبحانه وتعالى .. وهذا السبيل يدفعنا إلى قراءة المسببات لخلق الكون وهو موضوع غيبي صريح لا تدخل من المخلوق فيه إلا بالمعطيات القرآنية وفي هذا ندرك قيمة المصطلح القرآني ...
[ الرواسي ] وعلاقاته بحركة الخلق وغاياتها وهو الممتثل في تفسيراته ومعطياته للقوانين القرآنية قاعدتنا النورانية في التفسير والتأول لغايات الأمم والخلائق ..
قال تعالى في علاه :
" وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }النحل15..
فالرواسي هنا بمقام الجبال وهو تشبيه يمتثل فيه القيمة الرمزية في القرآن أو ما هو معلوم من أسماء الله الحسنى بعلم الظاهر والباطن ، وهو قلب وعينا الروحاني في اكتشاف الحقائق الربانية ، وبدون المعارف الربانية ومعارج القبول الإلهي لا يمكننا فهم حركة التاريخ سوي بمجهر المادية المظلمة والتي تسوسها اليوم الماسونية الوثنية والمتضادة كما في بروتوكولات صهيون لمعايير الأديان والرسالات ..ولهذا كان اغتيال الأنبياء والرساليين هو حالة التفسير لاغتيال الحقيقة الكونية وترك الأمم بلا قيم ورؤساء وقادة .. وعليه قتل الطغاة على مدار التاريخ المصطفين والسادة ، ولحقهم في ذلك كل العملاء والخونة التاريخيين الذين تصرفوا في واقعهم في ضوء سياسة الغدر والمنهجية الميكافيلية القديمة الحديثة ..
{ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }: الأعراف82
{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } النمل56
وهنا نكتشف وعينا بالمصطلح القرآني لنكتشف من خلال بوابته القدرية كل المعاني النورانية وكل تقاطعات الأهداف البشرية وكذلك ميزان الأعمال ، ومن هنا كان لا بد للبشر والعالمين من قانون ومرجع وحجة موصولة وعارفة بحالة القانون والأمر الإلهي .. ولهذا كان للكون حجة ومرجع وهم الأنبياء والمرسلين وحملة رسالات التطهير .. فهم الممتدون بمقام الجبال الرواسي الحافظة للطبيعة الجغرافية .
{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }الحجر19
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3
والإلقاء هو منظور العطاء الإلهي المتناغم مع حالة التصريف وهو بمقام قوله تعالى :
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }طه39.. وحين يكون التلاقي يكون الحب والصفاء ..وحين يكون العشق مع المعشوق يكون الرضي .. والعشاق هم الأصفياء والمعشوق هو ملقي الحب الأبدي وهو العلى القادر الودود .. وحين ينبت التلاقي ودا مودودا .. { مَحَبَّةً مِّنِّي } .. تكون الحالة الاصطفائية ، فيكون النبيين وكل الرساليين وهم من صنع الكريم الودود ..
} وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } .. مصنوعون بعلم الأمر المخصوص وصبغته النورانية .. وإلقاء المحبة القدرية تصنع القرار والاطمئنان في الحالة الإيمانية المصنوعة ..وهو قوله تعالى : { َقَرِّي عَيْناً } مريم26 أي استقري في عين الله لتكون عين المخلوق مستقرة .. وعين الله هي عظائم قدرته وعطاياه ومنائحه وألطافه .. وعندما تجمع العيون تكون البلاغة القرآنية قد دفعت الحالة الى مصاف الرعاية والتخصيص [ خاصتنا ] وهذا لا يكون سوى لحالة المصطفين والرساليين وأرواح الله اللطيفة المخصوصة في عالم السيادية ..
{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } : القمر 14... { اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } المؤمنون27 : المؤمنون27 ..وباجتماع الوحي في الحالة تكون النبوة والإصطفاء .. وهو عين قول الحق تعالى : {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48
. وهي قراءة اصطفائية مستقرة في عين الله وعظمته ..
{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82
فكان الأمر كن في الأزل يفرز حالة النور وأول الكلمات ، فكان النور الأول والكلمة الأولى هي محمد نبيه وخليله الأعظم .. خلقه من نوره وخلق منه كل الأشياء .. (1).
وهي ... قراءه روحية إحيائية للنفس والروح سواء.... وهذه القراءة هي الحاملة لقانون الصراع والاختلاف والجزاء وهو مكنون قوله تعالى :
{ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }المائدة32
والوصول من خلال هذه الثوابت التي حملها المرسلون المطهرون إلى منهج إحيائي وتمام الرسالة الأخلاقية ..
َ{ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } العنكبوت7
{ َلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } فصلت27
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
[ قال سيدنا جعفر الصادق : أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية وقال صلى الله عليه وسلم :
[ بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ] وقال الشاعر :
كل الأمور تزول عنك وتنقضي ... إلا الثناء فإنه لك باقي
ولو أنني خيرت كل فضيلة ... ما اخترت غير مكارم الأخلاق
وقال سهل بن عبد الله : كلم الله موسى بطور سيناء قيل له : بأي شيء أوصاك ؟ قال : بتسعة أشياء : الخشية في السر والعلانية وكلمة الحق في الرضا والغضب والقصد في الفقر والغنى وأمرني أن أصل من قطعني وأعطي من حرمني وأعفو عمن ظلمني وأن يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة ] (2)
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
[ إن الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق ] وقيل : لأنه امتثل تأديب الله تعالى إياه بقوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } الأعراف : 199
وقد روي عنه عليه الصلاة السلام أنه قال : [ أدبني ربي تأديبا حسنا إذ قال :
{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } : الأعراف : 199 فلما قبلت ذلك منه قال : { وإنك لعلى خلق عظيم } ... (3)
وهنا كان هؤلاء [ الرواسي الذي اختص الله تعالى بهم ميزان الكون أن يكونوا ممتدون .. ممتدة قامتهم ..ليكونوا شاهدون على مشروع الهداية الإلهية ولا يمكن أن تكون هداية إلا بالنور والعرفان النبوي القرآني وهما الدليل لاعتلاء القمم عبر الجبال الرواسي .. وهو قوله تعالى :
{ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ } : فصلت10
.. والتفصيل القرآني هنا واضح في جعل الله الرواسي وهم المحمديون الهاشميون المباركون على هامة الأرض تاجا لها .. هم النعمة و خبز وقوت الأمة والأمم منذ الخليقة .. وهم عنوان النجاة وسفينة نوح المحمدية .. وأبوا النبي المكرمين هم عنوان أصحاب الفخار في جنان الله تعالى .. وباغضيهم هم أصحاب النار ...
" أقواتها : جمع قوت " ، وهم النبي محمد والأئمة السادة من عترته المطهرين عليهم صلوات الله وسلامه .
{ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }الأنبياء31 ..
والتعليل هنا لازمة بلزوم إتباع المدلول والدليل وهو كالشمس يعني النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. ظلال النور على الأرض والأكوان
وهو قوله تعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } : الفرقان45
فالدليل والحجة هما في المصطلح القرآني الحجة على العباد وهو قوله صلى الله عليه وآله :
قال النبي صلى الله عليه وآله: { أنا وعلي بن أبي طالب حجة الله على عباده } (4)
وقال صلى الله عليه وآله : { أنا وهذا حجة الله علي خلقه } .. (5)
وقال صلى الله عليه وآله : { أنا وهذا حجة الله على أمتي } .. (6)
عن أنس قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي ، فقال النبي : هذا حجة الله على أمتي يوم القيامة عند الله . وفي ( ص 63 من الطبع المذكور ) (7)
وقد ذكره [ العلامة القندوزي في ( ينابيع المودة ) ( ص 239 ط اسلامبول ) . روى من طريق صاحب الفردوس والإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا مع علي فقال : أنا وهذا حجة الله على خلقه . رواه صاحب الفردوس . وفي ( ص 179 ) روى من طريق الديلمي والخطيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا وعلي حجة الله على عباده .] (8)
{ أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة } . (9)
وبهذا نخلص في المدخل أن وعاء المستخلصين هم الساجدين .. فلا يكون الإصطفاء إلا من وعاء النور وحالته وهكذا تكون الحالة ، وهكذا يكون الأخيار من قلب الأخيار .. ويكون النور من قلب النور ..
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } : النور35 ..
وفي عموم التفسير هو نور محمد صلى الله عليه وآله .. [وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن شمر بن عطية قال : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال حدثني عن قوله الله : { الله نور السموات والأرض مثل نوره } قال : مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم كمشكاة قال : المشكاة الكوة ضربها الله مثلا لقمة فيها مصباح والمصباح قلبه { المصباح في زجاجة } والزجاجة صدره { كأنها كوكب دري } شبه صدر محمد صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدري ثم رجع المصباح إلى قلبه فقال : { يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء } قال : يكاد محمد صلى الله عليه وسلم يبين للناس ولو لم يتكلم أنه نبي كما يكاد الزيت أن يضيء ولو لم تمسسه نار ] (10)
والنور المراد لمحمد النبي الأعظم ليس من المشكاة ولكنه نور مخلوق من نور الله تعالى .. كما في الحديث الصحيح .. [وأخرج ابن مردويه عن أبي العالية نور على نور قال : أتى نور الله تعالى على نور محمد [وأخرج ابن مردويه عن أبي العالية نور على نور قال : أتى نور الله تعالى على نور محمد ] (11) [وروى سالم عن ابن عمر في هذه الآية قال : المشكاة : جوف محمد، والزجاجة : قلبه، والمصباح : النور الذي جعله الله فيه، لا شرقية ولا غربية : ولا يهودي ولا نصراني ، توقد من شجرة مباركة: إبراهيم ، نور على نور، قلب إبراهيم، ونور: قلب محمد صلى الله عليه وسلم (12) . وقال محمد بن كعب القرظي: " المشكاة " إبراهيم، و" الزجاجة ": إسماعيل و
" المصباح " : محمد صلوات الله عليهم أجمعين سماه الله مصباحًا كما سماه سراجًا فقال تعالى: "وسراجًا منيرًا" ( الأحزاب-46 ) ، "توقد من شجرة مباركة" وهي إبراهيم، سماه مباركة لأن أكثر الأنبياء من صلبه، "لا شرقية ولا غربية" يعني: إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كان حنيفًا مسلمًا لأن اليهود تصلي قِبَلَ المغرب والنصارى تصلي قِبَلَ المشرق يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، تكاد محاسن محمد صلى الله عليه وسلم تظهر للناس قبل أن يوحى إليه
" نور على نور": نبي من نسل نبي، نور محمد على نور إبراهيم. ] (13)
أحدها لنور القرآن والثاني لنور الإيمان والثالث لنور محمد صلى الله عليه وسلم والرابع لدينه الإسلام - فصل
فأما وجه هذا المثل ففيه ثلاثة أقوال :
أحدها أنه شبه نور محمد صلى الله عليه وسلم بالمصباح النير فالمشكاة جوف رسول الله صلى الله عليه وسلم والمصباح النور الذي في قلبه والزجاجة قلبه فهو من شجرة مباركة وهو إبراهيم عليه السلام سماه شجرة مباركة لأن أكثر الأنبياء من صلبه لا شرقية ولا غربية لا يهودي ولا نصراني يكاد محمد صلى الله عليه وسلم يتبين للناس أنه نبي ولو لم يتكلم وقال القرظي المشكاة إبراهيم والزجاجة إسماعيل والمصباح محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم وقال الضحاك شبه عبد المطلب بالمشكاة وعبد الله بالزجاجة ومحمدا صلى الله عليه وسلم بالمصباح والثاني أنه شبه نور الإيمان في قلب المؤمن بالمصباح فالمشكاة قلبه والمصباح نور الإيمان فيه وقيل المشكاة صدره والمصباح القرآن والإيمان اللذان في
[الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم
: 35
أحدها لنور القرآن والثاني لنور الإيمان والثالث لنور محمد صلى الله عليه وسلم والرابع لدينه الإسلام – فصل :
فأما وجه هذا المثل ففيه ثلاثة أقوال :
أحدها أنه شبه نور محمد صلى الله عليه وسلم بالمصباح النير فالمشكاة جوف رسول الله صلى الله عليه وسلم والمصباح النور الذي في قلبه والزجاجة قلبه فهو من شجرة مباركة وهو إبراهيم عليه السلام سماه شجرة مباركة لأن أكثر الأنبياء من صلبه لا شرقية ولا غربية لا يهودي ولا نصراني يكاد محمد صلى الله عليه وسلم يتبين للناس أنه نبي ولو لم يتكلم وقال القرظي المشكاة إبراهيم والزجاجة إسماعيل والمصباح محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم وقال الضحاك شبه عبد المطلب بالمشكاة وعبد الله بالزجاجة ومحمدا صلى الله عليه وسلم بالمصباح
والثاني أنه شبه نور الإيمان في قلب المؤمن بالمصباح فالمشكاة قلبه والمصباح نور الإيمان فيه وقيل المشكاة صدره والمصباح القرآن والإيمان اللذان في (14)
[{ من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية } تقدم القول فيه { يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور } على تأنيث النار وزعم أبو عبيد أنه لا يعرف إلا هذه القراءة وحكي
أبو حاتم أن السدي روى عن أبي مالك عن ابن عباس أنه قرأ ولو لم يمسسه نار بالياء قال محمد بن يزيد : التذكير على أنه تأنيث غير حقيقي وكذا سبيل المؤنث عنده وقال ابن عمر :
جوف محمد صلى الله عليه وسلم والزجاجة قلبه والمصباح النور الذي جعله الله تعالى في قلبه يوقد من شجرة مباركة أي أن أصله من إبراهيم وهو شجرته فأوقد الله تعالى في قلب محمد صلى الله عليه وسلم النور كما جعله في قلب إبراهيم عليه السلام وقال محمد بن كعب : المشكاة إبراهيم والزجاجة إسماعيل والمصباح محمد صلوات الله عليهم أجمعين سماه الله تعالى مصباحا كما سماه سراجا فقال : { وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } [ الأحزاب : 46 ] يوقد من شجرة مباركة وهي آدم عليه السلام بورك في نسله وكثر منه الأنبياء والأولياء وقيل : هي إبراهيم عليه السلام سماه الله تعالى مباركا لأن أكثر الأنبياء كانوا من صلبه { لا شرقية ولا غربية } أي لم يكن يهوديا ولا نصرانيا وإنما كان حنيفا مسلما وإنما قال ذلك لأن اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى تصلي قبل المشرق { يكاد زيتها يضيء } أي يكاد محاسن محمد صلى الله عليه وسلم تظهر للناس قبل أن أوحى الله تعالى إليه { نور على نور } نبي من نسل نبي وقال الضحاك : شبه عبد المطلب بالمشكاة وعبد الله بالزجاجة والنبي صلى الله عليه وسلم بالمصباح كان في قلبهما فورث النبوة من إبراهيم { من شجرة } أي شجرة التقى والرضوان وعشيرة الهدى والإيمان شجرة أصلها نبوة وفرعها مروءة وأغصانها تنزيل وورقها تأويل وخدمها جبريل وميكائيل ] (15)...
وهم القيادة الإلهية الوريثة والخاتمة ... والمنصبة عبر الأجيال لتكون بمقام النور والشمس الدليل ، وسر الجعل والتكوين الإلهي القدري .. وبهذا التوجه في المدخل التفسيري نجد أن الشجرة المطهرة التى حملت في أحشائها النور الإلهي هي الشجرة الهاشمية المقدسة والمصطفاة .. ظلال الساجدين وتنبع من نورهم وقدسهم وتسقي النور دمها المطهر فداء إبراهيميا نورانيا لتعطي من إسماعيل والحسين أنموذجا ممتدا في عالمية الاختصاص عبر الأجيال نورا نحو دمنا المقدس وعالميتنا الاستشهادية الممتدة من عين الإله الأعظم الى عمق تواريخنا الأرضية المتواصلة .. فكان اصطفاء بني هاشم من قلب قريش يدفع بالنور الاصطفائي المحمدي الهاشمي للظهور .
عين قول الحق تعالى
:
{ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } : الشعراء218،219
يتبع البحث نحو الاشراق الالهي ..
وبالنظر الفاحص لجملة الأحاديث الواردة في المصادر الحديثية وعند أهل التفسير في موضوع الإصطفاء .. نجد القرآن الكريم يغطى مساحة هذه الشهادات النبوية في الإصطفاء .. وفيه جلال العطاء الإلهي لهم عليهم السلام في قوله تعالى :
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
هذا وان الإرادة التطهيرية القرآنية وهي من عالم الأمر الإلهي تعطي للحقيقة الاصطفائية حقيقة تطهيرية مجللة بالنور وحقائق الرعاية الربانية .. والمشاهدة العلوية وهو صميم روحانية قوله تعالى : { الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } وقد فسرت في مبحثنا أنه يكلؤك ويرعاك في أجساد الطاهرين النورانيين والأنبياء حتى جئت على قدرك المعظم من ظهور الأنبياء عليهم السلام خلف نبي قطارا للطهر ،
وفي القرآن تعزيز المشهد التصويري ، فيما بيبن القيام وحركة التنقل الروحاني وكأن القرآن الحق يكاد ينطق بأن نواة النور المحمدية الراسخة أزليا في ظهر آدم الى تسلسل الأنبياء والمطهرين من سلالتهم النورانية .. هي روح حية متحركة وخلية النور .. لا يمكن أن تسهو أو تنام .. بل تتحرك في ظلال الأوامر النورانية العلوية وفي الأساس هي روح علوية وجدت مكانها في الأرض لتشرقها وتشرق حامليها عبر الأجيال .. والرؤية الإلهية وهي الرعاية والنمو وهي تعبير دقيق لقوله تعالى:
" وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"
والعين الرعاية الحافظة . والآية {حِينَ تَقُومُ } أي في حركتك ومشاركتك في بيان الحق النوراني عبر بوابة النور المحتواة في نواتك وخليتك النافذ1ة .. وهو القيام من مقام الى مقام وهو عليه صلوات الله وسلامة روح أزلية خالدة تستقطب لمقام النور العلوي كلما جذبها .. إذ لم تمسها البشرية الخلقية بعد لتتحول لروح ناطقة وثورة تحوليه في العوالم الأرضية ولهذا وصف قبيل ميلاده .. في الإنجيل ب " بملكوت السماوات والأرض " .. والقيام هو النهوض الإحيائي وتتبلور هذه الروحية في ظهور الآباء والأجداد عبر الخليقة وعبر السفينة وفوق الطوفان .. ليستقيم الخلق بتسبيحه وتبتله فهو حياة مستقلة عن البشر وهو الذي يرى من الوجه والخلف ويراقب ممن خلفه ومن جهاته كما في الأحاديث الصحيحة .... وفي قوله تعالى في السياق :
{ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } : الشعراء2:219 ..
تعبير جديد في تأكيد توصيفنا للحالةوالتقلب مع القيام يؤكد حركة الروح النورانية في العوالم العلوية وحيث يطلبها الله تعالى ، لتستقر في مستودعها الأرضي في ظهور الساجدين من الأجداد والآباء .. ويفصله قوله صلوات الله وسلامه عليه :
[ إني كنت في السفينة في صلبه وهبط الى الأرض وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب أبي نوح وقذفت في النار في صلب أبي إبراهيم ولم يلتق أبواي قط على سفاح ، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة الى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما . وقد أخذ الله بالنبوة ميثاقي ,وبالإسلام هداني ، وبين في التوراة والإنجيل ذكري ، وبين كل شئ من صفتي من شرق الأرض وغربها وعلمني كتابه ، ورقى بي في سمائه ، وشق لي من أسمائه ، فذو العرش محمود ، وأنا محمد ووعدني أن يحبوني بالحوض وأعطاني الكوثر . وأنا أول شافع وأول مشفع ، ثم أخرجني من خير قرون أمتي ..
وأمتي الحمادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ] . (16)
والنبي صلوات الله عليه وآله الطاهرين كما ذكر في مبحثنا هو ينبوع النور الإلهي في السماوات والأرض .. ونوره ساطع مشرق في العوالم منذ ميلاده ..
وهو قول السيدة : آمنة النور وبنت وهب الموهوبة عليها السلام :
[ لقد علقت به تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجدت له مشقة حتى وضعته فلما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب ثم وقع إلى الأرض معتمدا على يديه ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء وقال بعضهم وقع جاثيا على ركبتيه وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها حتى رؤيت أعناق الإبل ببصرى رافعا رأسه إلى السماء .. عن عثمان بن أبي العاصحدثتني أمي أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولدته قالت فما شيء أنظره في البيت إلا نور وإني أنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول ليقعن علي ] (17)
[ روي عن عثمان بن أبي مصباح عن أمه فاطمة قالت : " لما حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، رأيت قد امتلأ نور ، ورأيت النجوم تدنوا حتى ظننت أنها ستقع علي "(18)
وإذا كانت هذه شهادة الحاضرين جوار الجدة : آمنة النور عليها السلام فكيف بها عليها صلوات الله عليها وهي سيد النساء الطاهرة في زمنها .. أليس هي أحق بالنور أن يجللها ويكون سربالها ومادتها .. وإذا كان التماس المغناطيسي حسب النظرية المعاصرة يعطي خاصيته للأجسام الملامسة له .. فكيف بالنور الإلهي المحمدي في حاضنة النور آمنة المؤمنة بأمان الله القادر .. كانت حقا اسما على مسمى .. ونورا على نور .. فنور وليدها في رحمها كان محاطا بنورها وهي المحاطة بجلال الله ورعايته .
ليتجلى النور بكليته في النبي الأعظم وليسطع منه في عترته المطهرين .. وليشرق بنوره العالمين ... فهذه آمنة النورانية نورها يسطع ليطفئ ظلام الظالمين وينير طريق المناضلين الأحرار وطلاب النور والحقيقة .. يسطع نورها ونور كل أجداد النبي الأعظم الساجدين عليه وعليهم صلوات الرب العلي وسلامه .. عرفانا لكل القادمين ورافعي أعلام آل محمد الطاهرين .. عرفانا لكل المنتظرين لخليفة الله الهاشمي صلب الساجدين .. يشرقون الأرض والعلا ...
{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } : الزمر69
وعبر هذا المدخل يكننا عبر أبواب قرائتنا البحثية الجادة الولوج الى أعماق الحالة .. عبر بوابة الاصطفاء الإلهي في الباب الخامس من قرائتنا النورانية سيعرض لنا النبي الأعظم وعبر قراءته صلوات الله وسلامه عليه وآله لإشراقه النور في ميلاده وميراث آبائه عليهم السلام أن الاصطفاء والإشرافات الربانية التي سكنت جوانح حالة آل البيت المطهرين انما كانت تمتد عبر هؤلاء المقدسين وورثة الأنبياء الساجدين لتنير بأمر نور الأنوار .. نور محمد الصادق الأمين في القرآن والتوراة والإنجيل .. وأن أم النور محمد صلى الله عليه وآله كانت تشرق بنورها عند خروج النور النبوي الساكن في أحشائها .. ليملأ الله نور السموات العالمين .. إنها شهادة القديسة والفتاة الصلبة والمتحدية لليهود والقرشيين .. ومؤامراتهم والمطاردة بوليدها عند بني النجار أخوال النبي المكرمين عليه وعليهم عظيم الصلوات .. حين مكان الرعب يكتسح عبر معجزات النبي عند أعمامه وأخواله الآفاق يرعب أصحاب الكراسي والوجاهات الوثنية التى صرحها على سياسات النهب والغدر الدموية .. ناهيك عن ارتباطاتها بالمحاورالبيزنطيه الفارسية عبر علاقات التواطؤ !1 ولكن آمنة النور كانت تمتد بتحديها رغم انكسار جناحها بوفاة أبو طالب عم النبي البطل عليه وعليهم صلوات الله وسلامة .. وكانت هذه الحقبة الزمنية التى اصطلح عليها المؤرخون " أهل الفترة "..
ترسم التحولات التاريخية النورانية في العالمين وتدفع عبر تعاليم النبي ورصيد الروح والوحي ووصايا أجداد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى تحول هذا النور الجديد الى حالة روحية ثورية تملك من روح التحدي ما يزلزل الدول العظمى في حينها .. وليكون آباء النبي النورانيين هم من يدفع الحالة نحو الله .. ليعيش النبي من عش الحنين الى حالة اليتم في كنف الرعاية الإلهية ونفحات روح الله جبرائيل عليه السلام والذي لم يفارقه لحظة حتى صعوده للملكوت الأعلى .. ان قراءة آباء النبي صلوات الله عليهم وسلامة تحتم على الصفوة المختارة أن يكتبها خيرة أبناء هذه الأمة المحمدية المطهرين بعيد عن العابثين والمتاجرين وعملاء الدولار وسياسات واليانكي عبر بوابة بيع الدين والرسالة في مكة المشرفة .. حيث يسكن كل الخونة التاريخيين وعملاء المستكبرين .. يسطرون البدع والتكفير على كل المحمديين القادمين وينتهون مسائهم بالخمر والسجود للكافرين .. وأما الثوريين الرافضين لنهج العداء لآل محمد والبيت الحرام والوجود الصهيو أمريكي فهم خارجون على الملك والقانون .. لهذا كان علينا ونحن نرسم تحولاتنا الثورية ومشروعنا التحريري أن ندرك أن تطهير مكة من عملاء المستكبرين هو أهم بكثير من أشواط السعي التجارية والتي تخدم أمريكا وتطرح الإسلام الأمريكي مقابل البديل المحمدي .. وأن علينا أن ندرك أن مشروعنا المهدوي بقيادة خليفة الله المهدي عليه السلام هو وحدة الذي يترجم حالة السعي الحقيقي عبر بيان الثورة الأول بين الركن والمقام .. وعلى جماهير المهدي والمد المحمدي أن تدرك أن دورها الحق لم ولن يقوم إلا بقائم آل محمد الطاهرين الوشيك ظهوره عليه السلام .. وأن هؤلاء المنشغلين بتكفير المؤمنين والخارجين على كل القوانين الملكية لن يكونوا الا خارج مساحة النور والتي يرسم مستقبلها في الأمة سليل ابن آمنة البتول النور المطهرة .. وعندما يقف هؤلاء التكفيريين خدم أحذية البلاط وعشاق الدم والخطف والاغتيالات ليجعلوا أم النبي وآبائه الساجدين خارج القراءة التاريخية .. !! فأنهم يكشفوا زيف القراءة والمنهج الأموي المكرس عبر التاريخ والأجيال .. ناهيك عن حالة العداء الشرسة لكل أولياء البيت النبوي المقدسي وآبائهم الساجدين .. ولهذا علينا ونحن نفجع في قلوبنا وتنزف عروقنا من جراء الزيف الذي يغطي مناحي السيرة النبوية وقراءتها المجتزأة والمقلوبة .. أن نتقدم بمشروعنا الثوري البديل والذي لا يمكن وقوفه صلبا بدون نزع فكر التحريف والمؤامرة على آباء النبي صلى الله عليه وآله .. وعلى الأمة أن تدرك أنه بدون دفاعها وانحيازها لآل النبي محمد الطاهرين ستكون معادية لخليفة الله المهدي وثورته المقدسة .. وهذا الخطاب المفتوح لكل الصادقين يدعوا من جديد .. ومن جديد مرة أخرى ... بنزع الفكر المذهبي السلفي القاتل .... وحين يغطى الدفاع المسلوب بالسلفية والغلو الشيعي السني الشيعي !1 يكون آل البيت المطهرين الضحية ومنهجهم المقدس يعيش من جديد في أزمة الملاحقة والسعار المذهبي ... ان فكر السيدة آمنة وعبد المطلب وأبو طالب عليهم السلام لهو اليوم هو الذي يغطى مساحتنا وأن الثورة المحمدية لن تستقيم بنهضتها وهذا الفكر التكفيري بين الموحدين سائدا ... وهذا وذاك لن يزيد الفرج الا تأخرا .. وأن عنوان هذا الباب من قراءتنا : آباء النبي الناجون الفائزون ليحمل في طياته ووعيه مشروعا استشهاديا .. فقد كان أبو طالب والسيدة خديجة هم بحق أول شهداء في الإسلام .. رحلوا الى العلا من جراء الحصار العربي الدموي في [ شعب أبي طالب عليه السلام ] والذي استمر ثلاث سنوات في ظل الحصار حتى أكلوا ورق الشجر وجلد الحيوان .. مما تسبب الى موت سريري أودى بحياة قيادة النبوة الأولى وجدار الحماية الهاشمية .. شهداء في سبيل النبوة ، ليقف الخارجون عن الدين أصلا ليفتوا بكفرهم ومخالفة القرآن و النبي صلى الله عليه وآله .. والذي كان يحث على مودتهم وبرهم .. وكان رد الجميل هو الانتهاء بمخطط قتل جماعي لأبناء النبي من بني هاشم .. حقدا سوداويا لازال يرسم بسواده مساحة التسجيل التاريخي الظالم .. وأن ما احتوته القراءة من أدلة وقراءة نقدية لتضع المثقف العربي اليوم أمام حالة افتراق مع الإسلام المزيف ..
[ قال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ] .. (19)
" قال ابن كثير : الحديث ليس في شيء من الكتب الستة وإسناده جيد قوي "
وفي حديث صحيح آخر :
[عن عبدا لرحمن بن زياد ، عن بعض أشياخهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس أشد ما أتخوف على أمتي الشيطان ولا الدجال ولكن أشد ما أتقي عليهم الأئمة المضلين ] (20)
فهؤلاء الطابور السوداوي المزيف للخيارات المحمدية القادمة تحت دعاوى أصلا هي أموية مؤامراتية مثل مقامرة الشيعة والسنة وأحداث حالة دموية بين الموحدين نتاجا لفكر هؤلاء الضالين وأشباه العلماء الذين يسكنون بلاط أحذية الحكام الخونة .. هم الذين يصدرون الكتب الحاقدة لإخراج آباء النبي وأجداده من الملة المحمدية .. خدمة لليهود وأنظمة العرب التي يعتبر هذا الطابور الخروج عليها كفر فهم أولياء نعمتهم وأولوا أمرهم القائمين بالدين وخدمة الحرم وتحويل مكة والقدس إلى قطعان المفسدين في الأرض .. ان آمنة البتول قادم وشيك .. ولن يكون لهؤلاء المتمردين والخارجين على القانون المحمدي وجودا .. فهو وعد الإله الحق .. ولن ينسى التاريخ آلاف الكتب المنحطة التي تنكر المهدي عليه السلام وأسوأها الصادرة عن رئيس المحاكم القطرية المنكر لأحاديث المهدي عليه السلام !! لن ينسى التاريخ العربي سيد العرب على بن أبي طالب عندما قتله الخارجي
" ابن ملجم " قوله على الفور : [ فزت ورب الكعبة ] ؟؟ فقتل آل محمد شهادة وهم الشاهدون وحجج الله على الخلق .. فاز كما فاز أبيه أبو طالب عليه السلام شهيد الشعب وقائد الثورة الإلهية المدافعة عن النبوة والرسالة .. فكان الجزاء له في التاريخ العربي أنه " كافرا " يكفرون آباء النبي ويطلبون العرب من نبيهم الشفاعة.. ونسي الجمع النفاقي التاريخي أن فاطمة بنت أسد كانت زوجته .. والعجب أن يكتب التاريخ بعد الدعوة والنبوة أن فاطمة بنت أسد وهب أم أمير المؤمنين على عليه السلام كانت صالحة وأن زوجها المغوار البطل حامي الدين وحارس العقيدة في مهدها كان كافرا !!
أليس هذا وحدة هو تشكيك بالنزعة الأخلاقية في النبوة حين يجمع بين المؤمنة والكافر !! وهوا لذي بعث صلوات الله عليه وآله ليتمم مكارم الأخلاق .. ان لآل النبي محمدا قدرا في أن يعيشوا مظلومين من العرب بني جلدتهم ... وأن ردنا سيكون مكتملا في الأبواب المقبلة من دراستنا ..
(21)
***********************************************
فهرس : الباب الأول
*************
(1) قرائتنا : خلق الله آدم عليه السلام من أجل محمد وآله الطاهرين عليهم الصلوات والتسليم : منشور على موقع أمة الزهراء : شبكة الأبدال العالمية .
(2) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج7/301 قوله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ( 199)
(3) نفس المصدر : تفسير القرطبي ج 18/198 قوله تعالى :
" وإنك لعلى خلق عظيم (4= الكتاب : المستدرك على الصحيحين ج2/ 760 رقم 4221
المؤلف : محمد بن عبد الله أبو عبدا لله الحاكم النيسابوري
الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة الأولى ، 1411 - 1990تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ..
(4) ميزان الاعتدال ط الحلبي رقم 5649
(5) ميزان الاعتدال ط الحلبي رقم 8590 ,
(6) تاريخ بغداد ج2/86 ..= الكتاب : شرح إحقاق الحق
المؤلف : السيد المر عشي الجزء : 15 الوفاة : 1411 المجموعة : من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية تحقيق : تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
الناشر : منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم - ايران
(7) المؤلف : السيد المر عشي الجزء : 15 ص 177
(8) نفس المصدر السابق : الكتاب : شرح إحقاق الحق ص 178
(9) تاريخ بغداد ج2/86 ط المكتبة العلمية بيروت1997= كنز العمال ج رقم 33013
أنظر : مبحثنا : مصطلح الحجة في القرآن .. منشور على موقع أمة الزهراء : شبكة الأبدال العالمية .. = الكتاب : العمدة المؤلف : ابن البطريق ص 364 الوفاة : 600 المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام سنة الطبع : جمادي الأولى 1407 الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرف
(21) هامش : أنظر : نفس الدراسة عنوان : النقاش هو إسلام العملاقة فاطمة بنت أسد عليها السلام : ويتم التوسع في رد الاعتبار التاريخي والنبوي : الباب الخامس : الإصطفاء الإلهي الخاص للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأجداده الساجدين ..
(10) الشوكاني : فتح القدير ج4/53 قوله تعالى " ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب (38)
(11) الدر المنثور ج6/ 202 قوله تعالى :
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (36
الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993
(12) عزاه السيوطي في "الدر": (6 / 198) للطبراني وابن عدي وابن مردويه وابن عساكر.
(13) الكتاب : معالم التنزيل ج6/ 48 ــ المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي [ المتوفى 516 هـ ]
المحقق : حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الرابعة ، 1417 هـ - 1997 م : مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف www.qurancomplex.com
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ، والصفحات مذيلة بحواشي المحققين ] = الكتاب :تفسير اللباب ج12/ 108 المؤلف : ابن عادل مصدر الكتاب : موقع التفاسير
http://www.altafsir.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
قوله تعالى : [ الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (35)
(14) الكتاب : زاد المسير في علم التفسير ج6/ 44
عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي " : ابن الجوزي " الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت : الطبعة الثالثة ، 1404 = نفس المصدر ج4/ 844
مصدر الكتاب : موقع التفاسيرhttp://www.altafsir.com
(15) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج12/ 233 قوله تعالى : " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (35)
= الكتاب : تفسير القرطبي ج12/ 263مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع والكتاب مذيل بالحواشي ] ...
(16) السيوطي : الدر المنثور ج6/ 231 ، 232= كتابنا : أهل البيت النبوي في ظلال القرآن الكريم = البغوي : معالم التنزيل : المجلد 4/ 281 = البداية والنهاية : المجلد1/ ج2/ص 661: نفس الطبعة = كتاب الشفا ج1/131
(17) نفس المصدر السابق : ابن كثير : البداية والنهاية ج2/ 262 ، 263، 264 الناشر : مكتبة المعارف – بيروت = تاريخ مدينة دمشق ج3/ 79 : نفس الطبعة ...
= الكتاب : تهذيب سيرة ابن هشام ج1/43 المؤلف : عبد السلام هارون
مصدر الكتاب : موقع الوراق http://www.alwarraq.com
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ].
ذكر النبهاني رحمه الله في الأنوار المحمدية :
(18) الأنوار المحمدية ص 18 = الشيخ الصالحي الشامي : سبل الهدى والرشاد : المجلد 1/ 341 ــ 342
(19) تفسير الطبري : جامع البيان ج 5/ 217 قوله تعالى " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون (65)
= تفسير ابن كثير ج2/188= الدر المنثور ج3/ 289 الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993 قوله تعالى : " قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ( 15
(20) السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها ج1/ 273
المؤلف : أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الداني
الناشر : دار العاصمة – الرياض الطبعة الأولى ، 1416
تحقيق : د. ضياء الله بن محمد إدريس المباركفوري ..
(21) هامش : أنظر : نفس الدراسة عنوان : النقاش هو إسلام العملاقة فاطمة بنت أسد عليها السلام : ويتم التوسع في رد الاعتبار التاريخي والنبوي : الباب الخامس : الاصطفاء الإلهي الخاص للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأجداده الساجدين ..
تم الباب الأول بحمد الله تعالى
نشرت أولا على موقعنا المؤقت : الساجدون في فلسطين
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/09
__________________
نشرت على منابر العراق الثقافية بالأمس
http://manaberaliraq.net/vb/showthread.php?t=१४९१०
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق