وفي المصطلح ” فتثير ” أي تصنع ثورة لها وجهات ظاهرة وباطنة عديدة…
.” الرياح “ : هي رياح هذه الثورة البنائية الفوقية المنتظمة على أساس العدل الإلهي الخالص…. ويقال اليوم في المصطلح ــ رياح الثورة التغييرية ــ ورياح الثورة في السياق هي روح الثورة الإلهية ورسوخ المعتقدات الربانية في الوعي الأممي والجماهير وتحديداً في قلب الجماهير المسلمة أو الأمة المسلمة القائمة على صنع الثورة في الجماهير وأوطان المسلمين والقائمة على قاعدة :
” ولتكن منكم أمة “ وفي قراءتنا لمصطلح الأمة :
نشرناه على موقع أمة الزهراء : شبكة الأبدال العالمية 2001 ميلادية
وهو منشور الآن على مركز دراسات أمة الزهراء على شبكة الانترنت
وفيه حددنا المعنى الخاص والعام لمصطلح الأمة في القرآن .. ” فتثير سحابا ” والسحاب هو آلية التطهير الثوري لمشروع البناء الرباني في المخلوقات والأمم …. ” بعد موتها “ أي بعد أن حكم الطغاة والمستكبرين على الشعوب بالموت الجماعي بعد أن أخضعوها لنظريات المكر الظالم وبروليتاريا القهر الحزبي المسئول عن قتل الملايين في مجازر روسيا والصين في قلب بلاد المسلمين وإلى هذه الساعة يكون هذا الفكر المادي القهري المسئول عن أنظمة الحكم القهرية والانقلابية في العالم وفي الوطن الإسلامي تحديداً !!
وقوله تعالى ” وأحيينا به ” راجع على الإنزال الإلهي السماوي المعجز والإحيائي للمهدي عليه السلام في زمن العالمية الخاتمة
.. ونرى في الآية أنها مخصوصة بخليفة العدل الإلهي الخاتم للنبوة المحمدية … وهي إقامة دولة العدل الإلهية ” به “ يعني بخليفة الله المهدي عليه صلوات الله وسلامه فهو المرشح بالاصطفاء من قبل الله تعالى لا من قبل نظريات البشر التي حطمت الشعوب وقهرتها وأوصلتها إلى هذه الحالة الموصوفة في القرآن ” بلد ميت ” وهو تعليل مكاني عام في الأمم… والمهدي الموعود عليه السلام هو عنوان الثورة الالهية الخاتم وقائد الثورة الالهية الخاتمة ( ثورة العدل الالهية والراسي لقيمها الانسانية الخلاقة ).
وفي زمنه يصعد الشامخون الالهيون الأشهاد رموزا للعدل الالهي يقومون بالعدل والشهادة الرحمانية بالقسط في العالمين ..
وفي قوله تعالى : {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا } : النازعات32 ..
الدليل الوافي لحقائق المصطلح والرسو .. والجبال مثال تقريبي للعقل مقابل طرح الأنموذج التفسيري : وهم الرجال الأشداء الشامخون المستعلون بالقيم الالهية :
(وأنتم الأعلون ) ( من المؤمنين رجال ) : الآيات .. وفي التفسير أرساها أي انزله المولى تعالى لتسكن .. والرمزية القرآنية كلها تعبر عن الخيار الالهي لتحقيق المجد الالهي في الاعمار الالهي والزراعة الالهية لآدم وذريته عليهم السلام في بداية الخلق البشري وانتهائها بالخلاصة الاصطفائية المحمدية .. والحقيقة المحمدية حاملة كلية السر الالهي في الثورة البشرية وعمارها وتحريرها الأرض من استعباد العباد إلى العبودية إلى رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الاسلام ..
وفي قوله تعالى :
” كذلك النشور ” فاطر/9 : هو تأكيد على أن الحالة المرادة بالثورة الإلهية الخاتمة مخصوصة بآخر الزمان أي أن الأمة سيكون لها المحشر والمنشر في الأرض المقدسة . وهو تعبير مكاني عن خلافة العدل في الأرض المقدسة – أي في فلسطين – تحديداً…
وفي ذلك قال الطبري رحمه الله في قوله تعالى (كذلك النشور): قال: ” ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه ” (6)
الطبري ج10/379 (جامع البيان)
وذكر ابن كثير: عن معاذ بن جبل (رض) قال: من علم أن الله هو الحق المبين وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور دخل الجنة ” (7)
( 7) تفسير ابن كثير ج3/277. تفسير قوله تعالى (كذلك النشور)
( والقراءة التفسيرية إجمالا تشير بوجه خاص وعام أن قوله تعالى : ” كذلك النشور “ تحدده الآية بآخر الزمان وهذا يتفق في تأويلنا للآية الكريمة بأن المفهوم للآية هو تحديد أبجديات الثورة الإلهية من خلال مفهوم (التنزيل) المتعلق بخليفة الله المهدي عليه السلام .. والنشور حالة مصطلحية تشكل أمة في التفسير أخطر سماتها شكل التحدي المعلن في وجه الطاغوت المعلن وانكسار القرن الابليسي هو أحد حتميات المصطلح المواجه ..
وفي قوله تعالى :
{ من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعاً, إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } ..
هو التحديد الرباني لمصدرية العزة الإلهية ، وقوله تعالى : ” جميعاً “ أي إشارة إلى الحالة الجمعية الأممية .. وهذه الحالة لا وجود لها ولا نظير إلا في دولة النبوة المعظمة ودولة الخلافة النبوية بقيادة ” خليفة الله المهدي ” عليه السلام :
وأيضاً في آخر الزمان ” والذين يمكرون السيئات ” هي دولة الخبث السفياني عميل الدجال واليهود وعدو المهدي وآل محمد صلى الله عليه وآله في آخر الزمان ــ فهم السيئات ــ استجماع السوء كله , والسيئات : هي جمع سيئة والسيئة هم الأمويون قتلة آل البيت وهم أدوات الشر وجميع هذه الأنظمة الأموية المكرسة تاريخيا : سايكس بيكو، الأنجلوفرنسية.. والصهيوأمريكية هي التي أوصلت جماهير المسلمين الى حالة الخنوع والمسخ العقلي الجمعي . !!
وهو قوله تعالى :
“والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور” فاطر/10
ويبور: يسقط جذريا على مستوى الأيديولوجية والوجود.. ويكون أنقاضاً , ” وكنتم قوما بورا ” الفتح/14 , ” وكانوا قوما بورا “ الفرقان/18 وهو قوله
تعالى في التمييز الاجتثاث كما صدرناه في مبحثنا ” الرجس ” .
“حتى يميز الخبيث من الطيب” آل عمران/179
وبالإجمال التفسير القرآني : لمصطلح الطيب ” الطيب “: هو القرآن والنبوة – كتاب الله وسنتي - والقرآن والعترة –
( كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علىَّ الحوض) .
انظر موسوعتنا في المصطلح القرآني : (مصطلح الطيبون في القرآن ) : تحت النشر
فالتمايز بين حالة آل محمّد عليهم السلام وأهل عداوتهم وهم بنص الحديث :
” أكثر بطون قريش بغضاً لمحمّد وآل محمّد هم بنو أمية وبنو مخزوم ”
{ من مسند عمر } عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله تعالى :
{ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا }
قال : هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه.. ” عن علي أنه سئل عن الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال : بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبي جهل ”
” إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم “
وروى الحاكم في المستدرك : ” عامر بن واثلة قال : سمعت عليا رضي الله عنه قام فقال : سلوني قبل أن تفقدوني و لن تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكواء فقال : من الذين بدلوا نعمة الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار ؟ قال : منافقو قريش قال : فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ؟ قال : منهم أهل حروراء هذا حديث صحيح عال و بسام بن عبد الرحمن الصيرفي من ثقات الكوفيين ممن يجمع حديثهم و لم يخرجاه “
نعيم بن حماد في الفتن ك – عن أبي سعيد وابن مردويه
وحركة التمايز النهائية لا تكون إلا في زمن الخليفة المهدي الموعود عليه السلام… وهو خليفة العدل الإلهي في الأرض.. ” فالطيب ” هو الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم و” الطيبات ” هم أئمة آل النبي محمد صلى الله عليه وآله المطهرين.. وإجمالاً هناك في المصطلح ــ الكلم الطيب ــ إعجاز قرآني له سره , لوروده بشكل توحيدي فرداني … أي مرة واحدة في القرآن. وهذا يؤكد أن الهدف الخالص منه الإشارة إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وإلى عترته القرآنية من بعده.
يراجع موسوعتنا في المصطلح القرآني : ( مصطلح الطيبون في لقرآن ) : تحت الطباعة والنشر
ولهذا كانت وصيته صلى الله عليه وآله بأن نخلفه في أهل بيته عليهم السلام :
” أخلفوني في أهل بيتي خلافة حسنة “ الحديث:
: “ تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدأ, كتاب الله وعترتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض ”
” فاخلفوني فيهما ” ” ما إن اعتصم بهما لن تضلوا أبدا ” (9)
(8) المستدرك : ج2 /383 رقم 3342 =كنز العمال ج11/169 رقم 31074 و ج11ة /242 ، رقم 31058
والكلم الطيب هو ميراث الدين على مستوي القرآن والحديث والسنَّة والعترة هم ورثة الدين والقرآن :
“ لا يفترقان حتى يردا علىّ الحوض ”
” علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علىَّ الحوض ”
. وهكذا نخلص في تبيان شرح المصطلح الذي نحن بصدد قراءته :
” تثير سحابا “ وهو ثورة الغوث الإلهي لجماعة العدل والحق الإلهي ” المقسطين ” في الأرض .هم بلا جدال : أئمة أهل البيت عليهم السلام . ” كذلك النشور ” أي الفترة الزمانية والمكانية في الأرض المقدسة وآخر الزمان … والمهدي الموعود هو عليه السلام ختم الرسالة والعدل في مواجهة سياسات
.” الرياح “ : هي رياح هذه الثورة البنائية الفوقية المنتظمة على أساس العدل الإلهي الخالص…. ويقال اليوم في المصطلح ــ رياح الثورة التغييرية ــ ورياح الثورة في السياق هي روح الثورة الإلهية ورسوخ المعتقدات الربانية في الوعي الأممي والجماهير وتحديداً في قلب الجماهير المسلمة أو الأمة المسلمة القائمة على صنع الثورة في الجماهير وأوطان المسلمين والقائمة على قاعدة :
” ولتكن منكم أمة “ وفي قراءتنا لمصطلح الأمة :
نشرناه على موقع أمة الزهراء : شبكة الأبدال العالمية 2001 ميلادية
وهو منشور الآن على مركز دراسات أمة الزهراء على شبكة الانترنت
وفيه حددنا المعنى الخاص والعام لمصطلح الأمة في القرآن .. ” فتثير سحابا ” والسحاب هو آلية التطهير الثوري لمشروع البناء الرباني في المخلوقات والأمم …. ” بعد موتها “ أي بعد أن حكم الطغاة والمستكبرين على الشعوب بالموت الجماعي بعد أن أخضعوها لنظريات المكر الظالم وبروليتاريا القهر الحزبي المسئول عن قتل الملايين في مجازر روسيا والصين في قلب بلاد المسلمين وإلى هذه الساعة يكون هذا الفكر المادي القهري المسئول عن أنظمة الحكم القهرية والانقلابية في العالم وفي الوطن الإسلامي تحديداً !!
وقوله تعالى ” وأحيينا به ” راجع على الإنزال الإلهي السماوي المعجز والإحيائي للمهدي عليه السلام في زمن العالمية الخاتمة
.. ونرى في الآية أنها مخصوصة بخليفة العدل الإلهي الخاتم للنبوة المحمدية … وهي إقامة دولة العدل الإلهية ” به “ يعني بخليفة الله المهدي عليه صلوات الله وسلامه فهو المرشح بالاصطفاء من قبل الله تعالى لا من قبل نظريات البشر التي حطمت الشعوب وقهرتها وأوصلتها إلى هذه الحالة الموصوفة في القرآن ” بلد ميت ” وهو تعليل مكاني عام في الأمم… والمهدي الموعود عليه السلام هو عنوان الثورة الالهية الخاتم وقائد الثورة الالهية الخاتمة ( ثورة العدل الالهية والراسي لقيمها الانسانية الخلاقة ).
وفي زمنه يصعد الشامخون الالهيون الأشهاد رموزا للعدل الالهي يقومون بالعدل والشهادة الرحمانية بالقسط في العالمين ..
وفي قوله تعالى : {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا } : النازعات32 ..
الدليل الوافي لحقائق المصطلح والرسو .. والجبال مثال تقريبي للعقل مقابل طرح الأنموذج التفسيري : وهم الرجال الأشداء الشامخون المستعلون بالقيم الالهية :
(وأنتم الأعلون ) ( من المؤمنين رجال ) : الآيات .. وفي التفسير أرساها أي انزله المولى تعالى لتسكن .. والرمزية القرآنية كلها تعبر عن الخيار الالهي لتحقيق المجد الالهي في الاعمار الالهي والزراعة الالهية لآدم وذريته عليهم السلام في بداية الخلق البشري وانتهائها بالخلاصة الاصطفائية المحمدية .. والحقيقة المحمدية حاملة كلية السر الالهي في الثورة البشرية وعمارها وتحريرها الأرض من استعباد العباد إلى العبودية إلى رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الاسلام ..
وفي قوله تعالى :
” كذلك النشور ” فاطر/9 : هو تأكيد على أن الحالة المرادة بالثورة الإلهية الخاتمة مخصوصة بآخر الزمان أي أن الأمة سيكون لها المحشر والمنشر في الأرض المقدسة . وهو تعبير مكاني عن خلافة العدل في الأرض المقدسة – أي في فلسطين – تحديداً…
وفي ذلك قال الطبري رحمه الله في قوله تعالى (كذلك النشور): قال: ” ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه ” (6)
الطبري ج10/379 (جامع البيان)
وذكر ابن كثير: عن معاذ بن جبل (رض) قال: من علم أن الله هو الحق المبين وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور دخل الجنة ” (7)
( 7) تفسير ابن كثير ج3/277. تفسير قوله تعالى (كذلك النشور)
( والقراءة التفسيرية إجمالا تشير بوجه خاص وعام أن قوله تعالى : ” كذلك النشور “ تحدده الآية بآخر الزمان وهذا يتفق في تأويلنا للآية الكريمة بأن المفهوم للآية هو تحديد أبجديات الثورة الإلهية من خلال مفهوم (التنزيل) المتعلق بخليفة الله المهدي عليه السلام .. والنشور حالة مصطلحية تشكل أمة في التفسير أخطر سماتها شكل التحدي المعلن في وجه الطاغوت المعلن وانكسار القرن الابليسي هو أحد حتميات المصطلح المواجه ..
وفي قوله تعالى :
{ من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعاً, إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } ..
هو التحديد الرباني لمصدرية العزة الإلهية ، وقوله تعالى : ” جميعاً “ أي إشارة إلى الحالة الجمعية الأممية .. وهذه الحالة لا وجود لها ولا نظير إلا في دولة النبوة المعظمة ودولة الخلافة النبوية بقيادة ” خليفة الله المهدي ” عليه السلام :
وأيضاً في آخر الزمان ” والذين يمكرون السيئات ” هي دولة الخبث السفياني عميل الدجال واليهود وعدو المهدي وآل محمد صلى الله عليه وآله في آخر الزمان ــ فهم السيئات ــ استجماع السوء كله , والسيئات : هي جمع سيئة والسيئة هم الأمويون قتلة آل البيت وهم أدوات الشر وجميع هذه الأنظمة الأموية المكرسة تاريخيا : سايكس بيكو، الأنجلوفرنسية.. والصهيوأمريكية هي التي أوصلت جماهير المسلمين الى حالة الخنوع والمسخ العقلي الجمعي . !!
وهو قوله تعالى :
“والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور” فاطر/10
ويبور: يسقط جذريا على مستوى الأيديولوجية والوجود.. ويكون أنقاضاً , ” وكنتم قوما بورا ” الفتح/14 , ” وكانوا قوما بورا “ الفرقان/18 وهو قوله
تعالى في التمييز الاجتثاث كما صدرناه في مبحثنا ” الرجس ” .
“حتى يميز الخبيث من الطيب” آل عمران/179
وبالإجمال التفسير القرآني : لمصطلح الطيب ” الطيب “: هو القرآن والنبوة – كتاب الله وسنتي - والقرآن والعترة –
( كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علىَّ الحوض) .
انظر موسوعتنا في المصطلح القرآني : (مصطلح الطيبون في القرآن ) : تحت النشر
فالتمايز بين حالة آل محمّد عليهم السلام وأهل عداوتهم وهم بنص الحديث :
” أكثر بطون قريش بغضاً لمحمّد وآل محمّد هم بنو أمية وبنو مخزوم ”
{ من مسند عمر } عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله تعالى :
{ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا }
قال : هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه.. ” عن علي أنه سئل عن الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال : بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبي جهل ”
” إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم “
وروى الحاكم في المستدرك : ” عامر بن واثلة قال : سمعت عليا رضي الله عنه قام فقال : سلوني قبل أن تفقدوني و لن تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكواء فقال : من الذين بدلوا نعمة الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار ؟ قال : منافقو قريش قال : فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ؟ قال : منهم أهل حروراء هذا حديث صحيح عال و بسام بن عبد الرحمن الصيرفي من ثقات الكوفيين ممن يجمع حديثهم و لم يخرجاه “
نعيم بن حماد في الفتن ك – عن أبي سعيد وابن مردويه
وحركة التمايز النهائية لا تكون إلا في زمن الخليفة المهدي الموعود عليه السلام… وهو خليفة العدل الإلهي في الأرض.. ” فالطيب ” هو الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم و” الطيبات ” هم أئمة آل النبي محمد صلى الله عليه وآله المطهرين.. وإجمالاً هناك في المصطلح ــ الكلم الطيب ــ إعجاز قرآني له سره , لوروده بشكل توحيدي فرداني … أي مرة واحدة في القرآن. وهذا يؤكد أن الهدف الخالص منه الإشارة إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وإلى عترته القرآنية من بعده.
يراجع موسوعتنا في المصطلح القرآني : ( مصطلح الطيبون في لقرآن ) : تحت الطباعة والنشر
ولهذا كانت وصيته صلى الله عليه وآله بأن نخلفه في أهل بيته عليهم السلام :
” أخلفوني في أهل بيتي خلافة حسنة “ الحديث:
: “ تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدأ, كتاب الله وعترتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض ”
” فاخلفوني فيهما ” ” ما إن اعتصم بهما لن تضلوا أبدا ” (9)
(8) المستدرك : ج2 /383 رقم 3342 =كنز العمال ج11/169 رقم 31074 و ج11ة /242 ، رقم 31058
والكلم الطيب هو ميراث الدين على مستوي القرآن والحديث والسنَّة والعترة هم ورثة الدين والقرآن :
“ لا يفترقان حتى يردا علىّ الحوض ”
” علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علىَّ الحوض ”
. وهكذا نخلص في تبيان شرح المصطلح الذي نحن بصدد قراءته :
” تثير سحابا “ وهو ثورة الغوث الإلهي لجماعة العدل والحق الإلهي ” المقسطين ” في الأرض .هم بلا جدال : أئمة أهل البيت عليهم السلام . ” كذلك النشور ” أي الفترة الزمانية والمكانية في الأرض المقدسة وآخر الزمان … والمهدي الموعود هو عليه السلام ختم الرسالة والعدل في مواجهة سياسات
الإرهاب والدجل السياسي وإسقاط مشروعيتها في كل الأرض…
والثابت أن أعلى مراحل التوهج الثوري يكون .. في قلب الأرض المقدسة . من خلال إزاحة الكابوس العبري الوثني … ” كذلك النشور ” والقيامة لا تقوم إلا على شرار الناس” الحديث.. وتأويله الحق هو قيامة : قائم آل محمد الطاهرين على إسرائيل السرطانية في الأرض واقتلاع رأس الشر الدولي المسيخ الدجال عليه اللعنة الأبدية… واقتلاع أنظمة الجور والظالمين وليس كما يفسر دعاة التفسير الأعرابي الحجازيين الحفاة العراة الذين يتطاولون في البنيان !!! إن القيامة تقوم وشرار الناس يحكمون الأرض ,, وهذا تفسير أعداء الاسلام وأقوام القانطين الأبالسة وهم فرع الأعراب والفريسيين الجدد .. يائسون من روح الله وهم الكافرون بصريح القرآن :
{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
وهم اليوم الوعاظ السفلة .. الذين يدّعون الدين ويروجون لفكر السلاطين والملوك الرجعيين وهم مصيبتنا ومصيبة تاريخنا عليهم تدور الدوائر في زمن الختم الالهي المحتوم قوله تعالى في علاه :
{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }البقرة156
وهو منهم براء .. وعلى رأس إفساد كلية الملوك الفاسدين الأشرار تقوم القيامة وهي ( الثورة الالهية الخاتمة ) :
{ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258
وفي الآية مدلول آخر على صحة وجهتنا في قوله تعالى : ” والعمل الصالح ” بالتعريف والواردة في سورة فاطر/10 ــ وردت في القرآن لمرة واحدة ومصطلح ” الصالح “ بمفردها وردت أيضا في حالة واحدة فردية… وقد ورد في السياق في سورة الأنبياء… ” لمرة واحدة ” : سورة الأنبياء/105.. للتدليل وهي خاصة بالمهدي الموعود “ خليفة الله ” عليه السلام.. وهذه الفردية تؤكد أن لا مهدي إلا المهدي الموعود عليه السلام فهو صاحب السيف والعدل وهو قاتل الدجال اليهودي الوثني وعملائه من خونة الأعراب الأشد كفرا ونفاقا … يقتلهم في زمنه وفي ظلال دولته العادلة.. ولا مهدي صالح في أخر الزمان سواه.. وهو المهدوف في قوله تعالى في المصطلح القرآني (العمل الصالح)
وهو صاحب الثورة الإلهية التي تميز حالة الطهر المقدس.
عن حالة الرجس المرجَّس.. وخلاصة نورانية فكر ثورة العدل الإلهية هو وجود دولة العدل الإلهية العادلة في آخر الزمان وهو قوله تعالى:
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105
وهو ميراث الثورة الإلهية التي خاضها النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين والأنبياء والأئمة الشاهدون عليهم السلام أجمعين … وفي قوله تعالى :
{ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ }فاطر: 9
هو الخليفة الالهي المهدي الموعود الذي يحيي الله كل الأرض بعد مواتها وكل المفسدين في إسرائيل المجرمة..
والمهدي عليه السلام هو صاحب : حيث يؤمر من لدن عليم خبير وهو عليه السلام المتوكل الاحيائي كونه من روح الله تعالى ..
النظرية الالهية التحريرية التحرير والثورة الإنسانة في هذا العالم..
وأما قوله تعالى في سياق الآية من سورة فاطر/10
: ” والعمل الصالح يرفعه ” :
فهي إشارة واضحة المعالم على رفع الإمام المهدي عليه السلام إلى السماء…
هذا هو السر الإلهي الذي كشفناه في كتابنا الهام :
” المهدي النزول –النزول – تحرير القدس ” تحت الطبع “
وهو عند نزوله الوشيك عليه السلام في آخر الزمان سيكون روح ورياح الثورة القادمة .. وبيانه قول الحق تعالى :” فسقناه إلى بلد ميِّت ” وهي مكة وبلاد الحرمين حيث قتل ملوك بنو قريظة في الحجاز روح الدين وقضية آل محمد فيها … فهم ورثة التجزئة والملكية القيادية المعادية للدين وكل التشريعات والأصول.. وفي سورة الروم/10 يجئ قوله تعالى أيضا:
” فتثير في الأرض سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء “ لهي دليل على ربانية مصطلح الثورة و على التهيئة الإلهية لمشروع النهضة المهدوية السماوية …
يؤمن به أهل السماوات قبل أن يؤمن به أهل الأرض..
وكما أخذ الله الإقرار والعهد على وحدانيته ونبوة نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله في الأزل ” عالم الروح “
فإن الله تعالي يأخذ العهد على الملائكة بمهدوية المهدي عليه السلام وطاعته قبل نزولهم به إلى الأرض وهو قوله تعالى :
” فيبسطه في السماء “ والباسط هو العلي القدير .. والبسط هو القدرة الربانية الممنوحة للمهدي عليه السلام. والملائكة النازلون في معركة الخاتمة القدسية هم الذين يبسطون أجنحتهم للنبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وجنوده الالهيين الشاهدون من ذراري الأمير على والقديسة النورانية فاطمة الملكوتية … عليهما سلام الله وأنواره ..
( المهدي وملائكته ) عليهم السلام. = كتابنا: المهدي النزول- الخروج-تحرير القدس (بات المهدي وملائكته) =
دراستنا المنشورة على عشرين موقعا بعنوان ( السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ملكوتا إلهيا في سورة فاطر )
” يجعله كسفا ” أي قطعاً وقد ورد معناه : ” جانبا من السماء ” قال بن زيد: ” ناحية من السماء عذاب ذلك الكسف ”
(10)
(10) الطبري ج9/472 (جامع البيان ) : تفسير الآيات من سورة الروم : الآية 10
” فترى الودق ” وهو القطر
( فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) الروم/48
وهذه هي البشارة والثورة الروحية المتأصلة بنزول المهدي الموعود لأوليائه وأصحابه الإلهيون عليه وعليهم صلوات الله وسلامه. فخيره لهم .. والكسف :
نرى معناه الملائكة نازلة لإحقاق الحق والعدل بثورة دموية على أعداء الله من الظلمة والطواغيت في الأرض .. عذابا للظالمين وسلاما للمؤمنين و” الودق ”
هو النور والإسعاف والغوث الإلهي للمؤمنين وفي الآيات الكريمة مثال ظاهري العمق فيه هو ما رأينا من التأويل والله أعلم.
” يستبشرون “ بالمهدي عليه السلام وهو يبشر العباد بمقاعدهم في الجنان.. فيبايعوه ويعلنوا معه الثورة ضد الجور والمستكبرين ..
والذي يؤيد وجهتنا في قراءة مصطلح الثورة المهدوية في القرآن هو أيضا ما جاء في سورة سبأ من قوله تعالى:
” أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيب” سبأ/9
أي يروا المهدي وقد خرج بين أيديهم في بيت الله الحرام (وَمَا خَلْفَهُم) من جنوده الربانيين ( مِّنَ السَّمَاء) الملائكة النازلين لحماية الثورة الربانية (وَالْأَرْضِ) بعد نزولهم (إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) أي قد وقعت مشيئة الله وحادثة الخسف بجيش السفياني الظالم بين مكة والمدينة .. وهو ما جاء ذكره في آيات الشعراء :
” طس, إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ “ الشعراء / 1-2 “.
قال ابن عباس في تفسير الآية: بنو أمية سيكونون لنا خاضعين وتكون لنا الدولة عليهم .. فتظل أعناقهم لنا خاضعة, وذلك عند نزول المهدي عليه السلام”
(أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا) وهو الرجم السماوي بالملائكة النازلين مع المهدي عليه السلام .. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيب)
والملاحظ أيضا في سياق الآية الكريمة في قوله تعالى: (لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيب) وهي دالة في السورة الكريمة على أن المصطلح (عبد منيب) هو الإمام القائم المهدي الموعود عليه السلام وقوله تعالى : ” لآية ” أي : معجزة دالة له عليه السلام وإمارة له بالخروج وإعلان الثورة بعد نزوله من السماء بين الركن والمقام .. وآية الثورة وشرارة الإعلان هو الخسف بجيش السفياني.. وبهذه الآية يكون السياق القرآني فوضع أبجديات الثورة والمصطلح (الثورة) في القرآن الكريم.. وأن هذا المصطلح هو التأكيد على ثورة العدل والأصول . …
وحكى أثورها على التصحيح . وقال الله عز وجل :” وأثاروا الأرض وعمروها ” أي حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها وإنزال زرعها .. ” وفي الحديث : ” انه حرم ما بين عير الى ثور ابن الأثير قال : هما جبلان أما عير فجبل معروف بالمدينة ، وأما ثور فالمعروف أنه بمكة وفيه الغار الذي بات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما هاجر وهو المذكور في القرآن “ (11)
(11) لسان العرب ج4/ 108
الهب والهبوب : ثوران الريح كالهبيب ” ” ثار الغبار سطع وبابه قال : وثورانا أيضا وإثارة غيره وثوّر فلان الشئ تثويرا هيجه وأظهره وثور القرآن فلان الشيئ تثويرلاا هيجه وأظهره وثور القرآن أيضا : بحث عن علمه والثور من البقر والأنثى ثورة كغبه وثيرة “. (12)
(12) القاموس المحيط ج1/90 : أنظر في المصطلح : المصباح المنير ج1/87
وكل المصطلحات لها معاني في أصول مصطلح الثورة وحركة التغيير … يقولون :
” ثار الغبار ” يثور “ ” ثورا ” على فعول و ” ثورانا ” هاج ومنه قيل للفتنة ” ثارت ” و ” أثاره ” العدو ” وثار ” الغضب : احتد وثار الى الشر نهض
” وثوّر ” الشر ” تثويرا ” و ” أثاروا ” الأرض عمروها بالفلاحة والزراعة و ”
الثور “ الذكر من البقر والأنثى ” ثورة ” وثور ” جبل بمكة ” يسمى ثور ” (13)
(13) المصباح المنير ج1/87
وفي النهاية في غريب الأثر لإبن الجزري :
” صلوا العشاء إذا سقط ثور الشفق ” أي بانتشاره وثوران حمرته من ثار الشئ يثور إذا انتشر وارتفع ” ومنه الحديث .
فرأيت الماء يثور من بين أصابعه ” أي ينبع بقوة وشدة . والحديث الآخر : ” بل هي حمىّ تفور أو تثور ” (14)
(14) المصباح المنير ج1/87
والانقلاب : هو التحول الثوري في اللغة والمصطلح .
” والانقلاب إلى الله عز وجل المصير إليه والتحول “ لسان العرب ج1/ 685 .. وبالجمال ( الانقلاب ) هو مصطلح قرآني :
وفي القرآن الكريم : ” انقلب على وجهه ” الحج /11 : أي تراجع وانقلب : وهو بمقام الردة عن الثورة . والتقليب هو إحداث المتغيرات الثورية ..
{فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ }الأعراف119
وتفاصيل هذا المصطلح يمكن مراجعتها عبر مباحثنا الصادرة والتالية حول المصطلح القرآني ” (15)
(15) تفسير أبي السعود ج9/65
تناولناه بالشرح في موسوعتنا في المصطلح القرآني : باب ( مصطلح الانقلاب في القرآن )
وفي قوله تعالى:” وجمع الشمس والقمر” الطور/6
وهو قوله تعالى: ” والبحر المسجور” الطور،6 ….
فثورة الغليان في النار في عقاب أهل الرجس والنجس ممن اختاروا الشيطان المريد سبيلا.. القرآن يصف المؤامرة الحاقدة لأهل الأهواء بقوله تعالى:” وإن يكاد الذين كفروا ليزلفونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون” القلم/51 ولم يقل القرآن (بأسماعهم أو بألسنتهم….) وهو تعبير عن روح الحسد في الثورة النقيضة لأهل الإيمان يكادون يصرعونهم حسداً . ” (16)
(16) علاقة الحسد بالثورة : كتابنا الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي “
قال البيضاوي :
“والغضب ثوران النفس إرادة الانتقام فإذا أسند إلى الله تعالى أريد به المنتهى والغاية على ما مر.. فكأنه قال: : لا المغضوب عليهم ولا الضالين” البيضاوي ج1/73
وفي حالة الحسد والبغض يكون ثورة للانتقام… وفي تفسير أبي السعود:” حيث مهدوا قواعد الباطل وفرعوا عليها أحكام الزور ولأن أحكام جهالتها وضلالتها مقصورة على أنفسها لا تتعدى إلى احد وجهالة هؤلاء مؤدية إلى ثوران الفتن والفساد وصد الناس عن سنين السواد وهيجان الهرج والمرج فيما بين العباد” (17)
(17) تفسير أبي السعود ج6/221
تفسير قوله تعالى :
“ ْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ” الفرقان/44 وأورد أبو السعود رحمه الله المصطلح في تفسيره مرات عديدة ” ولا يظهر ثوران بالليل ”
نفس المصدر السابق : ج9/195, “
ثوران الأحقاد القديمة ” (18)
(18) روح المعاني /13/ 59, “
وحقيقة ثوران دم القلب شهوة الانتقام” (19)
(19) روح المعاني ج15/ 205)
وفي الحديث : ” اتقوا الغضب فإنه جمرة توقد في قلب ابن آدم, ألم تروا انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه “(20)
(20) روح المعاني ج15/ 205)
. ” وجهالة هؤلاء مؤدية إلى ثوران الفتنة والفساد وصد الناس عن سنن السداد وهيجان الهرج والمرج فيما بين العباد ولأنها غير معطلة لقوة من القوى المودعة فيها” (21)
(21) روح العاني ج19/25.
وفي قوله تعالى: ” إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ…”
… أي وبلغت القلوب الحناجر عبارة عما يجده الهلع من ثوران نفس وتمزقها…” (22)
(22) تفسير الثعالبي ج3/221
قوله تعالى : ” وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّار…”الأحزاب/20
” وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا “
قال الطاهر بن عاشور:
” فيما تمليه عليهم شهواتهم من ثوران القـوتين الشهوية والغضبية فإنهما تجنيان فساداً في القلب فذكرهم بترك الإفساد ليكون صلاحهم منزهاً..” (23)
(23) التحرير والتنوير ج1/1555
وفي قوله تعالى عن خطاب موسى النبي عليه السلام ” ثم سكن عن موسى الغضب ولما سكن عنه الغضب أخذ الألواح ” : ” السكون مستعار لذهاب الغضب عنه شبه ثوران الغضب في نفس موسى (ع) المنشئ خواطر العقوبة لأخيه ” “ حديث النفس يدفعه إلى أفعال يطفئ بها ثوران غضبه ” (24
(24) التحرير والتنوير ج1/1647
وفي قوله تعالى : (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) أي ..
” ما يدعو الحاسد إلى أذى المحسود أن يتطلب حصول أذاه لتوهم أن السحر يزيل النعمة التي حسده عليها ولأن
” ثوران وجدان الحسد يكثر وقت الليل لأن الليل وقت الخلوة وخطور الخواطر النفسية والتفكر في الأحوال الحافة بالحاسد والمحسود ”
. والحسد إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة الغير بتلك الحالة…” (25)
(25) التحرير والتنوير ج1/4938
وفي المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني: في المفرد ” الاصطلاحي”
ثور: ثار الغبار والسحاب ونحوهما يثور ثورا وثورانا انتشر ساطعا وقد أثرته , قال تعالى:
” فَتُثِيرُ سَحَابًا ” يقال : أثرت ومنه قوله تعالى:
” وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا ”
وثارت الحصبة ثورا تشبيها بانتشار الغبار, و ثوّر شرا كذلك, وثار ثائرة كناية عن انتشار غضبه , وثاو ره واثبه. والثور البقر الذي يثار به الأرض فكأنه في الأصل مصدر جعل في موضع الفاعل نحو ضيف وطيف في معنى ضائف وطائف وقولهم : سقط ثور الشفق أي الثائر المنتشر والثأر هو طلب الدم أصله الهمز” (26)
المفردات في غريب القرآن: أبي القاسم الحسين بن محمد الأصفهاني المعروف بالراغب الأصفهاني ط. دار المعرفة بيروت لبنان ص84, (كتاب الثاء: ثور)
= أنظر نفس المصدر ط. دار الفكر بيروت للطباعة والنشر ص 80 (باب الثاء: ثور)
مصطلح الثورة في الحديث النبوي :
” فرأيت الماء يثور من بين أصابعه ” أي ينبع بقوة وشدة . و الحديث الآخر : ” بل هي حمى تثور أو تفور وثار القطا من مجثمه وثار الجراد ورأ وا إنثار ظهر والثورة حمرة الشفق الثائرة منه .
وفي الحديث : صلاة العشاء الآخرة إذا سقط ثور الشفق وهو انتشار الشفق وثوران حمرته ومعظمه ويقال : قد ثار يثور ثورا وثورانا إذا انتشر في الأفق و ارتفع فإذا غاب حلت صلاة العشاء الآخرة وقال في المغرب : ما لم يسقط ثور الشفق والثور ثوران الحصبة , وثارت الحصبة بفلان ثورا وثؤورا وثؤارا وثورانا ويقال : ” ثورته واستثرته كما تستثير الأسد والصيد ” (27)
(27) لسان العرب ج 4/ 108
وفي الحديث : ” من أراد العلم فليثور بالقرآن “
وفي مسند أبي داوود الطيالسى عن يزيد الرقاشي عن أنس من مالك يرفعه
إلى النبي صلى الله عليه وآله قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ” إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار”1
وثورت الأمر بحثته وثوّر القرآن بحث عن معانيه وعن علمه .. وفي حديث عبد الله :
” أثيروا القرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين وفي رواية علم الأولين والآخرين ” .
وفي حديث آخر : ” من أراد العلم فليثور القرآن “
قال شمر : تثوير القرآن قراءته ومناقشة العلماء به في تفسيره ومعانيه وقيل : لينقر عنه ويفكر في معانيه وتفسيره وقراءته ” (28)
(28) لسان العرب ج4/108 = في غريب الأثر ج8/65 لابن الجوزي
أي يحولهما الله تعالى إلى منبع للنار لعذاب أهل الرجس والمجرمين. وفي تفسير قوله تعالى:
” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ” البقرة/11
قال الشوكاني في فتح القدير:
… بالنفاق وموالاة الكفر وتفريق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله والقرآن فإنكم إن فعلتم ذلك فسد ما في الأرض
بهلاك الأبدان وخراب الديار وبطلان الذرائع كما هو مشاهد عند “ثوران الفتن والنوازع”
قال البغوي :
” أسودين مكدرين كأنهما ثران عقيران وقيل يجمع بينهما الضياء وقال عطاء بن سيار: “يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكونان نار الله الكبرى” (29)
(29) البغوي ج1/ 282
ـــ البقر العلمي : الثورة العلمية :البقرة/ 70
البقر في اللغة الاتساع في العلم والتبقر هو تثوير العلم .
قال الأصمعي:
“بقر القوم ما حولهم أي حفروا واتخذوا الركايا والتبقُّر التوسع في العلم والمال وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي ” الباقر ”
رضوان الله عليهم لأنه بقر العلم (بقراً) وأنه عرف أصله واستنبط فرعه وتبقّر في العلم وأصل البقر الشق والفتح والتوسعة بقرت الشيء بقراّ فتحته ووسعته.
وفي حديث حذيفة فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا أي يفتحونها ويوسعونها ومنه حديث الإفك فبقًرت لها الحديث أي فتحته وكشفته .
والبقر: العيال وعليه بقرة من عيال ومال أي جماعة ويقال جاء فلان يجر بقرةً ” من عيال ” أي عيال وتبقّر فيها وتبقير توسع.
وأصل التبقير التوسع والتفتح زمنه قيل بقرت بطنه إنما هو شققته وفتحته ومنه حديث أم سليم : إن رفاني أحد بقرت بطنه ومن هذا حديث أبي موسى حين
أقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه:.. إن هذه الفتنة باقرة., ويقال فتنة باقرة كداء البطن وهي الصفراء.
وفي حديث أبي موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
“سيأتي على الناس فتنة باقرة تدع الحليم حيراناً أي واسعة عظيمة كفانا الله شرها .والبقيري : مثل السُّميهي لعبة الصبيان وهي كومة من تراب”
وفي زماننا أسماء الناس والعائلات شتى من هذا المصطلح مثل الباقوري والباقري و الباقر والبقّار في صعيد مصر والبقيري وكلها أسماء أنساب إلى المصطلح القرآني ( بقر )
(والبيقران نبت , والبقاري أي الداهية وعباقرة دليل الذكاء والتبقر والتوسع في العلم والعبقرية المصدر من عبقري وفيها أسماء النسب لأصل الفعل .
والمفاد في مبحثنا لهذا المصطلح هو الدخول في بحور العلم وتبقير العلم هو تثويرة .
وفي القاموس المحيط :
” وبُقار وأُبقور وبواقر وأما باقر وبقير وبيقور وباقورة فأسماء للجمع .
والباقر : محمد ابن علي ابن الحسين رضي الله عنهم لتبحره في العلم .. وبيقر : توسع كتبقر وبيقر : هلك وفسد ومشى كالمتكبر” (30)
(30) القاموس المحيط ج 1/450 .
وفي مختار الصحاح : ” التبقر التوسع في العلم ومنه محمد الباقر لتبقره في العلم
(31 )
(31) ج 1/ 73 = المصباح المنير ج1 /57
قال تعالى :
” وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى” ليس من أهل السماء كما قلت وكذا روي عن مجاهد عن ابن عباس أن المراد بأهل الذكر أهل الكتاب,
وقال مجاهد والأعمش: وقول عبد الرحمن بن زيد: الذكر القرآن واستشهد بقوله تعالى:
” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون “
… وكذا قول أبي جعفر الباقر عليه السلام: نحن أهل الذكر ومراده أن هذه الأمة أهل الذكر صحيح أن هذه الأمة أعلم من جميع الأمم السابقة وعلماء أهل بيت رسول الله عليهم السلام والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المحمدية المستقيمة كعلي وابن عباس وابني علي الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبد الله بن عباس وأبي جعفر الباقر
وهو محمد بن علي بن الحسين وجعفر ابنه وأمثالهم وإضرابهم وأشكالهم فمن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم وعرف لكل ذي حق حقه
ونزل كل منزل الذي أعطاه الله ورسوله واجتمعت عليه قلوب عباده المؤمنين” (32)
(32) تفسير ابن كثير ج2/753
قوله تعالى :
: { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
وذكر القرطبي رحمه الله في الجامع: أن (البقرة) “اسم للأنثى والثور اسم للذكر وأصله من قولك: بقر بطنه أي شقه, البقرة تشق الأرض بالحرث وتثيره ومنه (الباقر) لأبي جعفر بن علي زين العابدين لأنه بقر العلم وعرف أصله أي شقه وبقيرة: ثوب يشق فتلقيه المرأة في عنقها من غير كمين, وفي حديث ابن عباس في شأن الهدهد: فبقر الأرض. قال شمر: بقر نظر موضع الماء فرأى الماء تحت الأرض. قال الأزهري: البقر اسم للجنس وجمعه باقر ابن عرقه: يقال: بقر وباقر وبيقور. وقرأ عكرمة وابن يعمر إن الباقر والثور واحد الثيران والثور: السيد من الرجال والثور القطعة من الأقط والثور: الطحلب وثور رجل: وثور قبيلة من العرب
وقت العشاء ما لم يغلب ثور الشفق يعني انتشاره. ويقال: ثار يثور ثورانا إذا انتشر في الأفق. وفي الحديث (من) أراد العلم فليثور القرآن قال شمر: تثوير القرآن قراءته ومناقشة العلماء به ” . (33)
(33) القرطبي: الجامع: ج1/482, 488
وهكذا نرى التبقير والتثوير في المصطلح القرآني هما اشتقاقان لهما أصولهما القرآنية واللغوية.. قال القرطبي: (البقر وبيقور والبقير لغات بمعنى والعرب تذكره وتؤنثه وإلى ذلك ترجع معاني القراءات في التشابه قوله تعالى : ” إن البقر تشابه علينا ” لأن وجوه البقر تتشابه.. وفي الحديث الذي رواه حذيفة بن اليمان قال صلى الله عليه وآله (فتنا كقطع الليل المظلم تأتي كوجوه البقر” تتشابه, (وإنا إن شاء الله لمهتدون) (34)
(34) الجامع ج1/488
ويمكن الاستفادة من المعنى القرآني: (إن الحديث قد تشابه علينا) أي أن الله قد أعمى أبصارهم والله أعلم لأنهم لم يهتدوا بعد وهم في ابتلاء وفتنة ”
والباقر جمع البقر والجامل جمع الإبل ” (35)
(35) الجامع ج12/123
ويجوز أن يقول عن جماعة العلم (البقر) لأنه جمع (باقر) أي باقروا العلم.
وفي معاني القرآن للنحاس رحمه الله:
“قال أبو العباس: يقال للجماعة يجتمعون للحديث سامر وسمار كما نقول باقر الجماعة البقر وجامل لجماعة الجمال ” (36)
(36) النحاس: معاني القرآن ط1/1409
ـــ الثورة الروحية الغاية من المصطلح :
في سياق وعينا القرآني في قراءة مصطلح الثورة هو الذي يجعل المصطلح مشمولا بحالة النور الإلهي “ والثورة الروحية كما أسلفنا في تعريفها بأنها حالة انقلابية نفسية ووجدانية تتشكل من خلال تراكم بنيوي عقائدي وعبادي وبمزيج روحي متكامل .. وبالتالي فإنها تشكل القاعدة والأرضية لعملية المجاهدة الذاتية وتسهم الى حد كبير في إيجاد حالة التعبئة الروحية القادرة على التثبيت العقائدي للنفس المجاهدة .. يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : ” والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله . (37)
(37) ” كتابنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية ص 249 ط . غزة 1993
ولهذا نرى أن الثورة الروحية هي الغاية في قراءة أصول المصطلح القرآني ، وبعين الروح وبعين الثورة لا بد أن تكتمل الأمة وجماهيرها
المسلمة لتكون أمة الأمة وأنصار الحق ..
والمهدي خليفة الله “عليه السلام “هو الأمة المرجوة المنظرة وهو البوتقة والجوهرة في القلادة .. والقلادة هي هدية الله في النبوة ” ثورة الروح الإلهية ” غايتنا في قراءة المصطلح بإيجازه هو إيجاد التحديد القرآني من خلال قراءة ثورية توحيدية للمصطلح .. و في الختم فإن المصطلح هو سر القرآن وبوابة الإدراك لماهيته وجوهره.
تمت بحمد الله تعالى قرائتنا لمصطلح الثورة في القرآن الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين .
___________
بقلمـــي
المفكر الاسلامي التجديدي
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي
” محمد نور الدين “
أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة
نشرت الدراسة البحثية أولا على موقعنا :
موقــع المصطلــح القرآنــي Mostalahkoraan’s Blog
http://mostalahkoraan.wordpress.com
http://malhashemey.blogspot.com
عذرا للمواقع نشرنا الروابط لتعريف القراء المحترمين بنوافذنا
والثابت أن أعلى مراحل التوهج الثوري يكون .. في قلب الأرض المقدسة . من خلال إزاحة الكابوس العبري الوثني … ” كذلك النشور ” والقيامة لا تقوم إلا على شرار الناس” الحديث.. وتأويله الحق هو قيامة : قائم آل محمد الطاهرين على إسرائيل السرطانية في الأرض واقتلاع رأس الشر الدولي المسيخ الدجال عليه اللعنة الأبدية… واقتلاع أنظمة الجور والظالمين وليس كما يفسر دعاة التفسير الأعرابي الحجازيين الحفاة العراة الذين يتطاولون في البنيان !!! إن القيامة تقوم وشرار الناس يحكمون الأرض ,, وهذا تفسير أعداء الاسلام وأقوام القانطين الأبالسة وهم فرع الأعراب والفريسيين الجدد .. يائسون من روح الله وهم الكافرون بصريح القرآن :
{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
وهم اليوم الوعاظ السفلة .. الذين يدّعون الدين ويروجون لفكر السلاطين والملوك الرجعيين وهم مصيبتنا ومصيبة تاريخنا عليهم تدور الدوائر في زمن الختم الالهي المحتوم قوله تعالى في علاه :
{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }البقرة156
وهو منهم براء .. وعلى رأس إفساد كلية الملوك الفاسدين الأشرار تقوم القيامة وهي ( الثورة الالهية الخاتمة ) :
{ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258
وفي الآية مدلول آخر على صحة وجهتنا في قوله تعالى : ” والعمل الصالح ” بالتعريف والواردة في سورة فاطر/10 ــ وردت في القرآن لمرة واحدة ومصطلح ” الصالح “ بمفردها وردت أيضا في حالة واحدة فردية… وقد ورد في السياق في سورة الأنبياء… ” لمرة واحدة ” : سورة الأنبياء/105.. للتدليل وهي خاصة بالمهدي الموعود “ خليفة الله ” عليه السلام.. وهذه الفردية تؤكد أن لا مهدي إلا المهدي الموعود عليه السلام فهو صاحب السيف والعدل وهو قاتل الدجال اليهودي الوثني وعملائه من خونة الأعراب الأشد كفرا ونفاقا … يقتلهم في زمنه وفي ظلال دولته العادلة.. ولا مهدي صالح في أخر الزمان سواه.. وهو المهدوف في قوله تعالى في المصطلح القرآني (العمل الصالح)
وهو صاحب الثورة الإلهية التي تميز حالة الطهر المقدس.
عن حالة الرجس المرجَّس.. وخلاصة نورانية فكر ثورة العدل الإلهية هو وجود دولة العدل الإلهية العادلة في آخر الزمان وهو قوله تعالى:
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105
وهو ميراث الثورة الإلهية التي خاضها النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين والأنبياء والأئمة الشاهدون عليهم السلام أجمعين … وفي قوله تعالى :
{ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ }فاطر: 9
هو الخليفة الالهي المهدي الموعود الذي يحيي الله كل الأرض بعد مواتها وكل المفسدين في إسرائيل المجرمة..
والمهدي عليه السلام هو صاحب : حيث يؤمر من لدن عليم خبير وهو عليه السلام المتوكل الاحيائي كونه من روح الله تعالى ..
النظرية الالهية التحريرية التحرير والثورة الإنسانة في هذا العالم..
وأما قوله تعالى في سياق الآية من سورة فاطر/10
: ” والعمل الصالح يرفعه ” :
فهي إشارة واضحة المعالم على رفع الإمام المهدي عليه السلام إلى السماء…
هذا هو السر الإلهي الذي كشفناه في كتابنا الهام :
” المهدي النزول –النزول – تحرير القدس ” تحت الطبع “
وهو عند نزوله الوشيك عليه السلام في آخر الزمان سيكون روح ورياح الثورة القادمة .. وبيانه قول الحق تعالى :” فسقناه إلى بلد ميِّت ” وهي مكة وبلاد الحرمين حيث قتل ملوك بنو قريظة في الحجاز روح الدين وقضية آل محمد فيها … فهم ورثة التجزئة والملكية القيادية المعادية للدين وكل التشريعات والأصول.. وفي سورة الروم/10 يجئ قوله تعالى أيضا:
” فتثير في الأرض سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء “ لهي دليل على ربانية مصطلح الثورة و على التهيئة الإلهية لمشروع النهضة المهدوية السماوية …
يؤمن به أهل السماوات قبل أن يؤمن به أهل الأرض..
وكما أخذ الله الإقرار والعهد على وحدانيته ونبوة نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله في الأزل ” عالم الروح “
فإن الله تعالي يأخذ العهد على الملائكة بمهدوية المهدي عليه السلام وطاعته قبل نزولهم به إلى الأرض وهو قوله تعالى :
” فيبسطه في السماء “ والباسط هو العلي القدير .. والبسط هو القدرة الربانية الممنوحة للمهدي عليه السلام. والملائكة النازلون في معركة الخاتمة القدسية هم الذين يبسطون أجنحتهم للنبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وجنوده الالهيين الشاهدون من ذراري الأمير على والقديسة النورانية فاطمة الملكوتية … عليهما سلام الله وأنواره ..
( المهدي وملائكته ) عليهم السلام. = كتابنا: المهدي النزول- الخروج-تحرير القدس (بات المهدي وملائكته) =
دراستنا المنشورة على عشرين موقعا بعنوان ( السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ملكوتا إلهيا في سورة فاطر )
” يجعله كسفا ” أي قطعاً وقد ورد معناه : ” جانبا من السماء ” قال بن زيد: ” ناحية من السماء عذاب ذلك الكسف ”
(10)
(10) الطبري ج9/472 (جامع البيان ) : تفسير الآيات من سورة الروم : الآية 10
” فترى الودق ” وهو القطر
( فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) الروم/48
وهذه هي البشارة والثورة الروحية المتأصلة بنزول المهدي الموعود لأوليائه وأصحابه الإلهيون عليه وعليهم صلوات الله وسلامه. فخيره لهم .. والكسف :
نرى معناه الملائكة نازلة لإحقاق الحق والعدل بثورة دموية على أعداء الله من الظلمة والطواغيت في الأرض .. عذابا للظالمين وسلاما للمؤمنين و” الودق ”
هو النور والإسعاف والغوث الإلهي للمؤمنين وفي الآيات الكريمة مثال ظاهري العمق فيه هو ما رأينا من التأويل والله أعلم.
” يستبشرون “ بالمهدي عليه السلام وهو يبشر العباد بمقاعدهم في الجنان.. فيبايعوه ويعلنوا معه الثورة ضد الجور والمستكبرين ..
والذي يؤيد وجهتنا في قراءة مصطلح الثورة المهدوية في القرآن هو أيضا ما جاء في سورة سبأ من قوله تعالى:
” أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيب” سبأ/9
أي يروا المهدي وقد خرج بين أيديهم في بيت الله الحرام (وَمَا خَلْفَهُم) من جنوده الربانيين ( مِّنَ السَّمَاء) الملائكة النازلين لحماية الثورة الربانية (وَالْأَرْضِ) بعد نزولهم (إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) أي قد وقعت مشيئة الله وحادثة الخسف بجيش السفياني الظالم بين مكة والمدينة .. وهو ما جاء ذكره في آيات الشعراء :
” طس, إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ “ الشعراء / 1-2 “.
قال ابن عباس في تفسير الآية: بنو أمية سيكونون لنا خاضعين وتكون لنا الدولة عليهم .. فتظل أعناقهم لنا خاضعة, وذلك عند نزول المهدي عليه السلام”
(أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا) وهو الرجم السماوي بالملائكة النازلين مع المهدي عليه السلام .. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيب)
والملاحظ أيضا في سياق الآية الكريمة في قوله تعالى: (لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيب) وهي دالة في السورة الكريمة على أن المصطلح (عبد منيب) هو الإمام القائم المهدي الموعود عليه السلام وقوله تعالى : ” لآية ” أي : معجزة دالة له عليه السلام وإمارة له بالخروج وإعلان الثورة بعد نزوله من السماء بين الركن والمقام .. وآية الثورة وشرارة الإعلان هو الخسف بجيش السفياني.. وبهذه الآية يكون السياق القرآني فوضع أبجديات الثورة والمصطلح (الثورة) في القرآن الكريم.. وأن هذا المصطلح هو التأكيد على ثورة العدل والأصول . …
وحكى أثورها على التصحيح . وقال الله عز وجل :” وأثاروا الأرض وعمروها ” أي حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها وإنزال زرعها .. ” وفي الحديث : ” انه حرم ما بين عير الى ثور ابن الأثير قال : هما جبلان أما عير فجبل معروف بالمدينة ، وأما ثور فالمعروف أنه بمكة وفيه الغار الذي بات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما هاجر وهو المذكور في القرآن “ (11)
(11) لسان العرب ج4/ 108
الهب والهبوب : ثوران الريح كالهبيب ” ” ثار الغبار سطع وبابه قال : وثورانا أيضا وإثارة غيره وثوّر فلان الشئ تثويرا هيجه وأظهره وثور القرآن فلان الشيئ تثويرلاا هيجه وأظهره وثور القرآن أيضا : بحث عن علمه والثور من البقر والأنثى ثورة كغبه وثيرة “. (12)
(12) القاموس المحيط ج1/90 : أنظر في المصطلح : المصباح المنير ج1/87
وكل المصطلحات لها معاني في أصول مصطلح الثورة وحركة التغيير … يقولون :
” ثار الغبار ” يثور “ ” ثورا ” على فعول و ” ثورانا ” هاج ومنه قيل للفتنة ” ثارت ” و ” أثاره ” العدو ” وثار ” الغضب : احتد وثار الى الشر نهض
” وثوّر ” الشر ” تثويرا ” و ” أثاروا ” الأرض عمروها بالفلاحة والزراعة و ”
الثور “ الذكر من البقر والأنثى ” ثورة ” وثور ” جبل بمكة ” يسمى ثور ” (13)
(13) المصباح المنير ج1/87
وفي النهاية في غريب الأثر لإبن الجزري :
” صلوا العشاء إذا سقط ثور الشفق ” أي بانتشاره وثوران حمرته من ثار الشئ يثور إذا انتشر وارتفع ” ومنه الحديث .
فرأيت الماء يثور من بين أصابعه ” أي ينبع بقوة وشدة . والحديث الآخر : ” بل هي حمىّ تفور أو تثور ” (14)
(14) المصباح المنير ج1/87
والانقلاب : هو التحول الثوري في اللغة والمصطلح .
” والانقلاب إلى الله عز وجل المصير إليه والتحول “ لسان العرب ج1/ 685 .. وبالجمال ( الانقلاب ) هو مصطلح قرآني :
وفي القرآن الكريم : ” انقلب على وجهه ” الحج /11 : أي تراجع وانقلب : وهو بمقام الردة عن الثورة . والتقليب هو إحداث المتغيرات الثورية ..
{فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ }الأعراف119
وتفاصيل هذا المصطلح يمكن مراجعتها عبر مباحثنا الصادرة والتالية حول المصطلح القرآني ” (15)
(15) تفسير أبي السعود ج9/65
تناولناه بالشرح في موسوعتنا في المصطلح القرآني : باب ( مصطلح الانقلاب في القرآن )
وفي قوله تعالى:” وجمع الشمس والقمر” الطور/6
وهو قوله تعالى: ” والبحر المسجور” الطور،6 ….
فثورة الغليان في النار في عقاب أهل الرجس والنجس ممن اختاروا الشيطان المريد سبيلا.. القرآن يصف المؤامرة الحاقدة لأهل الأهواء بقوله تعالى:” وإن يكاد الذين كفروا ليزلفونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون” القلم/51 ولم يقل القرآن (بأسماعهم أو بألسنتهم….) وهو تعبير عن روح الحسد في الثورة النقيضة لأهل الإيمان يكادون يصرعونهم حسداً . ” (16)
(16) علاقة الحسد بالثورة : كتابنا الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي “
قال البيضاوي :
“والغضب ثوران النفس إرادة الانتقام فإذا أسند إلى الله تعالى أريد به المنتهى والغاية على ما مر.. فكأنه قال: : لا المغضوب عليهم ولا الضالين” البيضاوي ج1/73
وفي حالة الحسد والبغض يكون ثورة للانتقام… وفي تفسير أبي السعود:” حيث مهدوا قواعد الباطل وفرعوا عليها أحكام الزور ولأن أحكام جهالتها وضلالتها مقصورة على أنفسها لا تتعدى إلى احد وجهالة هؤلاء مؤدية إلى ثوران الفتن والفساد وصد الناس عن سنين السواد وهيجان الهرج والمرج فيما بين العباد” (17)
(17) تفسير أبي السعود ج6/221
تفسير قوله تعالى :
“ ْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ” الفرقان/44 وأورد أبو السعود رحمه الله المصطلح في تفسيره مرات عديدة ” ولا يظهر ثوران بالليل ”
نفس المصدر السابق : ج9/195, “
ثوران الأحقاد القديمة ” (18)
(18) روح المعاني /13/ 59, “
وحقيقة ثوران دم القلب شهوة الانتقام” (19)
(19) روح المعاني ج15/ 205)
وفي الحديث : ” اتقوا الغضب فإنه جمرة توقد في قلب ابن آدم, ألم تروا انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه “(20)
(20) روح المعاني ج15/ 205)
. ” وجهالة هؤلاء مؤدية إلى ثوران الفتنة والفساد وصد الناس عن سنن السداد وهيجان الهرج والمرج فيما بين العباد ولأنها غير معطلة لقوة من القوى المودعة فيها” (21)
(21) روح العاني ج19/25.
وفي قوله تعالى: ” إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ…”
… أي وبلغت القلوب الحناجر عبارة عما يجده الهلع من ثوران نفس وتمزقها…” (22)
(22) تفسير الثعالبي ج3/221
قوله تعالى : ” وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّار…”الأحزاب/20
” وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا “
قال الطاهر بن عاشور:
” فيما تمليه عليهم شهواتهم من ثوران القـوتين الشهوية والغضبية فإنهما تجنيان فساداً في القلب فذكرهم بترك الإفساد ليكون صلاحهم منزهاً..” (23)
(23) التحرير والتنوير ج1/1555
وفي قوله تعالى عن خطاب موسى النبي عليه السلام ” ثم سكن عن موسى الغضب ولما سكن عنه الغضب أخذ الألواح ” : ” السكون مستعار لذهاب الغضب عنه شبه ثوران الغضب في نفس موسى (ع) المنشئ خواطر العقوبة لأخيه ” “ حديث النفس يدفعه إلى أفعال يطفئ بها ثوران غضبه ” (24
(24) التحرير والتنوير ج1/1647
وفي قوله تعالى : (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) أي ..
” ما يدعو الحاسد إلى أذى المحسود أن يتطلب حصول أذاه لتوهم أن السحر يزيل النعمة التي حسده عليها ولأن
” ثوران وجدان الحسد يكثر وقت الليل لأن الليل وقت الخلوة وخطور الخواطر النفسية والتفكر في الأحوال الحافة بالحاسد والمحسود ”
. والحسد إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة الغير بتلك الحالة…” (25)
(25) التحرير والتنوير ج1/4938
وفي المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني: في المفرد ” الاصطلاحي”
ثور: ثار الغبار والسحاب ونحوهما يثور ثورا وثورانا انتشر ساطعا وقد أثرته , قال تعالى:
” فَتُثِيرُ سَحَابًا ” يقال : أثرت ومنه قوله تعالى:
” وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا ”
وثارت الحصبة ثورا تشبيها بانتشار الغبار, و ثوّر شرا كذلك, وثار ثائرة كناية عن انتشار غضبه , وثاو ره واثبه. والثور البقر الذي يثار به الأرض فكأنه في الأصل مصدر جعل في موضع الفاعل نحو ضيف وطيف في معنى ضائف وطائف وقولهم : سقط ثور الشفق أي الثائر المنتشر والثأر هو طلب الدم أصله الهمز” (26)
المفردات في غريب القرآن: أبي القاسم الحسين بن محمد الأصفهاني المعروف بالراغب الأصفهاني ط. دار المعرفة بيروت لبنان ص84, (كتاب الثاء: ثور)
= أنظر نفس المصدر ط. دار الفكر بيروت للطباعة والنشر ص 80 (باب الثاء: ثور)
مصطلح الثورة في الحديث النبوي :
” فرأيت الماء يثور من بين أصابعه ” أي ينبع بقوة وشدة . و الحديث الآخر : ” بل هي حمى تثور أو تفور وثار القطا من مجثمه وثار الجراد ورأ وا إنثار ظهر والثورة حمرة الشفق الثائرة منه .
وفي الحديث : صلاة العشاء الآخرة إذا سقط ثور الشفق وهو انتشار الشفق وثوران حمرته ومعظمه ويقال : قد ثار يثور ثورا وثورانا إذا انتشر في الأفق و ارتفع فإذا غاب حلت صلاة العشاء الآخرة وقال في المغرب : ما لم يسقط ثور الشفق والثور ثوران الحصبة , وثارت الحصبة بفلان ثورا وثؤورا وثؤارا وثورانا ويقال : ” ثورته واستثرته كما تستثير الأسد والصيد ” (27)
(27) لسان العرب ج 4/ 108
وفي الحديث : ” من أراد العلم فليثور بالقرآن “
وفي مسند أبي داوود الطيالسى عن يزيد الرقاشي عن أنس من مالك يرفعه
إلى النبي صلى الله عليه وآله قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ” إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار”1
وثورت الأمر بحثته وثوّر القرآن بحث عن معانيه وعن علمه .. وفي حديث عبد الله :
” أثيروا القرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين وفي رواية علم الأولين والآخرين ” .
وفي حديث آخر : ” من أراد العلم فليثور القرآن “
قال شمر : تثوير القرآن قراءته ومناقشة العلماء به في تفسيره ومعانيه وقيل : لينقر عنه ويفكر في معانيه وتفسيره وقراءته ” (28)
(28) لسان العرب ج4/108 = في غريب الأثر ج8/65 لابن الجوزي
أي يحولهما الله تعالى إلى منبع للنار لعذاب أهل الرجس والمجرمين. وفي تفسير قوله تعالى:
” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ” البقرة/11
قال الشوكاني في فتح القدير:
… بالنفاق وموالاة الكفر وتفريق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله والقرآن فإنكم إن فعلتم ذلك فسد ما في الأرض
بهلاك الأبدان وخراب الديار وبطلان الذرائع كما هو مشاهد عند “ثوران الفتن والنوازع”
قال البغوي :
” أسودين مكدرين كأنهما ثران عقيران وقيل يجمع بينهما الضياء وقال عطاء بن سيار: “يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكونان نار الله الكبرى” (29)
(29) البغوي ج1/ 282
ـــ البقر العلمي : الثورة العلمية :البقرة/ 70
البقر في اللغة الاتساع في العلم والتبقر هو تثوير العلم .
قال الأصمعي:
“بقر القوم ما حولهم أي حفروا واتخذوا الركايا والتبقُّر التوسع في العلم والمال وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي ” الباقر ”
رضوان الله عليهم لأنه بقر العلم (بقراً) وأنه عرف أصله واستنبط فرعه وتبقّر في العلم وأصل البقر الشق والفتح والتوسعة بقرت الشيء بقراّ فتحته ووسعته.
وفي حديث حذيفة فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا أي يفتحونها ويوسعونها ومنه حديث الإفك فبقًرت لها الحديث أي فتحته وكشفته .
والبقر: العيال وعليه بقرة من عيال ومال أي جماعة ويقال جاء فلان يجر بقرةً ” من عيال ” أي عيال وتبقّر فيها وتبقير توسع.
وأصل التبقير التوسع والتفتح زمنه قيل بقرت بطنه إنما هو شققته وفتحته ومنه حديث أم سليم : إن رفاني أحد بقرت بطنه ومن هذا حديث أبي موسى حين
أقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه:.. إن هذه الفتنة باقرة., ويقال فتنة باقرة كداء البطن وهي الصفراء.
وفي حديث أبي موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
“سيأتي على الناس فتنة باقرة تدع الحليم حيراناً أي واسعة عظيمة كفانا الله شرها .والبقيري : مثل السُّميهي لعبة الصبيان وهي كومة من تراب”
وفي زماننا أسماء الناس والعائلات شتى من هذا المصطلح مثل الباقوري والباقري و الباقر والبقّار في صعيد مصر والبقيري وكلها أسماء أنساب إلى المصطلح القرآني ( بقر )
(والبيقران نبت , والبقاري أي الداهية وعباقرة دليل الذكاء والتبقر والتوسع في العلم والعبقرية المصدر من عبقري وفيها أسماء النسب لأصل الفعل .
والمفاد في مبحثنا لهذا المصطلح هو الدخول في بحور العلم وتبقير العلم هو تثويرة .
وفي القاموس المحيط :
” وبُقار وأُبقور وبواقر وأما باقر وبقير وبيقور وباقورة فأسماء للجمع .
والباقر : محمد ابن علي ابن الحسين رضي الله عنهم لتبحره في العلم .. وبيقر : توسع كتبقر وبيقر : هلك وفسد ومشى كالمتكبر” (30)
(30) القاموس المحيط ج 1/450 .
وفي مختار الصحاح : ” التبقر التوسع في العلم ومنه محمد الباقر لتبقره في العلم
(31 )
(31) ج 1/ 73 = المصباح المنير ج1 /57
قال تعالى :
” وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى” ليس من أهل السماء كما قلت وكذا روي عن مجاهد عن ابن عباس أن المراد بأهل الذكر أهل الكتاب,
وقال مجاهد والأعمش: وقول عبد الرحمن بن زيد: الذكر القرآن واستشهد بقوله تعالى:
” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون “
… وكذا قول أبي جعفر الباقر عليه السلام: نحن أهل الذكر ومراده أن هذه الأمة أهل الذكر صحيح أن هذه الأمة أعلم من جميع الأمم السابقة وعلماء أهل بيت رسول الله عليهم السلام والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المحمدية المستقيمة كعلي وابن عباس وابني علي الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبد الله بن عباس وأبي جعفر الباقر
وهو محمد بن علي بن الحسين وجعفر ابنه وأمثالهم وإضرابهم وأشكالهم فمن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم وعرف لكل ذي حق حقه
ونزل كل منزل الذي أعطاه الله ورسوله واجتمعت عليه قلوب عباده المؤمنين” (32)
(32) تفسير ابن كثير ج2/753
قوله تعالى :
: { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
وذكر القرطبي رحمه الله في الجامع: أن (البقرة) “اسم للأنثى والثور اسم للذكر وأصله من قولك: بقر بطنه أي شقه, البقرة تشق الأرض بالحرث وتثيره ومنه (الباقر) لأبي جعفر بن علي زين العابدين لأنه بقر العلم وعرف أصله أي شقه وبقيرة: ثوب يشق فتلقيه المرأة في عنقها من غير كمين, وفي حديث ابن عباس في شأن الهدهد: فبقر الأرض. قال شمر: بقر نظر موضع الماء فرأى الماء تحت الأرض. قال الأزهري: البقر اسم للجنس وجمعه باقر ابن عرقه: يقال: بقر وباقر وبيقور. وقرأ عكرمة وابن يعمر إن الباقر والثور واحد الثيران والثور: السيد من الرجال والثور القطعة من الأقط والثور: الطحلب وثور رجل: وثور قبيلة من العرب
وقت العشاء ما لم يغلب ثور الشفق يعني انتشاره. ويقال: ثار يثور ثورانا إذا انتشر في الأفق. وفي الحديث (من) أراد العلم فليثور القرآن قال شمر: تثوير القرآن قراءته ومناقشة العلماء به ” . (33)
(33) القرطبي: الجامع: ج1/482, 488
وهكذا نرى التبقير والتثوير في المصطلح القرآني هما اشتقاقان لهما أصولهما القرآنية واللغوية.. قال القرطبي: (البقر وبيقور والبقير لغات بمعنى والعرب تذكره وتؤنثه وإلى ذلك ترجع معاني القراءات في التشابه قوله تعالى : ” إن البقر تشابه علينا ” لأن وجوه البقر تتشابه.. وفي الحديث الذي رواه حذيفة بن اليمان قال صلى الله عليه وآله (فتنا كقطع الليل المظلم تأتي كوجوه البقر” تتشابه, (وإنا إن شاء الله لمهتدون) (34)
(34) الجامع ج1/488
ويمكن الاستفادة من المعنى القرآني: (إن الحديث قد تشابه علينا) أي أن الله قد أعمى أبصارهم والله أعلم لأنهم لم يهتدوا بعد وهم في ابتلاء وفتنة ”
والباقر جمع البقر والجامل جمع الإبل ” (35)
(35) الجامع ج12/123
ويجوز أن يقول عن جماعة العلم (البقر) لأنه جمع (باقر) أي باقروا العلم.
وفي معاني القرآن للنحاس رحمه الله:
“قال أبو العباس: يقال للجماعة يجتمعون للحديث سامر وسمار كما نقول باقر الجماعة البقر وجامل لجماعة الجمال ” (36)
(36) النحاس: معاني القرآن ط1/1409
ـــ الثورة الروحية الغاية من المصطلح :
في سياق وعينا القرآني في قراءة مصطلح الثورة هو الذي يجعل المصطلح مشمولا بحالة النور الإلهي “ والثورة الروحية كما أسلفنا في تعريفها بأنها حالة انقلابية نفسية ووجدانية تتشكل من خلال تراكم بنيوي عقائدي وعبادي وبمزيج روحي متكامل .. وبالتالي فإنها تشكل القاعدة والأرضية لعملية المجاهدة الذاتية وتسهم الى حد كبير في إيجاد حالة التعبئة الروحية القادرة على التثبيت العقائدي للنفس المجاهدة .. يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : ” والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله . (37)
(37) ” كتابنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية ص 249 ط . غزة 1993
ولهذا نرى أن الثورة الروحية هي الغاية في قراءة أصول المصطلح القرآني ، وبعين الروح وبعين الثورة لا بد أن تكتمل الأمة وجماهيرها
المسلمة لتكون أمة الأمة وأنصار الحق ..
والمهدي خليفة الله “عليه السلام “هو الأمة المرجوة المنظرة وهو البوتقة والجوهرة في القلادة .. والقلادة هي هدية الله في النبوة ” ثورة الروح الإلهية ” غايتنا في قراءة المصطلح بإيجازه هو إيجاد التحديد القرآني من خلال قراءة ثورية توحيدية للمصطلح .. و في الختم فإن المصطلح هو سر القرآن وبوابة الإدراك لماهيته وجوهره.
تمت بحمد الله تعالى قرائتنا لمصطلح الثورة في القرآن الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين .
___________
بقلمـــي
المفكر الاسلامي التجديدي
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي
” محمد نور الدين “
أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة
نشرت الدراسة البحثية أولا على موقعنا :
موقــع المصطلــح القرآنــي Mostalahkoraan’s Blog
http://mostalahkoraan.wordpress.com
http://malhashemey.blogspot.com
عذرا للمواقع نشرنا الروابط لتعريف القراء المحترمين بنوافذنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق