بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

الحلقة الأولى مصطلح الثورة في القرآن الكريم الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي


مصطلح الثورة في القرآن الكريم :
الشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي
محمد حسني البيومي
الهاشمي
Posted on 2010/09/25 by مركز أمة الزهراء "ع" للدراسات
تحرير
http://mostalahkoraan.wordpress.com
http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/25
ـــ المدخل :
الباحث في المصطلح القرآني في مفهوم أصول التغيير والحركة التغييرية يجد أصوله في القرآن بلفظ الثورة .. ويجد روح الله المتعالي في الأنبياء عليهم السلام ظاهرة تتجلى ثورة وتبتهج بنور الله المتجلي على الجبل هامة نور ترسم دائرة ثورتنا العتيدة .. لتشكل رصيدها التحولي الممتد على مدار تاريخ الأنبياء عليهم السلام بشارة بالنبي العتيد القادم والمسيح المنتظر المظفر ، يحيطه النصر في عمق وعد الآخرة وفي الأرض المقدسة هامة الاسراء والصلاة عمودا يتجلى … يتجلى ليربط زمن الميثاق بالمحشر خلاصة القدرة الأزلية ، ونفحات …
تغمس قلوبنا بروح الله من عمق الغيب شهادة نستعلي بها من نور نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الختم الأول والآخر الخاتم …
وكأن الله المتعالي تماما قد ربط اسمه الأول ليكون نبيه المقدس كلمة النور والسر في الخلق محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين هي الأولى … وهي الأخيرة في زمن وعد الآخرة .. هكذا نحن أبناء المطهرين وخواتيم أئمتنا من صلب نور نبينا الممجد صلى الله عليه وآله الطاهرين عند الله المتعالي نفهم درسنا من موقع بيت الله المعمور وبيت علي وفاطمة في العلى .. غرس فيها الرحمن شجرة طوبي تتدلى … تتجلى في بيوت كل العشاق الالهيين المحمديين رصيدا لنور الكلمة الطيبة المحمدية وشجرة الخلد التي لا تبلى .. هذه دروسنا يا سادة كون في وعينا لأبجديات الثورة ولهذا فتح الله علينا بقراءة هذا المصطلح الجليل من قلب القرآن باب المتعالي نورا نثور به تعالى وروحه القدوسة كلية كلماتنا .. وصدق قدوس الله محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين في قوله ” ثوروا القرآن ” غابت هذه العبقرية الفذة في وعي النور الالهي لنصنع بكلمة الله المحمدية نورنا بالرجوع إلى: في صنع ثورتنا المجيدة في عالم خلود الله الأبدي .. لتختم في الصافات وياسين المحمدية .. سلام سلام على آل ياسين … وفي كلكمتي المدخل ارسم بها دفتري وورقتي الثورية حلمي في تاريخي المعذب المطارد والمحاصر لا افهم فكر الثورة إلا من قلب فكر المحنة .. وهذي كلماتي أعود بها من فجر حلمي وثورتي من قلب الانتفاضة العظيمة الأولى في فلسطين وأنا أرسم المجد ونظرية الثورة أعود بها وانظر إليها بتواضع قلمي الوقاد النوراني الهادر فهي بالتمام الالهي جائت : بحروفها على مغلف كتابي ( الأزمة الروحية والثورة الروحية ) الصادر عام1993 ميلادية وكأنها طبعت الساعة من قلبي الثوري الروحي وفيها أؤكد العهد بعد السنين لأبجديات نظريتي المحمدية في ( الثورة الروحية المقدسة في زمن وعد الختم والآخرة :
جاء فيها : ( الثورة الروحية الغاية والمصطلح ..
هي لغة الحالة الايمانية القادمة … وتفسير المعتقد الثوري لا يميز إلا بالروح واللغة ..
الثورة الروحية هي المعادلة للثورة والغاية والانسان .. أن تفتقد الروح … يعني أن تفتقد صياغة المنهج … وغياب المنهج يعني غياب الروح القادرة على صنع المعجزة .. وصنع الحالة …
هذه القراءة تجئ لتعبر عن فكر الملاحقة … وتؤكد فكر الحالة الثورية من جديد .. بين الأصالة والتجديد لغة ديمومة الثورة وديمومة المعتقد .. إن الثورة الروحية ليست ولادة حالة تنظيمية ولا فرز عن واقع حزبي معقد … وإنما تجيء تعبيرا صادقا هذه المرة .. عن شكل الحالة الاسلامية القادمة …
إنه جنين مفرز بين جوانحها … فالمخاض وقضية الجهاد والثورة أكبر من أن تستوعب في حزب .. أو منظمة .. هكذا كان المصطلح الجديد :
(الثورة الروحية ) تعبيرا عن فكر الحالة .. الثورة .. الثورة تعني الانقلاب والروح غذاؤه .. الروح تفسير اللغز الغيبي المعقد .. أمام بساطة الروح والتجرد والانسان .. هذه الأزمة وهذه الاجابة والحل لا يتقدم إلا من خلال الروح والوعي الايماني المتدفق .. وفي زمن العجلة العبرية وهرولة الأنظمة العبرية إلى قاعات الدرس الآخر .. في حظيرة النازي .. يكون الرد الروحي المقابل … مرة أخرى هذا الكتاب تعبيرا عن واقع الحالة الاسلامية ومحاولة أخرى نحو علوها ونهوضها .. إنها لحظة الفقراء من عمق الجوع .. وعمق الحزن .. اللهم إنها محاولة قادمة فتقبل
[ وأردد بعد السنين هذه قولي : الهي أي وعد روحاني ثوري كنت ترسمه من روح قلبي إلى رصيد زماني .. وفي زماني جوزيت من هؤلاء الذين حاصروا ثورتي المقدسة .. بحصار لقمة خبزي وحليب طفلي أقدمها إلى ربي شكوى من هؤلاء المتقمصين الدين بثوب القدسية الخادعة وكل المحاولة لاغلاق ثورتي التجديدية في عمق القداسة والوطن ليس له حدود .. … لتحاصر ثورتي ومصطلحي … اصمت وخد ما تشاء .. ( عجبا لأنموذج بيع المصطلح ) .. فلا حرج فهذا تاريخ عميق في زيف الأعراب ، والنفاق سماتها خنجرا في خاصرة العرب المصطفين الأخيار ..
وعندما يكون مصطلح الأعراب ندا للعرب يقفز السذج والمموهين على صدر تزييف مصطلحات العرب ونور الاصطفاء العربي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين فيزيفون الحالة ، ويجرونها للخلف لعمق تاريخ داحس .. !! وهذا هو الحال اليوم في الأنموذج الحكومي الأعرابي الممتد والمحيط بفلسطين القدسية حماية للفريسيسن الجدد القدامى !! وأردد من زماني ذاك إلى زماني النور المرتجى على لسان إمامي المهدي عليه السلام على لسان جدي المصطفى صلى الله عليه وآله الطاهرين :
( لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين أو أهلك دونه … (
وأي تجاوز صفحت به الهي القدوس صفحة قلبي ونوري من نور جدي المصطفى صلوات الله عليه وسلامه وآله .. كثورتي في قلب مصطلحي القرآني المسكون في دمي وقلمي .. ومن قبيل عشرين عاما أراجعه وكأنني كتبته من لحظتي والساعة … وأدرك الآن لماذا يحاصرني جزار القلم المزيف !! خشية روح المصطلح الالهي المهدوي الذي غفلوه حين أرادوا بمنهج الاسلام الثوري لغة للمقامرة والنهب … ليضاف من قاموس الثورة إلى جامعة الأعراب الفريسين كرسيا يتأصل في قاع
ثورة السوء البديلة ..
الهي أنت الممجد في دمي روحي أمجدك ونبيك المصطفى صلى الله عليه وآله الطاهرين كحال مزمار داوود عليه السلام في بيت محمد السليماني الجديد صلى الله عليه وآله الطاهرين الذي ستملكه الدنيا في زمان وعد الآخرة .. الهي دعواتي من زمان ثورة روحي تغزوني ومصطلحي الالهي بثورة عشقي وعرفاني لغة الاسلام المحمدي من نور الحنان وثورة { وحنانا من لدنا } إلى زمان وعد الله المحقق لتكون رسوم المصطلح القرآني ثورة كاسحة توجه لطمة الله القوية في وجه كل محاولة للزيف الديني المجلل بثورة السوء وكرسي مدريد وثورة أوسلوا وكرسيها اللعنة .. !!
وكل ساعة وطول هذه السنين أقول هذا ( كرسي أوسلوا كرسي الدجال من يقترب إليه يكفر ) !! فلا تزيفوا قاموس المصطلح الالهي بثورة بديلة في زمن الافساد الاسرائيلي المدمر .. لهذا أبدأ من جديد بثورة المصطلح ولا أخشى أحد .. وأعلم من علم الله الغيبي إنهم سيقولون جاء ليبدل دينكم … ليهيجوا سوء مأجوج نحو القدس وغزة الهاشمية مبكرا .. (
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ } غافر26
هذا تصوير القرآن لمساحات الزيف من قلب التاريخ والى مساحة النهضة الخاتمة .. وكما يقولون للباطل جولة .. وقد وعدني ربي المتعالي على لسان جدي المصطفي صلى الله عليه وآله الطاهرين : ” أن الله سيحميك ويفني كل دولة تمسك بالسوء ؟؟؟ ومن وجاء روحك الهي المعظم كنت تخفيني ليسكنني الساعة موقعي النوراني الجديد وموقعي الثورة : في تأصيل ثورتنا القادمة ..
موقع لم يعتاد الكتاب على ثورته وذكره في مصطلح زمن التجديد التاريخي لأنه مصطلح متعلق بزمن الوعد الخاتم ..
إنه موقعنا التجديدي :
( موقع المصطلح القرآني )
أصل ثورتنا وتثوير المعتقد لينطق بالقرآن الصامت إلى القرآن الناطق ثورة محمدية تربط جوانح قلبي من نضال الذاكرة إلى تأصيل المقاومة الروحية .. إلى زمني ليكون اليوم موقع النور موقع المصطلح القرآني ثورة كاسحة … لا تتردد في هزيمة وجه التخلف الرازح على وجه ثقافتنا المحمدية وعلى كل تواريخ الأصول ..
حيث غزو ثورة السوء الملكية الوراثية السفيانية تغزو نورنا لتنهب القرآن إلى زمان التفسير المناوئ !! وليفسر للقرآن للتصالح والقرآني الثائر يقول :
( لا تصالح ولو أعطوك الذهب لا تصالحْ !!!

ولو منحوك الذهبْ .. أترى حين أفقأ عينيكَ .. ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: هكذا قلبت الموازين من زمن تمزيق الصحيفة وليسقط ويشطب ابن النبي المصطفى الحسن المفدى ويقفز بائع القرود على سلة النور ويصبح التاريخ كما مهملا .. !! هكذا نفهم التاريخ بقلب المعاني وتوظيف اللغة الفصحى والاعراب النحوي لتزييف معاني القرآن وكل الأصول .. وهكذا تنهب الثورة الروحية المحمدية المقدسة رمز العرب لصالح التركيع الأعرابي ، والأنموذج القاتل والمعادي لكل معاني الثورة في المصطلح المبكر .. والى رسوم الآلهة البشرية على دين :
{بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22
.. ليقف عاشق الدنانير الملعونة لحامل مصطلح التجديد الشهيد سيد قطب الراحل ببهاء ثورة القديسين مجدا …عند المشنقة ليقول له راعي الفريسيين حاخاما بثوب الحملان فيأمره وجواره شرطي العسكر في نظام الخديوي الانقلابي !! اقرأ يا سيد قطب : الشهادتين لتموت على الاسلام !! فرد البطل الالهي العاشق : ويحك وما الذي أتي بي إلى حبل المشنقة سوى الله والإسلام وثورة المجد !! هذه هي سمات الفقه السافل المعادي لثورتنا المحمدية والتي تشحذ الهمم من قرون للحرب اللامقدسة في مواجهة خليفة الله المهدي سليل النبوة عليه السلام حين كانوا في الزمن اللاعباسي يفتشون عن ميلاده في بطون الحوامل .. تماما كتجربة النبي الشامخ موسى الكليم عليه السلام في سمات إلهية نورها : { ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى{40} وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي{41} اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي{42} وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }طه41 :
وهذه السمات الالهية في الاصطفاء باتت اليوم تقرأ في قاموس التراجع بالتفاسير القرآنية المقلوبة .. ليقف الفرعون الأعراب الأشد كفرا ونفاقا نقيضا لروح الثورة الالهية المباركة وبروح مقلوبة أيضا على قاعدة :
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26
… ولهذا يقدم في زمن مصطلح الأعراب المزيف أحرار العرب المصطفين إلى قائمة الانتربول الوثني وشرطة الدجال في زمن البوشوية الوثنية الملعونة … والمجدد الخاتم المهدي عليه السلام يقف اليوم ليفتح بوابة تاريخنا من جديد ليفقه صناع الفتن ثورة السماء تلامس حقيقتنا الأرضية من جديد .. انها حقيقة عرب الأصول :
( الحقيقة المحمدية الهاشمية) ..
ولهذا تقف الثورة السلطانية الأعرابية بكل مفرداتها و بفقهها السلطاني المزيف وفكر البلاط وأعداء الروح والغيب ..
لتنسف كل محاولاتنا والله من ورائهم محيط
.. {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ{19} وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ{20} بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ{21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ{22} البروج20
ولهذا فان ثورة المصطلح في القرآن أيها السادة المحترمين لا بد لها من قلب القرآن الكريم لملامح ثورة جديدة تنسف كل تفسير المعاني الالهية التي زيفها الطاعون الملكي … لم يقدروا على تحريف القرآن فحرفوه من زاوية التفاسير المقلوبة والتي وقف فيها العلماء الخونة ليقولوا بعد تزييف القرآن وقتل علماء البيت المحمدي المطهرين من الرجس : ( نحن العلماء وورثة الأنبياء ) .. !! وأي ميراث هذا وأي تفسير هذا يا سادة هذا الكون .. الم تقلب الموازين عبر القرون لتوصلنا إلى أقسى سلم الانهيار والهزيمة وقاع المرحة بين فكر المصالحة وفكر المواجهة .. فكر ( لا تصالح ولو منحوك الذهب ) !! لكن وعاظ السلاطين الخونة والمزيفين هؤلاء من زمن ميلادهم لنيل البركة الملعونة من بونابرت الماسوني ليلبسوه كما محمد علي باشا القفطان والعمامة والمسبحة ..ليعلنوا لأخطر صهيوني وثني ( بونابرت ) أنه يعلن على بوابة الأزهر إسلاميا تغريبيا مزيفا .. فتفتح بوابة ثقافة التطبيع والغزو المنظم ويهيأ التاريخ لمشاريع سايكس وبيكون الأعرابية يقفز في طياتها لورانس العرب بعباءة ة البدو الأعراب فريسيا جديدا فيغير بأمراء الحرب الملعونة صورة تاريخنا القداسة .. ويلد الدب ذئبا يصنع الطغاة بعدها تغيير الملامح المصطلحية في كلية القرآن الممجد .. ولهذا في قرائتنا والتي سيليها بعون إلهنا القدوس بحرا من ثورة التجديد كان عنوان مقالتنا التي بين أيدينا ( الثورة في المصطلح القرآني ) تحمل الوعي المحمدي ثورة في وجه الطغيان والطائفية ومصطلحاتها البغيضة في مواجهة الأعراب الأشد كفرا ونفاقا ...
وهنا لا بد في زمن التصالح من ثورة في علم المصطلح لتولد لنا ثورة جديدة وحلما مهدويا محمديا يولد قادم بمشيئة قدوس رحمان من قلب الغيب آت لا محالة : ونصرخ مجددا في وجه الزيف الأعرابي الديني !! القائل :
( ليس في الاسلام ثورة : الثورة أنثى الثور وكفى !! لنقول اليوم وفي زمن الخاتمة إن الاسلام هو الثورة والانقلاب والتغيير في وجه مصطلح _ التسوية ـ المصالحة ـ الزيف !! هكذا يغلق أعراب التخلف بثوب الدين وحركات الدين الملصقة بجماعات التسوية الزائفة ليصوغوا التبرير الغائي المشترك روحا ودوافع في علم مدرسة التحليل النفسي المجتمعي الغائبة !!

أنظر موسوعتنا المصطلحية : ( مصطلح الأعراب في القرآن الكريم )
سينشر بمشيئة الله تعالى قريبا ..

إذا لا بد من التحول نحو لغة مصطلح الثورة الجديدة :
وهنا المفصل في وعي المصطلح الذي بين أيدينا ( مصطلح الثورة في القرآن ) لتكون كلية مصطلحات القرآن حاملة روح الاحيائية الثورية الروحية .. أي فيها إجراء عملية تثوير للمصطلح لكي يكون فاعلا وإحيائيا فيكون حتى ولم يلفظ بمفرد الثورة . .. يعبر عن حالة ثورة : وهي الإحيائية والتفعيل وهي التثوير بالحركة والحراك السياسي والتغييري ..
المصطلح الثوري هو تفعيل الفعل والحالة المرادة في مقاصد الثورة وأشكالها السياسية و العقائدية :
ويقال فلان إنسان ثوري يعني متحرك وجذري في التعبيرات والمواقف .. ندا يقف في وجه فكر المهادنة في زمن الاستسلام في أيامه الأخيرة …
وفي القرآن هو الشاهد على عصره
) أنظر قرائتنا لمصطلح الأشهاد في القرآن ( …
بما يؤكد أن الوجهة القرآنية تبحث في تغيير المنهج بمنهج آخر وتدفع بالتغيير الجذري الثوري ليكون الوسيلة والغاية .. ومن ثم قراءة تشكيل الحالة على أرضية روحية ربانية ترتكز في ثوريتها على الدليل وهو ( المصطلح الحديثي ) بحيث تتكامل العملية الثورية الإحيائية بالروحية بين المصطلح القرآني والحديثي انه :
[ التكامل والتوحد بين مصطلح القرآن ومصطلح الحديث النبوي ] ليصنع حالة إلهية بروح محمدية متجددة … ولهذا كانت قراءة النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين الأولى بضرورة العودة بالحديث إلى القرآن بعده .. لا الى الأهواء والتحاليل المقلوبة بفتاوى نقيضة .. إنهم ( الأرأيتيين ) بمصطلح جدنا وسيدنا الامام جعفر الصادق عليه السلام وهم الذي دمروا الدين والنبوة بآرائهم الفقهية المضادة لقدسية بيت النبوة والعترة أو كما قالت السيدة الزهراء وزينب عليهما السلام في خطبتها في وجه يزيد ( انتم الذين أخذتم دين محمد وميراث محمد إلى قعر بيوتكم ونحن أصل الشجرة وانتم فروعها !! وهكذا تنتاب التاريخ الاسلامي والإنساني حالة من الضياع بفكر الرويبضة وفكر صناع الفتن.. وأيضا حملة الاجتهاد المزيف في وجه باب مدينة العلم والحكمة وهو ما اتبعناه نسقا في قرائتنا الموسوعية في المصطلح وعلم المصطلح في القرآن الكريم .. و في استخارتي في المقارنة بين المصطلح الرباني والأرضي في المبحث : فجاء الرد قاطعا في الرفض ولكن الروعة في العطاء الالهي وأنا افتح القرآن في سورة الروم لأجد التأييد في وجهتي من الله ربي رب العالمين .. بقدرية عجيبة في سورة الروم :
( الآيات : 6 ـ10 ] وهي :
تطرح المدخل لنظرية الثورة في قرائتي لمصطلح الثورة في قوله تعالى :
{ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{6} يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ{7} أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ{8} أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{9} ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون{10}
وفي جملة الآيات المباركة تحقيق الوعد الالهي بالفرج والثورة المقبلة الآتية بعد قوله تعالى :
{ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5}
وهو ربط الفرح وموعد الانتصار المحتوم بمقدمات الثورة النفسية وأهما اكتشاف حدود الذات بنور المعرفة ..
وربط ثورة التجديد والثورة الفكرية الاحيائية بروح التاريخ والتجارب الأزلية
( قصص القرآن الأنموذج ) وهو قوله تعالى في الآية :
{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ{8} الروم :
والتفكر النفسي والذاتي هو المدخل لتحقيق شرط الحالة النورانية الروحية والقدرة على اكتشاف الذات .. يليها شرط الرؤية التاريخية وهو التحقيق للوعد الالهي الآتي ..
بما جاء دالته في قوله تعالى :
{ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{6 } ..
ولهذا يجيء الزخم الغيبي مذهلا بما لا يقاس عليه الحالة المعرفية الأرضية وهي ظاهره في الآيات الكريمة :
وهنا مكمن النور الثوري بين المحدد الغيبي وروح الأمل الغيبية ودالتها نحو الوعي بدائرة الثورة والنور الاحيائي ( بالوعي التاريخي ) وهو قوله تعالى :
{ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا
عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ
فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } الروم : 9 ..
وفي هذه الآية ربط شرطية المنظور في العبرة التاريخية بروح المراجعة الروحية ( ثورة التقوى ) بآلية الثورة ومشروع اعمار الأرض وإثارتها ..
مقالتنا : ( ثورة التقوى هي أصل الحوار الالهي الممتد من الميثاق حتى وعد الآخرة )
منتدى صيد للحوار الاسلامي :
http://www.saidaforum.com/showthread.php?t=12655
لماذا فاطمة الزهراء رمز الحب والعشق الالهي :
http://alhakaek.com/news.php?action=view&id=12846
ويستفاد من الآية إحلال البديل الثوري الايماني نقيضا للثورة النفاقية والتي تقودها حركة الظالمين المكرسة في مواجهة الحق الالهي والنور المحمدي … وهنا يبرز المصطلح [ الثورة الأرضية ] مستلهما من المصطلح القرآني { وَأَثَارُوا الْأَرْضَ } وربط هذه الثورة الأرضية بالمنهج الالهي الروحي وربط جدلية الغيب بالحركة الثورية ( مصطلح العالمية الربانية ) .. القادمة بخليفة الله المهدي عليه السلام .. وبدون هذا التكامل لا يمكننا الوصول لروحية أبجديات هذه الثورة الإحيائية والتي أهم مرتكزاتها ( القرآن ـ النبوة ـ العترة المطهرين ) : أي الأنبياء والأئمة عليهم السلام هم الشهود على الثورة وبالمصطلح القرآني هم الأشهاد الظاهرون والقائمون في زمان أمر الساعة وخروج الخليفة الالهي المهدي عليه السلام بثورته السماوية .. النقيض لطغيان الظالمين :
{وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } الروم : 9
أنظر موسوعتنا المصطلحية : ( مصطلح الأشهاد في القرآن الكريم ) تحت النشر
لهذا نرى سياق المفرد القرآني يدفع لنا بأصول المصطلح كتعبير وتوجه عن حالة متكاملة في التغيير وفق المعايير الروحية الإلهية .. وهو ما يعطي الثورة روح القدسية والربانية في معايير التغيير وأهمها البعد الأخلاقي ، والمصطلحات المدنية في الثورة الحديثة تندفع حاملة روح الأزمة ورد الفعل على تراجع الكنيسة ويجعل الثورة محمولة بالفكر اللاديني أو المضاد للدين !! ولهذا جاء مفهوم الثورة في واقع المسلمين في أغلب الأحيان متعارضا لمنهج القران والأمة .. وهذا ما جعله يغطي أزمته بالتوجه التحايلي لتمريره تارة !! أو بالفكر الانقلابي تارة أخرى وفي كل الأحوال يكون العنف المبرر لتمرير هذا الفكر الثوري الجديد . وبهذا نرى أن التراث الفكري لمفهوم الثورة الحديثة حمل معه ميراثا من المصطلحات والثقافات العنفية المستهدفة لإحلال السياسة الغربية الماشيحانية بروح قهرية استهلاكية تهدف من البداية تكريس فكر المستعمر وسياسات الناهبين من الماليين الماسون اليهود ، والذين هم أصلا الممولين لفكر هذه الثورات الناهبة للشعوب وتحويل
الأمميين الى حالة وعي إلحاقي لهؤلاء الثوريين ..
فكانت قواعد الفكر الميكافيلي الغطاء الأساسي لهذا المصطلح وغاياته !! من هنا كان وعينا النقيض والبديل هو إحلال الثورة الروحية كأساس لحالة الوعي الإنقلابي والقرآن هو المعيار الأول لأصول هذا المصطلح وغاياته ..وثورتنا الروحية ومشروعنا المقبل يلزمنا أن نضع أيدينا وقلوبنا على الأصول الروحية .. وتأهيل الجيل التحولي المقبل على استيعاب الأصول لمواجهة الثورة المضادة .. والأمة اليوم وبعد إفلاس المنهج التغريبي والأعرابي النفاقي المعادي للانسانية وسقوط ملحقاته ومكملاته من رواد الثورة الأعرابية النفاقية وهي التي انبهرت بنتاج ثقافة بولس الفريسي ودوره في تفجير الفكر البروتستانتي الثوري الاستعماري ، وهو الفكرالذي جعل بونابرت يحمل كاهل الصهيونية الوثنية مارا بسحق الكنيسة وإحلال ماشيحانية الدجال التي أسسها بولس ( شاؤول الطرطوسي..) وهي التي غيبت روح الثورة السماوية التي أرساها الأنبياء عليهم السلام و خاتمهم السيد المسيح عليه السلام والتي كانت ترى في وعي الأصول غاية وفي تأكيد الهوية الربانية توجها .. وهذا ما يدفع بنا لقراءة أصول المصطلح ( الثورة الأرضية ) وعلاقته بالروح .
ـــ مصطلح الثورة في اللغة :
قال الطبري رحمه الله :
” البقر: اسم للجنس” “وقال ابن عباس عليه السلام… في شأن الهدهد: فبقر الأرض قال شمر : بقر نظر موضع الماء فرأي الماء تحت الأرض. قال الأزهري: اسم للجنس وجمعه باقر ابن عرفة: يقال بقير وباقر وبيقور وقرأ عكرمة وابن يعمر أن الباقر والثور: واحد الثيران, والثور: السيد من الرجال والثور القطعة من الأقط والثور: الطحلب, وثور: جبل, وثور:
قبيلة من العرب, ووقت العشاء ما لم يغلب ثور الشفق يعني انتشاره, يقال: ثار يثور وثورانا إذا انتشر في الأفق ”
و في لسان العرب :
” ثار الشيء ثورا وثورا وثورانا وتثور هاج, والثائر الغضبان ويقال للغضبان أهيج ما يكون قد ثار ثائرة وفار فائرة إذا غضب وهاج غضبه وثار إليه ثورا وثؤرا وثورانا وثب. والمثاورة المواثبة وثاوره مثاورة وثوارا عن اللحياني. ويقال انتظر حتى تسكن الثورة وهي الهيج وثار الدخان وغيرهما يثور ثورا وثؤورا وثورانا ظهر وسطع وإثارة” (1( ”
(1) القرطبي: الجامع ج1/482 ”
وسمي الثور ” ثورا .. لأنه يهيج في ثورته وهكذا في الاصطلاح المعاصر يقال: ” صراع الثيران ” أي تعبير لغوي أصيل من الثورة أي الغيرة والهيجان الصراعي ضد الباطل الشيطاني . وعند بعض المفلسين في الأصول يقولون : “الثورة أنثى الثور” وبالتالي : ليس في الإسلام ثورة !! وفي هذا النهج تفريغ للقرآن من مصطلح الثورة وأداتها كتوجه انقلابي رباني ..
وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إسرائيل : تثير الأرض ولا تسقي الحرث أرض مثارة إذا أثيرت بالسن و هي الحديدة التي تحرث بها الأرض وأثار الأرض قلبها على الحب بعدما فتحت مرة . (2)
(2) لسان العرب ج4/108
وقال الأعرابي :
” ثورة من رجال وثورة من مال للكثير والثور القطعة العظيمة من الأقط والجمع أثوار وثورة على القياس ويقال : أعطاه ثورة عظاما من الأقط جمع ثور .
وفي الحديث : توضئوا مما غيرت النار ولو من ثور ” فالثور قطعة من الأقط والقوس البقية من التمر تبقى في أسفل الحلة والكعب : الكتلة من السمن “
- والجمع أثوار ويثار وثورة و ثيرة وثيران وثيرة على أن أبا علي قال : “ في ثيرة انه محذوف من ثياره ” ويقال : ” مررت بثيرة لجماعة الثور ” ويقال : هذه ثيرة مثيرة أي تثير الأرض .. ” وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إسرائيل : تثير الأرض ولا تسقي الحرث ، أرض مثارة إذا أثيرت بالسن وهي الحديدة التي تحرث بها الأرض . وأثار الأرض : قلبها على الحب بعدما فتحت مرة ، وحكي أثورها على التصحيح . وقال الله عز وجل : وأثاروا الأرض ، أي حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها وأنزال زرعها . وفي الحديث : أنه كتب لأهل جرش بالحمى الذي حماه لهم للفرس والراحلة والمثيرة ، أراد بالمثيرة بقر الحرث لأنها تثير الأرض . والثور : يرج من بروج السماء ، على التشبيه . والثور : البياض الذي في أسفل ظفر الإنسان . وثور : حي من تميم . وبنو ثور : بطن من الرباب وإليهم نسب سفيان الثوري . ”
ابن منظور : ( لسان العرب ) : الجزء : 4 ، ص 111 ، 112 ، الوفاة : 711 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، سنة الطبع : محرم 1405 ، الناشر : نشر أدب الحوزة – قم – إيران= الزبيدي : ( تاج العروس ) : الجزء : 6، ص 145 ، الوفاة : 1205 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، تحقيق : علي شيري ، سنة الطبع : 1414 – 1994م ، المطبعة : دار الفكر – بيروت ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت
والمصطلح الحديثي في الثورة هو التأصيل الأصيل لجميع المفرد القرآني المتجه نحو تفعيل المصطلح في قانون الثورة التغييرية وأزمان التحول والمواجهة . وهو الذي يعطي الاسلام والقرآن قدرة وقادة من ثورة النقد البناء والفكر المواجة نار تصفح كل محاولات نسخ الاسلام عن حالة التحدي وفكر المواجهة والتصعيد الى فكر الركوع والانحناء لآلهة البشر … وجعل الاسلام في تفسيراته المقلوبة لحالة كلية من المهادنة وثوبا للزينة في بلاط الخونة .. والثورة في الخلاصة هي النقيض القادر على شطب ثورة السوء البديلة !!
ــ مصطلح الثورة في القرآن:
وفي السياق نبحث في المصطلح القرآني للثورة وهي الاجتثات: ” اجتثت من فوق الأرض ” وهي بمقام الثورة التحولية في المصطلح الحديث أي التحول بالأمة من حالة السقوط وحالة التراجع إلى الصعود الإلهي المدوي …لأن مصطلح الثورة في الأصل هو مصطلح قرآني , ” قال شمر: تثوير القرآن قراءته ومناقشة العلماء به .. والثور السيد .. وقول أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام ” إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض عني به عثمان رضي الله عنه ” وقيل عني بالثور الطحلب ويقال للطحلب ثور الماء حكاه أبو زيد في كتاب المطر ” وكانت العرب إذا أوردوا البقر فلم تشرب لكدرة الماء أو لقلة العطش ضربوا الثور ليقتحم الماء فتتبعه البقر
ابن منظور : ( لسان العرب ) : الجزء : 4 ، ص 110
وهكذا يبدوا التوجيه النبوي بثوريته يدفع الباحثين عن مستقبل الأمة والعلم ومناهج التحرير أن يعطى القرآن وهبته التحريرية الثورية ويجعله في خنادق وعي الأمة ومنهجها التحريري ومصالحها ووحدتها لا تمزيقها …ويجعل من مفهوم الثورة الروحية القرآنية حاله استواء عميقة على مستوى الفكر والثقافة والإنسان.
وهكذا لا يستقيم وعينا بالقرآن ومع القرآن إلا بحملة القرآن الأحرار الأبرار من العترة النبوية المعظمة وهم الذين يجعلون القرآن مشروعا إحيائيا ثوريا..
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :
” سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا أعلم بطرائق السموات من طرائق الأرض ..” ولم يقل قبله ولا بعده أحد سلوني .. ” إلا عقيم ومفتري على الحق والقرآن .. فقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله تعالى التأويل مع أمير المؤمنين والقرآن الوجه الآخر لأمير المؤمنين وعترته المطهرة عليهم السلام … فإن تعطي للقرآن قيمته .. لزم أن تجعل لأل محمد عظيم القيم والقيمة .. ولا يفتح القرآن كنوزه إلا ببركاتهم وعلمهم ودعواتهم .. ولا يفتح للعبد باب إلا من بابهم .. ( على بابي الذي أؤتي منه ) ( كذب من زعم أنه يأتي البيت من غير بابه ) : فهم وباب الثورة وعنوان الثورة .. ودمهم النازف هو ثمن قيم الثورة .. والحسين الشاهد الشهيد رمز التحول نحو قيم هذا التفسير والتأويل وتأصيل الثورة …..
قال إبن مقبل :
” وثورة من رجال لو رأيتهم لقلت إحدى حراج الجر من أمر ويروي ثروة من رجال و ثروة من مال بهذا المعنى …
وفي قوله تعالى في علاه: (وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا) الروم/9

وقال الأعرابي :
” ثورة من رجال وثورة من مال للكثير والثور القطعة العظيمة من الأقط والجمع أثوار وثورة على القياس ويقال : أعطاه ثورة عظاما من الأقط جمع ثور .
وفي الحديث : توضئوا مما غيرت النار ولو من ثور ” فالثور قطعة من الأقط والقوس البقية من التمر تبقى في أسفل الحلة والكعب : الكتلة من السمن “
والجمع أثوار وثيار وثورة و ثيرة وثيران وثيرة على أن أبا علي قال :”في ثيرة انه محذوف من ثياره ” ويقال : “مررت بثيرة لجماعة الثور ” ويقال : هذه ثيرة مثيرة أي تثير الأرض .
وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إسرائيل تثير الأرض ولا تسقي الحرث أرض مثارة إذا أثيرت بالسن و هي الحديدة التي تحرث بها الأرض وأثار الأرض قلبها على الحب بعدما فتحت مرة .
وفي مسند أبي داوود الطيالسى عن يزيد الرقاشي عن أنس من مالك يرفعه
إلى النبي صلى الله عليه وآله قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
” إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار”
وهو قوله تعالى: ” والبحر المسجور” الطور،6 ….
فثورة الغليان في النار في عقاب أهل الرجس والنجس ممن اختاروا الشيطان المريد سبيلا..
القرآن يصف المؤامرة الحاقدة لأهل الهواء بقوله تعالى :” وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون” القلم/51 ولم يقل القرآن (بأسماعهم أو بألسنتهم….)
وهو تعبير عن روح الحسد في الثورة النقيضة لأهل الإيمان يكادون يصرعونهم حسداً ..
قال البيضاوي:
“والغضب ثوران النفس إرادة الانتقام فإذا أسند إلى الله تعالى أريد به المنتهى والغاية على ما مر..
فكأنه قال: : لا المغضوب عليهم ولا الضالين” البيضاوي ج1/73 وفي حالة الحسد والبغض يكون ثورة للانتقام…
وفي تفسير أبي السعود:” حيث مهدوا قواعد الباطل وفرعوا عليها أحكام الزور ولأن أحكام جهالتها وضلالتها مقصورة على أنفسها لا تتعدى إلى
احد وجهالة هؤلاء مؤدية إلى ثوران الفتن والفساد وصد الناس عن سنين السواد وهيجان الهرج والمرج فيما بين العباد”
تفسير أبي السعود ج6/221
تفسير قوله تعالى:
” ْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ” الفرقان/44
وأورد أبو السعود رحمه الله
أي وبلغت القلوب الحناجر عبارة عما يجده الهلع من ثوران نفس ج9/195, “ ثوران الأحقاد القديمة ” روح المعاني /13/59, “وحقيقة ثوران دم القلب شهوة الانتقام” روح المعاني ج15/ 205) وفي الحديث : ” اتقوا الغضب فإنه جمرة توقد في قلب ابن آدم, ألم تروا انتفاخ أوداجه ..
المصطلح في تفسيره مرات عديدة ” ولا يظهر ثوران بالليل” ثوران الفتني والفساد وصد الناس عن سنين السداد وهيجان الهرج والمرج فيما بين العباد ولأنها غير معطلة لقوة من القوى المودعة بل صارفة لها إلى ما خلقت هي له فلا تقصير من قبلها في طلب الكمال وأما هؤلاء فهم معطلون لقواهم العقلية مضيعون للفطرة الأصلية التي فطر الناس عليها مستحقون بذلك أعظم العقاب وأشد النكال والفساد وصد الناس عن سنن السداد وهيجان الهرج والمرج فيما بين العباد ولأنها غير معطلة لقوة من القوى المودعة فيها “
أبي السعود : ( تفسير أبي السعود ) : الجزء : 6 ، ص 221 ، ج 19 ، الوفاة : 951 ، المطبعة : دار إحياء التراث العربي – بيروت ، الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت = الألوسي ، محمود : ( روح العاني ) ج19/25.
وفي قوله تعالى: ” إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ…”…
وحمرة عينيه” روح المعاني ج16/240. “وجهالة هؤلاء مؤدية إلى
التحرير والتنوير ج1/4938
وتمزقها…” تفسير الثعالبي ج3/221 : قوله تعالى : ” وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّار…”الأحزاب/20
” وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ”
قال الطاهر بن عاشور:
” فيما تمليه عليهم شهواتهم من ثوران القوتين الشهوية والغضبية فإنهما تجنيان فساداً في القلب فذكرهم بترك الإفساد
ليكون صلاحهم منزهاً..”
التحرير والتنوير ج1/1555
وفي قوله تعالى عن حطاب موسى النبي عليه السلام ” ثم سكن عن موسى الغضب ولما سكن عنه الغضب أخذ الألواح” :
” السكون مستعار لذهاب الغضب عنه شبه ثوران الغضب في نفس موسى (عليه السلام ) المنشئ خواطر العقوبة لأخيه “
“ حديث النفس يدفعه إلى أفعال يطفئ بها ثوران غضبه ” ..
التحرير والتنوير ج1/1647
وفي قوله تعالى : (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) أي .. ” ما يدعو الحاسد إلى أذى المحسود أن يتطلب حصول أذاه لتوهم أن السحر يزيل النعمة التي حسده عليها ولأن ” ثوران وجدان الحسد يكثر وقت الليل لأن الليل وقت الخلوة وخطور الخواطر النفسية والتفكر في الأحوال الحافة بالحاسد والمحسود” .والحسد إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة الغير بتلك الحالة…”
تفسير القرطبي الجامع ج19/87
قال الطبري رحمه الله:
” استخرجوا الأرض وحرثوها وعمروها أكثر مما عمر هؤلاء فأهلكهم الله بكفرهم وتكذيبهم رسلهم…”
: إبن جرير الطبري : (جامع البيان ) ، الجزء : 21 ، ص 30 ، الوفاة : 310 ، تحقيق : تقديم : الشيخ خليل الميس / ضبط وتوثيق وتخريج : صدقي جميل العطار ، سنة الطبع : 1415 – 1995 م ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان

وهو ما يعني في المصطلح (أثاروا) من الثورة: أي الثورة العمالية الاقتصادية أو الثورة العمرانية باتجاه إقامة العمران الأرضي… وفي المقابل يمكن ان يفهم إثارة الأرض بالاتجاه الايجابي: الثورة الاقتصادية وهي ثورة البناء :
” الثورة البنائية ” أو الثورة الفوقية … ومفاهيمها جميعا مرتكزة على الأصول القرآنية .
(وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ …) آل عمران / 55, ومنه :
” لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ” المائدة/66 .. وهو مدلول الفوقية والاستعلاء في المفهوم القرآني و يدعم مسألة استعمار الأرض واستخلافها… ” وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ” الأنعام/8 أو المصطلح يجعل الفوقية العليا لله رب العالمين ، وليس لشرعة المعتدين والدكتاتوريين الطغاة في هذا العالم… وبدون هذه الفوقية الإلهية لا يمكن أن يكون لمشروع إثارة الأرض و إعمارها ” الثورة المعمارية المعاصرة ” من وسائل الإنجاح لأنها تكون في خدمة الطغيان والعبودية لأدوات الرجس الإستكبارية في هذا العالم …
في موسوعتنا المصطلحية : يراجع مصطلح: الفوقية الإلهية في مبحثنا (سورة النساء)
للإثارة الإعلامية على مستويين حرب التعبئة النهائية الحضارية على المستوى المنهجي الإسلامي ، وإحداث نظرات جديدة في الجديد الحضاري القرآني على مستوى الإصلاح والكنوز القرآنية الحد يثية. .. وإيصالها للجماهير كقاعدة للإتحاد الحضاري والارتقاء الاجتماعي بوسائل علمية جديدة… وعلى المستوى الآخر يمكن أن تكون الإثارة الاعلامية أو الثورة هي بالاتجاه المضاد للجماهير وهو الممثل في وسائل التبرير الأيديولوجي لحكومات الكفر العالمية والتي أقامت أسس حضارتها المادية على قمع الأمم ــ بروليتاريا العمال ــ ” دكتاتورية الحزب ” وإيصال مقولاتها التغريبية لتشكل جسرا وهوية لتبرير ثقافة المستعمرين الأوائل …
وما يهم هنا هو إبراز المفهوم الاصطلاحي ” للثورة ” في القرآن الكريم :
ويمكن أن يفهم من مصطلح أثاروا أو ثاروا: وهو حدوث اعتماد المنظور السياسي والأيديولوجي ــ نفذ ثم ناقش ــ … ولهذا يجب أن يكون اصطلاح الثورة في القرآن على مستوى جميع المفردات هو اصطلاحا بنائيا نورانيا بنائيا يقيم أسسه على مستوى العمل والحرية والإنسانية ومبنيا أيضا على قاعدة القرآن ” لا إكراه في الدين ” وهو النبذ لكل الوسائط الإكراهية المقيتة… بدون وسائل الضغط والابتزاز وسحب إنجازات الشعوب و الأمم المخالفة….
قال تعالى :
” وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ” يوسف /99 وقال :
( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ) : النور/ 3
وهكذا يعتبر الاصطلاح القرآني العظيم المبني إلهيا على رفض ونبذ سياسات الإكراه الظالم؟! هو أساس الأنموذج العادل والمقسط لخليفة الله المهدي عليه السلام الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) كما جاء في الحديث الصحيح : وهو تمام انبعاث الحالة النورانية من اسم الله (العدل)
والعدل هو أساس الملك وخلافة آل محمد الطاهرين القادمة…
ولهذا نؤكد أن جميع المصطلحات القرآنية مبنية على أساس الاتساق والتوافق الداخلي لرسالة العدل والقسط في الأرض لأن العدل هو أساس الملك ,

ولهذا فإن مصطلح الثورة في القرآن هو في حقيقته إيجاد البنية العالمية للعدل الإلهي والاستخلاف عبر إحداث هذا الانقلاب الكوني المهيب
وإسقاط خياراته الوثنية المادية نحو الاستعلاء التوحيدية ..
وأليس هذا التحول هو ذاته مفهوم الثورة العالمية ، أو هو ما اصطلحنا عليه في موسوعتنا من قلب القرآن
( العالمية الربانية ) وهو قوله تعلى :
” وإذ قال ربك إني جاعل في الأرض خليفة….”
وهي ثورة البناء العدلي الإلهي
“ ..أثاروا الأرض وعمروها… ”

قراءة في مصطلح العالمية الربانية في القرآن الكريم : مركز دراسات أمة الزهراء :
http://elzahracenter.wordpress.com :
موقع الحقائق العراقي :
http://alhakaek.com/news.php?action=view&id=13636
وفي قوله تعالى :
” والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور” فاطر/9
وفي تأويل المفردات الاصطلاحية للآية الكريمة نجدها دعوة للاحياء الثوري والعمران الرباني في الأرض من خلال عملية ــ الإرسال الإلهي ــ ويشمل هذا الاصطلاح الثوري الشمولي الرباني في الأرض حركة الرسالات المقدسة ” وأرسلنا “ ” رسلنا “…। وفي الآية الكريمة تأصيل لمفهوم الثورة العقائدية من خلال ربط الرياح بالسحاب ،
والسحاب هو إنزال الله تعالى للمطر وهو صنع الله تعالى ( فأنزلنا من السماء ماء ثجاجا )…
“ فتثير ” أي تصنع ثورة بنائية في الأرض…
عبر الزراعة الأرضية وهي مصطلح الهي في القرآن سمته وذكره : قوله تعالى :

{أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }الواقعة64
وهي المعروفة في القاموس المعاصر ( الثورة الزراعية )
وهو مصطلح قرآني مركب شائع مفرداته القرآنية في ذات السياق هي :
( الزَّارِعُونَ ـ أثاروا ) : والمطر المرسل هو مادة الاحياء الثورية الربانية … لما لعلاقة المطر في تطور الحركة الإحيائية والاستخلاف والاقتصاد الإسلامي والأممي لكل الخلائق… والزراعة الالهية هي عملية الإحياء الأرضي للاستخلاف ” والزراعة تقتضي إثارة الأرض “ ..أثاروا الأرض وعمروها… ” وتعميرها فسقناه “ بالأمر الإلهي التسيير الأمري – كن فيكون….. ” إلى بلد ميت ” والموات العالمي اليوم مرهون بحالة الإفلاس الأخلاقي والديني والإفراغ الروحي المنهجي في الأرض وذلك لحساب قوى النهب المنظم والمكدس بأشكال التصنيع المادي المبني على سياسة البورصة وقهر الشعوب. ومصادرة سياسات إصلاح الأرض تحيزا للربوية الفريسية الناهبة لحركة الخلق باسم الدين المزيفة !! ولو تأسس هذا البناء العلمي
على سبيل وقاعدة الانتصار للمظلومين, لأصبح معجزة خارقة في عملية الإنماء العقلي والمنهجي ولكان القرآن والنبوة هو قبلة الأمم نحو العدل….

ونستكمل الحلقة الثانية بمشيئة الله تعالى في الحلقةالتالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق