بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 نوفمبر 2010

الحلقة الأولى قراءة في مصطلح العالمية الربانية في القرآن الكريم الشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي محمد حسني البيومي الهاشمي


قراءة في مصطلح العالمية الربانية في

القرآن الكريم

الحلقة الأولى

الشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي محمد حسني البيومي الهاشمي

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/24

(خيار الأبدال الالهيين )

اتجاهات المصطلح :

أولا : حركة الاصطفاء العالمية :

ثانيا حركة الاصطفاء العالمية المحمدية :

ثالثا : الشكر الالهي الرباني :

رابعا : مصطلح حركة الأبدال العالمية :

خامسا : مصطلحات نورانية من مصطلح

العالمية الربانية :

أولا : حركة الاصطفاء العالمية :

{ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }الدخان32

تعلقت الارادة الربانية في قلب عالم الارادة بعالم الاصطفاء الالهي ومن سر الأقوال وسر الكلمات النورانية الى سر الفعال والتكوين والجعل الالهية ، فشائت المقادير الالهية ان تصنع من عالم الاصطفاء مصطلح لعالم رمزي جليل في سر التكوين الالهي المبارك وهو قوله تعالى :

وباركنا ” فكانت البركة شاهدا عجيبا في سر الخلق لعالم أجمل رقيا وهو عالم الاصطفاء الالهي والاختيار الالهي ، فكان مصطلح ” وباركنا “ ” وجعلناو ” اصطفينا “ .. ” واخترنا ” تؤكد كينونة وسر الغيب الروحي من عالم جناب المهابة الالهية فكان الاصطفاء الالهي

و { وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ } : { اصْطَفَيْنَا } ..

انه مصطلح الاصطفاء الالهي ذروة التقدير لحالة الاصطناع لذات الله تعالى و محققات سره تعالى في الكون والجعل وتحقيق عالم الارادة :

{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } طه41 : وهو مصطلح :

[ الاصطناع في القرآن الكريم ]

وهذا المصطلح هو حامل سر الاختيار الالهي في عمق مصطلح :

يؤكد جلال الارادة الالهية وعالم الاصطفاء من قلب حالة : في مصطلح : [عِبَادِنَا ] وهم خلاصة الصفوة الخلقية المصنوعة لذات الله العلية وهو ما يعرف بذات الله أو نفس الله تعالى ، وهو قوله تعالى في علاه : {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }طه41 : { اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } وهو حمل الذروة في العطاء الالهي الذاتي من كلمات الله المتعالي وهي التي لا تحصى من حالة السر الى جملة المعطيات الظاهرة عالميا ..

لتأكيد حالة العالمية في الخيارات الالهية : و تأكيد :

[ مصطلح الاختيار الالهي ] وهو الذي يترجم روح العطاء لله تعالى أي

صنعا لذاته تعالى :

}وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى }طه13 ..

والاختيار هو التأكيد الالهي لحالة القيادة الالهية الوارثة ..

}وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف137

: نحو صناعة حالة الأمن الانساني في كمال وجلال الخلق الالهي .. قال تعالى :

{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18

والاصطفاء والاختيار في القرآن كمصطلحات نورانية تؤكد عمق الخيار والاصطفاء الالهي وحقائق النور الالهي في الكون والمرسلين نحو ميراث الأرض ، وهو قوله تعالى :

{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }فاطر 32

وكان هذا الميراث الأرضي يكشف واقعيا عن جلال مهيب في عالم الصنع الالهي بكل ما يحمله هذا الجلال من أسرار وحسابات في الغيب .. ليكون الاصطفاء في الختم والارادة مشكلا حالة الظهور والظهور الخاتم لزمن العالمية .. وبهذا يتجلى القرآن بمصطلحاته الجليلة مكونا لحالة العالمية الربانية .. وبهذا يكون : “ مصطلح العالمية ” مستوعب جملة الحقائق الالهية الرابطة كما ذكرنا بين الاصطفاء والإنشاء والتكوين والخلق ..

وهو قوله تعالى :

{وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ }الأنعام98 ..

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا .. }

لأن الله العلي القدير كان قد قدر الأشياء وهو ما شرحناه في مصطلح

[ التقدير الالهي ] في موسوعتنا ، وليكون مصطلح الانشاء والخلق يفرز خلاصة حالة التقدير من علم المشيئة الالهية والعلم الالهي لتأكيد حالة العالمية في المصطلح القرآني الشمولي [ غايات الخلق المرادة ] واتجاهاته في القرآن الكريم :

وليكون مصطلح [ العالمية ] في القرآن شاملا لكل سمات التقدير الالهي

[ العالمية الربانية ] فيرتبط من الروح الى عالم الخلق والانشاء حالة [ العالمين ] بآفاقها وأنوارها .. فيكون مصطلح الاصطفاء هو تاج العالمية ، وهو قوله تعالى :

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ } آل عمران33

{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ } : آل عمران42..

وقوله تعالى في علاه :

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }الجاثية16 ..

فيكون الاصطفاء ملازما للتفضيل والخيرة الالهية في الصنعة والانشاء ..

وهكذا يكون مصطلح العالمية شموليا للذكر والانثي لقيومية الحالة الانسانية المنسوبة من أصلها

الى القيومية الربانية وهو تعالى { الحي القيوم }

الذي لا يموت ، أي ديمومة الاصطفاء والاختيار كونه قضاء الهي ثابت مساره الى ان يشاء الله تعالى .. وهكذا تنتهي مسائل التقدير ومتعلقاتها في مصطلح العالمية لتزدهر الحالة الالهية الخلقية في كساء حالة الخلق بالنور الالهي والشريعة الالهية .. أي من عالم الإشهاد الذاتي الالهي في سر الغيب وأعماق روح النور الالهي الى حالة الظهور والاستعلاء الأرضي والسماوي برمزيتها النورانية الى حالة ملكوت السموات والأرض المستعلي بالأمر الالهي ..

وملكوت السموات والأرض كما شرحناه تفصيلا هو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم

انظر في موسوعتنا في المصطلح القرآني : مصطلح ” ملكوت السموات والأرض في القرآن والتوراة والانجيل ” تحت الطبع : وسينشر قريبا في موقع ” مركز دراسات أمة الزهراء على شبكة الانترنت ..

: مصطلح محمد ” الحقيقة المحمدية ” هو أصل كل الكلمات النورانية المختارة قبيل الخلق وكلها من كلمة النور العرشية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..

الموضوع مفصلا في كتابنا : خلق الله تعالى آدم عليه السلام والصلوات من أجل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن من أجل عترته المطهرين عليهم السلام :

منشور سابقا ولا حقا على موقع أمة الزهراء عليها السلام

{ سلام على آل ياسين }

وهذه الكلمات النورانية هي أصل الخلق ومخلوقة قبيل آدم عليه الصلاة والسلام :

{ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة33

.. انها الكلمات العلية القدر التي اقسم أبونا آدم عليه الصلاة والتسليم إلى حضرة جناب الله تعالى للغفران علمها إياه جليل الملائكة جبرائيل عليه عظائم الصلوات والتسليم ..

فقال له عليه السلام قل :

" اللهم إني أسألك بحق محمد وبحق آله الطاهرين إلا غفرت لي فيغفر الله لك " فدعا به عليه الصلاة والسلام فغفر الله له .. فهذا هو الجاه الالهي في كلمة النور المحمدية :

أصل الأنوار الخلقية ...

دراستنا الهامة : خلق الله آدم عليه الصلاة والسلام من أجل محمد وآله المطهرين عليهم السلام والصلوات : منشور على مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام .

وفي الرواية الصحيحة :

" عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد أن غفرت لي، فقال الله : فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد؟ فقال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك رفعتُ رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا (لا اله إلا الله محمدا رسول الله) ، فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: صدقت يا آدم إنه أحب الخلق إلي، وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك" .. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

" كنت نبيا وآدم عليه السلام بين الروح والجسد "

أي أعطيت روح الكلمة الحياة والخلق والرسالة في السماء قبيل الأرض المخلوقة من أجله صلى الله عليه وآله وسلم :

وهذا هو جوهر مصطلح الارسال كما فصلناه في موسوعتنا : في المصطلح القرآني..

أنظر موسوعتنا في المصطلح القرآني باب ” مصطلح الثورة في القرآن الكريم : منشور على موقع مركز دراسات أمة الزهراء : وعلى :

شبكة آفاق العقائدية > مسجل باسم ” الهدى “ الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي

http://aafaaq.org/vb/showthread.php?p=793 :

أنظر في الموضوع للأهمية دراستنا المنشورة بعنوان : ثورة المصطلح القرآني وغاياتها الحضارية : نشر في موقع الحقائق بتاريخ : بتاريخ : الخميس 26-08-2010 10:02 مساء : ونشرت على موقع منابر العراق الثقافية : وعلى موقعنا : موقع الساجدون في فلسطين :

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/08

ثانيا حركة الاصطفاء العالمية المحمدية :

وهو في قوله تعالى :

{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28 : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33 :

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } الصف9 :

لتنتهي حالة الاصطفاء والاختيار الالهية الى حالة الظهور الخاتم المحمدي .. وهي الوصال بين زمن النبوة المحمدية الأرضية الأولى الى زمن النبوة المحمدية الخاتمة وهو عصر التجديد الالهي الخاتم .. وهو ما عرفناه في كتاباتنا بمصطلح ” زمن التجديد الخاتم ” وهذا الزمن هو زمن الظهور المحمدي على الدين كله : أي انتقال كلمات الله الروحية ” الحقيقة المحمدية ” الى حالة استعلاء أرضية كاملة

: { ليظهره على الدين كله } ..

انها حالة وجود الأمة المحمدية بمستوى ” العالمية ” وهذا هو جوهر مصطلح العالمية الربانية في قلب القرآن .. وهنا ومنذ البداية يجب أن ندرك قيمة مصطلح ” الشكر الالهي الذاتي ” أو ( حركة ظهور الشاكرين ) ودلالات هذا المصطلح المهيب في عالم الجلال .. لأن الله تعالى عندما يمتدح ذاته يجب ان تدرك حركة الخلق سر هذه العظمة الالهية وعالم الجلال الالهي لتكتشف من خلال هذا التعظيم سرها في حركة العالمية وترشيحها لمهمات هذه العالمية وريادتها .. هذا الجناب الالهي الذي لا يستوعبه سوي الله تعالى وحركة الراسخون في العلم وهم النبوة المصطفاة عترة النبوة ونجوم الهدي من أئمة البيت النبوي عليهم الصلاة والتسليم ..

{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7 : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28 :

{ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } : التوبة33 : وفي

الظهور كمصطلح روح التحدي والشهادة في العالمين .. ولهذا سمي الظهور فتحا وإسقاطا للمشروع الوثني الأعرابي .. وهو ما عرفناه في قرائتنا للمصطلح بمصطلح ” حركة الشرك الأعرابية ” ..

انظر موسوعتنا في المصطلح القرآني : ” مصطلح الأعراب في القرآن الكريم ” سينشر بمشيئة الله تعالى قريبا في موقعمركز دراسات أمة الزهراء ” على شبكة الانترنت

" عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ] (58)

(58) الكتاب : الطبقات الكبرى ج1/ 20 ، المؤلف : محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري ، الناشر : دار صادر – بيروت = نفس المصدر : المجلد 1/ 17 ط دار الكتب العلمية بيروت ج1/ 1418 ــ 1997 = الحديث في صحيح مسلم : الفضائل /3 = الترمذي ج5/ 400 قال : حديث حسن صحيح .. وفي سنن الترمذي رقم 3148 ، 3615= مسند أحمد ج11/281 ، 213 = الدر المنثور ج3/ 295 = كنز العمال رقم 32122 : هامش الطبقات الكبرى ص18

" روى الترمذي بسنده عن ... الأوزاعي ثنا شداد أبو عمار قال حدثني واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الله اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ] (94 )

(94) المعجم الكبير : ج 22/66 رقم 161 المؤلف : سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل .. الطبعة الثانية ، 1404 – 1983 : تحقيق : حمدي بن عبد المجيد السلفي = مسند أبي يعلى ج13/ 391 رقم 7485 : الناشر : دار المأمون للتراث – دمشق الطبعة الأولى ، 1404 – 1984 : تحقيق : حسين سليم أسد

وهنا كان القرآن الكريم قد ربط جدليا بين حالة الشكر الالهي الذاتي وحركة الاستعلاء المحمدية والظهور المقدس وهو زمن العالمية الالهية الخاتمة .. والتي يسود فيها السلم العالمي والعدل العالمية : وهو المتجلي في قوله تعالى :

{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ }الصافات79 ..

ولتحقيق هذه الحالة لا بد من سفينة نوح القادمة وأمر الطوفان القادم بات لازمة من لوازم ثورتنا الالهية السماوية لرد اعتبارنا في وجه ثورة الأعراب اليهودية .. وقد فصلت مصطلحات النبوة المحمدية حقائق البعد العالمي للرسالة بأنها هي عالمية العدل الالهي الخاتمة .. وهو الذي ربطها المصطلح الحديثي بخليفة الله المهدي الالهي الخاتم ” يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ” المهدي من ولدي يملأ ها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا

أي يملأ الدنيا وهذا العالم بالعدل الالهي ، وهذا جوهر مصطلح

( الارسال ) قوله تعالى :

{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33

وليظهره : فيه التأكيد والتعظيم للمستقبل الواعد وهو زمن العالمية ..

والتي فيها التحدي للمشركين وهم الأعراب الأشد كفرا ونفاقا

" الأعراب الفريسيون الوثنيون " ..

ولهذا كان مصطلح العالمية محفوفا في القرآن وتفصيلات النبوة المقدسة بمقام الجلال والعزة الالهية .. وما الواقع الأعرابي إلا صورة مقلوبة لحالة الانحراف الأعرابي الأموي المبكر وهو الذي قتل المشروع الانساني وصورة العالمية الاصطفائية من مساحة الواقع وكذلك مساحة الساحة العالمية … وجعل العالم الغربي المتفرد بالقرار .. ولهذا تميزت العالمية بحمل كلمة الله ، لتكون كلمة الله هي العليا .. وهو قوله تعالى :

{ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40 ..

وهذه الحالة الاستعلائية للعالمية الربانية هي التي تحقق كلمات الشكر الالهية وسيادة الحقيقة المحمدية على الدين كله ولو كره المشركون .. بحيث يصل الدين ويبلغ ما بلغ الليل والنهار ..

ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر

إلا أدخله الله هذا الدين

هذا الحديث صحيح وثابت وصححه الألباني في السلسلة تحت رقم الحديث (3) مجلد (1) وأخرجه الإمام أحمد عن تميم الداري مجلد (4) صـ (103) وعن مقداد بن الأسود مجلد (6) صـ (4) وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن منده في الإيمان (1085) والبيهقي في السنن (9/181) وأخرجه البخاري في التاريخ (2/150)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/231) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (6155) والحاكم (4/430) وأخرجه الطبراني في الكبير (1280) وأورده الهيثمي في المجمع (6/14)، وقال رواه أحمد والطبراني ورجال رجال الصحيح. (” الحديث (رواه مسلم برقم -2889-، وأبو داود -4252-، والترمذي -2203- وصححه، وابن ماجه -3952-، وأحمد 5/278، 284(

وهنا يمكن إدراك حقائق الاصطفاء الالهية والمتجهة بالوحدانية نحو العالمية وخطاب الأمم بالرحمة والهداية وهو ما نفصله بمشيئة الله تعالى في عناوين مبحثنا ..

ثالثا : الشكر الالهي الرباني :

وقد تجلى هذا الثناء الذاتي الالهي في فاتحة الكتاب العزيز بقوله تعالى :

{ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الفاتحة2

وانتهي للتعريف بالقدر الالهي بعد الشكر بأنه مالك الملك ومالك يوم الدين . .. والملك ليوم الدين هو صميم المدخل لحالة الظهور والاستعلاء الاسلامي توطئة لزمن التجديد العالمي والعالمية الربانية الخاتمة … وسورة الفاتحة هي روح التجلي والتفرد الوجداني الروحاني الاستعلائي بالله رب العالمين وروح الاستغاثة من قوة الله المهيبة .. وهو مالك يوم الدين وهو ذلك اليوم المشهود والحاسم في ختم زمان العالمية والدنيا بأسرها .. وهنا نلفت النظر ان مصطلح العالمية هو مصطلح محدود بوجودنا في العالم .. لينتهي ملف العالمية الى رحاب المصطلح الأوسع وهو مصطلح ” الرحمة الالهية ” في دار الآخرة والتي فيها كمال الجزاء ..

{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }غافر17

.. ورحاب عالم الرحمة الالهية فيه استيعاب العالمية الربانية وطيها في ذاكرة روح الغيب .. وهنا جاء في فاتحة الكتاب الدليل لاستلهام كلية عالم المصطلح القرآني لتفسير الحالة للفوز والنجاة .. في ربط الاستعانة بالعبودية

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5..

وربط مشروع الهداية بالصراط العدل المستقيم ليستقيم المصطلح بالأمة نحو تمام العدالة الالهية :

{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }الفاتحة6.. {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }الصافات118 ..

وفي تفسيرنا آل البيت النبوي المحمدي أن الصراط المستقيم هم أهل البيت الذين لا يستقيم الاسلام إلا بحبهما وموالاتها وإحقاقهما كمرجعية إلهية للحق الالهي [ علي مع الحق والحق مع علي لا يفترقان حتي يأتيا علي الحوض ] [ علي مع القرآن والقرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ] والرواية موجودة في عشرات المصادر الاسلامية الصحيحة ..

ولهذا كان أهل البيت عليهم السلام هم قطب الرحى في حركة الاسلام الدائرة عبر الأزمان وهم روح وأساس الاسلام ( أساس الاسلام حبي وحب أهل بيتي ) وهم قانون حركة العالمية الربانية السماوية ..

وفي الحديث [ لا تقدموهما فانهم خير منكم ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ] ولا يختلف اثنان أن : حبهم إيمان وبغضهم نفاقا وكفرا والعياذ بالله تعالى .. وهم مشروع الهداية الالهية وفي قوله تعالى في سورة الرعد قوله تعالى :

{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }الرعد7

.. وفيها مصطلح المنذرين ومصطلح الهادون وكلاهما يختصر إلهيا في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام .

.. وعندما نزلت الآية وفي جموع الصحابة الأبرار رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[ أنا المنذر وعلي الهادي وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي " :

الحديث : وفي كنز العمال للمقتدى الهندي جملة من أحاديث التشريف للعترة المطهرين : [33012 أنا المنذر وعلى الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي ( الديلمي - عن ابن عباس ) . 33013 أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة - يعني عليا . ( الخطيب عن أنس ) . 33014 أيها الناس لا تشكوا عليا ، فوالله ! إنه لأخيشن ( 2 ) في ذات الله عز وجل وفي سبيل الله . ( حم ، ك ، ض - عن أبي سعيد ) . 33015 يا أيها الناس لا تشكوا عليا ، فوالله إنه لأخيشن في دين الله . ( حل - عن أبي سعيد ) . 33016 تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني عليا . ( طب - عن كعب بن عجرة ) . 33017 لا تسبوا عليا فإنه ممسوس في ذات الله تعالى . ( طب ، حل عن كعب بن عجرة ) . ]

المتقي الهندي : ( كنز العمال ) ، الجزء : 11، ص 620 ، الوفاة : 975 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا ، سنة الطبع : 1409 – 1989 م ، الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت – لبنان

وما يفاد في جوهر قرائتنا هو التركيز على سمات الهداية والانذار وهي المقتصرة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المطهرين عليهم الصلاة والسلام .. وهم العروة الوثقى.. ما لم يخفيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام وهو أمير العترة ونقطة الاستقطاب لها نحو الصراط المستقيم المركزي وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم

حيث قال علنا في الأمة :

" أنا المنذر وعلى الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي "

نفس المصدر السابق : المتقي الهندي : ( كنز العمال ) ، الجزء : 11، ص 620 = إبن جرير الطبري : ( جامع البيان ) : الجزء : 13 ، ص 143 ، الوفاة : 310 ، المجموعة : مصادر التفسير عند السنة ، تحقيق : تقديم : الشيخ خليل الميس / ضبط وتوثيق وتخريج : صدقي جميل العطار ، سنة الطبع : 1415 – 1995 م ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان .. وفي العديد من المصادر الاسلامية .. ( ذكرناها في كتابنا : أهل البيت الولاية التحدي المواجهة : ” باب أهل البيت في القرآن الكريم ” = وذكرناه في جملة دراساتنا المصطلحية القرآنية

[ وروى عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال : ( أنا المنذر ) وأومأ بيده إلى منكب علي بن أبي طالب (عليه السلام ) فقال :

( فأنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي )

الثعلبي : ( تفسير الثعلبي ): الجزء : 5 ، ص272 ، الوفاة : 427 ، المجموعة : مصادر التفسير عند السنة ، تحقيق : الإمام أبي محمد بن عاشور ، مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1422 - 2002م ، المطبعة : بيروت - لبنان - دار إحياء التراث العربي ، الناشر : دار إحياء التراث العربي = الآلوسي : ( تفسير الآلوسي ): الجزء : 13 ، ص 108 ، الوفاة : 1270= ابن عساكر : ( تاريخ مدينة دمشق ) ، المؤلف : ، الجزء : 42 ، ص 360 ، الوفاة : 571 ، المجموعة : أهم مصادر رجال الحديث عند السنة ، تحقيق : علي شيري ، سنة الطبع : 1415 ، المطبعة : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان= الرازي : ( تفسير الرازي ) : الجزء : 19 ، ص 14 ، الوفاة : 606 ، المجموعة : مصادر التفسير عند السنة ، الطبعة : الثالثة = الشيخ الطبرسي : ( تفسير مجمع البيان ) : ، الجزء : 6 ، ص 15 ، الوفاة : 548 ، المجموعة : مصادر التفسير عند الشيعة ، تحقيق : تحقيق وتعليق : لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م ، الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان = محمد بن مسعود العياشي : ( تفسير العياشي ) : ، الجزء : 2 ، الوفاة : 320 ، المجموعة : مصادر التفسير عند الشيعة ، تحقيق : تحقيق وتصحيح وتعليق : السيد هاشم الرسولي المحلاتي ، الناشر : المكتبة العلمية الإسلامية – طهران

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفي سر مصطلح العالمية سر التسليم لله رب العالمين وهو تعالى السلام المؤمن المهيمن .. والتسليم لله المتعالي والرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو أساس الهداية واجتياز الصراط المستقيم نحو الرضا الالهي ..

{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }البقرة131

والقرآن يتحدث عن أساس الاحتجاج في حسم معركة النور مع الظلام والاسلام مع الكفر هو الاذعان والتسليم والاستضعاف والتذلل في عالم القرب الالهية .. وهذا هو مصدر قوتنا في انحياز الارادة الالهية لنا في معركتنا الحاسمة مع ظاهرة ( المشركين ) ودول الكفر العالمية وهو الذي يتجه نحو الفرز الخاتم لزمن العالمية الربانية :

{فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }آل عمران20

.. ان مشروع الهداية هو في الأساس مشروع إحيائي وليس فيه سمات الدموية والقهر وسياسات الدجل والاكراه

} لأن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } المائدة28

أي الاستلام لله تعالى في مقاديره

} قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام71

.. والسلام والاستسلام مصطلحان يشكلان قلب الرضا والشكر الالهي .. ولزم هنا التحول بالمفردات والمصطلحات القرآنية نحو حالة العالمية الأرضية ليتحقق أولا مشروع الهداية ومشروع القرآن العالمي والاحيائي .. بما يمكن الاصطلاح عليه في مفرداتتنا وأوراقنا الثورية بعناوين " " العالمية القرآنية ، عالمية الشكر الالهي ، الشكر الالهي العالمي : وهو المستخلص نوره الاصطلاحي من قوله تعالى :

{ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }غافر65

{ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الجاثية36

: خلاصة الشكر والثناء لالهنا القدوس هو قلبنا النابض وعشقنا الأزلي في نور العبودية لله رب العالمين : وخلاصة الاستهداف في مشروعنا الثوري الروحي الخاتم بقيادتنا التجديدية المعاصرة والمقبلة وهو خليفة الله تعالى في زمن الخاتمة ... وهو ما عرفنا في مصطلح القرآن والتوراة والتجديد ( زمن التجديد ) بتعبير السيد الروحاني السماوي عبد الله المسيح عليه السلام .. وثورتنا المحمدية هي ينبوع رؤيتنا التجديدية الخاتمة .. ولها يحيي الله العزيز القدير كل الأشهاد في قيامة النهضة الخاتمة وزمن الانتصار الالهي الوشيك وبالحق أنزلناه وبالحق نزل .. قول الحق الفصل ..

{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51

.. ولهذا ستكون ثورة المصطلح القرآن القادمة هي ينبوع مشروعنا القادم في تفجير نور الوجهة القرآنية ...

" وهو ما سنفصله بمشيئة الرحمن في : " موسوعتنا في : المصطلح القرآني "

: أنظر في الموضوع للأهمية دراستنا المنشورة بعنوان : ثورة المصطلح القرآني وغاياتها الحضارية : نشرت على منافذنا الاعلامية

: كما نشر في موقع الحقائق بتاريخ : بتاريخ : الخميس 26-08-2010 10:02 مساء : ونشرت على موقع منابر العراق الثقافية : وعلى موقعنا : موقع الساجدون في فلسطين : http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/08

رابعا : الشكر الالهي نور العالمية الربانية :

وفي قراءة مصطلح الشكر في القرآن :

قراءة حالتين من الشكر في العالمية الالهية :

وفيها ظلال قوله تعالى لداوود النبي والعارف بالله عليه الصلاة والسلام والقراءة النورانية المحمدية المهدوية الخاتمة : ( عالمية الثقلين ( :

{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13

هما : حالة آل داوود عليهم السلام .. وهو الذي ملك نور العالمية الأرضية خطوة نحو العالمية الالهية الخاتمة العظمي للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المطهرين عليهم السلام أمة من نور الشاكرين .. وفي تفسيرنا لسورة سبأ ذكرنا في وجهتنا التفسيرية أن في ضوء المثال والأنموذج القرآني : المقصود بآل داوود عليهم السلام هم آل النبي محمد عليهم السلام والصلوات فهم البقية النورانية الخاتمة وهم القلة الشكورة في الأرض ..

{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }إبراهيم1

.. والمن { مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه } في الآية هم عباد الله المخصوصين بقوله تعالى عباد لنا أولي بأس شديد الذين يجوسون الديار المقدسة ويجتثون شجرة الافساد الوثنية في إسرائيل الخزرية ..

وهم بقية إبراهيم خليل الرحمن وهم آل إبراهيم عليهم السلام ..

أعطاهم الآخرة على الأولى : أي مجد الملكوت في كل الأرض يختم بهم المتعالي الممجد عالميته الخاتمة وارثين لعالمية كل الأنبياء والمرسلين .. وصناع المجد والعالمية الالهية الوارثة و الخاتمة .. قدما نحو عالمية المتوكلين ..

{وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } إبراهيم12 ..

انها " ثورة المتوكلين الشاكرين " وهم رواد العالمية الخاتمة .. ذروتهم النورانية الفذة هو إمام العالمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومنه الأشهاد المنصورون الذين يقومون في آخر الزمان يشهدوا ويقاتلوا بالحق وللحق على المحور الشامي المقدس وقلب فلسطين المباركة .. همهم هو الانتصار لخط الأنبياء والمقدسين عليهم الصلاة والسلام والمظلومين في الأرض عليهم نور الله ورضوانه .. ومن أجل الحق مستبقون بقية لله المتعالي :

{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 وحزبه الخاتم المفلحون ..

وفي الآية الأنبياء المعصومين وآل محمد المطهرين

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا }

هم كلية الأشهاد المنصورين ..

وهو قوله تعالى :

{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{120} شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {121} وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {122} ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {123} : سورة النحل

.. وإتباع الحنيفية السمحاء هي صفاء المجد النوراني الفطري الشامخ في جدنا وأبينا إبراهيم الخليل عليه السلام .. زخم النور الملكوتي يكون مزهرا جليا كثمرة عالمية الزهراء الملكوتية التي أنجبت من الفطرة المحمدية أصل الأنوار المخلوقة عالميتنا الممجدة الخاتمة .. ومحاولة الفصل بين الفطرة الابراهيمية والفطرة النورانية المحمدية هو تفسير مقلوب لثورتنا الابراهيمية المحمدية الخاتمة ..

النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته هم

القلة الشاكرون السادة

قال تعالى في علاه :

{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13

وبالنظر لملامح التفسير ومعاني المفرد القرآني ( داوود ) في موسوعة المفردات الخاصة بالأنبياء عليهم السلام : اسم داوود عليه السلام يقسم الى مقاطع لغوية : وهي داي وفود وينطق ، وتعني : ( المحبوب) وسمُّي بالمحبوب .. " للرواية الثابتة عن أن آدم من ذريته شاب أشقر الشعر وأزرق العين فقال: يا رب من هذا ؟ فقال الله: هذا ولد من ذريتك , فقال آدم: وكم يعيش ؟ فقال الرب: يعيش ستِّين عاماً, فقال آدم: أي ربِّ أنسئ له من عمري أربعين عاماً ففعل الله تعالى , فعاش نبي أحبَّه عن غيره فسُمِّي محبوباً " ..

http://forum.aljayyash.net/44769.html

وفي قاموس الكتاب المقدس اسم داوود عليه السلام معناه المحبوب ، محبوب " .

قاموس الكتاب المقدس ص 360 ، ط مكتبو العائلة ، ط 14 ، مطبعة الحرية لبنان 2001 م

ويلاحظ في الحاسوب العددي لألفاظ القرآن الكريم أن اسم داوود عليه السلام لم يرد سوى مرة واحدة في القرآن ، وأيضا آل داوود وردت لمرة واحدة في القرآن :سورة سبأ : 13 .. مما يكشف عن سر إعجازي قرآني في التفرد التوحيد الذي لم يأت في القرآن إلا لأمر عظيم وخطب جليل .. واسم داوود عليه السلام له دالته في منظومة العبودية الروحية والوصال الالهي بما يؤكد ان هذه الرمزية في المثال والأنموذج له دلالته في

مصطلح العالمية وملك الدنيا الذي لم يتكرر تاريخيا سوى في خمسة رموز خاتمهم المهدي الوعود المخلص للعالم نسل النبوة والعترة المباركة وسليل الأمير علي والمباركة الزهراء بنت محمد عليهما السلام .. والفائدة التي تأتي في معاني اسم داوود تفيد تعبير هام وهو " المحبوب " والمحبوب في الأنبياء لدى الله رب العالمين هو رمز العالمية الالهية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بما يؤكد في نظرتنا التفسيرية في المثال والأنموذج وفي المثال الموسوي الهاروني الدليل في التجربة السليمانية الداوودية عليهما الصلاة والسلام ..وهذه الرمزية تؤكد حالة الشاكرين الخاتمين القليلة المخصوصة في الاصطفاء

{ عباد الله المخلصين }

يتبع بقية القراءة البحثية في الصفحة التالية بمشيئة الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق